شمسة بنت حمدان: تخصيص ريع «عطايا» للمتأثرين من الحرب في غزة
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
أبوظبي/ وام
أعلنت حرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، مساعد سمو رئيس الهيئة للشؤون النسائية رئيسة لجنة عطايا العليا، عن إطلاق الدورة الـ 13 لمبادرة «عطايا»، التي يصاحبها معرض، خلال الفترة من 15 وحتى 20 يناير/ كانون الثاني المقبل في مركز أبوظبي للمعارض «أدنيك» ـ قاعة المارينا.
وأكدت سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، أن التحديات الإنسانية الراهنة التي يواجهها الأشقاء الفلسطينيون في قطاع غزة تتطلب تفعيل الشراكات، لتعزيز مجالات التضامن مع أصحاب الحاجات وتلمّس احتياجاتهم. وأوضحت أن هذا التوجه جعل «عطايا» منسجماً مع الرسالة الإنسانية العالمية التي تضطلع بها الإمارات، في ظل القيادة الرشيدة، حتى أصبحت الإمارات واحدة من أهم الدول المانحة للمساعدات الإنسانية والتنموية، على مستوى العالم.
جاء ذلك، خلال كلمة سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، والتي ألقاها نيابة عن سموّها، راشد مبارك المنصوري، الأمين العام المكلف لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، في المؤتمر الصحفي الذي عقد، الثلاثاء، بمقر الهيئة في أبوظبي للإعلان عن الدورة الـ13 لـ«عطايا».
وقالت سموها: لقد ساهم «عطايا» خلال السنوات السابقة في إيجاد حلول جذرية، شملت العديد من القضايا الإنسانية المهمة في مجالات مختلفة، صحية وتعليمية واجتماعية، وغيرها من المجالات الخدمية الأخرى، ونفذت في هذا المجال مشاريع حيوية في العديد من الدول التي استفاد منها أكثر من مليون فرد؛ ومن هذا المنطلق كان لابد من المضي قدماً في هذا المجال لتحقيق المزيد من الأهداف والمكتسبات الإنسانية، وتعزيز التنمية المستدامة في الدول الأقل حظاً، من أجل توفير رعاية أكثر للشرائح والفئات الضعيفة.
وأشارت سموها، إلى أن هذه الدورة تأتي في ظروف استثنائية، يواجهها أشقاؤنا الفلسطينيون في غزة، تتمثل في تحديات مختلفة، وتتطلب تحقيق رؤيتنا في هذا العام من أجل أن تتواصل حملة «تراحم من أجل غزة»، لإغاثة المتأثرين من الحرب، في تعبير صادق عن نهج الإمارات في التضامن والتعاون الإنساني مع الأشقاء.
وفي هذا الإطار سيكون «عطايا» هذا العام من أجل غزة: «يداً بيد لحملة ـ تراحم من أجل غزة»، حيث سيخصص ريعه لدعم الأشقاء الفلسطينيين الذين يواجهون ظروفاً إنسانية صعبة بسبب الحرب في قطاع غزة، تعزيزاً للجهود السامية للدولة من خلال هذه الحملة التي لاقت إقبالاً كبيراً من كل شرائح المجتمع.
وأضافت سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان: هدفنا الأسمى هو التضامن مع الأطفال الذين يشكّلون نصف سكان القطاع، من خلال توفير الاحتياجات الأساسية لهم ولأمهاتهم، إضافة إلى المستلزمات الصحية ومواد النظافة العامة.
وفي ختام كلمتها، جدّدت سموها الشكر والتقدير للشركاء الاستراتيجيين لمبادرة هذا العام، وهم: ديوان الرئاسة ـ ديوان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، والداعمون بنك أبوظبي التجاري.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات عطايا قطاع غزة فلسطين فی هذا من أجل
إقرأ أيضاً:
المتاحف.. مرايا الحضارات وذاكرة الإنسانية
الاتحاد (أبوظبي)
في عالم يتسارع إيقاعه نحو المستقبل، تقف المتاحف شامخة كحصونٍ للذاكرة، تحفظ في جنباتها تاريخ الشعوب وإرث الحضارات. وفي الثامن عشر من مايو من كل عام، يحتفي العالم بـ«اليوم العالمي للمتاحف»، الذي أقره المجلس الدولي للمتاحف (ICOM) منذ عام 1977، ليذكّر بأهمية هذه المؤسسات الثقافية باعتبارها مراكز حيوية للتعليم والتبادل الثقافي والحوار بين الأجيال. يأتي هذا اليوم ليؤكد أن المتاحف لم تعُد مجرد مخازن للآثار والتحف، بل تحوّلت إلى فضاءات نابضة بالحياة، تجمع بين الماضي والحاضر، وتمنح المجتمعات أدوات لفهم ذواتها والعالم من حولها. ومع التحديات البيئية والاجتماعية والرقمية، التي تواجه العالم اليوم، أصبح دور المتاحف أكثر إلحاحاً في تعزيز الوعي بالتنمية المستدامة، وحماية التراث الثقافي كإرث مشترك للبشرية.
وتحرص المؤسسات الثقافية في مختلف دول العالم، وفي مقدمتها دولة الإمارات، على إحياء هذا اليوم عبر مبادرات ومعارض وفعاليات خاصة، تعزّز من مكانة المتاحف كمحرك للتنمية الثقافية، ومنصة للحوار الحضاري، وجسر يربط الأجيال بالهوية والانتماء.
وفي تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» قال الدكتور بيتر ماجي، مدير متحف زايد الوطني: «بينما نحتفي باليوم العالمي للمتاحف تحت شعار «مستقبل المتاحف في مجتمعات سريعة التغيّر»، أتأمل في الدور المتنامي، الذي تؤديه المتاحف الوطنية في عالمنا سريع التحوّل. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة -حيث يمكن اتباع تاريخ الوجود البشري على هذه الأرض لما يقارب 300 ألف عام، وحيث تُشكّل التنمية والتقدّم محوراً لكل ما نقوم به- يغدو هذا الدور أكثر أهمية من أي وقت مضى. المتحف الوطني ليس مجرد مكان لحفظ القطع الأثرية، بل هو مؤسسة حيّة ومنصّة للتواصل الثقافي. ومع نمو مُدننا، وتنوّع مجتمعاتنا، وتغيّر أساليب تفاعلنا مع الثقافة، تصبح المتاحف الوطنية مطالبة بالتكيّف مع هذا الواقع المتجدد دون أن تتخلى عن مهمتها الجوهرية المتمثلة في صون الماضي، وتفسيره، ومشاركته مع الأجيال الحاضرة والمستقبلية».
ويضيف: «في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تتجذّر التقاليد في عمق الحياة اليومية، ويتسارع الابتكار بخطى غير مسبوقة، تقف المتاحف عند مفترق طرق مهم. فهي تملك موقعاً فريداً يؤهلها لمساعدة المجتمعات على التكيّف مع التغير، ليس فقط من خلال تقديم السياق والاستمرارية، بل أيضاً عبر الإلهام واستشراف المستقبل. وسواء عبر التحول الرقمي، أو اعتماد نماذج جديدة للمعارض، أو توسيع الشراكات المجتمعية، علينا أن نعيد التفكير في كيفية قيام مؤسساتنا بدورها في خدمة المجتمع. وفي متحف زايد الوطني، نحن ننطلق من رؤية الوالد المؤسّس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، التي لا تزال قيمه الراسخة تُشكّل الدافع الأساسي لإنشاء متحف وطني يخدم أبناء هذه الأرض. وبصفته مؤسسة ثقافية بارزة، يكرّم متحف زايد الوطني التزام الشيخ زايد بالتعليم، والهوية، والتقدم».
ويتابع مدير متحف زايد الوطني قائلاً: «خلال رحلتنا، طرحنا على أنفسنا تساؤلات جوهرية: كيف يمكن لمجموعاتنا ومقتنياتنا أن تُخاطب الجيل الجديد؟ كيف نصل إلى فئات قد لا تسنح لها فرصة زيارة المتحف؟ كيف نصبح أكثر انفتاحاً وشمولاً واستجابة لاحتياجات المجتمع من حولنا؟ نعمل في متحف زايد الوطني على التواصل مع مجتمعنا بكل وعي. ومن خلال برامج التفاعل المجتمعي، والشراكات مع جهات عدة مثل مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، والمدارس والجامعات، نسعى إلى بناء جسور جديدة من التواصل والارتباط. ونحن نرى المتحف كمساحة مدنية نابضة بالحياة، تلتقي فيها الثقافة والتعليم وأنماط الحياة اليومية».
وأكد الدكتور بيتر ماجي أنه ينبغي على المتاحف الوطنية أن تؤدي دوراً فاعلاً في تعزيز فهمنا للتاريخ والإرث الثقافي الذي تمثّله. ومن خلال دعم البحث العلمي، وتبني شراكات بحثية مبتكرة، يصبح السرد المتحفي أكثر حيوية وتجدداً، ويواكب التقنيات والأساليب البحثية الحديثة والمبتكرة.
وأشار إلى «أنه في متحف زايد الوطني، تنطلق مهمتنا البحثية من رؤية واضحة تهدف إلى ترسيخ مكانتنا كمؤسسة عالمية المستوى. وهذه الرؤية ألهمتنا في اكتشافات بارزة، من بينها الكشف عن نص غير مرئي سابقاً على إحدى صفحات «المصحف الأزرق» من خلال فريق من الباحثين المتخصصين. كما أعدنا إحياء جانب من تاريخنا البحري العريق من خلال مشروع إعادة بناء «قارب ماجان» من العصر البرونزي، الذي تم تنفيذه بالشراكة مع جامعة زايد وجامعة نيويورك أبوظبي».
مساحة نابضة بالحياة
واختتم مدير متحف زايد الوطني قائلاً: «في عالم سريع التغيّر، من الضروري أن تتطور المتاحف الوطنية بما يواكب احتياجات المجتمعات التي تنتمي إليها. فلكي نتمكن من رواية قصة هذه الأرض لا بد أن نصل إلى جمهورنا بطرق تعبّر عنهم وتلامس اهتماماتهم وتجاربهم. انطلاقاً من إرث الشيخ زايد، لا يقتصر دور متحف زايد الوطني على صون الماضي فقط، بل يشكّل مساحة نابضة بالحياة تتيح للأجيال القادمة فرصة التعرّف على مسيرة دولة الإمارات والمشاركة في رسم ملامح مستقبلها».