دعت جامعة الدول العربية ، مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب إلى ضرورة استكمال جهوده سواء في إطار العمل الاجتماعي الإنساني العربي المشترك أو على المستوى الثنائي لمواصلة احتواء الآثار الإنسانية والاجتماعية الكارثية على الفلسطينيين في قطاع غزة.

انقطاع الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة بسبب عدوان الاحتلال تغير كبير في الصحف العالمية تجاه ما يحدث في غزة

جاء ذلك في كلمة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية السفيرة الدكتورة هيفاء أبوغزالة اليوم الأربعاء في افتتاح أعمال الدورة الثالثة والأربعين لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب والتي تعقد بالقاهرة برئاسة وزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج خلفا لوزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة بدولة قطر مريم المسند ومشاركة وزراء الشؤون الاجتماعية العرب ومن يمثلونهم.

واقترحت السفيرة أبوغزالة ، في كلمتها ، أن يبقى المجلس في حالة انعقاد مستمر لحين استقرار الأوضاع في قطاع غزة..لافتة إلى أن المجلس ينعقد والعالم يشهد للأسف مأساة إنسانية غير مسبوقة سيتذكرها التاريخ طويلاً وستبقى عالقة في أذهان الأجيال الفلسطينية التي شهدت استشهاد أسرهم بالكامل في عملية وحشية لإسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) ترمي إلى الإبادة الجماعية لشعب أعزل يدافع عن حقه المشروع بل أصبح يدافع عن متطلبات الحياة الأساسية من مأكل ومشرب وعلاج ورعاية.

ونبهت إلى أن قطاع غزة فقد سبل الحياة اليومية الأساسية وتم تدمير بنيته التحتية، وللأسف لايزال العدوان مستمرا رغم كل المحاولات لإيقافه ..مؤكدة ثقتها في أن تلك الأحداث الصعبة لن توقف مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب من مواصلة عمله لتعزيز العمل الاجتماعي التنموي العربي المشترك في مختلف المجالات الاجتماعية ذات الصلة، ويعكس ذلك مشروع جدول الأعمال الذي يتضمن العديد من الموضوعات التي تمثل أولوية للإنسان العربي، ويُسهم في تعزيز الجهود العربية الرامية لتنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030، بالتركيز على الفئات الضعيفة في المجتمع، لاسيما الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن، ودعماً للموضوعات ذات الصلة بالطفولة والأسرة، وكذلك تقديم الدعم للمشروعات الاجتماعية في الدول الأعضاء، ورسم وتنفيذ السياسات الاجتماعية الناجعة.

وأكدت السفيرة أبوغزالة مجدداً على ضرورة مواصلة الدول الأعضاء لجهودها لسداد حصصها المقرة في الصندوق العربي للعمل الاجتماعي بوصفه الآلية التنفيذية لقرارات المجلس، والذي يقدم الكثير من الدعم رغم إمكانيته المحدودة .. معربة عن أملها في أن يتم دعم الصندوق لتحقيق أهداف المجلس السامية.

وقالت : "لدينا العديد من مبادرات مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب التي أقرتها القمة العربية الأخيرة في شهر مايو الماضي، والتي تتطلب جهودا حثيثة لتنفيذها، وقد حرصنا على ذلك في مقترح برامج وأنشطة المجلس في عام 2024 وفي إطار تنفيذ الخطة الخمسية للمجلس 2023 - 2027".. مشيرة في هذا الاطار إلى جاهزية الأمانة الفنية لتقديم سبل الدعم الفني للدول الأعضاء على المستوى الوطني لتنفيذ هذه المبادرات ووفقاً للمعايير الدولية وبالتعاون مع الشركاء.

وشددت على ضرورة دعم المركز العربي الدارسات السياسات الاجتماعية والقضاء على الفقر في الدول العربية، الذي تستضيفه الأردن.. داعية الدول الأعضاء التي لم تصادق علي نظامه الأساسي إلى سرعة المصادقة عليه.. مشيرة إلى أهمية مواصلة الإعداد للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الخامسة بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، وذلك في ضوء نتائج أعمال الدورة غير العادية لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب التي عقدت في الجمهورية التونسية في الأول من أكتوبر الماضي، وكذلك التحضير للقمة العربية القادمة في مملكة البحرين، وغيرها من الموضوعات المهمة ذات الصلة.

وتوجهت السفيرة أبوغزالة إلى المولى عز وجل بالدعاء أن يتوقف نزيف الدم في قطاع غزة، وأن تعود الأوضاع قدر الإمكان إلى طبيعتها، بما يمكن من المضي قدماً للتدخلات الاجتماعية والإنسانية بشكل أوسع وأسهل وبما يحقق المصلحة الفضلى للشعب الفلسطيني وأهالي القطاع.. قائلة : "لا يفوتني أن أشير إلى استكمال جهود مسيرة التنمية في كافة الدول العربية، وخاصة تلك التي تواجه صراعات وتحديات وكوارث".

ووجهت الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية ، في كلمتها ، إلى دولة الكويت الشقيقة وباسم جامعة الدول العربية بخالص العزاء والمواساة بانتقال الأمير نواف الأحمد الجابر الصباح إلى الرفيق الأعلى..كما توجهت بصادق التعازي والمواساة لأسرة آل الصباح الكرام، ولدولة الكويت قيادة وحكومة وشعباً، متمنية للأمير مشعل الأحمد الجابر الصباح التوفيق والسداد في قيادة دولة الكويت الشقيقة.

ونقلت السفيرة أبوغزالة تحيات الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط ، وتمنياته لأعمال مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بالتوفيق والنجاح وتأكيده على الدور الهام للمجلس، في دعم الوضع الاجتماعي والإنساني في قطاع غزة بشكل خاص، والدول العربية بشكل عام.

ونوهت بالجهود المهمة لوزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج بصفتها نائب رئيس الهلال الأحمر المصري لتوصيل المساعدات المصرية ومن الدول العربية ومجلسي وزراء الشؤون الاجتماعية والصحة العرب وكافة الدول الصديقة إلى قطاع غزة المنكوب.. مشيرة الى أن مبادرتها بإيصال مساعدات مجلسي وزراء الشؤون الاجتماعية والصحة العرب، مع الوفد رفيع المستوى الجامعة الدول العربية جاءت تأكيداً على حرصها على ضمان وصول تلك المساعدات وغيرها لأهل غزة ذلك فضلاً عن جهودها المقدرة كعضو دائم بالمكتب التنفيذي للمجلس، وحرصها على تعزيز العمل الاجتماعي التنموي العربي المشترك ..مؤكدة على مواصلة التعاون معها بما فيه صالح الشعوب العربية، وبما يدعم جهودها المقدرة في كافة المجالات الاجتماعية التنموية.

وتوجهت أبو غزالة ، بخالص الشكر إلى مريم المسند وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة بدولة قطر، على جهودها خلال ترؤسها لأعمال الدورة السابقة (42) للمجلس والتي شهدت العديد من الإنجازات على مستوى عمل المجلس، بداية من إطلاق إعلان الدوحة حول الأشخاص ذوي الإعاقة والفقر المتعدد الأبعاد، مواصلة تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030 وما بعد، في شهر يناير الماضي، ومروراً باعتماد التصنيف العربي للأشخاص ذوي الإعاقة، ومبادرة الوزيرة مريم بتنفيذه على المستوى الوطني، وغيرها من الإنجازات النوعية المهمة والتي لولا الدعم المقدر أيضاً لوزراء الشؤون الاجتماعية العرب، ما ظهرت تلك المبادرات المهمة للمجلس إلى النور وشكلت هذه النقلة المهمة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجامعة العربية الشؤون الاجتماعية وزراء الشؤون الاجتماعية العرب غزة جامعة الدول العربية

إقرأ أيضاً:

العمالة للغرب وعواقبها الكارثية على العرب

 

 

إن كل هزيمة يتعرض لها العرب على أيدي الغرب لم تأتِ فجأة، بل سبقتها سنوات طويلة من التحالفات والعلاقات الحميمية، يُوهم خلالها الحلفاء بأن المودة والمصالح المشتركة ستدوم. لكن التاريخ يثبت أن الغربيين لا يحفظون الجميل لأحد، وأنهم خير من يستغل الحلفاء أيما استغلال، قبل أن يتخلصوا منهم بشكل مهين ومتعمد.
هذه القاعدة لم تختلف بين أفغانستان والعراق واليمن، ولا بين أي نظام أو حركة تظن أنها قادرة على الاعتماد على الغرب. فالثمن الذي يدفعه الحلفاء المحليون غالبًا ما يكون باهظًا، شاملًا الانهيار السياسي، والفوضى الأمنية، والتدخل المباشر، والوصاية المعلنة أو المخفية، بما يبرهن أن أي علاقة حقيقية أو موثوقة مع الغرب للعرب هي مجرد وهم، وأن الخيانة التاريخية هي القاعدة لا الاستثناء.
في الماضي، تحالفت الوهابية مع واشنطن لدحر السوفيات من أفغانستان، ظنًا منها أن التحالف سيضمن لها الحماية والنفوذ الدائم. لكن هذه المودة لم تدم، ففي غضون سنوات قليلة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، انقلبت إلى رعب، لتبدأ الولايات المتحدة في ضرب الوهابية في أفغانستان وبقية العالم تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، مؤكدةً أن الغرب لا يعترف بالولاءات ولا يحفظ الجميل، وأن أي تحالف معه قائم على مصالحه الذاتية فقط، بغض النظر عن الثمن الذي يدفعه الحلفاء المحليون.
وفي السياق نفسه، تحالف صدام حسين مع واشنطن في الثمانينيات لضرب الثورة الإسلامية في إيران، في إطار الحرب العراقية–الإيرانية التي دامت ثماني سنوات. فصدام يعتقد أن الدعم الغربي، خصوصًا العسكري والاستخباراتي، سيضمن له التفوق على إيران، ويقوي موقفه الإقليمي داخليًا وخارجيًا. وقد حصل العراق على تمويل ضخم، وأسلحة متقدمة، ودعم سياسي من واشنطن وأوروبا، بينما كانت وسائل الإعلام الغربية تروج لصدام باعتباره خط الدفاع ضد «الخطر الشيعي الثوري».
لكن هذا التحالف لم يدم طويلاً، إذ أنه بعد نهاية الحرب، لم يلبِ الغرب أي مطالب لصدام، وبدأوا بشن العقوبات الاقتصادية عبر أدواتهم الخليجية قبل أن يستدرجوه إلى حرب الخليج في عام 1990م، لتستغل الولايات المتحدة هذا التصرف لتوجيه ضربات قاسية للعراق وفرض حصار اقتصادي صارم استمر أكثر من عقد، أدى إلى انهيار الاقتصاد وتفاقم الأوضاع الإنسانية، قبل التخلص منه نهائياً عام 2003م.
وفي اليمن، منذ عام 2004م، تحالفت واشنطن مع النظام الحاكم بشقيه الرسمي والإخواني ضد المشروع القرآني بقيادة السيد حسين بدرالدين الحوثي – رضوان الله عليه – جاء هذا التحالف في إطار سياسة أمريكية تهدف إلى حماية نفوذها في البلاد وضمان السيطرة على مفاصل القرار في اليمن، والتصدي لأي حركة ترى فيها تهديدًا للمشروع الصهيوني في المنطقة. وكانت النتيجة الأولى لهذا التدخل سقوط نظام علي عبدالله صالح، بعد أن ساعدت واشنطن حلفاءها من حزب الإصلاح في إسقاطه بثورة شعبية، وقد اعترف صالح لاحقاً أن تمكينه للإخوان من مفاصل الدولة كان بتوجيهاتٍ أمريكية، ليؤكد أنه والإخوان عملاء للبيت الأبيض، وأن واشنطن تضرب حلفاءها بحلفائها.
وبالنسبة لحزب الإصلاح، ورغم إعلانه البراءة من جماعة الإخوان، إلا أن حظر ترامب للجماعة شمل حزب الإصلاح باعتباره فرعها في اليمن، ولذلك عمدت واشنطن إلى إسقاط شرعيتهم المزعومة عبر المجلس الانتقالي بعد أن وجدت فيه الحليف الأرخص والأوفى من الإخوان وشرعيتهم المزعومة.
وحتى الشخصيات التي انسلخت من مواقفها ومبادئها سعيًا لضمان بقائها في السلطة، مثل العرادة واليدومي وغيرهما، لن تكون استثناءً من هذه القاعدة. فالتجربة تؤكد أن الارتهان لواشنطن لا يمنح حماية دائمة، بل يؤجل السقوط لا أكثر. فهؤلاء، كما غيرهم من الحلفاء المحليين، سيجدون أنفسهم في لحظة ما خارج الحسابات الأمريكية، لتكون نهايتهم السياسية إما العزل والإقصاء، أو التخلي الكامل، للأسباب ذاتها التي أطاحت بحلفاء سابقين جرى استهلاكهم ثم رُمي بهم عند تغير المصالح.
إن التاريخ يثبت أن كل تحالف عربي مع الغرب ينتهي بالخيانة والدمار، وأن أي وهم بالتعايش أو الاستقرار تحت مظلة القوة الغربية هو مجرد خدعة. ففي أفغانستان انقلبت المودة بين الوهابية وواشنطن إلى رعب، وفي العراق دفع صدام حسين ثمن تحالفه بالدمار والحصار ثم الموت، وفي اليمن أصبح الحلفاء المحليون رهينة للقرارات الأمريكية، ونهايتهم الحتمية هي العزل أو التخلي، تمامًا كما حدث مع سلفهم المرتبط بالمشروع الصهيوني العالمي.

مقالات مشابهة

  • العمالة للغرب وعواقبها الكارثية على العرب
  • ليبيا تشارك في الاجتماع التشاوري لوزراء البيئة العرب في نيروبي
  • جامعة الدول العربية تستضيف الاجتماع الخامس عشر لرابطة جمعيات الصداقة العربية الصينية
  • الجامعة العربية: قضايا الإرهاب والتطرف أصبحت ورقة في أيدي الساعين لتشويه هويتنا
  • وزير الرياضة يناقش استعدادات اجتماع مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب ومكتبه التنفيذي ولجانه المعاونة
  • الديمقراطية تدعو الدول الضامنة للتدخل لإنهاء مأساة أبناء غزة المعيشية والصحية
  • الجامعة العربية تدعو الجنائية الدولية لإدراج الإهمال الطبي بحق المعتقلين ضمن تحقيقاتها في جرائم الحرب
  • الجامعة العربية تدعو الجنائية الدولية لإدراج الإهمال الطبي بحق الأسرى ضمن تحقيقاتها في جرائم الحرب
  • الجامعة العربية تدين وفاة الأسير السباتين نتيجة الإهمال الطبي المتعمد
  • الجامعة العربية تستضيف مؤتمرا حول التكنولوجيات الحديثة والقانون الدولي الإنساني