دراسة كورية تكشف عن ارتباط الاكتئاب بانخفاض مستويات حمض التورين بالدماغ
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
لأول مرة، اكتشف فريق بحث في كوريا أن هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين الاكتئاب وتركيز حمض التورين في منطقة "الحُصين" في الدماغ المسؤولة عن وظائف الذاكرة والتعلم. يوفر هذا الاكتشاف الفرصة للتعريف بدور وأهمية التورين في الوقاية من الاكتئاب وتشخيصه وعلاجه في المستقبل.
وباستخدام المجال المغناطيسي الفائق (7 تسلا) أو (7T) للتصوير البشري بالرنين المغناطيسي، أكد فريق التحليل الكيميائي الحيوي (الدكتور يونغكيو سونغ، والدكتورة جي هيون تشو، والدكتور تشايجون تشيونغ) في المعهد الكوري للعلوم الأساسية BSI(الرئيس سيونغ كوانغ يانغ) أن تركيز التورين كان أقل بشكل ملحوظ في الحُصين لدى الشابات اللاتي يعانين من الاكتئاب.
الدراسة، التي أجريت بالتعاون مع فرق بحثية بقيادة الدكتورة تشي يون كيم من المعهد الكوري للطب الشرقي (KIOM) والبروفيسور جين هون سون في جامعة تشونغنام الوطنية (CNU)، هي نتيجة لمقارنة مجموعتين من المشاركات الإناث.
مجموعة من 36 مريضة تعاني من اضطراب الاكتئاب الشديد، ومجموعة مراقبة مكونة من 40 أنثى سليمة. وتتراوح أعمار جميع المشاركين بين 19 و29 عاما.
الاكتئاب مرض يسبب أضرارا وخسائر جسيمة، ليس على المستوى الشخصي فحسب، بل على المستوى الاجتماعي والاقتصادي أيضا. وفقا لمنظمة الصحة العالمية، هناك أكثر من 260 مليون شخص يعانون من الاكتئاب في جميع أنحاء العالم، وأكثر من 800 ألف شخص ينتحرون كل عام.
في كوريا، هناك زيادة ملحوظة في حالات الاكتئاب بين الشباب. ومن بين إجمالي 1,000,744 مريضا بالاكتئاب، كان 185,942 فردا في العشرينات من العمر يمثلون أكبر شريحة سكانية، وقد تضاعف معدل الزيادة خلال خمس سنوات.
ما هو التورين؟
التورين هو حمض أميني سلفونيكي، وهو على عكس معظم الأحماض الأمينية الأخرى، لا يقوم ببناء البروتينات. بدلا من ذلك، فإنه يلعب عدة أدوار حاسمة في الجسم.
يوجد بشكل طبيعي في الدماغ والقلب والعينين والأنسجة العضلية. يمكن للجسم تصنيع التورين، ويمكن الحصول عليه أيضا من خلال النظام الغذائي، خاصة من اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان. وهو أيضا مكون شائع في مشروبات الطاقة.
يعمل التورين كناقل عصبي في الدماغ، حيث يمكن أن يكون له تأثير مهدئ على الجهاز العصبي. كما أنه يشارك في تنظيم مستويات الكالسيوم في بعض الخلايا، ويساهم في وظائف القلب، وله خصائص مضادة للأكسدة، مما يحمي الخلايا من التلف. دور التورين في الصحة، وخاصة في صحة القلب والدماغ، يجعله محور العديد من الدراسات الطبية.
يُستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي على نطاق واسع في أبحاث أمراض الدماغ حيث يمكنه مسح مواقع محددة في الجسم بدقة والحصول على مجموعة متنوعة من المعلومات الكمية.
ركزت دراسات التصوير بالرنين المغناطيسي السابقة حول الاكتئاب على الكشف عن التغيرات في المستقلبات التي تقتصر بشكل أساسي على منطقة القشرة الدماغية، عند حافة الدماغ. هذه الدراسة هي الأولى التي تكشف عن العلاقة بين المستقلبات والاكتئاب في منطقة الحُصين الموجودة داخل الدماغ.
لتحديد المواد المرتبطة ارتباطا وثيقا بالاكتئاب، قام فريق البحث بقياس ومقارنة تركيزات سبعة مستقلبات، وهي التورين، والكولين، والكرياتين، والجلوتامين، والغلوتامات، وميو-إينوزيتول، وأسبارتات إن-أسيتيل، الموجودة في المناطق الأمامية والقذالية والحُصين من أدمغة الشابات.
عند إجراء فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي، هناك قيود تقنية في قياس تركيز المستقلب (metabolite) في الحُصين بسبب موقعه في الدماغ. أيضا، من الصعب بشكل خاص الحصول على إشارة التحليل الطيفي بالرنين المغناطيسي (MRS) للتورين لأنه يحتوي على تركيز منخفض مقارنة بالمستقلبات الأخرى.
باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي 7T، الذي يحقق حساسية ودقة عالية للإشارة، وتسلسل نبض sLASER المصمم لتقليل أخطاء إزاحة التحول الكيميائي، نجح فريق البحث في قياس الاختلافات الدقيقة في إشارات التورين في حُصين المريض ومجموعات التحكم.
تم أيضا قياس تركيزات المستقلبات بدقة مع الأخذ في الاعتبار التوزيعات الدقيقة للمكونات والمادة البيضاء والمادة الرمادية والسائل النخاعي (CSF) التي تعتمد على الفرد. ومن المتوقع في المستقبل أن يتم تطبيق هذه القياسات على أبحاث أمراض الدماغ المخصصة، والتي تتناسب مع الخصائص الفردية.
أعلنت قائدة فريق البحث في KBSI، الدكتورة جي هيون تشو، أن "هذه الدراسة ستعزز البحث حول دور التورين في الحُصين وعلاقته بالاكتئاب، وستساهم في أبحاث التسبب في المرض وتطوير تشخيص الاكتئاب".
وأضافت: "باستخدام معدات البحث المتطورة في KBSI، نخطط لإجراء أبحاث متابعة حول التغيرات في تركيزات التورين في الدماغ من خلال المراقبة طويلة المدى لمرضى الاكتئاب، بالإضافة إلى تأثير تناول التورين كعلاج لمرض الاكتئاب".
اقترح فريق البحث في KBSI فكرة البحث الأولية حول العلاقة بين الاكتئاب وتركيز التورين في الحُصين، وأجرى قياس مستقلبات الدماغ باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي 7T، وقام بتحليل البيانات الناتجة.
شاركت فرق البحث من KIOM وCNU في توظيف مرضى الاكتئاب ومجموعات المراقبة الأصحاء، وإجراء اختبارات نفسية ومقابلات سريرية، وإدارة المعلومات الديموغرافية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة كوريا الاكتئاب الدماغ كوريا الدماغ الاكتئاب المزيد في صحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التصویر بالرنین المغناطیسی فریق البحث فی الدماغ
إقرأ أيضاً:
دراسة سعودية تكشف: ثدييات كبيرة عاشت بالجزيرة العربية قبل 10 آلاف عام
ثبّت فريق بحثي سعودي من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) وجامعة طيبة، حضور المملكة كمركز علمي مرجعي في علوم البيئة والأحياء القديمة، بعد أن توصل إلى أن تنوع الثدييات الكبيرة التي عاشت في الجزيرة العربية.
وبحسب الدراسة التي نُشرت نتائجها الدراسة في مجلة Journal of Biogeography العالميةـ فإن الجزيرة العربية شهدت تنوع الثدييات الكبيرة التي عاشت فيها خلال العشرة آلاف سنة الماضية بشكل يفوق التقديرات السابقة بثلاثة أضعاف، حيث تم توثيق 15 نوعًا.
أخبار متعلقة "مبالغ خرافية" و"غش إعلاني".. كواليس استعراض المشاهير للثراء%76 إناث يسيطرن على التمريض بالمملكة.. والصحة تستحوذ على 51% من الكوادرإعادة النظر في الحيوانات المنقرضة
وقال كريستوفر كلارك، مدير المشاريع الأول في كاوست والمشارك في الدراسة، إن “الاستعادة البيئية لا تقتصر على النباتات، بل تشمل أيضًا إعادة النظر في دور الحيوانات المنقرضة، لما لها من تأثير جوهري في تشكيل الغطاء النباتي واستدامته”.
وأضاف أن الدراسة تتيح معلومات علمية دقيقة تساعد في تقييم إمكانات إعادة توطين بعض الأنواع في بيئاتها الطبيعية السابقة.
واستند الباحثان، كلارك والدكتور سلطان الشريف الأستاذ المشارك في قسم الأحياء في جامعة طيبة، إلى تحليل آلاف النقوش الصخرية التي تعود إلى ما قبل التاريخ، تم جمعها خلال بعثات ميدانية، إلى جانب توظيف المحتوى الذي ينشره المواطنون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والذي أتاح الاطلاع على نقوش أثرية لم تكن معروفة للمجتمع العلمي سابقًا.
ثدييات من أصل إفريقية
وأكد الشريف أن “تنوع الثدييات الكبيرة في شبه الجزيرة العربية كان أكبر بكثير مما كنا نعتقد”، مشيرًا إلى أن معظم الأنواع التي تم توثيقها تنحدر من أصول إفريقية، ومن بينها الأسود والفهود، إلى جانب الكشف عن نوعين لم يُسجلا من قبل في المنطقة، هما الكودو الكبير والحمار البري الصومالي، ما يمثل سبقًا علميًا موثقًا في هذا المجال.
وتتلاقى هذه الدراسة مع التوجهات الوطنية في استعادة التوازن البيئي، لا سيما في ظل المبادرات الرائدة التي أطلقها المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، مثل برامج إعادة توطين المها العربي والفهد الصياد. ويشير الباحثان إلى أن بقية الأنواع المكتشفة، والتي لا تزال موجودة في مناطق أخرى من العالم، ستخضع لتقييمات فردية قبل اتخاذ قرار بشأن إمكانية إعادتها إلى بيئاتها الطبيعية في المملكة.