الجزيرة:
2025-06-01@07:12:04 GMT

انتهاء مفاوضات سد النهضة.. ماذا يعني ذلك لمصر؟

تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT

انتهاء مفاوضات سد النهضة.. ماذا يعني ذلك لمصر؟

القاهرة- بعد انتهاء اجتماع رابع وأخير في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أعلنت وزارة الري المصرية، في بيان الثلاثاء، انتهاء مسار مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا.

وتابع البيان أن "مصر ستراقب عن كثب عملية ملء وتشغيل سد النهضة، وأنها تحتفظ بحقها المكفول بموجب المواثيق الدولية للدفاع عن أمنها المائي والقومي في حالة تعرضه للضرر".

وفي اليوم التالي لم يصدر أي بيان جديد بعد عرض وزارة الري نتائج المفاوضات على مجلس الوزراء المصري، واكتفى بالتأكيد على احتفاظ القاهرة بحقها في الدفاع عن أمنها المائي، دون أن يوضح كيفية ذلك.

الموقف المصري الرسمي

وبخصوص موقف مصر من فشل المفاوضات الأخيرة، أكد وزير الموارد المائية والري هاني سويلم أن "البيان الصادر عن الوزارة، حول انتهاء مفاوضات سد النهضة، يعبر عن موقف الدولة المصرية".

وكانت القاهرة، المتضرر الأكبر من سد النهضة، تعلق آمالا كبيرة على نجاح مسار المفاوضات الذي سبق إطلاقه، منتصف يوليو/تموز الماضي في إطار توافق الدول الثلاث على الإسراع بإنهاء الاتفاق على قواعد ملء وتشغيل السد خلال 4 أشهر.

وتعزو وزارة الري فشل الاجتماع الأخير إلى استمرار مواقف إثيوبيا المعارضة على مر السنوات الماضية للتوصل إلى أي حل وسط فني أو قانوني يضمن مصالح الدول الثلاث.

 

تغير قواعد اللعبة

وقواعد التفاوض في الجولة الأخيرة تغيرت عما كانت عليه قبل عدة سنوات، كما يقول أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة عباس شراقي. ويوضح "في البداية كانت حول الدراسات الهندسية للسد وتقييم آثاره على دولتي المصب مصر والسودان، ثم التفاوض حول تنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدوليين، ثم التفاوض حول قواعد ملء وتشغيل السد، والآن مع المرحلة الخامسة لعملية الملء الصيف المقبل أصبحت هناك قواعد جديدة".

وبشأن طبيعة تلك القواعد الجديدة التي انتقلت إليها عملية المفاوضات، وتعتبر حجر العثرة وسبب فشلها، أوضح شراقي، في تصريحات للجزيرة نت، أنها رغبة إثيوبيا في الحصول على حصة من مياه النيل الزائدة عن حاجتها، والتي تذهب إلى دولتي المصب (مصر والسودان).

وتوقع شراقي أن يكون الهدف من الحصول على حصة تقدر بنحو 18 مليار متر مكعب من حصة مصر والسودان البالغة 74 مليار متر مكعب (55.5 مليار متر مكعب نصيب مصر، و 18.5 مليار متر مكعب حصة السودان) هو بيع هذه الحصة إلى مصر أو أي دولة خليجية أخرى ترغب في استزراع ملايين الأفدنة في السودان أو مصر أو غيرها.

وأضاف أن هذا سيحول المياه إلى سلعة، ولن تستطيع إثيوبيا استخدامها، لأنها لا تستطيع احتجازها أو منعها من المرور إلا في حالة واحدة هو إقامة سد جديد، وهذا لن تسمح به مصر.

لا بديل عن التفاوض

اعتبر خبير المياه أن بيان وزارة الري لم يكن موفقا عندما قالت إن مصر تحتفظ بحقها المكفول بموجب المواثيق الدولية للدفاع عن أمنها المائي والقومي في حالة "تعرضه للضرر"، وهذه إشارة سلبية إلى أن مصر حتى الآن لم تتعرض للضرر، ويتنافى مع إعلانها بشكل متكرر أن عمليات الملء تضر بأمن مصر المائي.

والحقيقة، بحسب شراقي، أن مصر تضررت كثيرا من خلال إنفاق عشرات مليارات الجنيهات من أجل إنشاء محطات تحلية ومعالجة المياه وأخرى، وإعادة تدوير مياه الصرف الزراعي، وتقليل مساحات زراعة بعض المحاصيل الإستراتيجية، وتغطية العجز من خلال الاستيراد بالعملة الصعبة. "ألا يعتبر هذا كله أضرارا؟".

وهو ما أكده وزير الخارجية سامح شكري -خلال كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر/أيلول الماضي- أن ندرة الموارد المائية، والعجز في نصيب الفرد من المياه في مصر، أدى إلى استيراد مياه افتراضية في صورة واردات غذائية بقيمة 15 مليار دولار سنويا.

واستبعد شراقي أن تكون هذه المفاوضات آخر حلقة في سلسلة المفاوضات التي بدأت قبل 12 عاما، وسبق وتم الإعلان عن فشل مفاوضات "الفرصة الأخيرة" في عاصمة الكونغو كينشاسا بأبريل/نيسان 2021، مؤكدا أن المسار التفاوضي هو خيار مصر الآن ومستقبلا، رغم فشل وساطة الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة والمفاوضات الثلاثية المغلقة.

هل تموت المفاوضات مجددا؟

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، اجتمعا على هامش "قمة دول جوار السودان" في 13 يوليو/تموز 2023، واتفقا على تحديد مهلة 4 أشهر للتوصل إلى اتفاق بشأن تعبئة وتشغيل السد، ولكنها استُؤنفت فعليا في نهاية أغسطس/آب الماضي.

وهذه الجولات الأربع الأخيرة جاءت بعد تجميد للمفاوضات استمر أكثر من عامين، وتحديدا منذ أبريل/نيسان 2021، إثر فشل مبادرة للاتحاد الأفريقي في تقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث، وفشل جميع الوساطات.

وأوشكت إثيوبيا على إنهاء المشروع العملاق الذي تقدر قيمته بنحو 4 مليارات دولار، ويهدف إلى بناء أكبر سد لإنتاج الطاقة الكهرومائية في أفريقيا، لكنه يثير توترات إقليمية، خصوصا مع مصر التي تعتمد على نهر النيل لتوفير نحو 97% من احتياجاتها من مياه الري والشرب.

ما الخيارات المتاحة لدولتي المصب؟

يقول خبير الشؤون الأفريقية ياسر محجوب الحسين "إن المتابع لسير المفاوضات منذ عام 2012 لا يتوقع أن تخرج الأخيرة منها وما قبلها بجديد، والإعلان في كل مرة عن فشل المفاوضات للأسباب نفسها، وهو التعنت الإثيوبي يؤكد أن استمرارها هو محاولة أديس أبابا لكسب المزيد من الوقت، حتى أصبح الأمر خارجا عن السيطرة".

وأعرب الكاتب الصحفي السوداني في حديثه للجزيرة نت، عن اعتقاده أن مصر والسودان هما الطرف الأضعف الآن، بينما إثيوبيا الطرف الأقوى في المفاوضات الثلاثية، ولذلك تتخذ مواقف أكثر تشددا كونها دولة المنبع، واستطاعت أن تحد من محاولات مصر لفرض شروطها من البناء إلى الملء ثم التشغيل.

واعتبر الحسين أن خيارات مصر محدودة من أجل دفع إثيوبيا إلى التعاون في القضايا الفنية، خاصة أن تفاقم مشكلات ندرة المياه ينال من قوة مصر الإقليمية إذ طالما كانت تعتبر نهر النيل مصدر قوة وحياة.

وقال الحسين "لا أعتقد أن الخيار العسكري كان أحد الخيارات في أي مرحلة من مراحل المفاوضات التي انتهت بالفشل، ويظل الخيار الوحيد هو المسار التفاوضي والحلول الناجمة عن ضغوط سياسية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ملیار متر مکعب مصر والسودان وزارة الری سد النهضة

إقرأ أيضاً:

لوموند: جبهة تيغراي مهندسة تحديث إثيوبيا توشك على الزوال

قالت صحيفة لوموند إن جبهة تحرير شعب تيغراي، الحزب الرمزي في إثيوبيا المعاصرة، لم تعد رسميا جزءا من المشهد السياسي في البلاد، بعد أن ألغت لجنة الانتخابات تسجيلها لفشلها في عقد جمعية عامة كما يقتضي قانون الانتخابات.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم مارلين بانارا من أديس أبابا- أن الجبهة التي ظلت شخصية محورية في الحياة السياسية الإثيوبية منذ عام 1991 قد فقدت أصلا وضعها القانوني بعد تعليقها من قبل اللجنة الانتخابية في أواخر عام 2020، مع بداية الحرب في إقليم تيغراي، معقلها التاريخي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غارديان: أكاذيب وسائل التواصل الاجتماعي غذت اندفاع الهند وباكستان نحو الحربlist 2 of 2اللكمة التي أشعلت حرب ترامب على الجامعات الأميركيةend of list

ودعا قادة الجبهة مفوضية الاتحاد الأفريقي في اليوم التالي لقرار تعليقها إلى الضغط على الحكومة الإثيوبية لتعليق هذا القرار، وأكد محلل في إثيوبيا طلب عدم الكشف عن هويته أن قرار اللجنة "يظهر أن الحكومة الفدرالية تسيطر على تيغراي، وأن الجبهة عجزت عن تنظيم نفسها تحت ضغط الإستراتيجية التي تستخدمها الحكومة منذ سنوات لإضعافها".

الفدرالية العرقية

وبدأ صعود جبهة تحرير شعب تيغراي إلى السلطة -حسب الصحيفة- في ثمانينيات القرن الماضي عندما أسهمت في إسقاط نظام رئيس الوزراء منغيستو هيلا مريم عام 1991، ليصبح زعيمها ملس زيناوي رئيس الحكومة الانتقالية ثم رئيسا للوزراء بعده ضمن حكومة ائتلافية.

إعلان

ويقول يوهانس ولد مريم، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة كولورادو، إن الدعم المحلي والدولي القوي الذي حظي به فريق زيناوي، والنمو الاقتصادي غير المسبوق، قادا النظام الجديد إلى "حالة من الرخاء" استمرت حتى اندلاع الحرب مع إريتريا عام 1998.

وخلال هذه الفترة تم اعتماد دستور جديد -حسب الصحيفة- دشن نظام حكم فريدا من نوعه في العالم، قائما على مفهوم الفدرالية العرقية، بحيث ورثت كل مجموعة عرقية إقليما وبرلمانا، وأصبحت لغتها رسمية، حتى إن حق الانفصال كان مكرسا في القانون الأساسي.

غير أن التيغرايين الذين لا يمثلون أكثر من 6% من سكان إثيوبيا استحوذوا على عدد من المناصب الرئيسية لا تناسب حجم وجودهم، وهو ما لم يلق استحسانا لدى الأورومو ولا في إقليم أمهرة، ولكن النظام -حسب يوهانس ولد مريم-"تجاهل الأصوات التي بدأت ترتفع من أورومو وأمهرة، فازداد الاستياء حدة".

ويرى المحلل المقيم في إثيوبيا أن وفاة ملس زيناوي المفاجئة في عام 2012 كانت "بداية فقدان جبهة تحرير شعب تيغراي نفوذها"، وشكلت نقطة تحول بسبب فشل خليفته هيلامريام ديسالين في الحفاظ على تماسك الجبهة الديمقراطية الثورية للشعب الإثيوبي، التي تفككت تدريجيا.

وكانت استقالة هيلامريام ديسالين عام 2018، وسط احتجاجات واسعة، إشارة إلى نهاية الجبهة الثورية للشعب الإثيوبية التي حل محلها حزب الازدهار بزعامة رئيس الوزراء الجديد آبي أحمد.

جزء من الماضي

وقد أثار إجراء انتخابات إقليمية في تيغراي في سبتمبر/أيلول 2020، رغم تأجيل الحكومة الفدرالية لها، غضب أديس أبابا، واتهمت الحكومة تيغراي ببدء أعمال عدائية ضد قواعد الجيش الفدرالي في المنطقة، فأُعلنت الحرب.

ومنذ الأشهر الأولى للحرب، بدت قوات جبهة تحرير شعب تيغراي ضعيفة في مواجهة الجيش الفدرالي المدعوم من القوات الإريترية والجماعات شبه العسكرية الأمهرية، وقد صنفتها الحكومة عام 2021 "منظمة إرهابية".

إعلان

ورغم ذلك، اتفقت الدولة وقادة تيغراي على وقف الأعمال العدائية في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ليعيد البرلمان تأهيل جبهة تحرير شعب تيغراي بعد إجبارها على نزع سلاحها.

ولكن التوترات تفاقمت داخل الجبهة، إذ ظهر فصيلان على خلاف، أحدهما بقيادة غيتاشو رضا الذي عينته السلطات الفدرالية رئيسا للإدارة المؤقتة في مارس/آذار 2023، والآخر بقيادة دبرصيون جبر مكائيل زعيم الجبهة منذ عام 2017.

وتساءلت الصحيفة في الختام: هل ستنجو الجبهة من الضربات التي واجهتها؟ ولكن تيفيرا غبريغزيابر يرى أن "موطئ قدمها في المنطقة يجعل عودتها يوما ما إلى الساحة السياسية الإثيوبية أمرا متوقعا"، أما المحلل الذي لم يذكر اسمه فيعتقد أن آبي أحمد حول الجبهة إلى "جزء من الماضي".

مقالات مشابهة

  • شرط وحيد يعرقل مفاوضات المصري مع معين الشعباني
  • شراقي يكشف سبب أمطار الإسكندرية وعلاقته بالانفجارات الشمسية
  • وزير الري يتابع منظومة المياه بالمنيا وبني سويف
  • وزير الري يتابع جهود رصد آبار المياه الجوفية المخالفة
  • فيدان: محادثات إسطنبول أثبتت جدوى التفاوض بين روسيا وأوكرانيا
  • وزير الري يؤكد أهمية الاعتماد على صور الأقمار الصناعية والأدوات التكنولوجية في إدارة المياه
  • الخارجية الروسية: لن نغير تشكيلة وفدنا في مفاوضات 2 يونيو مع أوكرانيا
  • البيت الأبيض: نأمل أن تنخرط موسكو وكييف في مفاوضات مباشرة الأسبوع المقبل بهدف تسوية الأزمة
  • لوموند: جبهة تيغراي مهندسة تحديث إثيوبيا توشك على الزوال
  • انتهاء أعمال إصلاح كسر مفاجئ وعودة المياه تدريجيًا للمناطق المتأثرة بوادي النطرون