في تحذير غير مسبوق، وجهت ألمانيا عبر سفيرها لدى اليمن، توماس شنايدر، رسالة حادة إلى جماعة الحوثي، دعتها فيها إلى مراجعة مواقفها والاختيار بين "شراكة السلام" أو "الاستمرار في طريق الصراع والانقسام"، في ما بدا أنه إنذار دبلوماسي من دولةٍ أوروبية كبرى سئمت استمرار التوتر في البحر الأحمر واليمن.

وقال شنايدر، في حوار خاص مع صحيفة الشرق الأوسط، إن برلين تنظر إلى الملف اليمني من منظور شامل يأخذ في الاعتبار تعقيدات المنطقة وتداخل أزماتها، مؤكداً أن ألمانيا تسعى لمساعدة اليمنيين على استعادة استقرار بلادهم وبناء حكومة موحدة وقوية تكون شريكاً فاعلاً للمجتمع الدولي.

وأشار السفير الألماني إلى أن بلاده "قلقة للغاية" من الهجمات الحوثية على الملاحة المدنية في البحر الأحمر واحتجاز موظفي الأمم المتحدة، مشدداً على أن "مثل هذه الأفعال تضع الحوثيين أمام اختبار صعب: هل يريدون أن يكونوا شركاء في السلام أم أسرى الصراع والانقسام؟".

وتطرّق شنايدر إلى التنسيق الوثيق بين برلين والرياض في الملف اليمني، مؤكداً أن "لا حلّ للأزمة اليمنية دون السعودية"، واصفاً المملكة بأنها دولة محورية ورائدة في العالمين العربي والإسلامي. كما حذر من أن إيران أمام "الاختبار الحقيقي" لإثبات حسن نيتها في المنطقة، مشيراً إلى أن سلوكها في اليمن سيحدد مدى جديتها في دعم الاستقرار الإقليمي.

وأضاف الدبلوماسي الألماني أن "اليمن يمثل اليوم نقطة تلاقٍ بين مصالح العالم واستقرار المنطقة، وكل ما يحدث فيه ينعكس على الأمن الإقليمي والدولي"، مؤكداً استمرار دعم بلاده لليمن إنسانياً وتنموياً رغم الصعوبات المتزايدة.

وختم شنايدر حديثه برسالة غامضة تحمل في طياتها تهديداً دبلوماسياً:

> "الوقت يضيق، والخيارات أمام الحوثيين محدودة... فإما أن يصنعوا السلام بأنفسهم، أو سيجدهم العالم في الجانب الخطأ من التاريخ."

 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

قرارات مرتقبة من مجلس الأمن لتمديد العقوبات وعمل فريق الخبراء في اليمن

يعقد مجلس الأمن الدولي منتصف نوفمبر الجاري جلسة دورية لبحث آخر التطورات السياسية والإنسانية والأمنية في اليمن، في وقت تتزايد فيه التحديات الميدانية والإنسانية وتتعثر فيه جهود إحلال السلام الشامل في البلاد.

ووفقًا لجدول أعمال المجلس، ستبدأ الجلسة باجتماع علني في 13 نوفمبر الجاري يقدّم خلاله كلٌّ من المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إحاطة حول أخرى التطورات والتحركات السياسية الأخيرة ونتائج اللقاءات التي قام بها مؤخرا من أجل إحياء جهود السلام ومسار المفاوضات المتعثرة، وكذا إحاطة من ممثل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن الوضع الإنساني المتدهور في ظل تراجع التمويل الدولي وازدياد القيود المفروضة على عمل المنظمات الإنسانية واعتقال الموظفين الأممين من قبل الميليشيات الحوثية.

وسيلي الجلسة العلنية مشاورات مغلقة بين أعضاء المجلس، يتناولون خلالها جملة من القضايا الحساسة، من أبرزها تصاعد التوترات الداخلية وعرقلة مسارات السلام، إلى جانب مناقشة الأزمة الإنسانية المتفاقمة وارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي في عدة مناطق يمنية. كما ستُطرح على طاولة النقاش قضية اختطاف الحوثيين لعدد من موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المنظمات الإغاثية، وما تمثله من تحدٍّ خطير لعمل البعثات الدولية في البلاد.

وقبيل انعقاد الجلسة، سيجري تصويت في المجلس على مشروع قرار يهدف إلى تمديد نظام العقوبات المالية وحظر السفر المفروض على شخصيات وكيانات مرتبطة بجماعة الحوثي، إلى جانب تمديد ولاية فريق الخبراء المعني باليمن حتى 15 ديسمبر المقبل. ويُتوقع أن يشهد مشروع القرار توافقًا واسعًا بين الدول الأعضاء، نظرًا لتأكيد معظمها على أهمية مواصلة الضغط الدولي للحفاظ على المسار السياسي ومنع تفاقم الأزمة.

وتأتي هذه الجلسة في وقت تحذر فيه وكالات الأمم المتحدة من تدهور الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق في اليمن، حيث يواجه ملايين السكان خطر الجوع وسوء التغذية، وسط نقص حاد في التمويل الإغاثي وقيود متزايدة تعرقل وصول المساعدات إلى المناطق المتضررة.

ويُنتظر أن تخلص مناقشات مجلس الأمن إلى توصيات جديدة تؤكد على ضرورة دعم جهود المبعوث الأممي لإحياء عملية السلام الشامل، وتوفير بيئة آمنة لعمل المنظمات الإنسانية، بما يسهم في تخفيف معاناة الشعب اليمني ووضع حدٍّ للحرب المستمرة منذ أكثر من عقد.

مقالات مشابهة

  • «شنايدر إليكتريك» لـ«الاتحاد»: الإمارات تتصدر إقليمياً بتحقيق الاستقلالية الكاملة لعملياتها الذكية خلال 5 سنوات
  • اليمن يدعو إلى إجراءات دولية عملية للحد من خطر الحوثيين
  • الخارجية ترحب بالمساعي الأخيرة للأمم المتحدة لتحقيق السلام في اليمن
  • وزير الدفاع: مصر اختارت طريق السلام وجعلته خيارها الإستراتيجي الأول
  • بن بريك في قمة الدوحة: التنمية الشاملة طريق السلام والاستقرار في اليمن
  • البركاني: السلام في اليمن لا يمكن أن يبنى على الأوهام وتجاوز المرجعيات
  • بكين تحذر واشنطن: تجاهل الخطوط الحمراء يقود العلاقات إلى طريق مسدود
  • قرارات مرتقبة من مجلس الأمن لتمديد العقوبات وعمل فريق الخبراء في اليمن
  • تركيا تحذر من استخدام «قسد» كأداة لتقويض وحدة سوريا.. المستشار الألماني يدعو الشرع لزيارة برلين
  • دراسة تحذر من خسائر بمليارات اليورو حال خروج إنتاج الصلب من ألمانيا