عام زاخر مر على القاهرة، شكل إطارا جديدا للعملية السياسية بالبلاد، واختتم بحوار زاد من زخم إرساء التسامح والتفاهم والتعايش المشترك.
هذا الحوار الذي أكد على دعم مبادئ الديمقراطية، كان من أبرز نتائجه الحرية لمسجونين بقضايا رأي، أعاد التأكيد على استبعاد كل من تلوثت يداه بدماء المصريين، وأبرزهم جماعة الإخوان، ليضع خطا أحمر لا يمكن تجاوزه كأساس لأي حوار وطني.


الحوار الوطني
وجاءت الدعوة لحوار وطني، خلال حفل إفطار عام 2022، دعا فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأطراف السياسية، للمشاركة.
دعوة أتت في أعقاب نجاح البلاد في عبور موجة من الهجمات الإرهابية قادتها جماعة الإخوان التي استبعدت من الدعوة وكل من تلطخت أيديهم بالدماء وحرضوا عليها ومن يرفض دستور البلاد، وذلك لتدشين مرحلة جديدة.
وناقش الحوار أكثر من 70 موضوعاً مختلفاً من أهم الموضوعات التي تهم المواطن المصري على مختلف المحاور والموضوعات بين السياسي والاقتصادي والمجتمعي، بمشاركة 65 حزباً بمختلف التوجهات السياسية، وأكثر من 20 ممثلاً للسفارات والقنصليات، وبمشاركة أكثر من 7223 مشاركاً بجميع الجلسات.

ونجح الحوار في إحالة توصياته إلى الرئيس المصري الذي استجاب سريعاً لها، وأمر الجهات المعنية بالدولة لدراستها وتطبيق ما يُمكن منها، مما يؤكد حرصه على نجاح الحوار وتوافر الإرادة السياسية اللازمة لتحقيق مستهدفاته.

خط أحمر
الحوار الذي كان منفتحا أباح الحديث في كل شيء، لكنه وضع خطا أحمر لا يمكن تجاوزه تحت غطاء حرية التعبير، سواء بـ”الدعوة لإرهاب أو تفجيرات أو تخريب أو تعطيل مؤسسات الدولة تحت بند الرأي الشخصي”.
واعتبر أن “هذا يعد جريمة”، مشددا على “عدم السماح لمن تلطخت يداه بالدماء أو حرض على العنف على المشاركة فيه”.
وناقش الحوار 3 محاور رئيسية، هي “السياسي والاقتصادي والمجتمعي”، وحث على إعلاء مبدأ التسامح والعدالة.
وصاحب الحوار رغبة حقيقية بالإفراج على بعض المحكوم عليهم بأحكام نهائية، من بينهم نشطاء سياسيون وحقوقيون لطالما طالبوا بسرعة الإفراج عنهم، تماشياً مع “حالة الحوار الوطني” التي تشهدها البلاد، ومن بينهم “أحمد سعد دومة، وكريم شعبان وحسن محفوظ”.
وكان من بين نتائجه إصدار قرارات بالإفراج عنهم ضمن عشرات القرارات التي أصدرها الرئيس خلال الفترات الماضية وكانت بمثابة بداية حياة جديدة لهؤلاء المساجين وأسرهم.
زخم داخلي
وحول هذا الحراك السياسي، يقول عضو لجنة العفو الرئاسي طارق الخولي ووكيل لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري، إن “مصر شهدت على مدار عام مسارا مهما للغاية على الصعيد الداخلي سواء على مستوى الحوار الوطني أو لجنة العفو الرئاسي”.
وبين الخولي في حديث لــ”العين الإخبارية” أن “ذلك الزخم كان له دور ملموس ومهم للغاية على القوى السياسية ومختلف الفئات المعنية بهذا الأمر، سواء على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الحوار الوطني”.
وأضاف أن “ما نتج عنه من رؤى وتوصيات تم إرساله للرئيس السيسي الذي بدوره أمر الجهات المعنية بسرعة تنفيذها”.
وأكمل أن من “أبرز نتائج الحوار الوطني استمرار الإشراف القضائي على العملية الانتخابية التي شهدناها في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، باعتباره ضمانة أساسية لشفافية العملية الانتخابية”.
وهو ما انعكس خلال الانتخابات الأخير التي شهدت تنافسا بين الرئيس السيسي و3 مرشحين آخرين، واختتمت بفوز السيسي بفترة رئاسية جديدة، وأجمع المتابعون على شفافيتها ونزاهتها، وأنها تاريخية بكل المقاييس.
وبالتوازي مع الحوار، أكد أن “لجنة العفو الرئاسي كانت تعمل بكثافة لخروج المزيد من قوائم العفو بالتوازي مع دمج المفرج عنهم مجتمعيا وخروج العديد ممن لم ينتموا للتنظيمات الإرهابية ولم يشاركوا في عنف”.
وشدد على أنه “يتم دمجهم في المجتمع بشكل طبيعي وما له من أثر إيجابي على التسامح في المجتمع وما له من أثر جيد في الحياة السياسية ومستقبل الطلاب منهم”.

توقعات 2024
وتوقع الخولي أن ما شهدة عام 2023 من زخم وجهود في هذه الملفات سيكون أساسا لمزيد من العمل والإنجاز في عام 2024.
وأوضح أن “هذا الحراك سيكون له مردود مهم على مستوى الجبهة الداخلية المصرية وتماسك المجتمع واتخاذ الحوار كركيزة أساسية في التفاهم والتعايش المشترك”.
وشدد على أن “لجنة العفو الرئاسي مستمرة في عملها كوسيلة لإرساء التسامح العام وإعطاء رسائل طمأنة لكل أطراف العملية السياسية”.

العين الاخبارية

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: لجنة العفو الرئاسی الحوار الوطنی

إقرأ أيضاً:

رويز يكشف التغييرات التي حدثت في التحكيم منذ توليه رئاسة لجنة الحكام

بعد أشهر معدودة على توليه مهمة رئاسة لجنة الحكام بالاتحاد المصري لكرة القدم، تحدث الكولومبي أوسكار رويز في حوار لم يخل من الصراحة مع الموقع الرسمي للاتحاد المصري لكرة القدم، حول أبرز القضايا المتعلقة بالتحكيم في كرة القدم المصرية، وحول ما لمسه منذ توليه قيادة منظومة التحكيم.

رغم قصر المدة، ماذا تغير في منظومة التحكيم منذ توليك مهمة قيادة المنظومة حتى الآن؟

وقال رويز: «نعم، لم يمضِ على عملنا سوى ثلاثة أشهر فقط ويمكن القول إنها ثلاثة أشهر من العمل الجاد حيث حاولنا تصحيح بعض الأوضاع، التي كانت تعاني من خلل سابق، وقد استجاب الحكام بشكل جيد، وظهرت مواهب جديدة، لكن هذ لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة العمل في الملعب، والنقاش بعد كل مبارة مع الحكام، وتنظيم الندوات مع الحكام، بالإضافة إلى الدعم الذي قدمه لنا الاتحاد المصري لكرة القدم، لكن هذا لا يعني أن المهمة قد انتهت بل علينا الاستمرار في العمل».

وأضاف: «فالأخطاء ستبقى موجودة لأن كرة القدم رياضة تعتمد على تفسيرات ذات طابع ذاتي ما يعتبره أحدهم ركلة جزاء قد لا يراه الآخر كذلك، وهل هي لمسة يد أم لا ولكننا طورنا، لقد وضعنا خطة عمل تشمل جميع أنحاء مصر، لا تقتصر فقط على حكام دوري "Nile"، بل تشمل أيضًا حكام دوري المحترفين على أمل أن تظهر نتائج هذا الجهد في المستقبل، لكن الأهم من كل ذلك هو العمل الجاد من أجل تحقيق النتائج فبالقلم والورقة وحدهما لا تُحقق النتائج، بل لا بد من العمل في الملعب ويجب أن نقوم بالمناقشات بعد المباريات ومراقبة الحكام وضمان جاهزيتهم البدنية عندها فقط ستظهر النتائج المرجوة».

طباعة شارك دوري المحترفين الكولومبي أوسكار رويز أوسكار رويز رويز لجنة الحكام رئاسة لجنة الحكام

مقالات مشابهة

  • المستشار محمود فوزي: الحوار الوطني لم يتوافق على النظام الانتخابي
  • رويز يكشف التغييرات التي حدثت في التحكيم منذ توليه رئاسة لجنة الحكام
  • محمود فوزي: القائمة النسبية لم يحدث حولها توافق في الحوار الوطني
  • وزير الشؤون النيابية: الحوار الوطني لم يتوافق بشأن القائمة النسبية
  • وزير الشئون النيابية: الحوار الوطني لم ينته إلى توصية محددة بشأن النظام الانتخابي
  • عضو لجنة الصحة بالنواب: الإسعاف حازت على اهتمام واضح من القيادة السياسية
  • لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني تعلن الاتفاق على إطلاق مسار تسليم سلاح الفصائل الفلسطينية
  • تنفيذاً لتوجيهات رئيس الدولة وإيمانويل ماكرون.. انعقاد لجنة الحوار الاستراتيجي الإماراتي - الفرنسي في باريس
  • لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني: إطلاق مسار لتسليم السلاح وفق جدولٍ زمنيّ محدّد
  • الميثاق الوطني يبدأ احتفالات الاستقلال الـ79 بمسار وطني يجوب المملكة من شمالها إلى جنوبها