سواليف:
2025-07-07@17:08:50 GMT

توظيف مقصود لخسائر الفلسطينيين

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

#توظيف_مقصود_لخسائر_الفلسطينيين – #ماهر_أبوطير

اللعبة الخطيرة في #الوعي_العربي، تتعلق بمحاولات تعزيز صورة إسرائيل القوية، مقابل الفلسطيني المذبوح، والهدف بث الندم في ضمائر الناس وتكريس الشعور بالهزيمة أمام دولة تحميها دول العالم العظمى، وتوفر لها سبل الإدامة، من خلال وسائل مختلفة.

وكأنّ الإنسان العربي يراد له أن يبقى مهزوما، وألا يفكر بطرد احتلال، على الرغم من أن طرد أي احتلال هو نزعة بشرية طبيعية، رأيناها في كل شعوب العالم عند تجاربها مع الاحتلالات.

لكن علينا هنا في ظل سردنا لتفاصيل المأساة الفلسطينية في كل فلسطين، وغزة أيضا، أن نسرد خسائر الاحتلال، حتى يعود التوازن إلى الصورة، وألا نبقى تحت تأثير الصورة الإنسانية الفلسطينية المؤلمة، حتى نتجنب تأثيرات محاولات التغرير بالرأي العام العربي.
عشرات آلاف الشهداء والجرحى من الشعب الفلسطيني، وهدم البيوت، وتدمير البنى التحتية في قطاع غزة من مستشفيات ومدارس وجامعات وشوارع واتصالات وكهرباء ومياه، وتهجير الفلسطينيين، وخسائر الاقتصاد الفلسطيني، والمستقبل الغامض للقطاع وهو مستقبل مفتوح على كل الاحتمالات، وغير ذلك من أضرار، وما تفعله إسرائيل في الضفة الغربية من استباحة يومية، من عمليات قتل وسجن وقصف ومطاردة، والمهددات بحق المسجد الأقصى، والقدس.
بالمقابل نجد خريطة خسائر إسرائيل كبيرة جدا، إذ إن عدد القتلى والجرحى بالآلاف، والأرقام السرية مخفية، لأن الرقابة العسكرية تخفي كل شيء، ونجد خسارة لمئات آلاف الوظائف بين الإسرائيليين، وخسائر مرعبة للاقتصاد الإسرائيلي تصل إلى 10 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي، حيث وفقا لتوقعات محافظ بنك إسرائيل أمير يارون، ستصل الخسائر الاقتصادية إلى ما يعادل 52 مليار دولار، ومع هذا خسائر ضخمة كلية أو جزئية في المعدات والدبابات والشاحنات، ونزوح مئات آلاف الإسرائيليين من مناطق شمال فلسطين، وحول قطاع غزة، وخسارة كبرى في قطاعات السياحة والتكنولوجيا، ومغادرة نصف مليون إسرائيلي من حملة الجنسيات الأجنبية لإسرائيل، وتبدد جاذبية الاستيطان وجلب اليهود من العالم إلى فلسطين، ويضاف إلى ما سبق تضرر المطارات والموانئ والزراعة، وتوقف البناء، مع اقتراب إسرائيل من نهايات الشهر الثالث من الحرب، التي قد تتحول في أي لحظة إلى حرب إقليمية مع لبنان والعراق وسورية وإيران، خصوصا، إذا انفجرت الجبهات من اليمن والبحر الأحمر، وصولا إلى تلك الدول وهو احتمال مطروح، وإن كانت إسرائيل وواشنطن تتجنب هكذا سيناريو، ومع ما سبق الانقسام السياسي الإسرائيلي المعلن وغير المعلن، الذي شطر المؤسسة الإسرائيلية وهز بنيتها.
جردة الحساب هنا لا تساوي أصلا من حيث المبدأ بين القاتل والضحية، لكننا نتعمد ذكر خسائر إسرائيل، حتى لا يتم مواصلة توظيف خسائر الفلسطينيين لأهداف تتجاوز التباكي عليهم، وتتقصد القول ضمنيا، إنكم لستم بقوة إسرائيل فلماذا تحاربونها؟، والسؤال هنا ليس عاطفيا ويحمل الحرص على الفلسطينيين، بل يريد تثبيت الاحتلال، وشرعيته، وتناسي أن أصل الأزمة هو الاحتلال، ووجود احتلال والوقوف بوجهه لا يكون إلا بكلفة مدفوعة، ولن تجد شعبا في العالم وقف ضد احتلاله ولم يدفع الثمن في الدم والمال، إلا إذا كانت “المساكنة” مع الاحتلال هي إحدى وسائل إزالته، ونحن لا نعرف في هذا الزمن الغريب بكل ما فيه.
نعم دفع الفلسطينيون ثمنا كبيرا جدا، ولم يحظ الفلسطينيون إلا بالتشجيع عن بعد، دون أن ننكر تعاطف الناس معهم، وتأثرهم عليهم، لكن غزة هذه المرة جرت إسرائيل إلى بحيرات الطين، حيث يغرق جيش الاحتلال، وينتقم من المدنيين فقط، لرد الاعتبار إلى هيبة الجيش المفقودة، وفي كل الأحوال سواء انتهت الحرب بهذه الصورة، أو تمددت إقليميا، فإن ما يمكن قوله دون مبالغات، إن إسرائيل ذاتها دخلت مرحلة خطيرة في تكوينها، حيث لن تكون إسرائيل بعد الحرب، كما قبلها، حتى بشهادة خبراء الاحتلال ذاته، الذين يقيمون ما يجري بعين فاحصة.
لا يقال هذا الكلام من باب المبالغة، بل لأن الحقائق في غزة، تقابلها حقائق أكثر في كينونة الاحتلال، والكلام يقال أيضا حتى يتنبه الناس إلى أن عمليات التوظيف المقصود لخسائر الفلسطينيين، في أوساط الرأي العام تجري لغايات بث الشعور بالندم، وإن كانت تتغطى أحيانا بالتباكي عليهم، وكأنهم كانوا في الجنة لولا الحرب الأخيرة التي أفسدت عيشهم الرغد.

مقالات ذات صلة قاطعوا بنوكهم إن كنتم صادقين! 2023/12/23

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الوعي العربي خسائر الفلسطینیین

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: ثاقب وشواظ أسلحة بسيطة ألحقت خسائر بجيش الاحتلال

رغم إمكاناتها البسيطة مقارنة بإمكانات جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تستخدم أسلحة متنوعة تنجح في إلحاق خسائر كبيرة بقوات الاحتلال المتوغلة في مناطق القطاع.

وحسب الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي، فإن سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– تستخدم عبوة "ثاقب"، وهي محلية الصنع. أما كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- فتستخدم عبوة "شواظ"، وفيها أنواع متعددة، ويصل وزنها إلى 21 كيلوغراما، وقادرة على اختراق من 60 إلى 65 سنتيمترا في الآليات.

وكانت سرايا القدس أعلنت قبل أيام أن مقاتليها دمروا دبابة ميركافا إسرائيلية متوغلة في منطقة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس جنوبي القطاع، بعد تفجير عبوة جانبية من نوع "ثاقب".

وهناك أيضا عبوات العمل الفدائي التي يتم إلصاقها على الآليات وتدميرها من النقطة صفر، إضافة إلى عبوات تلفزيونية وأنواع أخرى، ويقول العقيد الفلاحي إن عامل الأرض يساعد مقاتلي المقاومة على زرع العبوات في مناطق تقدم مدرعات وآليات قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وكثيرا ما قام مقاتلو المقاومة بالذهاب مباشرة نحو الآلية أو الدبابة الإسرائيلية وإلصاق عبوة العمل الفدائي بها والانسحاب.

ونفذت فصائل المقاومة في الآونة الأخيرة سلسلة من العمليات النوعية ضد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في شمال القطاع وجنوبه، مما تسبب في ارتفاع فاتورة خسائره.

جيش الاحتلال لا يسيطر

ورغم الخسائر التي يتكبدها خلال توغلات قواته في مناطق القطاع، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي زعم في وقت سابق أنه يسيطر على 60% من غزة، وسيسيطر على 80%، لكنه حذر من أن ما بعد ذلك سيشكل خطرا على سلامة الأسرى.

وفي هذا السياق، استبعد الخبير العسكري والإستراتيجي أن يكون جيش الاحتلال الإسرائيلي قد سيطر على ما نسبته 60 إلى 70% من مناطق قطاع غزة، وقال إنه قد يفرض سيطرته بالنار، لكن السيطرة الفعلية تحتاج إلى الإمساك بالأرض والاحتفاظ بها.

إعلان

كما أن الفرق الإسرائيلية الموجودة داخل غزة وعددها قليل -يتراوح من 4 إلى 5 فرق- لا تستطيع فرض سيطرة كاملة على القطاع. مع العلم أنه توجد مناطق ثابتة لقوات الاحتلال في محور موراغ ومحور نتساريم باتجاه شارع صلاح الدين، إضافة إلى تمركز في منطقة شمال القطاع وفي خان يونس جنوبي القطاع.

وفي مقال نشره الاثنين بصحيفة يديعوت أحرونوت، قال ضابط الاستخبارات الإسرائيلية السابق مايكل ميلشتاين إن "حماس لا تزال متماسكة، وتسيطر على غزة رغم العمليات العسكرية".

مقالات مشابهة

  • مصر ترد على أنباء تعرضها لخسائر بـ600 مليون دولار خلال شهر بعد تحذير من أزمة غير مسبوقة
  • أزمة خانقة في الكيان: أوقفوا نزيف الجنود والذخيرة والموارد العبثي في غزة.. خسائر هائلة
  • لا خسائر رغم القصف.. حماية التراث الثقافي وسط الحرب في طهران
  • خط أحمر.. محمود الهباش: «الموقف المصري أفشل مخطط تهجير الفلسطينيين◄5
  • مدبولي: أخطر أزمة في وقتنا الحالي هي الحرب المستمرة على الأبرياء من الفلسطينيين
  • اتفاق تبادل أسرى وكمائن المقاومة تزيد خسائر الاحتلال
  • إسرائيل تقرر منع توظيف معلمين درسوا في جامعات فلسطينية
  • مسؤول فلسطيني: تهجير الفلسطينيين بالضفة مرتبط بإبادة جماعية في غزة
  • الاحتلال يسرق ركام غزة لحرمان الفلسطينيين من إعادة الإعمار
  • خبير عسكري: ثاقب وشواظ أسلحة بسيطة ألحقت خسائر بجيش الاحتلال