البوابة نيوز:
2025-06-23@23:16:54 GMT

غياب الإرادة لإنهاء حرب غزة

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

يقول بعض المفكرين، إن الحرب في ذاتها هي وجه من أوجه السياسة ولكن بطريقة ميدانية بعيدة عن الطاولات والغرف والوفود متعددة الأطراف، وفي ذات الوقت تُعتبر الحرب هي الوسيلة الأكثر قذارة في السياسة بمعناها الواسع، حيث يدفع الثمن الضحايا الأبرياء، بينما يرفع شارة النصر الأوغاد الذين أشعلوا نيران المعارك، ليس هذا فقط، ولكن يتمتع هؤلاء الأوغاد بنعيم الحكم والسلطة والسيطرة بعد أن تحط الحرب أوزارها.

وكل حرب جرت في التاريخ لم تكن نهايتها صفرية ولكنها انتهت بالتفاوض وتحرير المعاهدات التي ليس شرطا أن تكون معاهدات سلام ولكنها معاهدات تحافظ على مكاسب كل طرف من المتحاربين بعد شلالات الدم التي انهمرت ولم تشربها الأرض لأن الأرض تحب السلام.
لا أساوي هنا بين الضحية والجلد ولكنني أبحث عن مفر لوقف المذبحة التي فاقت الهولوكوست وفاقت ضحايا قنبلة أمريكا النووية على هيروشيما ونجازاكي، في القرن الواحد والعشرين يتم دفن الأجساد التي نفخ فيها الله من روحه بالجرافات في مقابر جماعية وتنتهي القصة بأنها مقابر مجهولي الهوية، والحقيقة هي أن هؤلاء الضحايا هم الهوية ذاتها وهم العلم والشعار والانتصار والهزيمة معا، مجهولو الهوية هم من أشعلوا الحرب وتصدروا وسائل الإعلام ليتكلموا عن الاستراتيجية والتكتيك، في إسرائيل عشرات الاحتجاجات التي يقودها اليسار لوقف الحرب والتفاوض وإنهاء هذه المأساة فيتبجح اليمين المتطرف هناك ويصف هؤلاء بالخونة، ويلعب نتنياهو وسيده بايدن لعبة الانتخابات وحصد الأصوات من الدماء التي غطت كامل خريطة غزة.
لا أريد الاتجاه إلى مندبة تشكو ولكنني أبحث عن مفر، المؤتمرات العربية والإسلامية العادية والطارئة منها لا تسمن ولا تغنى من جوع للحياة، حناجر الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج مغلوب على أمرها، المساعدات اليومية وطوفان الشاحنات والمعونات الغذائية والطبية هي أضعف الإيمان.
شجاعة وقف الحرب تحتاج إلى إرادة حقيقية صلبة من كلا الطرفين، نتنياهو الحزين على محنة ٧ أكتوبر ليس مفوضا بتحديد الخرائط السياسية لفلسطين، حماس التي اندفعت وتدفع مع شعب غزة الموت والجراح تحتاج إلى شجاعة التفاوض المرن، الحرب ليست نزهة يتجول فيها المتحاربون ولكنها أشلاء عجائز وأطفال ونساء، عداد الموت يتسارع ورقعة الميدان تتسع والخراب يقترب من الجميع، تحركات الحوثي في باب المندب وتهديد الحرس الثوري الإيراني بغلق مضيق جبل طارق يجعل من الحكاية حربا عالمية ثالثة ورابعة وألفا، التضامن مع الشعب الفلسطيني يحتاج عقلا باردا قادرا على إدارة الأزمة، عقل مسلح بإرادة حديدية تعرف من أين تبدأ الكلام وعند أي نقطة ينتهي، أما هذا الصمت والتراخي من ناحية والاندفاع المتهور من ناحية أخرى لايمكن لهما تضميد جرح فلسطيني ولا يمكن له وقف المقابر الجماعية التي تمطرنا بها الشاشات على مدار الساعة.
مصر الدولة الكبيرة الرائدة والتي تحارب على جبهات مختلفة لم تسلم من توابع حرب غزة وأهمها مخطط التهجير، وكأن الحرب في السودان قد انتهت حتى يبتلينا الظرف المعاكس بمعركة حماس وإسرائيل، وكأن ملف ليبيا قد تم ترتيبه حتى يبتلينا الظرف المعاكس بمعركة حماس وإسرائيل وكأن ملف سد النهضة ومعركة المياه مع إثيوبيا قد تم حسمها حتى يبتلينا الظرف المعاكس بمعركة حماس مع إسرائيل، وكأن قضية العدالة الاجتماعية بمصر وضرب حيتان الاحتكار قد انتهينا منهما حتى يبتلينا الظرف المعاكس بمعركة حماس مع إسرائيل، وعلي الرغم من كل هذا يرى كل صاحب عينين أن مصر في قلب معركة حماس مع إسرائيل، وفي ظني أن مصر سوف تنجح في وقفها والأيام القادمة سوف تشهد لنا.
 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الحرب وقف الحرب إدارة الأزمة الاحتكار

إقرأ أيضاً:

اغتيال إيزادي.. إسرائيل تعترف بقدراته ومخابراتها وضعته على رأس قائمة المطلوبين

يعد محمد سعيد إيزادي، الذي أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اغتياله في مدينة «قم الإيرانية»، أحد أبرز القيادات الهامة حيث تولى مركزا قياديا في «فيلق القدس».

اعتبرت إيران «إيزادي»، من أبرز رجال الحرس الثوري وأسندت إليه مسؤولية قيادة الوحدة الفلسطينية، والتي كان مقرها من قبل في لبنان، وعملت تحت قيادة حزب الله اللبناني، وسبق أن تصدر اسمه بعض الوثائق التي نشرتها إسرائيل، والتي تناولت علاقته بحركة حماس.  

ظل «إيزادي»، هدفا أساسيا لإسرائيل، لحساسية موقعه كقائد الوحدة الفلسطينية في فيلق القدس، وتولى مسؤولية التواصل المباشر مع قادة الفصائل الفلسطينية ومنهم رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس «يحيى السنوار» والذي استهدفه الاحتلال العام الماضي.

تعتبر إسرائيل أن «إيزادي» كان أحد الرؤوس المدبرة في هجمات السابع من أكتوبر عام 2023م وحلقة وصل بين مختلف الفصائل التي كانت تقاوم ضد الاحتلال الإسرائيلي، من حيث التخطيط والإمداد بالأسلحة والتمويل.    

اعترف وزير الدفاع الإسرائيلي بعد عملية اغتيال محمد سعيد إيزادي، أنه كان قائدا مخضرما، وذلك بعد أن وضعته الاستخبارات الإسرائيلية على رأس الأهداف المطلوبة بالمتابعة والتصفية، حيث تم رصد مراسلات بينه وبين السنوار، تتضمن طلب الأخير منها مساعدات مالية لصالح حركة حماس.   

إسرائيلالقدسأخبار السعوديةآخر أخبار السعوديةقممحمد سعيد إيزاديقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • “وول ستريت جورنال”: إسرائيل تسعى لإنهاء الحرب مع إيران
  • "وول ستريت جورنال": إسرائيل تسعى لإنهاء الحرب مع إيران
  • أولمرت: نتنياهو يصرف الانتباه عن غزة والضربة الأميركية فرصة لإنهاء الحرب في إيران
  • تفاؤل بتقدم - صحيفة تكشف آخر مستجدات مفاوضات غزة
  • إسرائيل تستعيد جثامين ثلاثة رهائن من غزة قُتلوا في هجوم 7 أكتوبر
  • إسرائيل تعلن استعادة جثامين ثلاثة أسرى من غزة بينهم مدنيون وعسكريون
  • شينخوا: حماس توافق على صفقة مع إسرائيل وتبحث تفاصيل تنفيذها بالقاهرة
  • روسيا تقدم عرضًا تاريخيًا لإنهاء التوتر بين إسرائيل وإيران
  • إسرائيل تغتال قائدًا في “فيلق القدس” بقصف في قم الإيرانية
  • اغتيال إيزادي.. إسرائيل تعترف بقدراته ومخابراتها وضعته على رأس قائمة المطلوبين