سردية سوروكا المضللة تفضح البنية المجتمعية “الإسرائيلية” المُعسكرة
تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT
الثورة / متابعات
تعرضت إسرائيل، أمس الأول الخميس، لهجوم إيراني مزدوج من الصواريخ والطائرات المسيّرة، ما أدى إلى سقوط عشرات المصابين وحدوث دمار واسع في مناطق عدة. وبينما سارعت تل أبيب إلى اتهام إيران باستهداف مستشفى “سوروكا” في بئر السبع، كشفت الرواية الإيرانية وتسجيلات ميدانية بثها مستوطنون أن القصف استهدف منشآت عسكرية واستخباراتية مجاورة للمستشفى، ما يسلط الضوء مجددًا على الطبيعة العسكرية للبنية التحتية الإسرائيلية، حيث تختلط المرافق المدنية بالعسكرية في قلب المدن والأحياء.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إن نحو 20 إلى 30 صاروخا أطلقت من إيران في أكبر دفعة صواريخ خلال 48 ساعة، وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بارتفاع عدد المصابين جراء الهجوم الإيراني إلى 137.
وأصاب أحد الصواريخ مستشفى سوروكا في بئر السبع الذي يعمل على إسعاف الجنود المصابين في غزة، وأدى لانهيار مبنى فيه بالكامل، بحسب ادعاء وسائل إعلام إسرائيلية.
في حين ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الهجوم الصاروخي، استهدف مقر قيادة واستخبارات الجيش بجوار مستشفى سوروكا، ومعسكر استخبارات الجيش في حديقة غاف يام التكنولوجية، وليس مستشفى كما تزعم إسرائيل.
#صباح_الخير .. ايران قصفت هذا الصباح مستشفى سوروكا!
ليس كل مبنى أبيض يسمّى «مستشفى» يحمل صفة الحياد.
فحين تتحوّل الجدران الطبية إلى امتداد لثكنة عسكرية، وتُجهّز غرف الطوارئ لاستقبال جرحى الجنود الذين ذبحوا الأطفال في غزة، يصبح الحديث عن حرمة المستشفيات مجرد نفاق انتقائي.…
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية أن هدف الهجوم الصاروخي على بئر السبع هو مقر قيادة واستخبارات الجيش الإسرائيلي بجوار مستشفى سوروكا التي تضررت بسبب الموجة الانفجارية.
وقالت الوكالة إن المنشأة المستهدفة تضم آلاف الجنود وأنظمة القيادة الرقمية، وعمليات الحرب السيبرانية، ومنظومات القيادة والسيطرة والاستخبارات والاستطلاع والمراقبة التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت وكالة “تسنيم” المقربة من الحرس الثوري الإيراني أن الإعلام الإسرائيلي يحاول تصوير المكان على أنه مستشفى، مبينةً أن المبنى المستهدف هو مقر قيادة واستخبارات لجيش الاحتلال الإسرائيلي بجوار المستشفى، ومعسكر استخبارات الجيش في حديقة غاف يام التكنولوجية.
ولفتت الوكالة إلى أن المنشآت التي استهدفت تحتوي قوات عسكرية تابعة لجيش الاحتلال، وأنظمة قيادة رقمية، وأنظمة عمليات إلكترونية.
المستشفى كان مخصصاً لإسعاف جنود يقاتلون في غزة.. صاروخ إيراني يتسبب في انهيار مبنى في مستشفى سوروكا.
ويحاول الإعلام والمسؤولون الإسرائيليون بناء سردية مضللة بادعاء أن مستشفى “سوروكا” كان هدفًا مباشرا للهجوم الإيراني، رغم إشارة الوقائع إلى خلاف ذلك، حيث تظهر فيديوهات بثها مستوطنون من داخل المستشفى ومحيطه، أنه لم يتم توثيق أي لحظة سقوط مباشرة لصاروخ إيراني داخل حرم “سوروكا”، بل أظهرت جميع التسجيلات أضرارًا محدودة ناتجة عن صدمة انفجارية قريبة، دون أي أثر لضربة مباشرة.
وتتناقض المزاعم الإسرائيلية بقصف المستشفى، مع حظر النشر الذي تفرضه الرقابة العسكرية الإسرائيلية حول طبيعة المواقع المستهدفة في عموم إسرائيل، فيما أكدت معلومات أمنية حساسية المنطقة عسكريًا.
ويقول مراقبون إن أسلوب سلطات الاحتلال في تحويل المنشآت المدنية إلى دروع لمواقع عسكرية ليس جديدًا، إذ دأبت إسرائيل على عسكرة الأحياء السكنية والمرافق الحيوية، مستغلة بعدها “المدني كخط دفاع سياسي وأخلاقي”.
إيران توضح لم نقصف مستشفى في جنوب إسرائيل وتقول:
أين كان هدف الحرس الثوري الإيراني هذا الصباح؟
تزعم وسائل الإعلام العبرية أن أحد الصواريخ الإيرانية أصاب مستشفى سوروكا في بئر السبع؛ لكن الواقع هو شيء آخر:
كان الهدف الرئيسي للهجوم هو المقر.
وتكشف سردية “سوروكا” المضللة، ازدواجية المعايير الإسرائيلية، ففي الوقت الذي تنصب فيه لواء القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني اللذين يجرمان استهداف المنشآت الطبية، تغض الطرف عن سبق إصرار فيما فعلته بالمنظومة الصحية بغزة عندما حولت مستشفيات القطاع إلى أهداف عسكرية مشروعة بادعاء استخدامها المقاومة لها كمواقع للتحكم والسيطرة، دون أن تقدم دليلا واحدا على ذلك، وفق تقارير أممية ودولية عديدة.
وتؤكد عديد التقارير المتواترة عن منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة، بأن جيش الاحتلال أخرج 19 مستشفى في غزة عن الخدمة من أصل 36 مستشفى، بينما بلغ مجموع الهجمات العسكرية على المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية بالقطاع 697 هجوما إسرائيليًا منذ بدء حرب الإبادة في 7 أكتوبر 2023.
ويكشف الاستهداف الإيراني للمنشأتين العسكرية والاستخباراتية بجوار “سوروكا”، حقيقة البنية المجتمعية الإسرائيلية القائمة على العسكرة، فمن وزارة الجيش وقيادة الأركان، إلى مقار الموساد والشاباك، يتبين أن هذه المؤسسات لا تقع في مناطق معزولة أو قواعد عسكرية مغلقة، بل وسط “أحياء مدنية” تضم مراكز تجارية، وجامعات، ومساكن، وحدائق عامة، وهو ما يجعل أي استهداف لها، في حالة الحرب، تهديدًا مباشرًا لحياة المستوطنين أنفسهم.
متطوعة في مستشفى سوروكا تؤكد لقناة هيئة البث الاسرائيلية ان لا اصابات «ظننا أنه وقع داخل الجناح. انهار كل شيء – الزجاج والأسقف – سقط كل شيء. قمنا بإجلاء الجميع ببراعة، ولحسن الحظ لم يُصب أي مريض بأذى. لقد شهدنا معجزة عظيمة من السماء».وتؤكد العديد من التقارير البحثية، أن المجتمع الإسرائيلي يمثل نموذجًا متكاملًا لمجتمع قائم على العسكرة، حيث تندمج المؤسسة العسكرية في صلب الحياة اليومية والسياسية والاقتصادية، في تطبيق عملي لمبدأ “جيش الشعب”. فكل إسرائيلي يُنظر إليه كجندي محتمل أو احتياطي، ابتداءً من الخدمة الإلزامية التي تشمل الذكور والإناث، مرورًا بوجود منظومة احتياط نشطة تُستدعى في أي لحظة، وصولًا إلى تطبيع السلاح في الفضاء العام، حيث تُعامل الخدمة العسكرية كمحرّك أساسي للتماسك الاجتماعي.
ويجعل هذا الانصهار الحدود شبه معدومة بين “الحياة المدنية” الإسرائيلية والجيش، ويحوّل الأخير إلى مرآة تعكس بنية المجتمع وتوجهاته، بحيث يُستخدم كأداة مباشرة في إدارة الصراع ليس مع الفلسطينيين بل مع كل من يتم تعريفه كعدو.
وبدعم أمريكي، بدأت إسرائيل هجوما واسعًا على إيران فجر الجمعة الماضية، مستهدفة مواقع عسكرية ونووية، ونفذت عمليات اغتيال لقادة عسكريين وعلماء، ضمن عملية عسكرية اسمتها “الأسد الصاعد”، تهدف إلى تقويض قدرات طهران النووية والعسكرية، ومنعها من امتلاك سلاح نووي.
في المقابل، ردت طهران بسلسلة من الهجمات الصاروخية والمسيرة على أهداف عسكرية واقتصادية داخل إسرائيل، أسفرت عن سقوط أكثر من عشرات القتلى ومئات الجرحى، وأضرارا كبيرة بالبنية التحتية.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: مستشفى سوروکا بئر السبع فی غزة
إقرأ أيضاً:
إيران تطلق موجتين صاروخيتين جديدتين باتجاه “إسرائيل”
يمن مونيتور/ وكالات
قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه رصد إطلاق موجتين جديدتين من الصواريخ الإيرانية، بفارق زمني متقارب، وجاء الإعلان عن الموجة الثانية بعد سماح جيش الاحتلال الإسرائيلي للناس بمغادرة الملاجئ في كل المناطق، وتأكيده زوال خطر هجوم حالي من إيران.
وفي حين دوت صفارات الإنذار في الجولان والجليل الأعلى والأوسط والكرمل في الموجة الأولى، أظهرت صور اعتراضات لبعض هذه الصواريخ في سماء حيفا.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن التقديرات بأن الموجة الأولى شملت من 10 إلى 15 صاروخا، في حين لم تصل صواريخ الموجة الثانية بعد إلى “إسرائيل”.
وبالتوازي، أعلن الحرس الثوري الإيراني بدء موجة جديدة من الهجمات المركبة بالصواريخ والمسيرات على أهداف عسكرية في حيفا وتل أبيب.
وقال إن عملياته بالمسيّرات مستمرة عبر استخدام أكثر من 100 مسيرة هجومية وانقضاضية لضرب الأهداف العسكرية وأنظمة الدفاع الصاروخية في حيفا وتل أبيب.
وفي حصيلة للخسائر البشرية الإسرائيلية، قالت وزارة الصحة الإسرائيلية إن 271 شخصا على الأقل دخلوا المستشفى صباح اليوم بعد الضربات الإيرانية.
وفي وقت سابق اليوم، أطلقت إيران دفعة صواريخ ومسيرات جديدة تجاه مناطق واسعة من إسرائيل هي الأكبر خلال 48 ساعة، مما أسفر عن إصابة العشرات، فضلا عن دمار واسع داخل تل أبيب.
روايتان بشأن مستشفى سوروكا
وقال مسؤولون ووسائل إعلام إسرائيلية أن أحد الصواريخ الإيرانية أصاب مستشفى سوروكا في بئر السبع، الذي يعمل على إسعاف الجنود المصابين في غزة، وأدى لانهيار مبنى فيه بالكامل، حسب وسائل إعلام إسرائيلية.
واتهمت إسرائيل طهران بتعمّد استهداف المستشفى، وتوعد نتنياهو إيران بدفع الثمن، بينما حمّل وزير الدفاع الإسرائيلي المرشد الإيراني المسؤولية، وقال إنه يجب ألا يظل على قيد الحياة.
وفيما يتعلّق بحجم الخسائر، فقد وقعت إصابات طفيفة وأضرار خفيفة بالمستشفى لم تؤثر على قدرته على العمل، حسب وزارة الصحة الإسرائيلية.
وأفاد مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية أن بنيامين نتنياهو زار اليوم مستشفى “سوروكا” في بئر السبع، وقال خلال الزيارة “نحن نضرب بدقة أهدافا نووية وأهداف صواريخ، وهم يصيبون قسم الأطفال في مستشفى”.
وأضاف “هذا هو كل الفارق بين ديمقراطية تعمل وفقا للقانون لإنقاذ نفسها من هؤلاء القتلة، وبين أولئك القتلة الذين يريدون إبادة كل واحد منا، حتى آخرنا، أعتقد أن هذا يوضح كل شيء”.
بيد أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال إن القصف المذكور استهدف مقر القيادة والاستخبارات الكبرى للجيش الإسرائيلي الواقع قرب مستشفى سوروكا في بئر السبع، وأن الأضرار التي لحقت بالمستشفى سطحية وفي جزء صغير منه، وإن المستشفى كان قد تم إخلاؤه إلى حد كبير في وقت سابق.
كما أعلنت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة أنها ترفض “بشكل قاطع ادعاء الصهاينة الكاذب استهداف مستشفى”، وأكدت التزام إيران بالقانون الدولي الإنساني، وأنها لا تستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية.
وصباح اليوم، أطلقت طهران الموجة الـ14 من الهجمات الصاروخية على إسرائيل، ردا على الحرب التي تشنها تل أبيب على إيران منذ الجمعة الماضي.
وبدأت “إسرائيل” فجر 13 يونيو الجاري، بدعم أميركي ضمني، هجوما واسعا على إيران بقصف مبانٍ سكنية ومنشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين ومدنيين.
ومساء اليوم نفسه، بدأت إيران الرد بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، وخلفت إلى جانب القتلى والجرحى أضرارا مادية كبيرة، وفق مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي.