تولا: مستوى الأمان يجذب السياح الأجانب

إدواردو: العروض الثقافية تحاكي تراث المنطقة

تيري: أعشق القهوة والبهارات والعسل والتمور

أحمد: الدوحة جميلة بطبيعتها وأناسها الطيبين

أكد عدد من الزائرين الخليجيين والأجانب أن الدوحة أصبحت وجهة سياحية جاذبة بما تحويه من مرافق عالمية ومعالم حديثة، دون تخليها عن عناصر التراث القطري حيث يفضل العديد من الأسر والشباب التوجه إليها برفقة الأهل أو الأصدقاء، وذلك للاستمتاع بمرافقها الحديثة واستشعار أجوائها الهادئة.


وعند زيارة المرافق الرئيسية في أرجاء الدوحة بما فيها الحي الثقافي «كتارا»، سوق واقف، يختلط المشهد بالوجوه الآتية من الشرق أو الغرب حيث رصدت «العرب» انطباعات عدد من الزوار الخليجيين والأجانب عن أجواء الدوحة والحياة والثقافة ووجهات السياحية في قطر، وأشادوا بالأجواء والتقاليد القطرية التي تمنح الزائرين من مختلف الجنسيات الإحساس بالأمان المقترن بحسن الاستقبال وكرم الضيافة، وذلك في جميع تنقلاتهم داخل الدوحة وخارجها.

زيارة ثالثة
وقال تيري أحد السائحين من هولندا الذي يزور الدوحة للمرة الثالثة، رفقة أسرته الصغيرة، بأنه قصد الدوحة مرتين خلال السنوات الماضية بالتزامن مع إجازته وعطلة زوجته وابنته، لكنه هذه المرة قرر زيارتها في هذا التوقيت لقضاء أسبوعين وسط أجواء دافئة يفتقدها وتشعره بالنشاط والتجدد، كما تجذبه عروض التسوق التي تطرحها المراكز التجارية.
وأضاف: تجذبني المنتجات العربية المتوفرة في أماكن تراثية وشعبية مثل سوق واقف حيث القهوة والعطور والبهارات والعسل والتمور، تلك المنتجات لا يمكن أن يفوتني اقتناؤها في حقيبة العودة، كما نحرص على شراء الملابس من ماركات عالمية لاستثمار التخفيضات، ونقضي أوقاتاً جميلة في التنقل من مكان لآخر، ونفكر بركوب الجمال لقضاء جولة برية أو اليخوت لقضاء جولة بحرية في جزيرة البنانا.

جماليات المكان
بالحماس نفسه، تحدثت السائحة مارينا عن قضائها أحلى الأوقات رفقة صديقاتها الثلاث متنقلات بين معالم الدوحة، مثل الحي الثقافي واللؤلؤة وسوق واقف والكثبان الرملية، وقالت إن الصحراء بالذات هي من أكثر المناطق التي لفتت نظرها للهدوء الذي يحيط بها وجماليات الكثبان الرملية والمنتجعات السياحية فيها. 
وذكرت أن حرارة الشمس في هذا الايام وحتى في أشهر الصيف لا تزعجها وإنما على العكس، تراها نعمة كبيرة لا تتوافر في بلادها التي تمضي فيها أشهراً طويلة بدرجة حرارة ما دون الصفر او في منطقة الصفر. واعتبرت أن أجواء الشتاء في قطر من أجمل المواسم خاصة في ظل الفعاليات والعروض الجميلة التي تزخر بها العديد من مناطق الجذب الرئيسية في الدوحة.

كرم الضيافة
أما تولا فأعربت عن سعادتها بما رأته من حسن المعاملة من الشعب القطري في الكثير من الأماكن التي ذهبت لها، حيث «ذهبت للعديد من الأماكن ووجدت شعبا طيبا وودودا، يتعامل بكل لطف معنا وهو انطباع جيد غالبا ما سمعته ممن جاؤوا إلى قطر على سبيل السياحة أو قضاء الاجازة او زيارة عمل أو أثناء بطولة كأس العالم وهذا ما رأيته في الدوحة من بداية دخولنا المطار».
وأضافت ان الأجواء التي تسود قطر تشعرها بالمزيد من الأمن والأمان كما ان المناطق الصحراوية في قطر تستهوي الكثير من الجنسيات الأخرى؛ ولذلك يجب استغلال هذه الأماكن بشكل جيد خلال الفترة المقبلة، لجذب المزيد من السياح الذين زادت أعدادهم كما يبدو بعد استضافة كأس العالم، ومع توافر الأمن والأمان الذي تنعم به دولة قطر. 

 أفضل النماذج
وقال جوليان جافتر من استراليا والذي كان يبحث عن أحد المقاهي ان المحال التراثية المنتشرة في أكثر من مكان ضمن سوق واقف أعجبته كثيراً، موضحاً أنه ينجذب إلى البلدان التي يختلف مناخه عن بلاده، وقد شكلت له قطر محطة مهمة للتعرف إلى أفضل النماذج عن العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، سواء بحسب ما قرأه في الصحف أو ما لمسه على أرض الواقع. 
فيما قال زميله دانيش ان المقاهي والمحال التراثية الصغيرة في سوق واقف تجذبه ببساطتها رغم إغراءات المولات الكبيرة ومقاهي الكوفي شوب ذات العلامات التجارية المعروفة العاملة في الدوحة.
الثقافة العربية
وقال إدواردو أحد السائحين من اسبانيا الذي يزور الحي الثقافي «كتارا» للمرة الثانية، انه يشعر بحماسة كبيرة عند حضور الفعاليات والعروض القريبة من الشاطئ، مشيرا الى ان المناظر التي ترافق هذه الأجواء التقليدية كانت جميلة بما فيها تلك التي تعكس جانباً من الثقافة العربية التقليدية وأنه رغب مع زوجته بالتعرف عن قرب على هذه الثقافة التي تنقلها «كتارا» بنجاح إلى جميع الحضور.
بينما قال أحمد الذي جاء من دولة الكويت: يتضح التطور السياحي في قطر وكذلك حسن تنظيم الفعاليات والنظافة، مشيرا الى حصوله على هدايا تذكارية عبارة عن مجسمات صغيرة لصقور وإبل. 
وأضاف ان الدوحة جميلة بطبيعتها وأناسها الطيبين وبكل وسائل الترفيه فيها، وعندما أكون هنا لا أشعر بفارق اجتماعي كبير بين المحيط الذي اعيشه في الكويت وبين الناس الذين اتعامل معهم في قطر. أشعر هنا بالأمن والأمان والأجواء الجميلة. كما أشعر انه لا يوجد أحد من الذين اتعامل معهم يحاول استغلالي أو التحايل علي، قطر تحترم الزائر لها وتعتبره ضيفا· جميعا أسرة خليجية واحدة يجمعنا الدين الحنيف واللغة كأمة إسلامية، كما لدينا امتدادات عائلية في كل مكان في دول المجلس، وتواجدنا هنا يؤكد تلاحمنا الشعبي الذي يجسد معنى الوفاء من شعب الخليج الواحد وهذه ليست المرة الأولى التي أزور الدوحة ولن تكون الأخيرة.
وحول أبرز المعالم السياحية في قطر قال «أوسكار»: تزخر البلاد بالكثير من الأماكن المميزة، ويأتي سوق واقف في مقدمتها بالنسبة لي، وينبغي على أي زائر قضاء وقت فيه، ثم مدينة مشيرب قلب الدوحة، ومتحف قطر الأولمبي والرياضي 3- 2-1، حيث أحب التردد على هذه الأماكن التي جرى تشييدها وتطويرها على طراز حديث.

قيم خليجية مشتركة 
ومن جانبهم فقد اختار مواطنون عُمانيون السفر لقضاء 3 أيام بين أهلهم في قطر، إعرابا عن صادق الود كما يقول سالم حبيب، مؤكداً على إن الشعوب الخليجية تجمعها قيم مشتركة وعلاقات تاريخية، ونحن الآن نزور وطننا الثاني بما رأيناه من حفاوة الاستقبال ورحابة الصدر المتواجدة لدى أخواننا القطريين في الدوحة، وهو ما لمسناه منذ أن وطأت أقدامنا أرض المطار.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر قطاع السياحة السياحة في قطر فی الدوحة فی قطر

إقرأ أيضاً:

غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء

بقلم : سمير السعد ..

في عالمٍ تُثقله الحروب وتغرقه الفواجع، تبرز قصيدة “تهويدة لا تُنيم” للشاعر العراقي غسان حسن محمد كصرخة شعرية تحمل وجع الوطن، وتجسِّد الإنسان العراقي في زمنٍ لم يعد فيه للتهويدات مكان، ولا للطفولة حضنٌ آمن. غسان، ابن العمارة ودجلة والقصب، هو شاعر يكتب بقلبه قبل قلمه، ويغزل قصائده من نسيج الوجع العراقي بأدقّ خيوط الإحساس وأصفى نبرة صدق.
يفتتح الشاعر قصيدته بمشهد يختزل حجم الانهيار الداخلي في صورة جسدية/معمارية رمزية:

“من ربّت على ظهرِ الجسر..،
حتى انفصمت عُراه.”

ليتحوّل الجسر، رمز العبور والحياة، إلى معبر نحو الفقد والانفصال، ولتمتدّ صورة اليُتم على النهر كلحن لا يُفضي إلى الوصول:

“ليمتدَّ اليتمُ على كامل النهرِ،
يعزفُ لحنَ اللاوصول؟!”

هنا لا يتحدث الشاعر عن اليتيم بمعناه الفردي، بل يُحوّله إلى حالة جماعية تسري في جسد المكان، حالة بلد بأكمله يُرَبّى على غياب الآباء، وانقطاع الحكايات.

تدخل الحرب بوصفها شخصية غاشمة، لا تنتظر حتى تهدأ التهويدة، بل تُباغت الزمن وتفتك بالطمأنينة:

“الحرب..،
الحرب..،
(لعلعةٌ..):
كانت أسرعَ من تهويدة الأمِّ لوليدها”

هكذا يضع الشاعر التهويدة، رمز الحنان والرعاية، في مواجهة مباشرة مع صوت الحرب، لنعرف أن النتيجة ستكون فاجعةً لا محالة. ولا عجب حين نسمع عن الوليد الذي لم تمنحه الحياة حتى فرصة البكاء:

“الوليدُ الذي لم يفتر ثغرهُ
عن ابتسام..”

فهو لم يعرف الفجيعة بعد، ولم يلعب، ولم يسمع من أبيه سوى حكاية ناقصة، تُكملها المأساة:

“لم يَعُد أباه باللُعبِ..,
لم يُكمل حكايات وطنٍ..،
على خشبتهِ تزدهرُ المأساة لا غير.!”

في هذا البيت تحديدًا، يكشف غسان عن قدرة شعرية مدهشة على تحويل النعش إلى خشبة مسرح، حيث لا تزدهر إلا المأساة، في تورية درامية تفتك بالقلب.

ثم يأتي المشهد الفاصل، المشهد الذي يُكثّف حضور الغياب:

“عادَ الأبُّ بنعشٍ.. يكّفنهُ (زهرٌ)
لم يكُن على موعدٍ مع الفناء.!”

فالموت لم يكن مُنتظرًا، بل طارئًا، كما هي الحرب دومًا. لقد كان الأب يحلم بزقزقة العصافير، وسنابل تتراقص على وقع الحب:

“كان يمني النفسَ
بأفقٕ من زقزقات.،
وسنابلَ تتهادى على وقع
أغنية حبٍّ..
تعزفها قلوبٌ ولهى!”

بهذا المشهد، يقرّب الشاعر المأساة من القلب، يجعل القارئ يرى الأب لا كمقاتل، بل كعاشق كان يحلم بأغنية، لا بزئير دبابة. حلمُ الأب كُسر، أو بالأدق: أُجهض، على خيط لم يكن فاصلاً، ولا أبيض، بين الليل والنهار:

“حُلم أُجهض على الخيط
الذي لم يكن فاصلاً..،
ولا ابيضَ..
بين ليلٍ ونهار”

لا زمن في الحرب، لا بداية ولا نهاية، ولا فاصل بين حلمٍ وحطام. فالحرب تعيش في الفراغ، وتُشبع نهمها من أجساد الأبناء دون أن ترمش:

“ذلك أن لا مواقيت لحربٍ..
تُشبعُ نهمَ المدافع بالأبناء..”

وفي النهاية، تأتي القفلة العظيمة، القفلة التي تحوّل الحرب من آلة صمّاء إلى كائنٍ لو امتلك عيناً، لبكى، ولابتسم الطفل:

“فلو كانَ للحربِ عينٌ تدمع.،
لأبتسم الوليد!”

ما أوجع هذا البيت! إنه انقلابٌ شعريّ كامل يجعل من التهويدة التي لم تُنِم أيقونةً لفجيعة كاملة، وابتسامة الوليد غاية ما يتمنّاه الشاعر، وكأنّها وحدها قادرة على إنهاء الحرب.

غسان حسن محمد الساعدي ، المولود في بغداد عام 1974، والحاصل على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية، هو عضو فاعل في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق. صدرت له عدة مجموعات شعرية ونقدية منها “بصمة السماء”، و”باي صيف ستلمين المطر”، و”أسفار الوجد”، إضافة إلى كتابه النقدي “الإنصات إلى الجمال”. شاعرٌ واسع الحضور، يكتب بروح مغموسة بجماليات المكان وروح الجنوب العراقي، وينتمي بصدق إلى أرضه وناسها وتاريخها الأدبي والثقافي.

شاعر شفاف، حسن المعشر، لطيف في حضوره، عميق في إحساسه، يدخل القصيدة كمن يدخل الصلاة، ويخرج منها كما يخرج الطفل من حضن أمه، بكاءً وشوقًا وحلمًا. هو ابن العمارة، وابن دجلة، وابن النخيل والبردي، يدخل القلوب دون استئذان، ويترك فيها جُرحاً نديًّا لا يُنسى.

في “تهويدة لا تُنيم”، لا يكتب الساعدي الشعر، بل يعيش فيه. يكتب لا ليواسي، بل ليوقظ. لا ليبكي، بل ليُفكّر. قصيدته هذه، كما حياته الشعرية، تُعلن أن الشعر ما يزال قادراً على فضح الحرب، وردّ الضمير إلى مكانه، لعلّ الوليد يبتسم أخيرًا.

سمير السعد

مقالات مشابهة

  • الدوحة تحتضن قرعة كأس العرب وكأس العالم للناشئين 2025
  • الدوحة تحتضن حفل قرعة كأس العرب FIFA قطر 2025™ وكأس العالم تحت 17 سنة FIFA قطر 2025™
  • الفوزان: المملكة تملك تجربة عالمية ثرية.. فيديو
  • واشنطن وأنقرة تبحثان غداً آلية رفع العقوبات عن سوريا وضمان الأمن والاستقرار فيها
  • صانع محتوى يستعرض تجربة توضح أن الأمن والأمان أسلوب حياة بالمملكة .. فيديو
  • الدكتور هيثم الزبيدي..الفارس الذي إستعجل الرحيل
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • نائبة وزير الإعلام والثقافة والسياحة في لاوس: نسعى لتكون دولتنا وجهة سياحية عالمية.. والتبادل الثقافي مع مصر أولوية
  • شرم الشيخ ضمن أفضل 15 وجهة سياحية.. محافظ جنوب سيناء يكشف الأسباب
  • الغردقة ضمن أفضل 15 وجهة سياحية عالمية لصيف 2025 وتشهد إقبالاً غير مسبوق على الحجوزات