"بايدن" يأمر بشن ضربات جوية ضد الفصائل العراقية بعد إصابة جنود أمريكيين
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن الجيش الأمريكي بتنفيذ ضربات جوية انتقامية ضد الفصائل العراقية بعد إصابة 3 من أفراد الخدمة الأمريكية في هجوم بطائرة دون طيار في شمال العراق.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، أدريان واتسون، إن أحد الجنود أصيب بجروح خطيرة في الهجوم الذي وقع في وقت سابق من يوم الإثنين، وأعلنت فصائل "كتائب حزب الله" مسئوليتها عن الهجوم الذي استخدم طائرة دون طيار هجومية في اتجاه واحد.
وقال مسئولون عراقيون إن الضربات الأمريكية التي استهدفت مواقع الفصائل في وقت مبكر من يوم الثلاثاء أسفرت عن مقتل مسلح وإصابة 18 آخرين، وجاءت هذه الضربات في وقت تتزايد فيه المخاوف من امتداد الحرب بين دولة الاحتلال "إسرائيل" وحماس إلى المنطقة.
وأعلنت إيران يوم الإثنين أن غارة إسرائيلية على مشارف العاصمة السورية دمشق أدت إلى مقتل أحد كبار قادتها، سيد راضي موسوي، الذي كان رفيقًا مقربًا للجنرال قاسم سليماني، الرئيس السابق لفيلق القدس الإيراني.
وأفادت هبة التميمي، مراسلة القاهرة الإخبارية في بغداد، بإصابة 18 شخصا جراء قصف على مقار تابعة لفصائل مسلحة في العراق.
إصابة 3 جنود أمريكيين
يشار إلى أن البنتاجون أعلن قصف القوات الأمريكية، الإثنين، لمواقع في العراق تستخدمها فصائل موالية لإيران.
وقال في بيان، الثلاثاء، إن الضربات أتت ردا على سلسلة هجمات ضد موظفين أمريكيين في العراق وسوريا من قبل ميليشيات تدعمها طهران، مشيرًا إلى أن الهجوم الذي شنه مسلحون مدعومون إيرانيًا أمس على قاعدة أربيل الجوية أسفر عن إصابة 3 جنود، أحدهم في حالة حرجة.
تعطيل قدرات الميليشيات المتحالفة مع إيران
فيما أكد وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أن هدف تلك الضربات تعطيل قدرات تلك الميليشيات المتحالفة مع إيران، مشددًا على أن بلاده لا تسعى إلى تصعيد الصراع في المنطقة، إنما لن تتردد في اتخاذ التدابير اللازمة لحماية مصالحها.
المصدر: قناة اليمن اليوم
إقرأ أيضاً:
ميليشيا الحوثي تدفع البلاد نحو مزيد من التصعيد .. ضربات إسرائيلية متتالية تعطّل مطار صنعاء
البلاد – صنعاء
في خطوة غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب في غزة، صعّدت إسرائيل من انخراطها العسكري في الساحة اليمنية، عبر شنّ أكثر من 20 غارة جوية على مواقع تابعة لجماعة الحوثي، أبرزها مطار صنعاء الدولي، الذي أُعلن عن تعطيله بالكامل نتيجة الاستهداف المكثف. هذه العملية تحمل دلالات تتجاوز بعدها العسكري، لتشكل رسالة سياسية وأمنية على أكثر من محور.
وأكد الجيش الإسرائيلي في تصريح رسمي، أن طائراته الحربية نفذت أكثر من 20 غارة جوية طالت مبنى الركاب في مطار صنعاء، وكل الطائرات الموجودة بداخله، فضلاً عن استهداف المدرجات، برج المراقبة، وصالة المسافرين. وأشارت التصريحات إلى أن “المطار يُدار من قبل الحوثيين ويُستخدم لأغراض إرهابية، على غرار ميناء الحديدة”، بحسب تعبير الجيش. كما أعلنت إسرائيل استهداف مصنع إسمنت في محافظة عمران، قالت إنه يُستخدم في تصنيع رؤوس الصواريخ، إلى جانب قصف 10 مواقع أخرى تابعة للحوثيين.
وفي سياق متصل، أصدرت إسرائيل إنذاراً عاجلاً للمدنيين بضرورة إخلاء منطقة مطار صنعاء فوراً، حيث نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة “إكس”، تغريدة مرفقة بصورة للأقمار الصناعية، حذر فيها السكان من البقاء في محيط المطار. وقال إن “عدم الإخلاء والابتعاد عن المكان يعرضكم للخطر”.
وسبق هذه الضربات إعلان الجيش الإسرائيلي، الاثنين، عن استهداف ميناء الحديدة أيضاً، بعد يوم من إطلاق جماعة الحوثي صاروخاً سقط قرب مطار بن غوريون في تل أبيب، ما دفع إسرائيل إلى الرد عبر سلاحها الجوي.
من جهتها، أقرت وسائل إعلام تابعة للحوثيين بوقوع الغارات الإسرائيلية، معلنة مقتل أربعة أشخاص وإصابة 39 آخرين. وأشارت إلى أن ثلاثة مدنيين قُتلوا وأصيب 35 آخرون في قصف مصنع إسمنت بمدينة باجل بمحافظة الحديدة، فيما سقط قتي
ل رابع وأصيب أربعة في استهداف ميناء الحديدة.
وفي تطور سياسي وأمني متزامن، أعلن الإعلام الإسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو توجّه إلى غرفة العمليات بوزارة الدفاع، لمتابعة تنفيذ الغارات، في خطوة تعكس أهمية وحساسية العملية.
وتأتي هذه الضربات في ظل تصعيد متواصل من جانب الحوثيين، الذين استأنفوا هجماتهم على إسرائيل وخطوط الملاحة البحرية بعد توقف قصير في أعقاب انتهاء الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس في غزة. وتعد هذه أول مرة تستهدف فيها إسرائيل مطار صنعاء منذ اندلاع الحرب في غزة.
وتعكس الضربات الإسرائيلية على اليمن تحوّلًا استراتيجيًا في قواعد الاشتباك، إذ تُعتبر سابقة في السياق الجغرافي منذ تصاعد الحرب مع حماس، ما يؤكد رغبة إسرائيل في توسيع دوائر الردع إلى عمق المحور الداعم للمقاومة، وتحديدًا إيران وأذرعها الإقليمية. وفي هذا الإطار، توجّه الضربات إلى الحوثيين باعتبارهم أداة إيرانية في خاصرة الجزيرة العربية، وذراعًا فعّالة في معركة استنزاف البحر الأحمر.
إسرائيل، التي سبق وأعلنت أن الهجمات على مطار بن غوريون لن تمر دون رد، اختارت توقيت الضربات لتعيد رسم خطوط حمراء جديدة في مواجهة ما تعتبره تصعيدًا إقليميًا موجهًا من طهران. ومنذ انخراط الحوثيين في الحرب ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر، اكتسبت الجماعة موقعًا متقدمًا ضمن محور “المقاومة” من اليمن إلى لبنان. الضربات الإسرائيلية قد تُقرأ ضمن استراتيجية متعددة الأطراف تهدف إلى تحجيم هذا الدور، وتنسيق محتمل – غير معلن – مع واشنطن، التي تقود منذ مارس حملة عسكرية موازية على الجماعة ذاتها. التقاء المصالح الأمنية بين تل أبيب وواشنطن يتجلى بوضوح في هذه المرحلة.
وفي ضوء ما سبق، تتحمل ميليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة عن الضربات التي استهدفت اليمن، باعتبارها الجهة التي بادرت بالتصعيد العسكري خارج حدود البلاد، من خلال استهداف إسرائيل والملاحة الدولية، واستخدام منشآت مدنية لأغراض عسكرية. هذه السياسات لم تُعرّض فقط الأمن القومي اليمني للخطر، بل جرّت البلاد إلى صراع إقليمي شديد التعقيد.