” العدوان الصهيوأمريكي على إيران “3” الدنيا دولابٌ والزمنُ دوَّارٌ
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
صحيحٌ أنه مثلٌ عربيٌ قديمٌ، وكلماتُ حكماء بعد طول تجربةٍ وخبرةٍ وأناةٍ في الحياة، إلا أنها حكمة عامة وليست عربيةً خالصة، وتكاد تكون موجودة في تراث الأمم وأمثالها الشعبية، إذ تؤمن بها الشعوب كلها، وتلجأ إليها عادةً للتعبير عن حالها في لحظات الانكسار والهزيمة، أو الفقد والخسارة، للتعبير عن أن الخسارة ليست كلية، وأن الهزيمة ليست أبدية، وأن الزمن قد يعوضهم وينقلب لصالحهم، وأنه «ما من طلعة إلا وراءها نزلة»، حيث تأتي أيضاً رداً على الفائزين والمنتصرين، والكاسبين والمحظوظين، والمغرورين والمتغطرسين، وتحذرهم أن الأيام دول، وأن الحياة دولاب، وأن الفرحة لا تدوم ولا تبقى، والحزن عابرٌ ويمرُ.
وهي للحق حكمةٌ ذهبية، تستحق التأمل والعبرة، والاستفادة منها والتعلم وكسب الخبرة، ولا ينبغي الاستهتار بها وعدم الإصغاء لقائلها أياً كان، عدواً أو صديقاً، أو الانشغال بها والقلق بسببها، إذ علمتنا الحياة أنها حكمة صحيحة، وأنها تتكرر دائماً في كل زمانٍ ومكانٍ، فطوبى لمن سمعها ووعيها، وتعلم منها واستفاد، وأخذ العبرة من أحداثها وسلم من ويلاتها.
اليوم يطل علينا الإعلامي الصهيوني الخبيث إيدي كوهين بهذا المثل العربي، يعرضه على صفحته، وتتناقله وسائل الإعلام وتنشره، وهو يتبجح به بكل صفاقةٍ ووقاحةٍ، ويخاطب به العرب والمسلمين في ظل الاستعلاء الذي يعيشه وكيانه في الحرب الصهيوأمريكية خلال عدوانهم على إيران، ويقول لمصر التي يرتبط كيانه معها باتفاقية سلام، مخاطباً المصريين المنحازين إلى الجمهورية الإسلامية في إيران، والذين يؤيدونها في حربها ضد الكيان، ويفرحون لها كلما قصفت أهدافاً في فلسطين المحتلة، وأصابت مقار ومراكز ومواقع عسكرية وأمنية، وألحقت أضراراً بالمباني والمساكن.
والذين يعبرون عن شماتتهم بعدوهم وعدو الأمة كلها، الذي شرد الفلسطينيين في قطاع غزة، ودمر بيوتهم وأحال حياتهم إلى جحيمٍ لا تطاق، فلا يجدون إلا أن يظهروا شماتتهم بمستوطنيه الذين ألجأتهم الصواريخ والمسيرات الإيرانية إلى النزول إلى الملاجئ والمبيت فيها، واللجوء إليها ساعاتٍ طويلة في الليل والنهار هرباً من القصف الصاروخي الإيراني، ومسيراته التي باتت تصل إليهم، وتدمر مبانيهم، وتحرق سياراتهم، وتحول شوارعهم إلى هشيمٍ ودمارٍ، يذكرهم بما فعلوه مع الفلسطينيين في قطاع غزة.
يخاطب إيدي كوهين الشعب المصري العربي الأصيل، المسلم الحصيف، الصادق المخلص، الثائر الحر الغيور، ويصب جام غضبه على عامة المصريين الذين يعبرون بفطرتهم السليمة، وعقيدتهم الصحيحة، وعفويتهم البسيطة عن فرحتهم بما يصيب العدو الإسرائيلي ومستوطنيه، وعن سعادتهم بألوان الثأر والبأس والانتقام التي بات يتجرعها من حيث لا يحتسب، وقد كان يظن بسفهٍ وغرورٍ أنه دائماً يغزو ولا يغزى، ويَقتُل ولا يُقتل، ويُقاتِل ولا يُقَاتَل، إلا أن الصواريخ الإيرانية أيقظته من سكرته، وأعادته إلى وعيه، وأعلمته أن هذه الأمة ما زالت بخير، وأنها قادرة على النيل منه وإيلامه، وتتطلع إلى قهره والانتصار عليه.
غضب إيدي كوهين وهو الذي ينطق باسم الإسرائيليين بلا تمييز، ويعبر عن معتقداتهم بلا خوف، ويكشف عن نواياهم بلا تردد، والمعروف عنه أنه وقحٌ لا يخجل، وصفيقٌ لا يسكت، وهدد المصريين، الذين هم جزءٌ أصيلٌ من هذه الأمة، بأن الأيام دولٌ والحياة دولاب، وغداً سيصيبكم ما أصاب الإيرانيين واللبنانيين والفلسطينيين، وستصلكم الصواريخ الإسرائيلية كما وصلت إلى سوريا وإيران، فلا تفرحوا كثيراً، ولن تشمتوا بنا طويلاً، فالعالم معنا، والولايات الأمريكية تدعمنا، وهي تقاتل معنا، وغداً ستقصف إيران إلى جانبنا، وأنتم لا تملكون إلا أن تقفوا معنا وتؤيدونا، أو تسكتوا عنا وتتعاونوا معنا.
وكان كوهين قد سبق ذلك بتوجيه تهديدٍ صريحٍ ومباشرٍ إلى الدول المطبعة مع كيانه، وإلى تلك التي تتطلع إلى التطبيع معه، وتوقيع اتفاقيات سلامٍ مشتركة، أن هذا التطبيع لن يكون بالمجان، ولن يكون هبةً ولا منحةً ولا صدقةً وإحساناً، وأن على الأنظمة العربية أن تدفع الجزية لإسرائيل، وأن تقدم بين يدي الاتفاقيات ما يؤهلها لأن تكون تحت التاج الإسرائيلي، وداخل منظومة الدفاع والحماية الصهيونية، وإلا فإنها سيصيبها ما أصاب غيرها، ولن ينفعها أحدٌ، وكأن كيانه قد أنهى الحرب وانتصر، وحقق الأهداف التي يرجوها ووصل إلى الغايات التي يتطلع إليها.
لا تخلُ كلمات إيدي كوهين من إهانة، ولا من مفردات الذل والصغار وهو يخاطب العرب والمسلمين أنظمةً وشعوباً ويقرعهم ويهزأ بهم ويتهكم عليهم، وهو لا يفتأ يتهم الأنظمة والحكومات بأنها أدواتٌ وآليات لخدمة المشروع الصهيوني، ولا يتورع عن وصف بعضهم بأنهم صهاينة أكثر منه، وأنهم أكثر إخلاصاً لكيانه منه، ما يجعلنا اليوم نقف في وجهه بقوةٍ وصلابةٍ، وبتحدٍ وإرادةٍ، ووحدةٍ وإجماعاً، نؤيد إيران ونقف معها، ونساندها ونخذل عنها، ونتعاون معهاولا نخذلها، فانتصارها عليه انتصارٌ لنا، وعزةٌ وتمكينٌ لنا في بلادنا، وكسر شوكتها والتآمر عليها نهاية لوجودنا وشطبٌ لهويتنا، فلنكن معها بصدقٍ لنفسد مشروع عدونا، ونحبط خططه، ونقلب له ظهر المجن، ونعلمه باتفاقنا وتضامننا أن الزمن سيدور لكن عليهم وحدهم، وأن دولاب الدنيا سيقف لكن على حطام كيانهم.
كاتب وباحث سياسي فلسطيني
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
بعد وفاته عن عمر 88 عامًا.. من هو إيدي بالميري الحائز على جائزة جرامي؟
توفي عازف البيانو إيدي بالميري، أحد أبرز فناني الرومبا والجاز اللاتيني إبداعًا، عن عمر ناهز 88 عامًا في منزله في نيوجيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية بعد صراع طويل مع المرض.
أول لاتيني يفوز بجائزة جراميكان عازف البيانو والملحن وقائد الفرقة أول لاتيني يفوز بجائزة جرامي، بالإضافة إلى سبع جوائز أخرى خلال مسيرة فنية امتدت لنحو 40 ألبومًا.
وُلد «بالميري» في حي هارلم الإسباني بنيويورك في 15 ديسمبر 1936، في وقت كانت تُعتبر فيه الموسيقى وسيلةً للهروب من الأجواء المزدحمة، وبدأ دراسة البيانو في سن مبكرة، مثل شقيقه الشهير تشارلي بالميري، ولكن في سن الثالثة عشرة، بدأ عزف التيمبال في أوركسترا عمه، وقد غلبته رغبةٌ في العزف على الطبول.
جاء فوزه الأول بجائزة غرامي عام 1975 عن ألبوم «شمس الموسيقى اللاتينية»، واستمر في إصدار الموسيقى حتى الثمانينيات من عمره، حيث كان يؤدي عروضه عبر البث المباشر خلال جائحة فيروس كورونا.
بداية مسيرة بالميري الفنيةانخرط بالميري في عالم الموسيقى الاستوائية كعازف بيانو خلال خمسينيات القرن الماضي مع أوركسترا إيدي فورستر، وانضم لاحقًا إلى فرقة جوني سيجي وتيتو رودريجيز قبل أن يُشكّل فرقته الخاصة عام 1961، «لا بيرفكتا»، إلى جانب عازف الترومبون باري روجرز والمغني إسماعيل كوينتانا.
كانت «لا بيرفكتا» أول فرقة تضم قسمًا للترومبون بدلًا من البوق، وهو أمر نادر الوجود في الموسيقى اللاتينية، وبفضل صوتها الفريد انضمت الفرقة سريعًا إلى صفوف ماتشيتو وتيتو رودريجيز وغيرهما من فرق الأوركسترا اللاتينية في ذلك الوقت.
أنتج بالميري العديد من الألبومات على شركتي أليجري وتيكو ريكوردز، بما في ذلك الألبوم الكلاسيكي «Vámonos pa’l monte» الصادر عام 1971، بمشاركة شقيقه تشارلي كعازف أورغن ضيف، توفي تشارلي بالميري عام 1988.
أثار أسلوب إيدي غير التقليدي دهشة النقاد والمعجبين مجددًا في ذلك العام مع إصدار ألبوم «Harlem River Drive»، الذي دمج فيه بين أسلوبي موسيقى البلاك واللاتينية لإنتاج صوتٍ مزج بين عناصر السالسا والفانك والسول والجاز.
سفير عالمي لموسيقى الجاز اللاتينيةفي ثمانينيات القرن الماضي، فاز بالميري بجائزتي غرامي إضافيتين عن ألبوميه «بالو با رومبا» و«سوليتو»، وبعد بضع سنوات، عرّف المغنية لا إنديا على عالم السالسا من خلال إنتاج «ليجو لا إنديا عبر إيدي بالمييري».
بالميري يتعاون مع تيتو بوينتيأصدر بالمييري ألبوم «ماستربيس» عام 2000، الذي تعاون فيه مع الأسطورة تيتو بوينتي، الذي توفي في ذلك العام، وقد لاقى الألبوم استحسانًا كبيرًا من النقاد، وفاز بجائزتي جرامي، كما اختارته المؤسسة الوطنية للثقافة الشعبية في بورتوريكو كأفضل إنتاج لهذا العام.
خلال مسيرته الفنية الطويلة، شارك في حفلات موسيقية وتسجيلات مع فرقتي فانيا أول ستارز وتيكو أول ستارز، وبرز كملحن وموزع موسيقي ومنتج ومدير أوركسترا.
اقرأ أيضاًتعديل بعض قواعد جوائز جرامي لعام 2026 لتشمل أفضل غلاف ألبوم
جوائز جرامي 2024.. تايلور سويفت تفوز بأفضل ألبوم بوب