غزة والأمريكان.. وحقوق الإنسان
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
بمباركة واشتراك وحماية وإصرار من أمريكا يواصل الاحتلال الإسرائيلى الإبادة الجماعية للمدنيين الفلسطينيين العزل، أطفالًا ونساء وكبارًا، وفى الوقت الذى كل يوم ودقيقة نقرأ فيه ونشاهد على القنوات الفضائية والسوشيال ميديا ارتقاء مئات الفلسطينيين المدنيين، بل الآلاف على مدار ٨٠ يومًا من الحرب لم نقرأ أيضًا ولم نشاهد أي سقوط لمجاهدينا (المقاومة العسكرية الفلسطينية)، مما يدل على فشل ذريع للأمريكان وسواعدهم في الشرق الأوسط من قوات الاحتلال الإسرائيلى.
وللحق من أكثر الدول التى تسببت فى إزهاق أرواح البشر، مدنيين وجنودًا، فى العصر الحديث باتفاق هى أمريكا، مباشرة أو بكونها سببًا غير مباشر، بكل ما تدعيه، وتتغنى به من المحافظة على حقوق الإنسان، بل والحيوان، وتنصيبها حامية الحمى لكل ما هو يمشى على الأرض، وقد سُودت صفحات على جرائم أمريكا فى العالم رغم عدم تعديها ٣٠٠ عام على نشأتها.
ولأن لغة الأرقام لا تعكس إلا الحقيقة فسنذكر لكم ما تكشفه هذه الأرقام من معدلات غير مسبوقة للإجرام والوحشية الأمريكية، لمَ لا وقد بنت دولتها وأنشأتها على أجساد الهنود وأشلائهم، فقد استمرت الحروب الأمريكية على الهنود الحمر حتى عام 1900، قتل خلالها الأمريكيون حوالى 100 مليون من الهنود الأمريكيين الأصليين.. وقد تبعتها بمذابح واعتداءات لم تترك فيها أمريكا دولة إلا كانت يداها ملتخطين بدماء مواطنيها.. فهاتان نوويتان تقصفهما على اليابان، ويمكن اعتبارهما من أعظم الجرائم التاريخية التى ارتكبها الأمريكان، والتى أسفرت عن مقتل 220 ألف شخص على الفور، وإصابة مئات الآلاف من الأشخاص بأمراض خطيرة فى السنوات التى تلت ذلك، بسبب آثار تلك الكارثة.. ومن إبادة شعب اليابان مرورًا بقصف الألمان الذين لم يسلموا من يد الأمريكان خلال الحرب العالمية الثانية، وضرب مدينة دريسدان حتى تجاوز عدد القتلى 34 ألف مواطن من الألمان.. ومن أرض الألمان جوًا إلى مطار فيتنام تهبط طائرة الأمريكان لتحصد فى حربها على فتنام خلال 16 عامًا من الحرب، نحو 3 ملايين من الفيتنام.
ومن مذابح فيتنام إلى أرض بلاد كوريا الشمالية والمذابح الأمريكية الدموية.. يسقط منها فى الحرب عليها بقيادة أمريكا وحلفائها حوالى 5 ملايين كورى من المدنيين والعسكريين، وقيامها بمذبحة للمدنيين الكوريين تعدت الـ٥٠٠ مدنى.
ومازالت طائرة أمريكا الدموية محملة بالأسلحة المشروعة والممنوعة تصول وتجول لتهبط فى عواصم العالم تبيد وتقتل.. حتى وصلت إلى أرض أفغانستان لتقتل وتحصد أروح البشر فيها، مخلفة فى حربها على الأفغان أرواح مائة ألف ومائتى مواطن مدنى وعسكرى من الأفغان.
وها هى تقترب طائرات أمريكا الدموية من مطار العاصمة بغداد لدولة العراق الشقيق لتظهر بشاعة دمويتها عبر الفضائيات، ليرى العالم أشلاء الشعب العراقى فى منظر مهيب لم تعتد رؤيته عيون العالم وعيوننا عبر الفضائيات وبالألون التى وثقت جرائم الحرب التى ارتكبتها أمريكا بادعاء كاذب لامتلاك العراق أسلحة دمار شامل مما كان سببًا فى الدمار العراقى الشامل إلى اليوم وقتل 250 ألف مدنى.
هذا وقد صيغت كتب توثق هذه الجرائم منها كتاب «يوم المعركة» لريك أتكينسون، و«معركة نروماندى دي-داي» لأنتونى بيفر.. هذه أمريكا لطالما حلمتم بجنسيتها.
اللهم احفظ مصر، وارفع قدرها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلى
إقرأ أيضاً:
حرب وانتهاكات جسيمة: السودان.. واقع مظلم في يوم حقوق الإنسان
يبدو واقع السودان حقوق الإنسان في السودان من أسوأ الأزمات الإنسانية والحقوقية عالمياً، حيث أدت الحرب المستمرة إلى سلسلة من الانتهاكات الخطيرة.
كمبالا– التغيير: فتح الرحمن حمودة
كتب شاب قبل أيام قليلة منشوراً قصيراً على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” لم يضع فيه كلمات منمقة ولم يحاول إخفاء غضبه، بل قدم نفسه ببساطة قائلاً: (أنا واحد من أبناء ثورة ديسمبر وعلى استعداد أن أحرق “لستك”، كما أنني مستعد آخذ رصاصة في نصف رأسي إذا وجدت شخص واحد مستعد أن يموت من أجل الحرية، السلام والعدالة).. ولم يكن الشاب يتوقع أن يتسبب ذلك المنشور في تعرضه إلى مخاطر ومضايقة من قبل جهاز المخابرات والخلية الأمنية التابعة للجيش السوداني.
فبعد ساعات من المنشور كانت قد اعتقلته السلطات بمدينة الأبيض في شمال كردفان- غربي وسط السودان، فقط لأنه عبر عن رفضه للحرب المستمرة حاليا ودعا لإيقافها واستكمال شعارات ثورتهم.
وتعتبر هذه الحادثة مثالاً بسيطاً على اتساع الفجوة بين واقع الحقوق والحريات في السودان وما يحلم به المدنيون فحرب 15 أبريل 2023م دفعت بحالة حقوق الإنسان إلى أسوأ مستوياتها خاصة مع موجة الانتهاكات الأخيرة بمدينة الفاشر وبعض مناطق كردفان، حيث بات التعبير عن الرأي نفسه مخاطرة قد تكلف صاحبها حريته وربما حياته.
وبالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان ودخول حرب السودان عامها الثالث دون أي بوادر سلام مستدام، حذرت وكالات أممية في وقت سابق، من حجم الأزمة وشدتها، وحثت المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات فورية لمنع المزيد من الدمار في البلاد التي انتقلت فيها رقعة العمليات العسكرية إلى مسرح كردفان.
أسوأ الأزمات الإنسانية والحقوقية
وفي ظل هذا الوضع، تقول وئام جودة وهي ناشطة ومدافعة عن حقوق الإنسان، إن الوضع بات من أسوأ الأزمات الإنسانية والحقوقية عالمياً، حيث أدت الحرب المستمرة إلى سلسلة من الانتهاكات الخطيرة.
وأضافت لـ(التغيير)، أن آثار هذه الانتهاكات على المدنيين كارثية إذ تسفر عن قتلى وجرحى وخسائر بشرية واسعة، إلى جانب ارتفاع معدلات الفقر والجوع وتفشي الأمراض بسبب غياب الرعاية الصحية، كما تؤدي إلى تفكك الأسر وضياع فرص الأطفال، مع تزايد مخاطر التجنيد القسري، إضافة إلى تدهور الصحة النفسية للمجتمعات.
فيما تقول الحقوقية حنان حسن، إن وضع حقوق الإنسان في السودان كان هشاً قبل اندلاع الحرب ولكنه انهار بصورة كارثية بعد اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأضافت لـ(التغيير)، أن هذه الانتهاكات ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خاصة في دارفور وكردفان، وسط تحذيرات من موجة جديدة من الفظائع خصوصا في إقليم كردفان.
وتشير التقارير المحلية والأممية إلى انتشار واسع لعمليات القتل الجماعي والعنف الجنسي المنظم والتهجير القسري واستهداف المستشفيات والمدارس ومخيمات النازحين، كما تظهر البيانات أن أكثر من 30 مليون شخص بحاجة للمساعدات الإنسانية، وأن 14 مليون نازح تضرروا بشكل مباشر ما يجعل السودان من أكبر بؤرة الأزمات الإنسانية عالمياً.
وأشارت حنان إلى أنه بحسب التقارير- فإن أبرز الانتهاكات تشمل الإعدامات الميدانية واستخدام العنف الجنسي كسلاح حرب والهجمات على المرافق الصحية والتعليمية.
وأكدت أن تأثير هذه الانتهاكات على المدنيين كارثي إذ تتزايد الوفيات والإعاقات مع غياب الرعاية الصحية وتنتشر الصدمات النفسية نتيجة الاغتصاب الجماعي، إضافة إلى انهيار الخدمات وتفكك المجتمعات بفعل التهجير والنهب والعنف العرقي مما ينذر بدوامة صراع مستمر.
وكان المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يانس لاركيه، ذكر أن اثنين من كل ثلاثة أشخاص يحتاجون إلى المساعدة في السودان، أي 30 مليون شخص، فضلا عن نزوح أكثر من 12 مليون شخص ومعاناة 25 مليوناً من الجوع الحاد واحتياج 40 في المائة من السكان لمساعدات صحية عاجلة.
تعزيز العدالة والمساءلة
ويرى محمد السيسي وهو محامٍ ومدافع عن حقوق الإنسان، أن الوضع في السودان مؤسف نتيجة عقود من الحكم العسكري وتاريخ طويل من النزاعات المسلحة التي حصدت الآلاف من الضحايا، ويبرز الحق في الحياة بوصفه أكثر الحقوق تعرضاً للانتهاك من خلال القتل المباشر والنزوح القسري وحرمان السكان من الخدمات الأساسية مثل العلاج والدواء، إضافة إلى تعطل التعليم وما يسببه ذلك من اتساع دائرة الجهل، كما تتعمق الأزمة عبر القيود المفروضة على حرية الرأي والتعبير والممارسات التمييزية المبنية على الانتماءات القبلية أو الإثنية.
وأكد السيسي في حديثه لـ(التغيير)، أن خطورة هذه الانتهاكات تتطلب من المدافعين عن حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية تكثيف جهود الرصد والتوثيق لضمان عدم الإفلات من العقاب ومحاسبة الجناة والضغط من أجل احترام القوانين والمواثيق الدولية. ويرى أن تعزيز العدالة والمساءلة هو الطريق الوحيد لوقف هذه الانتهاكات ووضع أساس حقيقي لحقوق الإنسان في السودان.
كذلك، يرى الناشط الحقوقي أبو هريرة محمد في حديثه لـ(التغيير)، أن تقييم وضع حقوق الإنسان في السودان بالتزامن مع اليوم العالمي له، أن الصراع ما زال مستمراً ومتوسعاً وواحد من تجلياته أن هناك عنف ضد المدنيين بشكل واسع، ويكفي الإشارة إلى أنه حتى الآن قتل ما لا يقل عن 150 ألف مدني وهذا حسب الإحصاءات المحدودة جدا، إلى جانب وجود إحصائيات تؤشر إلى أرقام أكبر، بالإضافة إلى أزمة نزوح جماعي حيث بلغ عدد اللاجئين خارج السودان 12 مليون نسمة حسب تقديرات “أوتشا”.
وأضاف أبو هريرة، أن من تجليات هذه الأزمة هو النزوح القسري لسكان بعض المناطق التي تشهد عمليات عسكرية، إلى جانب أن هناك انتهاكات جسيمة ترتكب من أطراف الحرب من بينها جرائم الاغتصابات والتعذيب والقتل الجماعي للمدنيين، وانتهاكات ضد القانون الدولي الإنساني بما في ذلك تدمير البنية التحتية للخدمات، إلى جانب تضرر الحريات العامة حيث لا توجد أي صحف ورقية في السودان، إضافة إلى استهداف الصحفيين استهدافاً ممنهجاً على هويتهم الصحفية وهذه كلها آليات لإسقاط الصحافة الحرة.
تراجع كبير
وأحدثت الحرب انهياراً خدمياً في السودان من بينها أنه لا توجد خدمات مصرفية، وبحسب منظمة اليونسيف أن هناك 19 مليون طفل خارج المدارس، بجانب ظهور التداعيات النفسية وسط المدنيين من الفقدان والاختفاء القسري وغيرها من التداعيات التي أحدثتها الحرب مما أدى الى تفاقم وضع حقوق الإنسان في السودان إلى الأسوأ.
وقال الحقوقي عثمان صالح، إن هناك تراجعاً كبيراً نشهده فيما يخص حقوق الإنسان خاصة في دول العالم الثالث التي ما زالت تعاني من مسألة الانتهاكات التي ظلت مستمرة بصورة خاصة في السودان منذ انقلاب الحركة الإسلامية 1989م وحتى الآن مما جعل سجل البلاد غير نظيف بسبب الانتهاكات.
وأشار في حديثه لـ(التغيير)، إلى أن هناك منع فيما يخص وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب في مناطق الصراع وغيرها من المناطق الأخرى من قبل الأطراف المتقاتلة التي أيضاً استخدمت سلاح التجويع في الحرب، بجانب أن هناك الكثير من الشواهد التي أكدت استخدام الأسلحة المحرمة دولياً والأسلحة الكيميائية بالتحديد منها استخدام غاز “الكلور”.
وأضاف عثمان أنه خلال الحرب فإن سجل البلاد في انتهاكات حقوق الإنسان هو الأسوأ حيث هناك العديد من المنظمات الدولية والوطنية ما زالت تعمل وتوثق لهذه الانتهاكات، وأكد أنه يجب ألا يفلت من العقاب جميع الأطراف المتورطة لأنه لا توجد محاكمات ما لم يكن هناك رصد وتوثيق جيد بمهنية واحترافية لاستخدامه في المحاكمات أو المناصرة أو غيره.