27 ديسمبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث: يعد قرار المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق بشطب أحد المرشحين الفائزين بمقعد الكوتا في محافظة البصرة، واستبداله بمرشح آخر، خطوة مثيرة للجدل، ويثير تساؤلات حول دوافعها وفيما اذا كانت سياسية.

وجاء قرار المفوضية بعد أن تلقت ما يفيد بأن المرشح المستبعد مشمول باجراءات المسائلة والعدالة.

ولكن المثير في الأمر أن هناك كتابا رسميا من قبل، يؤكد أن المرشح غير مشمول باجراءات المسائلة.

وبناء على ذلك، فإن هناك احتمالين واردين حول دوافع قرار المفوضية، أن يكون القرار ناتجا عن خطأ إداري، حيث تلقت المفوضية كتابا خاطئا من وزارة العدل.

لكن مناصري، المرشح يرون دوافعا سياسية، حيث تم استبعاد المرشح لإضعاف قائمة محافظ البصرة التي ينتمي إليها.
وإذا كان الاحتمال الأول هو الصحيح، فإن ذلك يشير إلى ضعف التنسيق بين المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وجهات المسائلة، وإلى ضرورة اتخاذ إجراءات لمعالجة هذه المشكلة.

أما إذا كان الاحتمال الثاني هو الصحيح، فإن ذلك يشير إلى وجود تدخل سياسي في العملية الانتخابية، وإلى ضرورة اتخاذ إجراءات لمنع تكرار هذه الظاهرة.

وبحسب المفوضية، فأن الاستبعاد جاء وفقا لكتاب هيئة المساءلة والعدالة والوارد في 26 كانون الأول 2023، بشمول المرشح فاهرام هايك ضمن مقعد الكوتا في محافظة البصرة، لشموله باجراءات المساءلة والعدالة.

وبينما حصل المرشح على 132 صوتا، سيتم استبداله بمرشح عن حركة بابليون ضمن مقعد الكوتا نائل غانم والذي يمتلك 43 صوتا فقط.

وتطرح تساؤلات عن كيفية مجيء كتاب متأخر بشمول المرشح بالمساءلة والعدالة في الوقت الذي كانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات قد استلمت كافة المعلومات والتقارير والاجابات الخاصة بالمرشحين من هيئة المساءلة والعدالة قبل المصادقة على المرشحين أساسا، مايعني ان المفوضية من المفترض انها استلمت إجابة المساءلة والعدالة بعدم شمول المرشح فاهرام بالإجراءات، وهو مادفع المفوضية للمصادقة عليه ودخوله في السباق الانتخابي وفوزه بالمقعد.

ومن جانبه، أصدر المرشح المستبعد فاهرام هايك، بيانا اكد فيه “تفاجئه” بالأمر، مشيرا الى ان إجابات المساءلة والعدالة والداخلية ووزارتي التربية والتعليم جميعها جاءت إيجابية الى المفوضية.

وقال هايك في بيان “إلى أبناء مدينتي البصرة الفيحاء بمختلف أطيافهم وشرائحهم وبالخصوص إلى جمهورنا وناخبينا ممن يسأل عن كتاب أستبعادنا من عضوية مجلس محافظة البصرة والصادر من المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات نقول لكم بأننا تفاجئنا بهذا القرار كما تفاجأتم أنتم”.

وأضاف: “وحقيقة القرار مفاجأة لأننا حين قدمنا أوراق ترشيحنا للمفوضية العليا المستقلة للإنتخابات فقد تم أرسال ملفنا كبقية المرشحين إلى الجهات هيئة المسائلة والعدالة، وزارة الداخلية ( القيد الجنائي )، وزارتي التربية والتعليم”.

وتابع: “الحمد لله جاءت الردود إيجابية وتم المصادقة على ترشحينا وبدأنا القيام بحملتنا الإنتخابية معتمدين على تأريخنا المهني ومحبة البصريين لنا والحمد لله وفقنا الله وفزنا بثقة البصريين كعضو مجلس محافظة البصرة عن مقعد الكوتا المخصص للمكون المسيحي في محافظة البصرة”.

واستدرك: “لكن اليوم الثلاثاء الموافق ٢٦ / ١٢ / ٢٠٢٣ تفاجئنا كما تفاجأتم بصدور هذا القرار من مجلس المفوضين بأستبعادنا من عضوية مجلس محافظة البصرة بناءاً على كتاب وارد من هيئة المسائلة والعدالة”، مبينا: “ولإننا من دعاة الدولة المدنية الحديثة دولة المؤسسات والقانون ونحترم السلطة القضائية سوف نلجأ إلى الطرق القانونية للطعن بهذا القرار وفق السياقات الدستورية والقانونية وكلنا امل بالقضاء العراقي ومجلس المفوضين من أجل إعادة الحق إلى أصحابه”.

وبالمقابل، يقول المتحدث باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عماد جميل، إن “هيئة المساءلة والعدالة اصبح لديها مستجدات وأبلغت المفوضية بذلك والمفوضية ملزمة بالتنفيذ”، دون وجود معلومات إضافية عن المعلومات المستجدة وكيف استجدت.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: المفوضیة العلیا المستقلة للانتخابات المساءلة والعدالة محافظة البصرة

إقرأ أيضاً:

دولة فلسطين المستقلة

حاتم الطائي

الشعب الفلسطيني يئِن من أشد ظلم في تاريخ البشرية

التحركات الدولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية بريق يضيء دروب الأمل

معاقبة إسرائيل ومحاكمة مجرمي الحرب خطوة لا مناص منها مهما طال الأمد

 

ظلَّ مطلب إقامة دولة فلسطين المُستقلة نقطة محورية في المفاوضات العبثية الدائرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لعقود طويلة، دون أي تقدُّم مُحرَز أو إنجاز يُذكر، باستثناء اعتراف الدول العربية بالدولة الفلسطينية المُستقلة، الذي ظلَّ اعترافًا صوريًا إلى حد كبير، في ظل عدم اعتراف أي منظمة دولية بها، باستثناء بعض المنظمات المتخصصة في أمور ثقافية أو تعليمية أو إغاثية!

ورغم الاعتراف العربي بفلسطين دولةً وشعبًا، إلّا أنَّ عدم الاعتراف الغربي وخاصةً الأممي، تسبب في تفاقم معاناة الشعب الفلسطيني، وأضر بمُستقبل هذا الشعب، وأعطى ضوءًا أخضرَ لدولة الاحتلال الإسرائيلي لكي تُنفِّذ مختلف الجرائم وتمارس أبشع أنواع الاحتلال الإحلالي في تاريخ البشرية. ومن المؤسف أن حصول فلسطين على صفة "دولة مُراقبة غير عضو" في الجمعية العامة للأمم المتحدة، منذ عام 2012، لم يشفع لها للحصول على عضوية حقيقية كاملة في المنظمة الأممية. وسواء اتفقنا أو اختلفنا على أهمية أو دور أو مسؤوليات منظمة الأمم المتحدة، في ظل النظام العالمي الأحادي القطب، إلّا أن حصول فلسطين على هذه العضوية الكاملة سيمثل نقطة تحوُّل في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وسيُتيح للشعب الفلسطيني أن يقول كلمته بأعلى صوت في أكبر محفل أممي.

غير أنَّ هذه الأمنيات البسيطة، لم تتحقق حتى الآن، رغم المجاعة القاتلة التي يئن منها أطفال ونساء وشيوخ غزة، ورغم جرائم الإبادة التي لا تتوقف ويُنفذها الاحتلال بكل جبروت وعدوان في حق ما يزيد عن مليوني إنسان، لا ذنب لهم سوى أنهم وجدوا أنفسهم بين براثن احتلال إجرامي لا يعرف للإنسانية سبيلًا، ولا للقانون الدولي طريقًا، ذنب الشعب الفلسطيني وتحديدًا أهالي قطاع غزة أنَّهم لم يجدوا نصيرًا أو داعمًا لهم من إخوانهم العرب ولا إخوانهم في الإنسانية، سوى البعض من أصحاب الضمائر الحيَّة في عواصم غربية وقلة قليلة للغاية في عدد من الدول العربية، لكن المشهد العام يُؤكد أنَّ الجميع تخلّى عن غزة، الجميع رفع يده، الجميع لم ينصر الشعب الفلسطيني، لقد اكتفى العالم- والعرب على وجه الخصوص- بالكلام، لم يهبُّوا لنصرة فلسطين ولا لدعم غزة الجريحة المطعونة بخنجر الوحشية والإبادة في فؤادها. إسرائيل تُحارب العرب من بوابة غزة بأشد الأسلحة فتكًا وتدميرًا، والعرب يردون على إسرائيل ببيانات الشجب والإدانة والرفض، بيانات لا تُسمن ولا تُغني من جوع، بيانات لا يتجاوز تأثيرها حدود الفضاء الإلكتروني الذي نُشرت فيه، ولم تردع دولة الاحتلال ولو قيد أُنملة!

ولكن.. ورغم النفق المُظلِم الذي يعيش فيه الشعب الفلسطيني بأكلمه، يظهر في الأفق بريق أمل خافت مع إعلان عددٍ من دول العالم الغربي الاعتراف بدولة فلسطين المُستقلة.. خطوة ربما لن تُفضي إلى نتائج فورية وسريعة تصب في مصلحة هذا الشعب المناضل، صاحب أكبر مظلمة في تاريخ الإنسانية، إلّا أنها من المؤكد أنها ستُحرِّك الماء الراكد، الذي تجمَّع في بركة من التواطؤ والخنوع والاستسلام العربي والإقليمي والدولي. وهذه الخطوة التي أعلنتها هذه الدول، ومنها فرنسا وكندا، عضوا مجموعة السبع ومجموعة العشرين، ولا سيما فرنسا العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة وصاحبة حق النقض الفيتو، كلها عوامل من شأنها أن تُعيد القضية الفلسطينية ببُعدها السياسي والتاريخي إلى المُقدمة مرة أخرى، بعد أن سعى الاحتلال الإجرامي إلى وأدها ودفنها حيَّة كما يفعل اليوم ومنذ قرابة عامين في غزة؛ حيث يُدفن أهل غزة أحياءً تحت أنقاض المنازل والبيوت المُدمَّرة بفعل القصف الصهيوني العشوائي الغاشم.

اليوم وفي ظل هذه المساعي الدولية الإيجابية تعود قضية فلسطين إلى الواجهة؛ الأمر الذي أشعل غيظ مُجرمي الحرب الإسرائيليين بقيادة المجرم الخسيس بنيامين نتنياهو وأعوانه من زبانية الدم والدمار أمثال سوموتريتش وبن غفير، ولا شك أنَّ هذه المساعي ستخدم القضية الفلسطينية، لا سيما وأنَّ دولة الاحتلال المُجرم سعت خلال عدوانها الآثم على غزة إلى تصفية القضية الفلسطينية، تارةً عبر محاولة تنفيذ مُخطط التهجير القسري للشعب الفلسطيني في قطاع غزة إلى الأردن ومصر، أو إلى أي دولة أخرى، وتارةً عبر تنفيذ مُخطط الإبادة الجماعية والتصفية الجسدية لكل إنسان في هذا القطاع؛ إذ يتعرَّض سكان غزة ومنذ السابع من أكتوبر 2023، لإبادة جماعية وعمليات قتل مُمنهجة، وإعدامات ميدانية غير مسبوقة في تاريخ البشرية، حتى أصحاب الأمعاء الخاوية من الجوعى والمحرومين والذين يُعانون من أشد مجاعة مُتعمَّدة في تاريخ البشرية، هؤلاء لم ينجوا من الموت، بنيران القصف الصهيوني المُتعمَّد على صفوف المدنيين الواقفين بانتظار تلقي ما قد يسد جزءًا قليلاً جدًا من الجوع، فقد شاهدنا كيف أن شعب فلسطين العظيم يموت من أجل حفنة من الطحين، أو صحن من الطعام الذي لا يكفي حتى لفرد واحد. شاهدنا كل هذه المآسي ونحن نتحسَّر على ما آلت إليه أحوال هؤلاء المظلومين، وما آل إليه حالنا كعرب، من استسلام وعدم القدرة على رد الفعل.

لقد تجرَّعنا أقسى الآلام النفسية ونحن نُشاهد عبر شاشات التلفاز ونُتابع من خلال منصات التواصل الاجتماعي، كُل تلك الدماء الزكية التي تختلط بحبات الطحين والرمال، في غزة الأبيّة.. اعتصرنا الألم من شدة اليأس وعار الاستسلام وذُل الحياة تحت نير احتلال مُجرم فاشٍ، بينما العالم يُشاهد ذلك في صمتٍ وتواطؤ وتجاهل مُخزٍ.

إنَّ المطلوب اليوم من جميع العرب وأصحاب الضمائر الحيَّة في هذا العالم، أن يستفيدوا من هذا الزخم الذي تمخض عن الحراك الدبلوماسي الدولي، حتى ولو كانت النتائج أقل مما نريد، على الجميع البناء على تحركات الدول الغربية للاعتراف بدولة فلسطين المُستقلة، والعمل على استصدار قرارات أممية جديدة تدعم القرارات الصادرة بالفعل على مدى العقود الماضية، وأهمها: القرار رقم 194 الذي يؤكد على "حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين يرغبون في العودة إلى ديارهم... ويدعو إلى دفع تعويضات عن الممتلكات التي لم يتم استردادها"، وكذلك القرارات رقم: 242 و338 و446 و2334، والتي تدين الاستيطان الإسرائيلي وتطالب بوقف الأنشطة الاستيطانية، وأيضًا القرار رقم: 3236 (د-29) الذي "يؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقه في تقرير المصير والعودة والاستقلال". إضافة إلى القرار رقم (176/ 43) الذي "يؤكد المبادئ المتعلقة بتحقيق السلام الشامل" ومنها: انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس، ومن الأراضي العربية المحتلة الأخرى، وضمان أمن جميع دول المنطقة، بما في ذلك الدول المذكورة في القرار 181، داخل حدود آمنة ومعترف بها دوليًا، مع تنفيذ القرار 194 الخاص بتفكيك المستوطنات الإسرائيلية، وحرية الوصول إلى الأماكن المقدسة.

ولا ريب أنَّ الجميع يعلم مدى عدم قدرة الأمم المتحدة على تنفيذ قراراتها المُتعلقة بفلسطين، في ظل التواطؤ الأمريكي المؤسف، والانحياز الأعمى من جانب الولايات المتحدة لصالح دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهو انحياز يجعل الولايات المتحدة- بقيادة أي رئيس كان ديمقراطيًا أو جمهوريًا- شريكًا أساسيًا وضالعًا رئيسيًا في جميع الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وآخرها جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي تُرتكب كل يوم، لكن ذلك لا يجب أن يحول دون مواصلة الحراك والدفع بكل السبل الممكنة من أجل تمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه كاملة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ويبقى القول.. إنَّ التحركات الدبلوماسية الحميدة التي تستهدف الاعتراف بالدولة الفلسطينية المُستقلة، خطوة على سبيل تحرير الشعب الفلسطيني، ووقف جرائم الاحتلال، تمهيدًا لمُحاسبته ومُعاقبته في المحاكم الدولية على ما اقترفه من جرائم بشعة على مدى عقود ممتدة، وليس فقط خلال عدوانه الأخير على غزة ومدن الضفة، إضافةً إلى بدء خطوات عملية جادة لإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض، وفق مقررات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة على الحدود المعترف بها دوليًا، وهو حقٌ لن يُمحى ولن يزول ولن يتخلى عنه أصحاب القضية مهما طال الأمد ومهما اشتد العدوان.

تحيا فلسطين حُرَّة مُستقلة... تحيا فلسطين حُرَّة مُستقلة.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • دولة فلسطين المستقلة
  • العيسوي: الملك جعل من الأردن نموذجا في الحداثة والعدالة والثبات على المواقف
  • سر استبعاد هالك هوجان لابنته من وصيته قبل وفاته
  • الجوازات: إهمال وثائق السفر بتسليمها لغير ذوي الاختصاص أو رهنها يضعك تحت طائلة المساءلة
  • عون استقبل مدير المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة مودعاً
  • المستشار أحمد بنداري: المشاركة في الانتخابات تعتمد على حشد كل مرشح لأنصاره
  • وزارة العدل السورية تُشكّل لجنة للتحقيق في أحداث السويداء الأخيرة
  • رئيس حركة شباب التغيير والعدالة: إعلان حكومة المليشيا جزء من مؤامرة تمزيق السودان
  • نائبة رئيس المفوضية تندد بـتواطؤ الصمت الأوروبي تجاه غزة.. التاريخ لن يرحمنا
  • حزب الله على موقفه من تسليم السلاح: اي تداعيات على لبنان؟