ترى روسيا أنه عند صياغة اتفاقية جديدة بدلا من معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية التي تنتهي في عام 2026، من المهم إشراك فرنسا وبريطانيا في حوار متعدد الأطراف حول الحد من التسلح.

أعلن ذلك مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف، وشدد على أن موسكو لم تعد قادرة على تجاهل إمكانات حلفاء واشنطن في الناتو.

وأضاف أوليانوف: "يمكنني القول فقط أمر واحد: يجب أن تشارك فرنسا وبريطانيا في هذا الاتفاق المستقبلي".

إقرأ المزيد واشنطن: مستعدون للعمل البناء مع روسيا بشأن العودة إلى معاهدة "ستارت 3"

وأوضح أوليانوف أن إمكانات الأسلحة "الصغيرة نسبيا، وفقا للمعايير القديمة" الموجودة لدى الدول الأوروبية المتحالفة مع الولايات المتحدة، أصبحت "كبيرة وحساسة للغاية" بالنسبة لروسيا من وجهة نظر أمنية. ولهذا السبب، كما يعتقد أوليانوف، أصبح غير مناسبا بتاتا المضي على طريق التخفيضات الثنائية حصرا للأسلحة الروسية والأمريكية.

وقال: "فرنسا وبريطانيا، حليفتان عسكريتان للولايات المتحدة في الناتو، ولا يمكننا بالطبع تجاهل إمكانيات هاتين الدولتين".

وأكد أوليانوف، على أن روسيا لا تتوقع وجود رغبة لدى الصين في الانضمام إلى المفاوضات بشأن الإمكانات النووية الاستراتيجية، ولا تنوي موسكو إجبار بكين على القيام بذلك. وأضاف: "بالتأكيد لن نجبر الصين، كما تحاول الولايات المتحدة أن تفعل"، ونوه بأنه لا يرى أنه من المناسب دفع بكين للمشاركة في هذا العمل.

وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن بلاده، يهمها في هذا السياق في المقام الأول ثلاث دول نووية غربية: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.

في 21 فبراير ذكر الرئيس فلاديمير بوتين، في رسالته إلى الجمعية الفيدرالية، أن روسيا علقت مشاركتها في المعاهدة الروسية الأمريكية لخفض الأسلحة الاستراتيجية، مؤكدا على أن موسكو لم تنسحب من المعاهدة. وتم إرسال مذكرة رسمية بشأن تعليق مشاركة روسيا في المعاهدة إلى الجانب الأمريكي في 28 فبراير.

من جانبها، أعلنت واشنطن وقف نقل المعلومات إلى موسكو حول وضع وموقع الأسلحة الاستراتيجية الأمريكية التي تشملها المعاهدة، وألغت التأشيرات الصادرة للخبراء الروس المشاركين في عمليات التفتيش بموجب معاهدة ستارت الجديدة وأعلنت رفض إصدار تأشيرات جديدة.

بالإضافة إلى ذلك، أعلنت الولايات المتحدة وقف تزويد روسيا بمعلومات حول إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات.

المصدر: نوفوستي

 

 

 

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الاسلحة النووية حلف الناتو صواريخ فلاديمير بوتين الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

بايدن وتصعيد الدعم الأمريكي لأوكرانيا

ترجمة: بدر بن خميس الظفري -

لمواجهة التقدم الروسي في أوكرانيا، يدرس الرئيس بايدن اتخاذ إجراءيْنِ مضاديْنِ صارميْن جديدين: معاقبة الصين لتزويدها موسكو بالتكنولوجيا الرئيسية، ورفع القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا للأسلحة الأمريكية قصيرة المدى للهجوم داخل روسيا.

ستمثل هذه التحركات تصعيدًا خطيرا لسياسة بايدن المدروسة من البداية بعناية لدعم أوكرانيا، مع السعي لتجنب المواجهة المباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو حليفه الأقوى، الرئيس الصيني شي جين بينج. في الحقيقة، فإن مثل هذه التحركات التي تُناقَشُ الآن تُظهِر القلق المتزايد لدى الإدارة الأمريكية بشأن الضعف العسكري الأوكراني في ساحة المعركة.

وقد أبدى وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفا أكثر صرامة بعد الزيارتين الأخيرتين لبكين وكييف، ففي أثناء وجوده في بكين، قال لقناة «بي بي سي» في أواخر أبريل إن الصين «تساعد في تأجيج أكبر تهديد لأوروبا» منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات جديدة على الشركات والمؤسسات المالية الصينية.

ثم زار بلينكن كييف واستمع إلى شهادات مباشرة عن المكاسب الروسية الأخيرة بالقرب من خاركيف وأماكن أخرى في شرق أوكرانيا. ما سمعه أقلقه بدرجة كافية لدرجة أنه حث زملاءه في الإدارة على إعادة النظر في الحظر المفروض على أوكرانيا بعدم إطلاق المدفعية الأمريكية والصواريخ قصيرة المدى على روسيا، حسبما أخبرني مسؤولون أمريكيون، وبشكل منفصل، صحفيون آخرون.

إن التهديد بفرض عقوبات جديدة على الصين أمر حساس لأنه يأتي في وقت تحاول فيه بكين وواشنطن تأكيد استقرار العلاقات بينهما. لكن المسؤولين الأمريكيين يشعرون بالقلق من أن بكين -رغم التزامها من الناحية الفنية بتعهدها بعدم تزويد موسكو بالأسلحة- أصبحت أكبر عامل تمكين لقطاع الدفاع الروسي وعمليته العسكريّة واسعة النطاق لأوكرانيا.

يتضحُ تزايد المساعدات الصينية إلى روسيا في تقرير أعده (ناثانيال شير) لمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي. ومن خلال تحليل سير بيانات الجمارك الدولية، وجد أن الصين كانت أكبر مورد لروسيا لخمسين مادة ذات استخدام مزدوج مصنفة أنها «ذات أولوية عالية». كما أظهرت بيانات الجمارك أن حصة الصين من واردات روسيا من هذه السلع ارتفعت من 32 بالمائة في 2021 إلى 89 بالمائة العام الماضي.

وقال بلينكن لـ(بي بي سي): إن هذه العناصر ذات الغرض المزدوج «يتم استخدامها لمساعدة روسيا فيما يعدّ جهدًا استثنائيًا غير عادي لصنع المزيد من الذخائر والدبابات والمركبات المدرعة والصواريخ، على الرغم من استمرار الصين في الامتناع عن «توفير الأسلحة الفعلية». وقال الوزير إن الصين تزود روسيا بحوالي 70% من وارداتها من الأدوات المستعملة لتشغيل الآلات، و90% من الإلكترونيات الدقيقة التي تستوردها روسيا.

كما تزود الصين روسيا بتكنولوجيا الأقمار الصناعية التي يمكن أن تكون مهمة للاتصالات وحاسمة في الاستهداف العسكري في ساحة المعركة في أوكرانيا، وفقًا للمعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز أبحاث بريطاني للسياسة الخارجية.

وقد حافظ شي على توازن مدروس منذ غزت روسيا أوكرانيا في فبراير 2022، بعد أقل من ثلاثة أسابيع من إعلانه هو وبوتين عن شراكة «بلا حدود». وقد دعت الصين علنا إلى وقف إطلاق النار، لكن بوتين استمر في طلب الأسلحة منها. وكانت بكين جاهزة للتسليم عندما اتصل بايدن بشي ليحذره من أن الولايات المتحدة سترد، مما أثار، ما أخبرني به المسؤولون، بأنه رد غاضب من شي جين بينج، متسائلا عما إذا كان بايدن يهدده.

ومنذ تلك المواجهة، امتنع شي عن إرسال شحنات الأسلحة المباشرة. لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إن الزعيم الصيني وجه (ليو هي)، نائب رئيس الوزراء السابق وأحد المفاوضين الأكثر ثقة لدى شي مع الغرب، للإشراف على تقديم المساعدة الهادئة للمجهود الحربي الروسي. وفي الوقت نفسه، أرسلت الصين رسائل السلام إلى أوكرانيا وداعميها الأوروبيين بشأن التوصل إلى تسوية نهائية.

وقد تزايدت نقاط الضعف في أوكرانيا، ويعود ذلك جزئيا بسبب التأخير الطويل في شحنات الأسلحة الأمريكية. وبينما كان الجمهوريون في مجلس النواب مترددين، اضطرت أوكرانيا إلى التفكير في الانسحاب، فيما أثبتت العديد من الأسلحة التي كانت الولايات المتحدة تأمل أن تدعم بها أوكرانيا - مثل دبابات إم1 أبرامز، وأنظمة صواريخ هيمارس، والطائرات المقاتلة إف-16، أثبتت أنها معرضة للطائرات بدون طيار الروسية، والتشويش الإلكتروني، والدفاعات الجوية، على التوالي.

يشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق من أن روسيا تحشد قواتها ومعداتها عبر الحدود داخل روسيا لإعداد هجوم على خاركيف ومدن أخرى في شرق أوكرانيا. ويمكن للمدفعية الأمريكية والصواريخ قصيرة المدى أن تضرب هذه الأهداف دون التهديد بشن ضربات عميقة على روسيا. لكن في الوقت الحالي، تـُقيّدُ الولايات المتحدة استخدام هذا النوع من الأسلحة داخل أوكرانيا، لذا فهي غير قادرة على ضرب المراكز اللوجستية الروسية الكبيرة ومراكز حشد القوات الموجودة على الحدود مباشرة. لكن هذا ربما يتغير، إذ تمارس دول الناتو الأخرى ضغوطات على بايدن لتخفيف هذه القيود.

وقد صدرت أعلى دعوة لتوجيه ضربات داخل روسيا هذا الأسبوع من الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ينس ستولتنبرغ)، الذي قال أمام اجتماع برلماني لحلف شمال الأطلسي يوم الاثنين في صوفيا ببلغاريا: «إنّ خط الجبهة يعد الخط الحدودي بشكل أو بآخر، وإذا لم تتمكن القوات الأوكرانية من مهاجمة القوات الروسية على الجانب الآخر من خط المواجهة لأنها تقع على الجانب الآخر من الحدود، فإن ذلك بلا شك يقلل من قدرة فعاليتها».

وأضاف ستولتنبرغ: «أنّ حق الدفاع عن النفس يشمل الحق في ضرب أهداف عسكرية مشروعة خارج أوكرانيا». وانضمت إليه في هذا الرأي المجموعة البرلمانية لحلف شمال الأطلسي خلال اجتماع في صوفيا، مؤكدةً تأييدها «رفع بعض القيود على استخدام الأسلحة».

ربما نقترب من نقطة انعطاف مهمة أخرى في أوكرانيا. وبينما تميل الصين بشكل أكبر إلى تعميق شراكتها مع روسيا، الدولة التي تزداد قوة يوما بعد يوم، يدرس بايدن ما إذا كان سيعمّقُ تحالفه مع كييف. وهذا من شأنه أن يشكل مخاطر جديدة. التفكير المنطقي يكمُنُ الآن في تقوية أوكرانيا الضعيفة، وإعادة التوازن إلى طاولة المفاوضات، فهذه الحرب يجب التوصل فيها إلى تسوية سياسية في نهاية المطاف.

ديفيد إغناتيوس: يكتب عمودًا للشؤون الخارجية مرتيـْن في الأسبوع في صحيفة واشنطن بوست. وآخر رواياته هي «بالادِنْ».

مقالات مشابهة

  • مستشار سابق في البنتاغون: برلين ستتقارب مع موسكو وستبتعد عن واشنطن
  • بعد تحذير موسكو لواشنطن.. قلق أوروبي من حرب مع روسيا
  • بايدن وتصعيد الدعم الأمريكي لأوكرانيا
  • ميدفيديف يحذر الغرب من الاستخفاف بقدرة موسكو على استخدام الأسلحة النووية
  • موسكو تطالب واشنطن بـ"إجابة مباشرة" عن خطط نشر أسلحة نووية في آسيا
  • بلينكن يعلن قرار واشنطن بشأن استخدام أسلحة أميركية لقصف روسيا
  • بلينكن: واشنطن وافقت على استخدام أوكرانيا أسلحة أمريكية لضرب أهداف داخل روسيا
  • الجيش الأمريكي يدافع عن الاستراتيجية الأفريقية وسط الانقلابات والتحول الروسي
  • بايدن يمنح أوكرانيا إذن ضرب أهداف داخل روسيا.. ماذا وراء التحول اللافت؟
  • الولايات المتحدة تسمح لكييف باستخدام أسلحتها ضد أهداف روسية لإطلاق نار مضاد