عربي21:
2025-12-12@16:36:09 GMT

NYT: لا مؤشرات حتى الآن على انهيار قدرات حماس العسكرية

تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT

NYT: لا مؤشرات حتى الآن على انهيار قدرات حماس العسكرية

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا بشأن الشكوك المتزايدة بقدرة الاحتلال على تفكيك حركة "حماس" في غزة، فمنذ هجمات 7 تشرين الأول /أكتوبر تعهدت إسرائيل بمحو حماس إلا أن النقاد يرون في الهدف غير واقعي ومستحيلا.

وفي التقرير الذي ترجمته "عربي21"، وأعده نيل فاركور ونقل فيه ما قاله المتحدث باسم حركة حماس في بيروت، أسامة حمدان، الذي كان يقف أمام خلفية مزينة بشعارات حماس واسم "طوفان الأقصى"، حيث لم يبد أي قلق على الإطاحة بالحركة من غزة.

وقال قبل فترة لمجموعة من الصحافيين "نحن لسنا قلقين بشأن مستقبل غزة" و "صناع القرار هو الشعب الفلسطيني وحده".

وأشار التقرير إلى أنه "وعليه فقد رفض حمدان واحدا من أهم أهداف إسرائيل الرئيسية منذ بداية الهجوم على غزة: تفكيك المنظمة السياسية والعسكرية الإسلامية التي كانت وراء قتل 1.200 إسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر".

وذكر أن ظكرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كرر هذا الهدف وسط الضغوط الدولية لتخفيف حدة الهجوم العسكري، حيث أرسل الرئيس الأمريكي جو بايدن عددا من المبعوثين للتباحث في المرحلة المقبلة للحرب والتركيز على عمليات استهداف أكثر دقة بدلا من التدمير الواسع. وتساءل النقاد في إسرائيل وخارجها عن حكمة هذا الهدف وإمكانية تفكيك جماعة متأصلة في المجتمع الفلسطيني وإن كان هدفا واقعيا. ووصف أحد مستشاري الأمن القومي السابقين في إسرائيل هذا الهدف بالغامض".


وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "أعتقد أننا وصلنا إلى لحظة يجب أن تحدد فيها السلطات الإسرائيلية وبمزيد من الوضوح هدفها النهائي"، وتساءل قائلا "هل هي التدمير الكامل لحماس؟ هل هناك أحد يعتقد أن هذا ممكن؟ وإن كان هذا هو الجواب، فستستمر الحرب مدة 10 أعوام".

ولفت التقرير إلى أنه "منذ ظهور حركة حماس في عام 1987 نجت من عدة محاولات لمحوها، فقد تم تصميم بينتها لاستيعاب هذه الطوارئ، حسب محللين سياسيين وعسكريين. إلى جانب التدمير الكامل لغزة والذي تقوم به إسرائيل سيكون عامل تشدد قطاعات في المجتمع الغزي مما يعني جنودا جددا للحركة. ويرى المحللون إن النتيجة الأمثل لإسرائيل تشتمل على إضعاف قدرات حماس العسكرية لمنع تكرار هجمات مماثلة كما في تشرين الأول/أكتوبر، وحتى هذا الهدف المحدود يقتضي جهدا هائلا."

ونقلت عن خبراء قولهم إن "أيديولوجية حماس متجذرة بضرورة مقاومة احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية واستخدام القوة، وهو مبدأ سيظل قائما حتى لو انتهت حماس كما يقول المحللون. وتقول تهاني مصطفى، من مجموعة الأزمات الدولية: طالما ظل هذا السياق قائما فإنك ستتعامل مع شكل من حماس وافتراض أنك قادر على اقتلاع منظمة كهذه هو مجرد فتنازيا".

وذكرت أن جيش الاحتلال "قال هذا الأسبوع إنه قتل 8.000 من مقاتلي حماس التي لديها قوة ما بين 25.000 – 40.000 مقاتلا، لكن لا يعرف كيف قامت إسرائيل بحساب القتلى. وقالت إن 500 من المقاتلين استسلموا مع أن حماس نفت أن هؤلاء هم من صفوفها. وقدم الجيش في أوقات تقارير إيجابية عن السقوط المحتوم لقيادة الحركة في شمال غزة حيث بدأ الهجوم. واعترف نتنياهو أن حماس تكلف الجيش ثمنا باهظا، حيث أعلن عن مقتل 15 جنديا في 48 ساعة فقط. ولا تزال الصواريخ تنطلق من جنوب غزة بشكل يومي وإن بأعداد أقل من السابق".

ونقل التقرير عن المسؤول الاستخباراتي السابق مايكل ميليشتين، قوله إن "المزاعم من المسؤولين الإسرائيليين عن حماس وقرب انتهائها تخلق حسا كاذبا بشأن الحرب". وانتقد ميليشتين قائلا "يقولون هل منذ زمن وأن حماس تنهار لكن هذا ليس صحيحا، ففي كل يوم نواجه معارك صعبة".

ورمى  جيش الاحتلال ملصقات على جنوب غزة يعرض فيها مكافأت مالية عمن لديه معلومات عن قادة حماس. وفي ملصق بالعربية "حماس فقدت قيادتها ولا يستطيعون قلي بيضة" و "نهاية حماس اقتربت". ووعد الجيش بـ 400.000 دولار لم يدلي بمعلومات عن يحيى السنوار و 100.000 لمن يدلي بمعلومات عن القائد العسكري محمد الضيف. وقد نجا الأخير من عدة محاولات اغتيال أو اعتقال ولا تتوفر له إلا صورة وجه عمرها عقود، وفقا لما أوردته الصحيفة.

ويرى الكاتب أن المكافأة هي دليل آخر عن مشاكل إسرائيل بملاحقة القادة. ويعتقد أنهم مختبئون مع معظم جنودهم وبقية الرهائن في أنفاق عميقة.

وأضاف التقرير أنه مع أن الجيش الإسرائيلي يزعم أنه دمر مدخل 1.500 نفقا إلا أن الخبراء يقولون إن بنى الأنفاق لا تزال سليمة. وتم بناء الأنفاق على مدار 15 عاما وهي شبكة واسعة يقدر طولها بمئات الأميال ويطلق عليها الإسرائيليون مترو أنفاق غزة. ويقول طارق باكوني، مؤلف كتاب عن حماس "استطاعت حماس التغلب وبشكل جيد على هذا الهجوم" و "كشفت أن لديها قدرات عسكرية هجومية".

أما غويرا إيلاند، الجنرال المتقاعد ورئيس مجلس الأمن القومي السابق، فقد قال في حديثه للصحفية إن حماس استطاعت الكشف عن قدرة على استبدال القيادات المؤهلة بقيادات أخرى ملتزمة وذا كفاءة عالية.

وتابع: "من ناحية حرفية يجب علي أن أشيد بتصميمهم، ولا أرى أية إشارة عن انهيار في القدرات العسكرية لحماس ولا في قوتهم السياسية لمواصلة قيادة غزة".

وفي محاولة فاشلة لتفكيك حركة حماس قامت بترحيل 415 من قادتها ورمتهم عند منطقة حدودية عازلة بينها وإسرائيل. وقبل عودتهم من المنفى الذي استمر اشهرا بنوا تحالفا مع حزب الله، أقوى جماعة مسلحة بالمنطقة.

وشدد التقرير على أن  سلسلة من الاغتيالات لقادتها العسكرية والسياسية والدينية لم تضعف الحركة، وفازت في الانتخابات التشريعية في 2006 وسيطرت على القطاع بعد عام. وخاضت ثلاث حروب أخرى مع إسرائيل منذ عام حتى المواجهة الأخيرة.

وأشارت إلى أن وحدة كتائب القسام تستمر في العمل حتى لو دمرت إسرائيل أجزاء منها. وهي موزعة على خمس كتائب رئيسية في الشمال، مدينة غزة ووسط غزة واثنتان في الجنوب في خانيونس ورفح. وتعتبر وحدات النخبة في شمال غزة والتي تمثل 60% من القوة العسكرية.

وزعم المسؤولون الإسرائيليون ان نصفهم قتل، جرح، أسر أو هرب. وكان هدف إسرائيل الرئيسي هو تفكيك حكم حماس وتفريق مقاتليها، لكن عزام التميمي، الصحافي الفلسطيني الذي كتب كتابا عن حماس قال إن الحركة جهزت نفسها لهذا "يمكن للقيادة العليا الاختفاء في أي وقت  لأنها قد تقتل أو تعتقل أو تسفر" و "لهذا طوروا هذه الآلية لنقل السلطة بشكل سهل"، وفقا للتقرير.


وتنقسم كتائب القسام إلى فرق ووحدات أصغر للدفاع عن أحياء بعينها. وبعضها مختص بمواجهة الدبابات ووحدات بناء الأنفاق والوحدة الجوية التي كانت طائرات المسيرة والدراجات الشراعية مهمة في الهجوم على إسرائيل. وتشمل كتيبة النخبة على ألف مقاتل تدربوا بشكل حرفي ولعبت على ما يبدو دورا مهما في عملية 7 تشرين الأول /أكتوبر، بحسب تقديرات التقدير.

وخلص التقرير إلى أنه بناء على ما سبق، فالقضاء على حماس كليا يحتاج إلى حرب مدن وشوارع كما يقول إليوت تشامبان، محلل شؤون الشرق الأوسط في جينز للتحليل الدفاعي. ومثل تجربة الولايات المتحدة مع القاعدة وطالبان، فالحركة تعود عندما يخف الضغط العسكري.

وأضاف أنه تم مقارنة الحرب الحالية في غزة، بالمواجهة مع تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل، لكن هناك ثلاث اختلافات مهمة، حماس هي جزء لا يتجزأ من غزة، خلافا لتنظيم الدولة،  ونشأت حماس نتيجة الإحباط من الفصائل الأخرى، وترفض حماس الاعتراف بإسرائيل. كما أن حجم الدمار الإسرائيلي سيزيد من نزعات التشدد، وبخاصة بعد مقتل (استشهاد) أكثر من 20.000 فلسطين. وربما لعن البعض حماس وعبروا عن معارضتهم على الهواء مباشرة أو من خلال التواصل الاجتماعي لكن بقية الغزيين مع المقاومة ولدى الحركة تاريخ في تقديم الخدمات والمساعدات لسكان القطاع.

وتطرق التقرير إلى استطلاع أخير للمركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية وجد أن معظم المشاركين دعموا هجوم حماس على إسرائيل. وزاد دعم حماس في غزة منذ الحرب إلى 42% ومن 38.

وربما استطاعت إسرائيل احتواء حماس، حسبما يقول المحللون. وحتى لو فككت الحركة في غزة ففروعها في الضفة الغربية وفي الخارج قد تعيد إحياؤها. ويقول مارك بوليميروبوليس، الضابط المتقاعد من "سي آي إيه"، إن "الطريقة الوحيدة للتفكير بها هي إضعاف المنظمة لدرجة لا تصبح فيها تهديدا دائما"، وأضاف "لا تستطيع أن تقتل كل شخص عبر استراتيجية"  و"يجب أن يكون لديك يوما تاليا للسيناريو"، وفقا للتقرير.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال حماس غزة الفلسطيني السنوار فلسطين حماس غزة الاحتلال السنوار صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التقریر إلى تشرین الأول هذا الهدف إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

مشعل: القضية الفلسطينية استعادت حضورها الدولي والطوفان كشف الوجه الحقيقي لـ"إسرائيل"

الدوحة - صفا

قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخارج، خالد مشعل، إن القضية الفلسطينية تقف على حضور غير مسبوق، فقد تم استعادة روح القضية على الساحة الإقليمية والدولية، بعد أن كانت مخبأة في الأدراج، تفرض نفسها على الجميع. 

وأضاف مشعل، في برنامج "موازين" على قناة الجزيرة مساء اليوم الأربعاء، أن القضية الفلسطينية اكتسبت مساحات جديدة، والمقاومة بعناوينها المعروفة، دخلت على شرائح جيل الشباب الأمريكي والأوروبي، 51% من الشباب الأمريكيين ليسوا مع القضية الفلسطينية فقط، بل مع حماس ومع المقاومة، هذا كسب جديد وكبير للقضية الفلسطينية. 

ولفت إلى أن القضية الفلسطينية أعادت الروح للمنطقة وللأمة، وبعد أن دخلت الأمة في نفق مظلم من عملية السلام والتطبيع ومحاولة التعاون مع "إسرائيل"، فقد استيقظت الأمة واستعادت الروح تجاه القضية. 

وتابع: "نقف اليوم مع صناع هذا الطوفان، بعد عامين زاخرين بالبطولة والإبداع، والصمود والمعاناة عند الحاضنة الشعبية العظيمة في غزة التي صنعت كل هذا المجد".

وشدد على أن المسؤولية تجاه الحاضنة الشعبية في غزة كبيرة، ليست مسؤولية قيادة حماس وحدها، ولا القيادة الفلسطينية، بل الأمة كلها، وسنظل معهم بكل طاقتنا. 

وأوضح أن الحراك الإقليمي والدولي تحدث في مؤتمراته عن حل الدولتين الذي كان محرماً في السابق، لأن "إسرائيل" كانت ترفضه ودمرته، وتخلت عنه الإدارة الأمريكية. 

وأشار إلى أنه "خلال عامين كشف وجه "إسرائيل" القبيح، فتراها في الساحة الدولية وتجرأت عليها الدول، في الوقت الذي لم يكن أحد من الساسة والقادة قادر على التجرؤ عليها، وأصبح الإسرائيلي منبوذا لأنه ينتمي لكيان قاتل، فالإبادة الجماعية جريمة هولوكوست حقيقة".

وأردف: "كل ما نتحدث عنه من مكتسبات وتأثيرات عميقة للطوفان على مدار عامين، لكن ثمنه كان قاسياً علينا بلا شك، أكثر من 70 ألف شهيد، و200 ألف جريح، ومعاناة إنسانية ضخمة، هذا ثمن باهظ وقاسٍ دفعته غزة بالذات، وتدفعه الضفة اليوم، ولكن إن شاء الله سنعبر هذه المرحلة نحو التحرير". 

 

مقالات مشابهة

  • حماس ترفض وتستهجن التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية
  • حماس تتهم إسرائيل بالمماطلة وتحذر من تفاقم المعاناة الإنسانية في غزة
  • سيناتور أمريكي: ابن سلمان لن يطبع مع إسرائيل دون ثمن للفلسطينيين
  • سياسي فلسطيني: إسرائيل لا تزال متمسكة باستراتيجيتها العسكرية تجاه الجنوب اللبناني
  • ساعر: إسرائيل ملتزمة بإنجاح خطة ترمب
  • مشعل: القضية الفلسطينية استعادت حضورها الدولي والطوفان كشف الوجه الحقيقي لـ"إسرائيل"
  • وزير خارجية إسرائيل: نحن الآن أبعد مما كنا عليه من التوصل لاتفاق مع سوريا
  • هند الضاوي: واشنطن دعمت تدمير غزة وتبحث إعادة إعمارها الآن .. إسرائيل صناعة أمريكية
  • إسرائيل تتجسس على أمريكا فى غزة.. و«حماس» مستعدة لتجميد سلاحها
  • حماس تشترط وقف انتهاكات إسرائيل لبدء المرحلة الثانية من اتفاق غزة