أكبر شركة للنحاس بالعالم تسعى لمضاعفة إنتاجها من الليثيوم
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
أعلنت الشركة التشيلية العامة للمناجم "كوديلكو" أكبر منتج للنحاس في العالم أنها ستتحالف مع المجموعة الخاصة "سوسيداد كيميكا اي كينيرا" (اس كيو ام) بهدف زيادة استخراج الليثيوم بمقدار الضعف تقريبا من صحراء أتاكاما.
وستؤسس المجموعتان شركة في 2025 تمتلك كوديلكو خمسين بالمئة من أسهمها زائد سهم واحد.
وأوضحت الشركة المملوكة للدولة في بيان أن "اس كيو ام" ستحصل على أغلبية حقوق التصويت في مجلس الإدارة وستقرر مسار الشركة حتى 2031 العام الذي ستصبح فيه "كوديلكو" صاحبة الأغلبية في مجلس الإدارة.
وقال ماكسيمو باتشيكو رئيس مجلس إدارة شركة كوديلكو في البيان "اعتبارا من الآن سنصبح شركة رائدة في مجال تعدين النحاس والليثيوم على مستوى العالم".
وهذا التحالف الذي يستمر حتى 2060 سيجعل من الممكن استخراج 300 ألف طن من الليثيوم سنويا في صحراء أتاكاما وهو سهل بني صخري في شمال البلاد يحتوي على واحد من أكبر احتياطات هذا المعدن في العالم.
واستخرجت "اس كيو ام" 168 ألف طن من الليثيوم في 2022.
وهذا المعدن الأبيض الذي يوصف بأنه "نفط القرن الحادي والعشرين"، ضروري لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية والهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية الأخرى.
وارتفع سعره في السنوات الأخيرة من 5700 دولار للطن في نوفمبر 2020 إلى 60500 دولار في سبتمبر 2023، حسب وكالة "بينشمارك مينيرال انتلجنس".
وقال الرئيس اليساري غابرييل بوريك على شاشة التلفزيون الوطني "هذا حدث غير مسبوق في صناعة التعدين التشيلية، وخطوة ملموسة إلى الأمام لتحقيق تنمية عادلة ومستدامة".
وفي نهاية أبريل، أعلنت حكومة بوريك عن "استراتيجية وطنية لليثيوم" تقضي بسيطرة الدولة على دورة الإنتاج الكاملة لهذا المعدن الذي مثل 8.2 بالمئة من إجمالي الصادرات التشيلية في 2022، خصوصا إلى الصين وكوريا الجنوبية واليابان.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات تشيلي الليثيوم اقتصاد
إقرأ أيضاً:
المعدن الأغلى على الأرض| حكاية الكاليفورنيوم النفيس.. الجرام بـ27 مليون دولار
عندما يُذكر مصطلح "المعادن الثمينة"، يتبادر إلى الذهن فورًا الذهب والفضة وربما الألماس، لكن خلف هذا البريق التقليدي، يختبئ معدن نادر ومذهل لا يعرفه كثيرون، رغم أنه الأغلى على وجه الأرض. إنه الكاليفورنيوم (Californium-252)، المعدن الذي تفوق قيمته المادية الخيال، ويصل سعر الجرام الواحد منه إلى 27 مليون دولار، متفوقًا بفارق شاسع على الذهب والروديوم وحتى الألماس.
بداية الاكتشاف.. من قلب جامعة كاليفورنيافي عام 1950، تمكن فريق علمي في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، من تصنيع عنصر جديد ضمن سلسلة الأكتينيدات المشعة، أطلق عليه اسم الكاليفورنيوم (Cf). استمر البحث، وبعد ثماني سنوات، تم التوصل إلى نسخة أثقل وأكثر ندرة، وهي كاليفورنيوم-252. هذا العنصر لم يكن فقط إضافة إلى الجدول الدوري، بل تحول إلى أداة نووية عالية الدقة، تفوق في خصائصها التكنولوجية كل التوقعات.
معدن ذو خصائص خارقةالكاليفورنيوم معدن فضي مائل للبياض، يتمتع بمرونة عالية تجعله قابلًا للقطع بشفرة حلاقة، لكنه يتغير لونه عند تعرضه للهواء. لكن القيمة الحقيقية لا تكمن في مظهره، بل في قدرته على إصدار نيوترونات بكفاءة عالية، تُشبه ما يصدره مفاعل نووي صغير. ويمكن لجرام واحد منه أن يطلق ملايين النيوترونات، ما يجعله أداة فائقة الدقة في تحفيز التفاعلات النووية.
إنتاجه المعقد ومحدودية توفرهصناعة جرامات قليلة من الكاليفورنيوم تستغرق قرابة عامين كاملين، حيث يتم قصف عناصر ثقيلة مثل البلوتونيوم بالنيوترونات داخل مفاعلات نووية متخصصة. ولا يوجد سوى مركزين في العالم يمتلكان القدرة على إنتاج هذا العنصر، هما مختبر أوك ريدج الوطني (ORNL) في تينيسي بالولايات المتحدة، ومعهد أبحاث المفاعلات النووية (RIAR) في روسيا. هذه الندرة الهائلة في الإنتاج تفسر جزئيًا السعر الفلكي للمعدن.
استخدامات لا تُقدّر بثمنرغم خطورته الإشعاعية، إلا أن Cf-252 يُستخدم في تطبيقات دقيقة وحيوية:
الطب: يُستخدم في علاج أنواع معينة من السرطان، مثل سرطان الدماغ وعنق الرحم، من خلال استهداف الخلايا السرطانية باستخدام النيوترونات القوية.
الطاقة: عند انشطار ذرة Cf-252، تُطلق نيوترونات ذات طاقة عالية، يمكن تسخيرها في أبحاث الطاقة النووية.
الصناعة: يُستخدم لاختبار المتانة في الهياكل المعدنية، وتحديد مواقع حقول النفط، وكشف المتفجرات والمواد المشعة الخطرة.
رغم أن اسمه لا يتردد كثيرًا خارج الأوساط العلمية، إلا أن الكاليفورنيوم يظل أحد أعظم إنجازات الكيمياء النووية الحديثة. فهو معدن لا يُقارن بثمن، ليس فقط لقيمته السوقية، بل للأدوار الحرجة التي يؤديها في الطب والصناعة والطاقة. وربما سيكون هذا العنصر، في المستقبل، أحد المفاتيح الرئيسية لفهم وتطويع الطاقة النووية في خدمة البشرية.