أكد رئيس البرلمان العربي عادل العسومي ضرورة التضامن العربي في مواجهة سياسات الاحتلال الإسرائيلي، التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، ومخططات التهجير القسري لشعبه وطرده من أرضه لصالح المحتل.

ونبه العسومي -في كلمته أمام الجلسة الخاصة للبرلمان العربي- عن "نصرة فلسطين وغزة" في مقر الجامعة العربية بالقاهرة، إلى أن أخطر ما يمكن أن تتعرض له القضية الفلسطينية في الوقت الراهن، هو اعتياد المشهد الحالي لجرائم الحرب اليومية التي يرتكبها الاحتلال حتى يحقق هدفه منها.

أخبار متعلقة حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة تتعدى 21 ألف شهيدغزة.. مستشفى شهداء الأقصى يعلن عجزه عن استقبال الجرحى

ودعا إلى ضرورة مواجهة المحاولات كافة التي تهدف عبثا إلى تصفية هذه القضية.

إصرار الشعب الفلسطيني

وشدد العسومي على أن سياسات القتل والتدمير والتهجير التي تقوم بها قوات الاحتلال لن تنجح في إخضاع الشعب الفلسطيني أو دفعه إلى الاستسلام واليأس، وإنما ستزيده إصرارًا على الدفاع عن حقوقه المشروعة، والوقوف في وجه آلة الاحتلال ومقاومة الإرهاب الذي ترتكبه.

وأوضح أن انعقاد هذه الجلسة يأتي انطلاقًا من تحمل البرلمان العربي مسؤوليته القومية تجاه القضية الفلسطينية، التي تفرض علينا جميعًا التضامن التام مع أشقائنا الفلسطينيين في هذه اللحظة الفارقة.

البيان الختامي #للبرلمان_العربي الصادر عن الجلسة الخاصة #بفلسطين بشأن:
الوضع في فلسطين إزاء جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها قوة الاحتلال بحق الفلسطينيينhttps://t.co/g4OpzAfTEM pic.twitter.com/177bJVAD00— ArabParliament البرلمان العربي (@arabparlment) December 28, 2023

وأعرب عن آسفه الشديد للصورة الصادمة لأشلاء الضحايا من المدنيين ومشاهد الدمار الكامل والشامل الذي يشهده قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي، التي لم تحرك للعالم ساكنًا، ولم يستطع مجلس الأمن الدولي أن يصدر حتى مجرد قرار لوقف إطلاق النار على نحو يجسد أكبر أزمة إنسانية يواجهها الضمير العالمي في العصر الحديث.

وأشار إلى أن البرلمان العربي، وانطلاقًا من دوره القومي، قاد منذ اللحظة الأولى لبدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تحركًا دبلوماسيًا برلمانيًا عربيًا على المستويات كافة، من أجل حشد الدعم الإقليمي والدولي لنصرة القضية الفلسطينية، والوقف الفوري للجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية.

حرب إبادة جماعية

وقال الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية د. سعيد أبو علي، في كلمته خلال الجلسة الخاصة للبرلمان العربي، "إن ما تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة، هو حرب إبادة جماعية بكل جرائمها ومفرداتها، إذ لا يوجد مكان في هذا العالم شهد مثل هذه الجرائم كمًا ونوعًا في مقدمتها عمليات القتل الجماعي، وصولًا إلى عمليات التهجير القسري".

وتساءل عن التدابير الوجوبية اللازمة لمساءلة الاحتلال عن جرائمه بقطاع غزة والضفة الغربية، لوضع حد لإفلاته المستمر من المساءلة والمحاسبة بتعطيل آليات القانون الدولي.

برئاسة العسومي.. جانب من أعمال جلسة البرلمان العربى الخاصة بفلسطين تحت شعار "نصرة فلسطين وغزة" التي عقدت بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة pic.twitter.com/x2JbTRTgPm— ArabParliament البرلمان العربي (@arabparlment) December 28, 2023

وشدد على أن معالجة مأساة غزة، ومنع تكرارها، يتطلب حلًا جذريًا لمسببات اشتعالها، مشيرًا إلى أن مأساة غزة هى مأساة فلسطين، ولا يمكن معالجتها إلا بإنهاء القضية الفلسطينية بإنهاء الاحتلال، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو 1967.

وأشار في كلمته إلى أن الدول العربية تبنت عبر السنوات الماضية طريقًا لحل الصراع على أساس مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية طبقًا لصيغة حل الدولتين، بكونها الصيغة الوحيدة التي توفر الأمن والسلام والاستقرار بالمنطقة.

رفض إعادة احتلال غزة

وأكد رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي، في كلمته، رفض بلاده لأي سيناريو أو تفكير بإعادة احتلال إسرائيل أجزاء من قطاع غزة، أو إقامة مناطق عازلة فيها، أو تهجير أهلها.

وشدد على أن المنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار دون حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، يلبي مطالب الشعب الفلسطيني بإقامة دولتهم المستقلة، وأن يعيشوا كغيرهم من شعوب العالم في أمن واستقرار.

خلال كلمته بجلسة البرلمان العربي الخاصة بشأن فلسطين#رئيس_البرلمان_العربي يستنكر حالة الصمت الدولي واخفاق #مجلس_الأمن في التوصل لقرار لوقف إطلاق النار في غزةhttps://t.co/uYP0ubNGzU pic.twitter.com/Qc768NIntw— ArabParliament البرلمان العربي (@arabparlment) December 28, 2023استخفاف أمريكي بالعالم العربي

وطالب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح في كلمته، المجتمع الدولي باجبار الاحتلال الإسرائيلي على الانسحاب من غزة، موضحًا أن الحرب ضد غزة تعبير عن استخفاف أمريكي بالعالم العربي.

ودعا إلى عقد مؤتمر دولي بسقف زمني محدد من أجل تحقيق إرادة الشعب الفلسطيني في إنجاز رؤية حل الدولتين.

وطالب الدول العربية المقتدرة ماليًا بتوفير شبكة الأمان المالية للسلطة الوطنية الفلسطينية المقرة في أكثر من قمة عربية، خاصة في ظل قرصنة الاحتلال بمصادرة أموال ومستحقات الشعب الفلسطيني، كما طالبها بكفالة الأطفال الأيتام بسبب القتل الإسرائيلي.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: واس القاهرة البرلمان العربي عادل العسومي تصفية القضية الفلسطينية التهجير القسري للشعب الفلسطيني القضیة الفلسطینیة البرلمان العربی الشعب الفلسطینی قطاع غزة فی کلمته إلى أن

إقرأ أيضاً:

منصة البرلمان أم ساحة تصفية؟ العشائر تُحرج المؤسسة التشريعية باسم الكرامة

24 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: وسط مناخ سياسي محتقن، تبرز حادثة السد العظيم كمؤشر دال على هشاشة العلاقة بين القوى النيابية من جهة، والمجتمع المحلي من جهة أخرى. فقد فجّرت تصريحات نائبة عن كتلة المبادرة، نورس العيسى، موجة استياء عارمة داخل قضاء السد العظيم، بعد وصفها مدير الناحية بعبارات وُصفت بـ”غير الأخلاقية وغير المبررة”، ما أدى إلى رد فعل جماعي من العشائر التي اعتبرت الكلام تجاوزًا لا يمكن التساهل معه.

وظهرت العشائر بوصفها فاعلًا سياسيًا واجتماعيًا يعيد تذكير النخبة السياسية بأن الشرعية لا تُمنح فقط عبر صناديق الاقتراع، بل أيضًا عبر احترام التوازنات المحلية، والرموز الإدارية التي تتمتع بثقة البيئة المجتمعية. فحين تتجاوز نائبة هذه الاعتبارات، فهي لا تهاجم شخصًا، بل تلامس بحديثها الكرامة الجمعية لمجتمعٍ لا يزال يحتفظ بأطره التقليدية في التقدير والهيبة.

وانطلقت لغة البيان العشائري من معجم يُزاوج بين الغضب والتصعيد السياسي، مطالبة البرلمان والجهات المعنية باتخاذ موقف لا يحتمل التأجيل، في رسالة مزدوجة: إن الصمت سيكون مشاركة غير مباشرة في الإهانة، وإن العشائر باتت تنظر إلى السلوك السياسي من زاوية الكرامة لا الإنجاز فقط.

وتكشف هذه الحادثة عن انكشاف الغطاء الأخلاقي لدى بعض ممثلي البرلمان، وافتقار عدد منهم إلى أدوات الاتصال الرشيد مع المكونات المجتمعية، ما يفتح الباب أمام اهتزاز الثقة، ليس في الأفراد فقط، بل في الهيئات ذاتها. ويدق ذلك ناقوس خطر إزاء اتساع الفجوة بين القاعدة الشعبية والمؤسسات التشريعية، خاصة حين تتخذ الألفاظ طابعًا تهكميًا يمس هوية الجماعة.

ولم تكن الحادثة معزولة، بل تأتي في سياق سلسلة من الإشارات التي تعكس نمطًا متكررًا من التوتر بين ممثلي الدولة المركزية والمجتمعات الطرفية، حيث تُوظّف اللغة كأداة قسر، لا كوسيلة تمثيل، وهو ما يعرّي الحاجة الماسة إلى مواثيق سلوكية داخل البرلمان، تضع حدًا لاستخدام المنصة التشريعية للإساءة بدل الرقابة.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الرئيس العراقي يؤكد ضرورة توحيد الجهود لوقف العدوان في قطاع غزة
  • وزير الخارجية يؤكد موقف المملكة الثابت تجاه القضية الفلسطينية وجهود التوصل للسلام العادل والشامل
  • صلاح عبد العاطي: من يهاجم مصر يطعن في صميم القضية الفلسطينية
  • ناجي الشهابي: تشويه دور مصر في دعم القضية الفلسطينية يؤكد حقد «الإخوان الإرهابية»
  • المجلس العربي: سياسة الحصار والتجويع التي تُمارس بحق غزةتحولت الى إبادة جماعية صامتة
  • البرلمان العربي: إعلان ماكرون عزمه الاعتراف بدولة فلسطين انتصارا للعدالة
  • ضياء رشوان: السادات لم يخرج من العباءة العربية في القضية الفلسطينية
  • منصة البرلمان أم ساحة تصفية؟ العشائر تُحرج المؤسسة التشريعية باسم الكرامة
  • البرلمان العربي يدعو لتجميد عضوية «الكنيست الإسرائيلي» في الاتحاد البرلماني الدولي
  • البرلمان العربي يدين مصادقة الكنيست على فرض سيادة إسرائيل على الضفة الغربية