24 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: وسط مناخ سياسي محتقن، تبرز حادثة السد العظيم كمؤشر دال على هشاشة العلاقة بين القوى النيابية من جهة، والمجتمع المحلي من جهة أخرى. فقد فجّرت تصريحات نائبة عن كتلة المبادرة، نورس العيسى، موجة استياء عارمة داخل قضاء السد العظيم، بعد وصفها مدير الناحية بعبارات وُصفت بـ”غير الأخلاقية وغير المبررة”، ما أدى إلى رد فعل جماعي من العشائر التي اعتبرت الكلام تجاوزًا لا يمكن التساهل معه.

وظهرت العشائر بوصفها فاعلًا سياسيًا واجتماعيًا يعيد تذكير النخبة السياسية بأن الشرعية لا تُمنح فقط عبر صناديق الاقتراع، بل أيضًا عبر احترام التوازنات المحلية، والرموز الإدارية التي تتمتع بثقة البيئة المجتمعية. فحين تتجاوز نائبة هذه الاعتبارات، فهي لا تهاجم شخصًا، بل تلامس بحديثها الكرامة الجمعية لمجتمعٍ لا يزال يحتفظ بأطره التقليدية في التقدير والهيبة.

وانطلقت لغة البيان العشائري من معجم يُزاوج بين الغضب والتصعيد السياسي، مطالبة البرلمان والجهات المعنية باتخاذ موقف لا يحتمل التأجيل، في رسالة مزدوجة: إن الصمت سيكون مشاركة غير مباشرة في الإهانة، وإن العشائر باتت تنظر إلى السلوك السياسي من زاوية الكرامة لا الإنجاز فقط.

وتكشف هذه الحادثة عن انكشاف الغطاء الأخلاقي لدى بعض ممثلي البرلمان، وافتقار عدد منهم إلى أدوات الاتصال الرشيد مع المكونات المجتمعية، ما يفتح الباب أمام اهتزاز الثقة، ليس في الأفراد فقط، بل في الهيئات ذاتها. ويدق ذلك ناقوس خطر إزاء اتساع الفجوة بين القاعدة الشعبية والمؤسسات التشريعية، خاصة حين تتخذ الألفاظ طابعًا تهكميًا يمس هوية الجماعة.

ولم تكن الحادثة معزولة، بل تأتي في سياق سلسلة من الإشارات التي تعكس نمطًا متكررًا من التوتر بين ممثلي الدولة المركزية والمجتمعات الطرفية، حيث تُوظّف اللغة كأداة قسر، لا كوسيلة تمثيل، وهو ما يعرّي الحاجة الماسة إلى مواثيق سلوكية داخل البرلمان، تضع حدًا لاستخدام المنصة التشريعية للإساءة بدل الرقابة.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

أبو حسنة: تصفية وكالة “أونروا” محاولة لتصفية قضية لاجئي فلسطين

الثورة نت /..

علق المستشار الإعلامي باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، عدنان أبو حسنة، اليوم الثلاثاء، على اقتحام قوات العدو الإسرائيلي مجمّع الوكالة الأممية في القدس الشرقية، مؤكّدًا أن ما يحدث هو “موضوع سياسي بامتياز”.

وقال أبو حسنة في تصريح لقناة الغد، نشرته الوكالة الأممية في تدوينة على منصة “إكس” ، إن “إسرائيل تعتقد أنه بتصفية أونروا، سيتمّ تصفية قضية لاجئي فلسطين. القضية لا علاقة لها إطلاقًا بما تقدّمه أونروا من خدمات، أو بالمناهج التي تُدرّسها، أو بالاتهامات الموجّهة إليها والتي لم تثبت صحتها”.

وأضاف أن أونروا ستسلك “جميع السبل القانونية والسياسية لمواجهة هذه الخروقات للقانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية التي تكفل حصانة وعمل الوكالات الأممية”.

وكانت قوات “إسرائيلية” اقتحمت، فجر أمس الاثنين، مقر “أونروا” في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة.

وأوضحت “الأونروا” في تصريحات صحفية، أنَّ القوات “الإسرائيلية” صادرت أجهزة إلكترونية وهواتف حراس الأمن في مقرنا بالشيخ جراح خلال اقتحامها المتواصل، وأنزلت علم الأمم المتحدة ورفعت علم الكيان الإسرائيلي.

يأتي هذا الاقتحام بعد يومين من إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتجديد ولاية “الأونروا” لثلاث سنوات.

مقالات مشابهة

  • الدوحة تتدخل في خلاف السنة العراقيين: انقسام مفضوح حول منصب رئيس البرلمان
  • معترك نيابي بسبب العشائر .. الروابدة وابو تايه … والروابدة يوضح لصراحة نيوز “فيديو”
  • السريري: بيان المفوضية خطوة مهمة نحو انتخابات أبريل والسلطة التشريعية أوفت بالتزاماتها
  • مستشار حكومي:الحكومة لا تمتلك صلاحية الاقتراض في ظل غياب السلطة التشريعية
  • الرائد يبحث عن العودة وليس تصفية الحسابات
  • واقعة غير مسبوقة.. 127 برلماني أرجنتيني يعلنون ولاءهم لـ“فلسطين حرة” خلال أداء اليمين
  • أبو حسنة: تصفية وكالة “أونروا” محاولة لتصفية قضية لاجئي فلسطين
  • من الرياض لـ بروكسل.. سفارات مصر في 18 دولة تستقبل الناخبين بدوائر البرلمان المُلغاة
  • عيون أمينة الدامية.. الطفلة التي دهستها دبابة إسرائيلية وأنقذتها صورة
  • بعد أحداث حضرموت.. عدن ساحة صراع جديدة بين أدوات العدوان