كلّ التطورات العسكرية في جنوب لبنان والمعركة المستمرّة منذ ثلاثة أشهر بين "حزب الله" والعدوّ الاسرائيلي توحي بأنّ قدرة السيطرة على تدحرج المعركة تتراجع يوماً بعد يوم. بمعنى آخر أن تفلّت الأمور والذهاب نحو تصعيد غير محسوب، تعجز القوى المؤثرة عن ضبطه، أصبح أمراً وارداً بنسبة كبيرة خصوصاً في ظلّ تبدّل شكل المعركة التي تخطّت قواعد الاشتباك التي التزم بها الطرفان منذ بداية الحرب.



على جبهة العدوّ، يبدو أن تل أبيب قد اتخذت قرارين حاسمين تجاه لبنان، الأول هو رفع منسوب استهداف منازل المدنيين وإحداث دمار شامل في القرى الحدودية. أما القرار الثاني فهو توسيع نطاق القصف ليطال بشكل مكثّف قرى شمال الليطاني.

لذلك قام "الحزب" بتطوير عملية الرّدع الخاصة به، وبات يقصف المستوطنات بصواريخ كاتيوشا بعد أن كان يحرص على قصفها بصواريخ موجّهة، حيث كان يركّز على استهداف العسكريين الاسرائيليين حصراً، لكنه في الايام الماضية بدأ باستخدام صواريخ الكاتيوشا بشكل كثيف جداً بالمقارنة مع الأسابيع الفائتة، بالاضافة الى طائرات الاستطلاع التي أدخلتها المقاومة بشكل فعّال في الاشتباكات لمسافات بعيدة استهدفت من خلالها مواقع قوات الاحتلال.

كل ذلك أدّى إلى رفع احتمال تدحرج المعركة العسكرية في الجنوب، وإن كان بوتيرة بطيئة، لكنّ عوامل كثيرة منها رغبة العدوّ بالتصعيد وتطوّر الأمور في قطاع غزّة بشكل دراماتيكي من دون أي أفق للحلّ، ذلك بالإضافة الى المعركة اللبنانية، تجعل الكوابح التي تمنع الانزلاق الى مواجهة شاملة في لبنان وربما في المنطقة ضعيفة جداً!

تحدّثت مصادر عسكرية مطّلعة عن هواجس جديّة من نقل العدوّ الاسرائيلي الحرب الى لبنان في محاولة لجرّ المنطقة الى حرب واسعة النطاق وإطالة أمد المعركة بهدف حفاظ رئيس حكومة العدوّ بنيامين نتنياهو الذي بات مُهدداً بالعزل على موقعه والهروب من المُحاكمة. ولفتت المصادر أن اسرائيل تفتقر الى الدعم الدولي للقيام بهذه الخطوة تجاه لبنان، الا أن أحداً لا يضمن انفعالات الكيان المُحتلّ وتفلّتاته، بحسب المصدر، الذي أكد ان استمرار التصعيد الحاصل اليوم يترك الابواب مفتوحة امام كل الاحتمالات وقد يؤدي الى انزلاق المعركة نحو حرب مفتوحة.


 


المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

لهذه الأسباب يقدم العدو إنجازات اليمن العسكرية كحوادث عرضية خوفا من انفلات عالمي

 

 

تحليل/ أسامة حسن ساري

هناك فاعلية عالية جدا للعمليات العسكرية اليمنية في التصدي للعدو الأمريكي، يخاف الأمريكي من ظهورها عالميا، فتتفاقم فضيحته وعجزه، القوات المسلحة اليمنية تحقق أهدافها، وتتصاعد عملياتها، بينما العدو الأمريكي فشل بكل المقاييس في التأثير على “ظفر” مواطن يمني ناهيك عن قدراتنا العسكرية .
لذا يحاول الأمريكي في اقل تقدير له، أن يقدم خسائره في البحر الأحمر باعتبارها أحداثاً عارضة، على الهامش، حتى يقلل من قيمة وفاعلية عملياتنا العسكرية.
فالأمريكي يواجه فضيحة عالمية، ليس فقط عسكريا أمام اليمن، بل في جميع قرارات وسياسات ترامب الحمقاء والمزاجية، فقد حشدت العداء العالمي ضد أمريكا، وكانت طاردة لأصدقائها وشركائها، وجعلت خصومها يتجرأون عليها.
لكن كل سياسات ترامب، في الجانبين السياسي والاقتصادي، اتخذها من منظور عسكري استنادا إلى وهم القوة الأمريكية وهيبتها العسكرية المضخمة إعلاميا، وكانت حاملات الطائرات أقوى سلاح تستخدمه أمريكا لإخضاع العالم.
لذا فإن أمريكا تواجه اليوم معضلة حقيقية وحرجا عالميا، بسبب تمكن القوات المسلحة اليمنية من إقصاء خمس حاملات طائرات، وإخراجها عن الخدمة، بالتزامن مع تطوير تقنيات اليمن العسكرية وتعاظم قدراتها التسليحية، وصولا إلى تطوير جيل جديد من صواريخ فرط صوتية التي تقطع مسافة تزيد على ألفي كيلومتر وتضرب أهدافاً للعدو الإسرائيلي في مدينة حيفا المحتلة.
لذا يخشى الأمريكي بشدة من أن يستمر هذا التعاظم للقوات المسلحة اليمنية حتى إعلاميا، وأن يدرك العالم – وقد أدرك – أن اليمن الضعيف المحاصر لعشر سنوات متتالية، يسقط طائرات إف18، فخر سلاح الجو الأمريكي، ويوجه ضربات دقيقة لحاملة الطائرات الخامسة ترومان ليخرجها عن الخدمة، فهذا يعني للأمريكي :
أولا: إن القوة العسكرية لليمن، صارت تشكل ثقلا عسكريا إقليميا ودوليا.
ففاعلية العمليات العسكرية اليمنية في مواجهة أمريكا مباشرة، ستقنع دول العالم بهذه الحقيقة، وهذا يعني أن اليمن سيصبح عامل القوة الأكثر تأثيرا على القرارات العالمية، وحتى على قرارات أمريكا نفسها، وسياساتها الدولية وخاصة في المنطقة العربية.
وثقل التأثير اليمني سيكون حاضرا بصورة قوية في المجال الاقتصادي، حيث تتركز بنية النظام العالمي الجديد الذي تسبب ترامب في إحداث اهتزازت قوية له.
ثانيا: إن اليمن سيصبح اللاعب العربي الإقليمي الوحيد الذي سيفرض نفسه على كل الأنظمة العربية فيما يتعلق بالتعامل مع القضايا الأمنية للمنطقة بشكل عام، والقضية الفلسطينية بشكل خاص.
فإذا كان ترامب بجنونه وغبائه، قد تسبب بقراراته الجمركية في اضطراب النظام العالمي الذي أنفقت أمريكا في سبيل تأسيسه وتثبيته عشرات العقود من الصراع والدماء، فإنها اليوم وبسبب سياسات نفس المجنون ستواجه المساءلة الصهيونية العالمية، عن مصير الكيان الإسرائيلي الذي سوف يقرره اليمن فقط.
ثالثا: التعامل الدولي مع الموقف العسكري اليمني كنموذج إيجابي وخيار فاعل ومثمر، سيدفع كل خصوم أمريكا إلى التجرؤ أكثر عليها، والخروج عن دائرة الخضوع أو التبعية، فتعيد الدول الكبرى وفي مقدمتها الصين وروسيا وكوريا الجنوبية وغيرها، إعادة تشكيل نظام عالمي جديد لا سيادة فيه للأمريكي أو الصهيونية اليهودية.
بالطبع هذا سيحشد عدة عقود من الصراع العسكري العالمي، وتتفاقم الحروب الباردة وتكتوي بنيرانها كل الأنظمة العربية المتواطئة مع السياسات الأمريكية الداعمة والمساندة للعدو الإسرائيلي في ارتكاب جرائمه ومحاولة تهجير الشعب الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية.
هناك عدالة إلهية تتجلى ملامحها من طيات الأحداث الحالية، ويدها ستطال كل خائن وشريك للأمريكي والإسرائيلي في سفك دماء الشعب الفلسطيني.
رابعا: انتصار الموقف اليمني، وتعاظم رصيد إنجازاته العسكرية ضد القوة الأولى عالميا، كفيل بإيقاظ صحوة عربية إسلامية كبيرة وواسعة.
خامسا: مستقبل الصراع مع العدو الأمريكي والإسرائيلي، سيتخذ طابعا إسلاميا حقيقيا ينمذج المنطلقات الإيمانية الجهادية للشعب اليمني، ويعيد تهيئة الوعي العربي والإسلامي وتحريكه في الموقف المتصدي والعدائي ضد الصهيونية اليهودية، وهذه النمذجة هي أهم ما يعتبره الأمريكي خطرا فتاكا على مشاريعه.
فالحمد لله على فضله ونعمته وتأييده لشعبنا، ومنته علينا بأن اصطفى لنا قائدا من أنفسنا، ليوجهنا ويرشدنا في طريق الله وبثقافة القرآن النقية.

مقالات مشابهة

  • محافظ جبل لبنان: عالجنا الإشكالات بشكل سريع
  • صوت قوي سُمع في أرجاء الجنوب... هذا مصدره
  • سياسي أنصار الله يدين بشدة التصعيد الصهيوني الكبير ضد الشعب السوري
  • أبناء مديرية ردمان بالبيضاء يعلنون النفير العام نصرةً لغزة ومواجهة التصعيد الأمريكي
  • عاجل من الجنوب.. قنابل إسرائيلية قرب مركز للجيش!
  • أبناء مديرية ردمان بالبيضاء يؤكدون نصرة غزة والجهوزية لمواجهة التصعيد الأمريكي
  • العدو الصهيوني يقرر توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة
  • لهذه الأسباب يقدم العدو إنجازات اليمن العسكرية كحوادث عرضية خوفا من انفلات عالمي
  • بالفيديو.. إشكال كبير في الجنوب والجيش يتدخّل
  • البيضاء.. وقفة قبلية بمديرية الوهبية نصرةً لأبناء غزة ومواجهة التصعيد الأمريكي البريطاني