عائض الأحمد
يمشى الهوينا رافعًا رأسه منتصب القامة، يجول بنظره متجهم الوجه يشير بأطراف بنانه إلى كل من حوله بالابتعاد وكأنَّه يدخل منزله الخاص، حقيقة الأمر هو لا يثير وقعًا، لكنه يلفت كل من شاهده.. من هذا؟ وماذا يريد؟
لن تستطيع إطلاق وصف معين أو تحديد سلبية فيما تراه قبل أن تتحدث إليه وهو شخصية شبه منطوية تصدر الأوامر وتنتظر من الجميع التنفيذ، يعتقد بأهميته، ولديه اعتقاد راسخ بأن هالة النور التي تصحبه حتمية لا تقبل النقاش، وليست وهمًا أو مجرد دعابة، فكما يقول في إحدى فلتات لسانه شعر بها منذ نشأته الأولى ولم يكن يعلم عنها شيئًا، لكن والدته أكدت له ذلك أن نورًا خرج منها وأضاء قريتهم الصغيرة ابتهاجًا بقدومه.
من يعرف سلوك الفَرَاشات وسر انجذابها للنور قد يتسلل لديه شك بنورانية "صديقي" غير المقرّب، لكنها سُنن سُنَّت ولم تكن حقيقة ملموسة، وإن كان العلم فسّرها، فستظل أيضًا سرًا كونيًا لا علاقة له بما يحدث لنا على الأرض، على الأقل من وجه نظر البسطاء ومروجي "النورانية" في ظلام العقول، وليس في أجساد البشر؛ فطغيان الجهل أشد ضراوة من فقدان الإحساس بالألوان ورؤية الأشياء كما هي.
القسوة ومُرُّ الأيام مشاعرَ عابرة تخفق وترجف منها الأبدان وتتوارى خلفها عقول الكثيرين ممن قست عليهم "فُرْجَة" الزمان وخلاصه، كل أبدي مُهلكَهُ مهما علا شأنه، ولو استقر الماء لفسد، وكذلك العقول، فما بالك بالأبدان!
ختامًا.. مكانتك أنت من يُحددها، لا تنتظر من يُفسح لك مقعده ويأخذ بيديك ويقول هذه مكانتك، وأنا زاهد وذاهب إلى صومعتي أتأمل وانتظر أقدار السماء.
شيء من ذاته: الأقدار ليست بيديك، لكنك تصنع طريقًا يأخذك إلى مجهول قد لا تُطيقه.
سمة: ربان السفينة الماهر يموت وفي يديه طوق النجاة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يقول إن هدفه “تغيير وجه الشرق الأوسط”
غزة – أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن ما يعتبره “النصر” في حرب الإبادة على غزة يتعدى “هزيمة” حركة الفصائل الفلسطينية وإعادة الأسرى في القطاع ليصل حد “تغيير وجه الشرق الأوسط”.
جاء ذلك في كلمة متلفزة له بثها، امس الثلاثاء، على حسابه بمنصة إكس، من قاعدة سلاح الجو في تل أبيب، حيث تابع عن كثب الهجوم على مطار صنعاء في اليمن.
والأحد، صادق المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينت” على توسيع حرب الإبادة المستمرة في غزة.
وقال نتنياهو متحدثا عن توسيع العدوان على غزة: “لا أستهين بالتحديات التي تنتظرنا. كلي ثقة بإرادة شعبنا ومقاتلينا لتحقيق مهمة النصر”.
واعتبر أن تلك المهمة “لا تتعلق فقط بهزيمة حركة الفصائل، بل إطلاق سراح المختطفين وتغيير في وجه الشرق الأوسط”، على حد تعبيره.
وتابع: “هذه ليست مهمة سهلة، ولكنها قابلة للتحقيق”.
ومضى نتنياهو: “نكمل الآن المرحلة التي نحن فيها، ونخوض معركة صعبة، لكنها ناجحة”، بحد زعمه.
وأردف: “لكننا الآن نتحدث عن معركة مكثفة، لتحقيق الهدفين في آنٍ واحد -هزيمة حركة الفصائل وإطلاق سراح مختطفينا- وأقول لحركة الفصائل : سنمزقكم إربا، اطلقوا سراح مختطفينا”.
وتطرق نتنياهو للعدوان الإسرائيلي على اليمن قائلا: “جئت إلى (غرفة محصنة تحت الأرض) سلاح الجو وشاهدت كيف نفذ طيارونا الممتازون على أكمل وجه الهجوم على مطار في اليمن”.
وقال نتنياهو: “لدي مبدأ بسيط: العين بالعين والسن بالسن. من يهاجمنا نهاجمه أضعافا مضاعفة، وهذا ينطبق على الحوثيين، وعلى حركة الفصائل الفلسطينية، وعلى حركة الفصائل اللبنانية، وكذلك على إيران”.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصعيد عسكري متواصل، حيث أسفرت غارات أمريكية إسرائيلية، الثلاثاء، على مواقع حيوية في اليمن عن سقوط 7 قتلى و74 مصاباً، بحسب ما أعلنت جماعة الحوثي.
وأشارت جماعة الحوثي إلى أن الهجمات استهدفت مطار صنعاء الدولي ومحطات كهرباء ومرافق صناعية في صنعاء وعمران، إضافة إلى ميناء الحديدة على البحر الأحمر.
وتوعدت الجماعة بـ”رد مزلزل ومؤلم” على الغارات الإسرائيلية، مؤكدة عدم تراجعها عن إسناد قطاع غزة “مهما كان الثمن”.
ويعد عدوان الثلاثاء ثاني هجوم إسرائيلي على اليمن منذ أن قصف الحوثيون، الأحد، مطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخ باليستي، ردا على الإبادة الإسرائيلية المستمرة بحق الفلسطينيين.
وأسفر القصف الحوثي عن إصابة 7 أشخاص بجروح طفيفة، ودفع 12 شركة طيران دولية على الأقل لتعليق رحلاتها، وسبب حرجا لتل أبيب؛ إثر فشل منظومتها الدفاعية في اعتراض الصاروخ.
وفي منتصف مارس/ آذار الماضي، وجه ترامب بتنفيذ ضربة عسكرية “حاسمة وقوية” في اليمن.
الأناضول