٢٦ سبتمبر نت:
2025-05-14@15:15:16 GMT

اليمن

تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT

اليمن

وفي الوقت نفسه يرى عدد من الخبراء العسكريين والمحللين الأمنيين أن اجتماعاً بهذا المستوى العالي هو بمثابة “مجلس الحرب” في إطار المشاركة الرسمية والشعبيّة لمناصرة إخواننا في قطاع غزة استجابةً لأمر قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، محذرين الأمريكي وكلّ أدواته من مغبة التهور في عسكرة البحر الأحمر والإضرار بالملاحة الدولية أَو الاعتداء على اليمن، مؤكّـدين أن قواتنا المسلحة والأمنية في أتم الجاهزية لمواجهة أي طارئ.

مجلسُ حرب للدفاع عن الحقوق المشروعة:

ويقول الخبير والمحلل العسكري العقيد مجيب شمسان: إنه “مما لا شك فيه أن هذا الاجتماع الاستثنائي الذي مثل من كافة وحدات القوات المسلحة اليمنية إضافة إلى الأجهزة الأمنية يعطي صورة عن المرحلة القادمة على اعتبار أن هذا الاجتماع قد جاء بعد خطاب السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -حفظه الله-“.

ويضيف أن الاجتماع أول رسالة بلهجة واضحة وصريحة للأمريكي أنه إذَا فكر بالاعتداء على اليمن فعليه أن يدرك أنها لن تكون هناك ضربة هنا أَو ضربة هناك، بل ستكون حربًا مفتوحة، ومن يطلق أول رصاصة لا يمكن أن يكون هو من يملك آخر رصاصة أَو من يقوم بإطلاق آخر رصاصة.

ويواصل العقيد شمسان حديثه بالقول: “وبالتالي في إطار التحولات القائمة اليوم سواءً فيما يجري في البحر الأحمر وتشكيل التحالف الأمريكي، أَو فيما يجري من خطابات تصعيدية ضد اليمن في محاولة للترهيب أَو الرفض عليهم أن يدركوا من خلال هذا الاجتماع الكبير والاستثنائي، بل وربما الذي لم يتم من قبل على اعتبار أن بمثل هذه المستوى العالي من قيادات الدولة العسكرية والأمنية كمجلس حرب لم تشهده المنطقة الخامسة ولم تشهده محافظة الحديدة منذ عقود من الزمن”، موضحًا أن “هذا يعني أن هناك مساراً تصاعدياً سيواجه الأمريكي إذَا ما فكر في الاعتداء على اليمن”.

ويؤكّـد أن “هناك الكثير من الدلالات والرسائل التي بعثها هذا الاجتماع والتي يتمثل بعضها بأن حالة الجهوزية الاستعدادية هي في أعلى مستوياتها، وأننا مستعدون للذهاب إلى ما هو أبعد بكثير مما قد يفكر الأمريكي وأدواته في المنطقة”.

أولى المؤشرات.. نطاق المواجهة يفوق توقعات العدو:

بدوره يقول الباحث في الشؤون العسكرية زين العابدين عثمان: إن “الاجتماع الموسع الذي نفذته القيادة العامة لقواتنا المسلحة والأمن في هذه الظروف يعتبر اجتماعًا استثنائيًّا وعاليَّ المستوى له دلالة تؤكّـد أن ما بعده ليس كما قبله”، موضحًا أنه إعلان لمرحلة جديدة من النفير والاستعداد الأمني والعسكري لأي طارئ.

ويضيف: “وفي ظل التحَرّكات الأمريكية المعادية في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب وتحشيد السفن والأساطيل إلى البحر جاء هذا الاجتماع ليكون رداً على هذه التحَرّكات ورفع حالة التأهب لمختلف التشكيلات والقوى الضاربة البرية والجوية والبحرية لتكون عند مستوى الجاهزية خيارات الردع في حال حصل تصعيد أَو اعتداء أمريكي مباشر على سيادة اليمن”.

ويؤكّـد عثمان “أن ما بعد هذا الاجتماع لن يكون كما قبله وقواتنا المسلحة بقطاعاتها ووحداتها هي في صدد الانتقال إلى الأوضاع الهجومية والتهيئة الشاملة لردع أي طارئ عسكري أَو حماقة تأتي من طرف العدوّ الأمريكي وحلفائه وأدواته في المنطقة”.

ويضيف “وإذا ما غامر الأمريكي في هذه المرحلة بأي عدوان على اليمن من أساطيله وسفنه بالبحر الأحمر فَــإنَّ قواتنا المسلحة بعون الله تعالى على جاهزية تامة لتطبيق الخيارات والسيناريوهات التي وضعتها القيادة وتوسيع سقف المواجهة بنطاق استراتيجي يفوق توقعات العدوّ الأمريكي”.

ويردف بالقول: “الحشود البحرية الأمريكية من أساطيل وسفن وحاملة طائرات بالبحر الأحمر لن تكون قادرة بعون الله تعالى على تحقيق أي إنجاز”، موضحًا أن “حرب السفن لا تقدم ولا تؤخر بموازين القوة بقدر ما ستتحول إلى نقاط ضعف وفرائس سهلة يمكن تدميرها”.

واختتم زين العابدين عثمان بقوله: “إن ارتكابَ الأمريكي أي اعتداء على اليمن سيكون بمثابة انتحار وسيفتح على نفسه وعلى مصالحه وأساطيله حرباً كارثية تتجاوز حساباته وقدراته”، مؤكّـداً “أن كُـلّ سفنه مراقبة ومرصودة وتمتلك قواتنا المسلحة بفضل الله تعالى القدرات الكافية لمهاجمتها وتدميرها في أية لحظة وفي أية نقطة في هذه البحار”.

خَطُّ معركة مباشرة:

من جهته يرى الخبير الأمني العقيد إسماعيل المحطوري، أن الاجتماعَ جاء مواكبةً للأحداث والتحَرّكات الأمريكية المعادية في البحر الأحمر من جهة، ومن جهةٍ أُخرى استجابةً لدعوة السيد القائد -يحفظه الله- بالتحَرّك الرسمي والشعبي لإسناد غزة وفلسطين والإعلان السابق للجيش اليمني في دخول المعركة رسميًّا مع الكيان الصهيوني حتى إيقاف العدوان ورفع الحصار ودخول المساعدات والمواد الغذائية والدواء والماء إلى قطاع غزة.

ويوضح المحطوري أن “دلالة الاجتماع في مدينة الحديدة حارس البحر الأحمر والتي تنفذ منها العمليات البحرية ضد السفن الصهيونية أَو التي تتجه إلى موانئ الاحتلال، كثيرة وبينة فكما يعلم الجميع أن القوات المسلحة والأمن هي في خط المعركة مباشرة مع العدوّ الصهيوني”.

ويضيف: “أما الرسائل التي حملها الاجتماع فهي الجهوزية التامة لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي -يحفظه الله- وكذلك التأكيد على الموقف الرسمي والشعبي للجمهورية اليمنية تجاه القضية الفلسطينية بأنه موقف ثابت ومبدئي إيمَـاني وأخلاقي وإنساني ولن نتنازل عنه مهما كانت الضغوط”.

وتابع حديثه بالقول: “كما تحدث القادة أن القوات المسلحة والأمن في حالة جهوزية تامة لمختلف التشكيلات والوحدات العسكرية والأمنية البرية والبحرية والجوية ومستوى التعاون والتنسيق المشترك بين كُـلّ الوحدات العسكرية والأمنية بالإضافة إلى التحذير الجاد في هذا الاجتماع الكبير من عسكرة البحر الأحمر والإضرار بالملاحة الدولية”.

تأمينُ الملاحة الدولية بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني:

من جهته يقول مستشار وزارة الإعلام توفيق الحميري: بأنه يمكن عنونة الاجتماع الاستثنائي للقيادات العسكرية في الحديدة بأنه انطلاقة مرحلة تاريخية تموت الهيمنة الأمريكية فيها على أيدي أبطال اليمن بعد أن تم كسرُها في 21 سبتمبر 2014م.

ويشير الحميري إلى أن “اجتماع قيادة القوات المسلحة بكافة وحداتها القتالية والأمنية في الحديدة مع قيادة المنطقة الخامسة يؤكّـد إعلان الجهوزية الكاملة للقوات اليمنية في تنفيذ توجيهات السيد القائد -يحفظه الله- بشأن استمرار العمليات العسكرية بحراً وجواً لمساندة أهلنا في غزة ضد جرائم العدوّ الإسرائيلي، بالإضافة إلى تأكيد كامل جهوزية قواتنا للقيام بتأمين البحر الأحمر من البلطجة الأمريكية وإعلان الجهوزية لردع الأمريكان وتوجيه الضربات لبوارجها إذَا كرّرت أية تصرفات تمس سلامة الملاحة الدولية وتنهي تغطرُسَ القوات الأمريكية وحلفائها التي تنتقص من سيادة البحر الأحمر وتستضعفُ شعوبَ الدول المشاطئة عليه”.

ويضيف الحميري أن “الاجتماع العسكري الهام يقول للعالم إن مساندة فلسطين قرار يمني لا رجعة عنه مهما كانت التهديدات، ويقول للعالم أَيْـضاً إن حماية وتأمين البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي والمنطقة هي مسؤوليتنا وليست مسؤولية أمريكية أَو بريطانية أَو غربية وإن زمن قدوم الغزاة الطامعين إلى بلداننا وبحورنا بذريعة الحماية قد ولّى وانتهى، ونحن المعنيون بحماية شعوبنا وبلداننا وبحارنا من الخطر الأمريكي، الذي انكشفت للعالم كُـلّ أكاذيبه ومزاعمه من خلال مشاركته الصريحة وحمايته المعلنة للإجرام الصهيوني والمجازر التي تقترف في حق إخوتنا وأهلنا في فلسطين”.

وأكّـد الحميري أن “القوات المسلحة ومن خلال بياناتها المتكرّرة ورسائل قياداتها العسكرية، تؤكّـد أنها ماضية نحو تأمين الملاحة الدولية بما يضمن إعادة حقوق الشعب الفلسطيني التي يسعى العدوّ الصهيوني لسلبها، فضلاً عن الشرط الثابت وهو وقف العدوان والحصار على غزة الباسلة”.

صحيفة المسيرة

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: القوات المسلحة قواتنا المسلحة هذا الاجتماع البحر الأحمر على الیمن

إقرأ أيضاً:

زيارة ترامب وضرورة الحل الداخلي

زيارة ترامب وضرورة الحل الداخلي

تاج السر عثمان بابو

١

أوضحنا سابقا أن الحرب دخلت عامها الثالث، وهي تحمل المزيد من الخراب والدمار وجرائم الحرب، بعد تصاعد استخدام المسيرات التي دمرت المطارات ومستودعات الوقود والميناء كما حدث في بورتسودان ونيالا وعطبرة وكوستي وبقية المناطق، مما زاد الناس رهقا على رهق، ويبقى الامل في قيام اوسع جبهة جماهيرية لوقف الحرب واستعادة مسار الثورة، باعتبار ذلك هو العامل الحاسم، أما العامل الخارجي فهو مساعد (فما حك ظهرك مثل ظفرك)، ولشعب السودان تجربة كبيرة في التوحد للتغيير، كما حدث في استقلال السودان عام ١٩٥٦، ثورة اكتوبر 1964م، انتفاضة مارس – أبريل 1985، وثورة ديسمبر 2018م، مع الاستفادة من دروس التجربة السابقة في ترسيخ الديمقراطية والحكم المدني الديمقراطي، والخروج من الحلقة الجهنمية للانقلابات العسكرية.

٢

كما أشرنا الي أن الحل الخارجي مساعد، وليس الحاسم، بالتالي لانعول كثيرا على زيارة ترامب الاثنين القادم، وهو الذي أعلن سياسات اقتصادية هزت مضاجع الدول الغربية، علما بأن الزيارة تأتي في ظل إحتدام التوتر في منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي  والشرق الأوسط، واسيا، كما هو جارى الان في حرب السودان وغزة والحرب الروسية الاوكرانية التي هدفها السباق علي نهب الموارد من المحاور الاقليمية والدولية. مع خطورة ان يكون السودان في مرمى الصراع الدولي علي الموارد، كما في المحاور التي تسلح طرفي الحرب. وخاصة ان حرب السودان بعد دخول المسيرات بورتسودان سوف تشعل الوضع في منطقة البحر الأحمر وتعيق الملاحة فيه. فضلا عن تأثيرها  على مستقبل استقرار الإقليم بأسره، خاصة البحر الأحمر والقرن الإفريقي ومنطقة الساحل والصحراء وحوض النيل. فحرب السودان باتت تهدد بتقسيمه، وتهدد أمن المنطقة باسرها، مما يتطلب وقف الحرب، وتوصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين وفتح المسارات الآمنة.

٣

لكن كما أشرنا لا نرمي كل البيض في سلة العامل الخارجي وزيارة ترامب، ويبقى تصعيد العمل الجماهيري باعتباره الحاسم في وقف الحرب واسترداد الثورة، وترسيخ الحكم المدني الديمقراطي، ووقف إطلاق النار، حتى قيام المؤتمر الدستوري في نهاية الفترة الانتقالية للتوافق على شكل الحكم ودستور ديمقراطي وقانون انتخابات يفضي لانتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية.

الوسومالثورة الحرب السودان المسيرات بورتسودان ثورة اكتوبر دونالد ترامب عطبرة

مقالات مشابهة

  • سلطنة عُمان تشيد بالدور الأمريكي في إنهاء الصراع باليمن وعودة الملاحة الآمنة في البحر الأحمر
  • صحيفة “ذا هيل” الأمريكية: لا حلّ لأزمة البحر الأحمر دون وقف العدوان على غزة
  • بعد 52 يوماً من العدوان على اليمن.. ترامب يعترف بشجاعة أنصار الله ويرفع الراية البيضاء
  • بالتنسيق مع واشنطن.. اليمن يوجه ضربة موجعة لشبكات تهريب السلاح للحوثيين
  • تقرير أمريكي: إغراق مدمرة وثلاث سفن إمداد في معركة البحر الأحمر مع اليمن
  • اليمن تُرعب واشنطن ..
  • زيارة ترامب وضرورة الحل الداخلي
  • الاحتلال يتحدث عن صاروخ من اليمن بعد غارات إسرائيلية على الحديدة
  • الاحتلال يقصف الحديدة الساحلية على البحر الأحمر غربي اليمن
  • الطيران الإسرائيلي يقصف محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر غربي اليمن