الأسبوع:
2025-12-13@09:22:24 GMT

العالم يحتفل وغزة تستغيث

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

العالم يحتفل وغزة تستغيث

احتفلت عواصم ومدن وشعوب العالم بالأعياد المسيحية، وقدوم العام الميلادي الجديد 2024، وقد احتفل كلٌّ على طريقته، ومع كل تلك الاحتفالات العالمية فهناك إحدى المدن الفلسطينية بأطفالها ونسائها وشيوخها وتاريخها العريق تستنجد وتستغيث بشعوب العالم الحر، وتقول لهم: كيف تحتفلون وتنعمون وغزة البطولة تعيش منذ ثلاثة أشهر قصفَ القنابل المحظورة والمدافع والطائرات بكل وحشية وبدون رحمة من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي؟!!.

. كيف تحتفلون ويحتفل بايدن وإدارته بتناول لحوم «الرومي» وغيرها من مظاهر البذخ والرفاهية بالبيت الأبيض، وهناك على الجانب الآخر من العالم مدينة باسلة لا ينقطع عنها حمام الدم، ويتعرض أهلها للإبادة الجماعية من جانب الطغاة؟!!.. كيف تحتفلون وقد حصدت مدافع الاحتلال الإسرائيلي أرواحَ أكثر من ٢٢ ألف إنسان غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى، وقد حُرم الباقون من أبناء غزة والناجون من القصف المدمر والتهجير من أبسط مقومات الحياة، ومن دخول المساعدات الإنسانية الدولية التي تقدَّم من جانب الشعوب الرحيمة، وبقرارات صادرة من الأمم المتحدة ومجلس الأمن؟!!.. كيف تحتفلون وينعم أطفالكم ونساؤكم بالأمن والسلام ويتناولون الحلوى والمأكولات خلال أيام الأعياد، وأهل غزة ينامون فوق جثث موتاهم في العراء، بلا دواء ولا ملبس ولا مأكل ولا مشرب، ولا مكان يحميهم من القصف الإسرائيلي الوحشي المتواصل الذي يدمر الحجر والشجر والكائنات؟!!.. كيف تطاوعون قادتكم وتسكتون على مَن يخدعونكم ويخدعون شعوب العالم عندما يجعلون أنفسهم أوصياء على العالم وعلى الديمقراطية وحقوق الإنسان؟!!.. ومن دلائل ذلك أنهم هم المتسببون في خلق ونشوب الأزمات والحروب الدولية، وتسليط الدول على بعضها البعض، بل وبإعطائهم الضوء الأخضر لقادة إسرائيل ومتطرفيها ومستوطنيها لإيقاع أكبر الأذى بالفلسطينيين، بل وبتقديمهم (ونقصد هنا أمريكا والغرب) المال والأسلحة المحظورة وإقامة القواعد، وإحضار الأساطيل الحربية للوقوف بجانب إسرائيل، وجعلهم لا يتوقفون عن قتل وتهجير الأبرياء من غزة والضفة الغربية، فغزة تلك المدينة الباسلة بأبنائها وشعبها وحضارتها عاشت منذ سنوات حصارًا وقمعًا وإرهابًا من جانب إسرائيل ومتطرفيها ومستوطنيها دون أن يحرك العالم ساكنًا!!

إن عالمنا الكبير أصبح مع التقدم التكنولوچي ووسائل الاتصال الحديثة كالجسد الصغير، إذا تألم منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمى، فأين أبناء الشعوب الحرة؟!!.. أين الضمير الجمعي الإنساني من مشاهدة تلك المجازر التي تتواصل حلقاتها تباعًا ودون توقف؟!!.. فكيف يستقبل العالم العام ٢٠٢٤ دون التصدي لتلك البربرية والوحشية وإجبارها على التوقف وإعطاء الحقوق المغتصبة لأهلها؟!!.. أين محكمة العدل الدولية وقضاتها من تلك الجرائم؟!!.. إننا نقول لكم «مالكم كيف تحكمون؟!!».. أفلا يكفي ما تستخدمه أمريكا وتطبِّقه من قوانين ظالمة ومزيفة تجاه تحقيق العدل وحقوق الإنسان، وما تقوم به أمريكا ودول الغرب من استخدام ازدواجية المعايير وتضليل الشعوب بالوقوف مع الظالم وعدم نصرة المظلوم؟!!.. فأين نحن من القوانين والتوصيات الدولية والأممية التي تظل حبرًا على ورق، بسبب الڤيتو الأمريكي الذي سقطت معه كل آمال الإنسانية، التي تحلم يومًا بإمكانية تحقيق العدل والحق والاحتكام للضمير، واحترام القوانين والأعراف الدولية؟!!.. وإلا فلتصبح القيم الإنسانية بلا قيمة ولا شرف مادامت أمريكا وحلفاؤها يتحكمون في أمن وسلامة العالم، بعد أن جعلونا نغضَّ الطرف عن كل الأحداث الظالمة، وبعدم تحقيق العدالة في فلسطين والكثير من بلدان العالم.

إن غزة وباقي المدن الفلسطينية -بما فيها بيت لحم وكنيسة المهد- عاشت في حزن وصمت وألم، وحُرمت من مظاهر الاحتفال ورأس السنة بعد أن سالتِ الدماء البريئة في غزة، واقتصرتِ الاحتفالات على الصلوات والدعاء بتحقيق السلام في العالم حدادًا على أبناء غزة، وذلك بعد أن عمَّت صور القتل والدمار والخراب والتهجير قطاع غزة، حتى شغلتِ العالم بمآسيها عن الاحتفال بالعام الجديد وبما فيه من أنوار وموسيقى وغيرها من مظاهر الاحتفال. ومع كل تلك التداعيات نقول لشعوب العالم الحر ومؤسساته الإنسانية: لا تنسوا غزة، لا تنسوا أبناءها المشرَّدين البائسين، ارفعوا أصواتكم واحتجاجاتكم في وجوه الظلمة والطغاة، واعملوا على تحقيق الأمن والسلام في غزة وبلدان العالم، ولا تنسوا أن تؤازروا الأبطال الذين يدافعون عن أرضهم وعِرضهم وكرامتهم، وفي النهاية نقول لكم وسط احتفالكم بالعام الجديد «لا تنسوا أن تقسموا رغيف الخبز إلى نصفين، نصف لكم ونصف لأبناء غزة».

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: لا تنسوا من جانب

إقرأ أيضاً:

أم أيتام تستغيث في طور سيناء: أزالوا كشك رزقي الوحيد.. وطفلي من ذوي الإعاقة

أطلقت صباح محمد عبد القادر، وهي أم لأطفال أيتام من بينهم طفلان من ذوي الإعاقة، نداءً مؤثرًا تستغيث فيه بعد إزالة مجلس مدينة طور سيناء للكشك الذي تعتمد عليه في إعالة أسرتها منذ خمسة عشر عامًا. 

وقالت، وقد غلبها الحزن، إنها حصلت على الكشك بقرار إنساني عقب وفاة زوجها ليكون مصدرًا للرزق يقي أطفالها قسوة الحاجة، قبل أن تُفاجأ بإزالته دون إخطار مسبق، في وقت كانت ترافق فيه ابنتها المريضة داخل المستشفى.

وأكدت صباح أن الكشك كان يمثل شريان الحياة الوحيد لها ولأبنائها، مشيرة إلى أنها لا تعمل وتعتمد على إعانة «تكافل وكرامة» التي لا تكفي لسد احتياجات أسرتها في ظل الظروف المعيشية الصعبة.

وأضافت قائلة: «أنا أم أيتام وغلبانة، وولادي محتاجين الرعاية، والاتنين المرضى حالتهم لا تسمح بأي تقصير. الكشك كان ستر وغطا لينا».

وطالبت بعودة الكشك أو السماح لها بتحديثه على نفقتها بنظام التقسيط، حتى تتمكن من مواصلة إعالة أسرتها، متسائلة عن سبب الإزالة رغم التزامها بسداد جميع الرسوم المقررة. وأوضحت أنها تقدمت بشكوى إلى النيابة الإدارية، التي أوصت — بحسب قولها — بإعادة الكشك، إلا أن التوصية لم تُنفذ حتى الآن.

وأشارت صباح إلى أن مجلس المدينة اقترح منحها محلًا داخل السوق الحضري، لكنها رفضت نظرًا لما يعانيه السوق من ركود وصعوبة تحمل تكاليف الإيجار، مؤكدة أن ظروفها لا تحتمل أي التزامات مالية إضافية.

وختمت مناشدتها بقول يحمل كثيرًا من الألم: «أنا مش طالبة غير لقمة العيش اللي أقدر أربي بيها ولادي.. رجّعولي مصدر رزقي الوحيد».

طباعة شارك جنوب سيناء شكوي ام أيتام طور سيناء إزالة كشك

مقالات مشابهة

  • الهجرة الدولية: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
  • قرية "شط جريبة" تستغيث.. والأهالي محاصرون بسبب المياه
  • كايسيد يحتفل بمرور 10 أعوام على برنامج الزمالة الدولية
  • U S A وإسبانيا تطلبان خوض وديتين أمام منتخب مصر استعدادا لـ مونديال أمريكا
  • بشرى لـ منتخب مصر .. الحرس الثوري يهدد مشاركة نجم إيران في مونديال أمريكا
  • أوضاع اقتصادية صعبة في الضفة الغربية وغزة.. وزير الحكم المحلي الفلسطيني يكشف المأساة
  • جمال عبد الجواد: إستراتيجية الأمن القومي تعلن أمريكا الباحثة عن مصالحها لا قيادة العالم
  • بيكيه يكشف خطط التوسع لدوري الملوك في أمريكا قبل كأس العالم 2026
  • أمريكا تحذر المحكمة الجنائية الدولية بفرض عقوبات إذا لم تعدل نظامها الأساسي
  • أم أيتام تستغيث في طور سيناء: أزالوا كشك رزقي الوحيد.. وطفلي من ذوي الإعاقة