احتفلت عواصم ومدن وشعوب العالم بالأعياد المسيحية، وقدوم العام الميلادي الجديد 2024، وقد احتفل كلٌّ على طريقته، ومع كل تلك الاحتفالات العالمية فهناك إحدى المدن الفلسطينية بأطفالها ونسائها وشيوخها وتاريخها العريق تستنجد وتستغيث بشعوب العالم الحر، وتقول لهم: كيف تحتفلون وتنعمون وغزة البطولة تعيش منذ ثلاثة أشهر قصفَ القنابل المحظورة والمدافع والطائرات بكل وحشية وبدون رحمة من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي؟!!.
إن عالمنا الكبير أصبح مع التقدم التكنولوچي ووسائل الاتصال الحديثة كالجسد الصغير، إذا تألم منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمى، فأين أبناء الشعوب الحرة؟!!.. أين الضمير الجمعي الإنساني من مشاهدة تلك المجازر التي تتواصل حلقاتها تباعًا ودون توقف؟!!.. فكيف يستقبل العالم العام ٢٠٢٤ دون التصدي لتلك البربرية والوحشية وإجبارها على التوقف وإعطاء الحقوق المغتصبة لأهلها؟!!.. أين محكمة العدل الدولية وقضاتها من تلك الجرائم؟!!.. إننا نقول لكم «مالكم كيف تحكمون؟!!».. أفلا يكفي ما تستخدمه أمريكا وتطبِّقه من قوانين ظالمة ومزيفة تجاه تحقيق العدل وحقوق الإنسان، وما تقوم به أمريكا ودول الغرب من استخدام ازدواجية المعايير وتضليل الشعوب بالوقوف مع الظالم وعدم نصرة المظلوم؟!!.. فأين نحن من القوانين والتوصيات الدولية والأممية التي تظل حبرًا على ورق، بسبب الڤيتو الأمريكي الذي سقطت معه كل آمال الإنسانية، التي تحلم يومًا بإمكانية تحقيق العدل والحق والاحتكام للضمير، واحترام القوانين والأعراف الدولية؟!!.. وإلا فلتصبح القيم الإنسانية بلا قيمة ولا شرف مادامت أمريكا وحلفاؤها يتحكمون في أمن وسلامة العالم، بعد أن جعلونا نغضَّ الطرف عن كل الأحداث الظالمة، وبعدم تحقيق العدالة في فلسطين والكثير من بلدان العالم.
إن غزة وباقي المدن الفلسطينية -بما فيها بيت لحم وكنيسة المهد- عاشت في حزن وصمت وألم، وحُرمت من مظاهر الاحتفال ورأس السنة بعد أن سالتِ الدماء البريئة في غزة، واقتصرتِ الاحتفالات على الصلوات والدعاء بتحقيق السلام في العالم حدادًا على أبناء غزة، وذلك بعد أن عمَّت صور القتل والدمار والخراب والتهجير قطاع غزة، حتى شغلتِ العالم بمآسيها عن الاحتفال بالعام الجديد وبما فيه من أنوار وموسيقى وغيرها من مظاهر الاحتفال. ومع كل تلك التداعيات نقول لشعوب العالم الحر ومؤسساته الإنسانية: لا تنسوا غزة، لا تنسوا أبناءها المشرَّدين البائسين، ارفعوا أصواتكم واحتجاجاتكم في وجوه الظلمة والطغاة، واعملوا على تحقيق الأمن والسلام في غزة وبلدان العالم، ولا تنسوا أن تؤازروا الأبطال الذين يدافعون عن أرضهم وعِرضهم وكرامتهم، وفي النهاية نقول لكم وسط احتفالكم بالعام الجديد «لا تنسوا أن تقسموا رغيف الخبز إلى نصفين، نصف لكم ونصف لأبناء غزة».
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: لا تنسوا من جانب
إقرأ أيضاً:
أم أيتام تستغيث في طور سيناء: أزالوا كشك رزقي الوحيد.. وطفلي من ذوي الإعاقة
أطلقت صباح محمد عبد القادر، وهي أم لأطفال أيتام من بينهم طفلان من ذوي الإعاقة، نداءً مؤثرًا تستغيث فيه بعد إزالة مجلس مدينة طور سيناء للكشك الذي تعتمد عليه في إعالة أسرتها منذ خمسة عشر عامًا.
وقالت، وقد غلبها الحزن، إنها حصلت على الكشك بقرار إنساني عقب وفاة زوجها ليكون مصدرًا للرزق يقي أطفالها قسوة الحاجة، قبل أن تُفاجأ بإزالته دون إخطار مسبق، في وقت كانت ترافق فيه ابنتها المريضة داخل المستشفى.
وأكدت صباح أن الكشك كان يمثل شريان الحياة الوحيد لها ولأبنائها، مشيرة إلى أنها لا تعمل وتعتمد على إعانة «تكافل وكرامة» التي لا تكفي لسد احتياجات أسرتها في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
وأضافت قائلة: «أنا أم أيتام وغلبانة، وولادي محتاجين الرعاية، والاتنين المرضى حالتهم لا تسمح بأي تقصير. الكشك كان ستر وغطا لينا».
وطالبت بعودة الكشك أو السماح لها بتحديثه على نفقتها بنظام التقسيط، حتى تتمكن من مواصلة إعالة أسرتها، متسائلة عن سبب الإزالة رغم التزامها بسداد جميع الرسوم المقررة. وأوضحت أنها تقدمت بشكوى إلى النيابة الإدارية، التي أوصت — بحسب قولها — بإعادة الكشك، إلا أن التوصية لم تُنفذ حتى الآن.
وأشارت صباح إلى أن مجلس المدينة اقترح منحها محلًا داخل السوق الحضري، لكنها رفضت نظرًا لما يعانيه السوق من ركود وصعوبة تحمل تكاليف الإيجار، مؤكدة أن ظروفها لا تحتمل أي التزامات مالية إضافية.
وختمت مناشدتها بقول يحمل كثيرًا من الألم: «أنا مش طالبة غير لقمة العيش اللي أقدر أربي بيها ولادي.. رجّعولي مصدر رزقي الوحيد».