«النكت».. سلاح نفسي استخدمه العرب ضد الصهاينة
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
تستخدم الشعوب النكتة كسلاح نفسى مهم للتقليل من شأن العدو والنيل من معنوياته، توجز خلالها الأحداث الكبرى بكلمات وجمل صغيرة لتستفز الطرف المعتدى، وعلى مدار الحروب التى خاضتها الأمة العربية ضد إسرائيل كان للنكتة حضور خاص.
لنبدأ بنكات حرب 6 أكتوبر 1973 التى يرددها المصريون فى ذكرى انتصار أكتوبر سنوياً، إذ يترصد الكثيرون المنشور السنوى للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلى، أفيخاى أدرعى، عبر صفحته على «فيس بوك»، حيث يدعى دائماً بأن إسرائيل انتصرت فى هذه الحرب، ليردوا عليه بعدد من النكات التى تأخذ قالب الصور الساخرة (كوميكس)، ومنها: «قال انتصروا فى حرب أكتوبر؟! فاضل يقول إن هما اللى طردوا الهكسوس»، و«أجبلكم أفلام محمود ياسين ونادية الجندى».
أما الفلسطينيون فدائماً ما ينشرون رسوماً مدبلجة للسخرية من قادة ورموز الاحتلال الإسرائيلى، فيما يسخر الإسرائيليون أنفسهم من كيانهم الغاصب، يقول المفكر الراحل الدكتور عبدالوهاب المسيرى، فى موسوعته التاريخية «اليهود واليهودية والصهيونية»، إن «النكتة ليست جملة أو قصة قصيرة تقال من أجل الضحك أو التندر، إنها تحمل أفكاراً معينة، النكتة تعبر عن حقيقة رؤية الإسرائيليين للواقع واستجابتهم له، وهى رؤية مختلفة عن التصريحات الصهيونية»، وارتكزت الحر كة الصهيونية فى إنشاء دولة الاحتلال على أرض فلسطين إلى فكرة «أرض الميعاد» المنشودة والمنتظرة، لكن فكرة الانتماء إلى دولة إسرائيل من قبَل أبنائها لم تكن مستقرة، حيث ظهرت نكتة مكتوبة على جدار جامعة عبرية تقول: «ليذهب السفارديم (اليهود الشرقيون) إلى إسبانيا، والإشكناز (اليهود الغربيون) إلى أوروبا، والعرب إلى الصحراء، ولنعد هذه الأرض إلى الخالق».
وقال الدكتور حسام الدين محمود، الباحث فى العلاقات الدولية، رئيس مركز أفريقيا للتخطيط الاستراتيجى، إن الاستخفاف من الأشياء يضعف قيمتها، والمحتوى الساخر يحظى بإقبال كبير، موضحاً: «النكتة تقلل من حدة أى قوة، كما أن مادة السخرية المقدمة على السوشيال ميديا مؤثرة وتحظى برواج كبير، حتى الذكاء الاصطناعى على شبكات التواصل الاجتماعى لا يقوى على ملاحقة هذه النكات الساخرة»، مبيناً أن التندر أحد أساليب الحرب غير التقليدية والنفسية ويعد تطوراً لنظام الحروب.
وأشار أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إلى أن الحروب النفسية تستخدمها الشعوب من أجل إلحاق الأذى النفسى بالشعب الآخر، خاصة أن نظام السخرية لا تستطيع خوارزميات المواقع الإلكترونية التحكم فيه، وهذا ما ظهر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى الإسرائيلى التى تستهزئ من كل شىء، وأضاف «الرقب»، لـ«الوطن»، أن جنود جيش الاحتلال لا يرون هذه النكات، لكنها تصل لأقاربهم الذين ينقلون لهم باستمرار هذه الكنات، وهذا ما يؤثر على الحالة المعنوية للجيش، لافتاً إلى أن هناك معدلات سخرية واسعة انتشرت بعد عملية طوفان الأقصى، حيث جرى الاستهزاء بقدرات جيش الاحتلال، ونشر البعض صوراً تقارن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين أثناء حرب 1973 بـ«البيجامات الكستور» المصنوعة فى مصر، والإفراج عن السيدات الإسرائيليات بالعباءة الفلسطينية.
وطالت السخرية أيضاً ادعاءات الاحتلال وأبواقه الإعلامية التى تكيل الاتهامات زوراً إلى الشعب الفلسطينى وتختلق حججاً واهية لتبرر قصف المدنيين، مدعية أنها أهداف تختبئ بها عناصر فصائل المقاومة الفلسطينية، فتارة تستهدف مسجداً وتارة أخرى منزلاً، وفى كل مرة يثبت كذب وزيف الدعاية الإسرائيلية باعتراف وسائل الإعلام الدولية ومنظمات المجتمع المدنى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: صناع السعادة
إقرأ أيضاً:
تحريض إسرائيلي على المقدسيين: وجودهم يقلص عدد اليهود في القدس
في الوقت الذي تتواصل فيه الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وتستمر فيه الاجتياحات المستمرة في الضفة الغربية، فإن الاحتلال لا يغفل الانظار عن القدس المحتلة، بزعم أن أغلبيتها اليهودية تتآكل، وسياسات الحكومة تعمل على إفقارها، رغم مزاعمها المتواصلة بشأن تهويدها.
يهودا ناعوم منسق حركة "ريغافيم" الاستيطانية، زعم أن القدس المحتلة تختنق، و"تحيط بها ناطحات السحاب غير القانونية من كل جانب، وتتآكل أغلبيتها اليهودية، والسلطات التي تضمن السيادة تعمل على إخلائها من سكانها، مما يستدعي الحفاظ على أغلبية يهودية قوية في المدينة، لأن القدس، في ظل الظروف الديموغرافية الحالية، خاصة بسبب ارتفاع تكلفة السكن التي لا تسمح للشباب بتأسيس منازلهم فيها، تواجه تحديًا ديموغرافيًا حرجًا، وإذا لم تتخذ الحكومة إجراءً فورياً، فإن الأغلبية اليهودية ستختفي".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21" أن "وضع الإقامة للفلسطينيين المقدسيين عرب في الجزء الشرقي من المدينة يمنحهم حرية الحركة والتأمين الوطني، ويُمنح لهم فقط بقدر إقامتهم في إسرائيل، وليس في الضفة الغربية، وفي الواقع، فإن هذا القرار يفرض عليهم البقاء في المدينة، ويؤدي لفقدان الأغلبية اليهودية".
وزعم أن "هناك ظاهرة متزايدة من حالة البناء غير القانوني للفلسطينيين، حيث يوجد في المدينة أكثر من 25 ألف مبنى غير قانوني، أكثر من 95 بالمئة منها في جزئها الشرقي، ورؤية القدس الكبرى التي بدأت في أيام الراحل إسحاق رابين ستفلت من بين أيدينا إذا لم ننظر إليها كمدينة كبرى، وإذا لم ننجح بتطبيق القانون على البناء الفلسطيني حولها، لأنه ينمو بنفس وتيرة ناطحات السحاب حولها، بما يقرب من 360 درجة".
وذكر أن "النظرة الجوية للمدينة تُظهِر أنها مختنقة بالمباني التي من شأنها أن تمنع نموها المستقبلي بسبب كتلة رام الله في الشمال، والعيزرية وأبو ديس إلى الشرق، وكتلة بيت لحم إلى الجنوب"، مُطالِباً حكومة اليمين بالكامل "بأن تفهم حجم الوقت، وأن تُحصّن المدينة، وتُوسّعها من خلال بناء أحياء ميفاسيريت أدوميم وعطروت، وتعزيز المدينة نفسها ومحيطها، وإبعاد العناصر المعادية التي تعمل فيها، وعلى رأسها الأونروا والسلطة الفلسطينية".