غادرت تركيا عاما (2023) مليئا بالرياح المعاكسة والتحديات المتعددة، وعلى رأسها كارثة الزلزال المدمر التي وقعت في أوائل فبراير/شباط الماضي وارتفاع معدلات التضخم، بحسب صحيفة "ديلي صباح" التركية (Daily Sabah).

وزاد من التحديات أمام الاقتصاد التركي في 2023 وقوع زلزالين مزدوجين بقوة 7.7 و7.6 درجة جنوب شرق تركيا وشمال سوريا في 6 فبراير/شباط الماضي؛ مما أدى إلى تسوية آلاف المباني بالأرض في منطقة يسكنها حوالي 14 مليون شخص.

كما أودت الكارثة بحياة أكثر من 50 ألف شخص، وألحقت أضرارا جسيمة بالبنية التحتية؛ وقُدرت التكلفة الإجمالية بنحو 104 مليارات دولار، وفقا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وللمساعدة في تغطية هذه الفاتورة، تلقت تركيا تمويلا بقيمة 7.5 مليار دولار من مؤسسات مالية لاستخدامها في جهود إعادة الإعمار.

وقالت الصحيفة، في تقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن "التغيير الذي طرأ على الإدارة الاقتصادية في النصف الثاني من عام 2023 أدى إلى إعادة إشعال الثقة مع اتخاذ خطوات لتصحيح السياسة النقدية".

وأضافت أنه "في 2024، تأمل البلاد في جني فوائد النهج الاقتصادي الجديد، الذي تم الكشف عنه في أوائل سبتمبر (أيلول الماضي)، ويهدف إلى وقف التضخم، وخفض العجز المزمن في الحساب الجاري، ومواصلة إعادة بناء احتياطيات النقد الأجنبي، وتحقيق استقرار الليرة التركية".

اقرأ أيضاً

تركيا.. رقم جديد يشير إلى بداية نجاح التحول الاقتصادي لأردوغان بعد الانتخابات

نظرة إيجابية

وبعد فوزه في انتخابات مايو/ أيار الماضي، جدد أردوغان إدارته الاقتصادية، وضم شخصيات بارزة بينها محمد شيمشك وزير الخزانة والمالية، وحفيظة غاية أركان، أول امرأة تتولى قيادة البنك المركزي في البلاد.

و"قام الفريق الجديد بتشديد السياسة النقدية بقوة، وتعهد بالتركيز على الانضباط المالي والإصلاحات الهيكلية، التي رحب بها المستثمرون الأجانب والمحليون على حد سواء"، وفقا للصحيفة.

وفي سبتمبر الماضي، عدلت وكالة "فيتش" للتصنيفات الائتمانية نظرتها المستقبلية لتركيا من "سلبية" إلى "مستقرة" عند التصنيف "بي" (B).

وقال محللو "فيتش" في مذكرة إن "مراجعة النظرة المستقبلية إلى مستقرة يعكس العودة إلى مزيج سياسات أكثر تقليدية واتساقا يقلل من مخاطر الاستقرار المالي الكلي على المدى القريب ويخفف ضغوط ميزان المدفوعات".

فيما غيرت وكالة "ستاندرد آند بورز جلوبال"، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، نظرتها المستقبلية لتركيا من مستقرة إلى إيجابية عند "بي" (B) ؛ بفضل التقدم الذي أحرزه صناع السياسة الأتراك في إصلاح الاقتصاد وإعادة بناء مخزون البنك المركزي من صافي النقد الأجنبي.

وأمس الأحد، قال شيمشك في تغريدة إن "2024 سيكون هو العام الذي يبدأ فيه التضخم السنوي في الانخفاض، وتزداد فيه كفاية الاحتياطيات (النقدية)، وينتهي نظام حماية النقد الأجنبي، ويبدأ التحسن الدائم في عجز الحساب الجاري، ويتم إرساء انضباط الميزانية وأسس الاقتصاد المستدام".

اقرأ أيضاً

ف.تايمز: الإصلاح الاقتصادي يجذب المستثمرين الأجانب لأسواق تركيا

صادرات قياسية

و"على الرغم من الانخفاض الناجم عن كارثة الزلزال، حطمت صادرات تركيا عدة قمم على مدار 2023، لا سيما في النصف الثاني من العام"، كما أضافت الصحيفة.

وبلغت قيمة الشحنات الخارجية نحو 233 مليار دولار بين يناير/ كانون الثاني ونوفمبر/ تشرين الثاني الماضيين، بزيادة 0.7% عن عام 2022. وارتفعت الواردات 0.5% إلى 332.8 مليار دولار.

فيما بلغت الصادرات المتداولة لمدة 12 شهرا 255.8 مليار دولار، مسجلة زيادة بنسبة 0.9٪، بحسب بيانات رسمية.

ووفقا للبرنامج الاقتصادي متوسط المدى للحكومة، تهدف تركيا إلى تحقيق معدل نمو للناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.5% في المتوسط خلال السنوات الثلاث حتى عام 2026.

ومن المتوقع أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4% في عام 2024، و4.5% في 2025، و5% في عام 2026.

بينما قدر البرنامج أن يصل معدل التضخم في نهاية 2023 إلى 65%، وينخفض إلى 33% في 2024، ثم 15.2% في 2025، و8.5% في 2026، بحسب الصحيفة.

اقرأ أيضاً

موديز ترفع توقعاتها لنمو الاقتصاد التركي

المصدر | ديلي صباح- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

الأفارقة يخسرون نحو 70 مليون دولار بسبب رفض طلبات تأشيرات شنغن في عام 2024

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رُفض 50,376 طلب تأشيرة "شنغن" للإقامة القصيرة في نيجيريا العام الماضي، وهو ما يمثل نحو نصف جميع الطلبات المقدمة، وذلك وفقًا لبيانات جديدة صادرة عن المفوضية الأوروبية.

يدفع المتقدمون حول العالم رسوم تأشيرة غير قابلة للاسترداد تبلغ 90 يورو (حوالي 100 دولار)، ما يعني أن النيجيريين وحدهم خسروا أكثر من 4.5 مليون يورو (نحو 5 ملايين دولار) في محاولاتهم للحصول على إذن بالسفر إلى الدول الـ29 التي تشكل منطقة شنغن.

بشكل إجمالي، خسرت الدول الإفريقية 60 مليون يورو (67.5 مليون دولار) في رسوم تأشيرات شنغن المرفوضة في عام 2024، بحسب تحليل أجرته مجموعة LAGO Collective، وهي منظمة بحثية وفنية مقرها لندن تراقب بيانات تأشيرات السفر الأوروبية قصيرة الأجل منذ عام 2022، وتقول إن إفريقيا هي القارة الأكثر تضررًا من تكلفة رفض التأشيرات.

صرحت مؤسِسة المنظمة، مارتا فورستي، لـ CNN بأن "أفقر دول العالم تدفع أموالاً لأغنى دول العالم في مقابل عدم حصولها على تأشيرات". 

وأضافت: "كما حدث في عام 2023، كلما زادت فقر الدولة المتقدمة بالطلب، زادت نسبة الرفض. الدول الإفريقية تتأثر بشكل غير متناسب، مع نسب رفض تصل إلى ما يتراوح بين 40و50% في دول مثل غانا، والسنغال، ونيجيريا".

من جهته، قال متحدث باسم المفوضية الأوروبية لـ CNN إن الدول الأعضاء تنظر في طلبات التأشيرات كل على حدة، مضيفًا: "يتم تقييم كل ملف من قبل موظفين ذوي خبرة بناءً على مميزاته الخاصة، خصوصًا فيما يتعلق بهدف الزيارة، والوسائل المالية الكافية، ورغبة المتقدم في العودة إلى بلد إقامته بعد زيارته للاتحاد الأوروبي".

"مبررات غير كافية" أفاد الاتحاد الأوروبي أن الدول الأعضاء تدرس طلبات التأشيرة كل حالة على حدة.Credit: Nicolas Tucat/AFP/Getty Images

لطالما اشتكى الأفارقة من القرارات المتناقضة، وأحيانًا المحيرة، بشأن من يُمنح التأشيرة الأوروبية ومن يُرفض.

مقالات مشابهة

  • تركيا تفاجئ العالم بقفزتها في السياحة.. تعرف على ترتيبها الجديد عالميًا!
  • في ظل حكومة الزراعي السوداني..العراق يستورد خضروات من تركيا بأكثر من (71) مليون دولار خلال الشهر الماضي
  • الشركات الناشئة في مصر تحصل على تمويلات بـ125 مليون دولار في مايو الماضي
  • العراق يستورد خضروات من تركيا بـ71.7 مليون دولار خلال شهر
  • الأفارقة يخسرون نحو 70 مليون دولار بسبب رفض طلبات تأشيرات شنغن في عام 2024
  • تركيا تحقق عائدات بقيمة 2.65 مليون دولار من تصدير الضفادع الطازجة والمُبرّدة
  • اشترى ليرات ذهبيّة بقيمة 100 ألف دولار... وهذا ما اكتشفه لاحقاً
  • مارادونا والهدف الذي لا يُنسى.. 9.3 مليون دولار لقطعة من المجد
  • سكاي رايدر X6.. أول توك توك طائر في الصين وهذا سعره
  • بهاء سلطان يطوي صفحة "روتانا" بعد خلاف مالي.. وهذا مصير عقده الجديد