يحتفي المثقفون المصريون والعرب مطلع كل عام بذكرى ميلاد الروائي والكاتب المصري الراحل إحسان عبدالقدوس، تلك الشخصية المصرية التي تركت بصمة واضحة في مسيرة الأدب العربي، ومن أبرز كتاب الرواية العرب، الذين سطع نجمهم على شاشة السينما والتلفزيون عبر أفلام ومسلسلات عديدة.

ويعد إحسان عبد القدوس من أكثر الروائيين العرب إنتاجاً، حيث ألّف أكثر من 600 رواية وقصة، ووصلت عدد رواياته التي تحولت إلى أفلام ومسلسلات قرابة الـ70 فيلماً ومسلسلاً سينمائياً وتلفزيونياً، حيث شارك في كتابة السيناريو والحوار للكثير منها، بالإضافة إلى 5 روايات تحوّلت إلى نصوص مسرحية، و9 روايات أصبحت مسلسلات إذاعية، وترجمت الكثير من رواياته إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والصينية.

واشتهر  إحسان عبدالقدوس بأسلوبه الرشيق وتناوله الجريء، في نقل قيم الحب والإنسانية، ويمثل أدبه نقلة نوعية متميزة، في الرواية العربية، واستطاع بجدارة الخروج من عباءة الرواية المحلية إلى حيز العالمية، وترجمت معظم رواياته إلى لغات أجنبية.
ومن أبرز أعماله الأدبية التي تحولت إلى أعمال فنية، "أبي فوق الشجرة"، المأخوذ من قصة "دمي ودموعي وابتسامتي"، والتي حاز بفضلها على أول جائزة عام 1973، و"الوسادة الخالية"، و"إمبراطورية ميم"، والتي يعيدها خالد النبوي في مسلسل في رمضان المقبل، بعد تقديمها سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة في فيلم صدر 1972، و"في بيتنا رجل"، و"النظارة السوداء"، و"الرصاصة لا تزال في جيبي"، و"النظارة السوداء"، و"حتى لا يطير الدخان"، و"أنا حرة"، و"لن أعيش في جلباب أبي"، و"أنف وثلاث عيون".
وحصل عبد القدوس على العديد من الجوائز، أبرزها جائزة أفضل قصة فيلم عن روايته الشهيرة التي تحولت إلى فيلم ناجح "الرصاصة لا تزال في جيبي"، كما حصد جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1989، ومنحه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، كما منحه الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك وسام الجمهورية.

واشتهر إحسان عبدالقدوس بمقالاته الجريئة وقلمه المشاكس، الذي ظل ينقد الأوضاع القائمة في المجتمع ويسلط الضوء على أخطائه وفساده، كما كان يتناول الصراع بين المجتمع الرأسمالي والمجتمع الشعبي وكذلك المعركة الدائرة بين الجشع الفردي والإحساس بالمجتمع ككل، الأمر الذي عرضه للعديد من التهديدات ومحاولات الاغتيال والتعرض للاعتقال والسجن، خلال مسيرته الفنية. وكانت مقالة "الأسلحة الفاسدة" الأشهر في تاريخه، وفيها تناول فضيحة "الأسلحة الفاسدة" عبر مجلة "روز اليوسف" في يوليو (تموز) عام 1950.

إحسان عبدالقدوس.. في سطور

ولد إحسان عبد القدوس 1 يناير (كانون الثاني) عام 1919، وتوفي في 12 يناير (كانون الثاني) 1990، وينحدر من عائلة شهيرة، فهو ابن الممثل محمد عبدالقدوس، والممثلة والصحافية فاطمة اليوسف، التي اشتهرت باسم روز اليوسف.
تخرج عبد القدوس في جامعة القاهرة عام 1942، وعمل عقب تخرجه بمجال المحاماة، لكنه لم يستمر طويلًا بسبب عدم نجاحه بتلك المهنة، ثم انضم إلى مجلة "روز اليوسف" الأسبوعية، وبدأ بالعمل مع أسرتها التحريرية، التي كانت ترأسها والدته "فاطمة اليوسف".

وتولى رئاسة تحرير المجلة، وكان عمره وقتها 26 عاماً، كما تولى رئاسة مجلس إدارة المؤسسة بعد وفاة والدته عام 1958، لكنه لم يمكث طويلاً فقدم استقالته بعد ذلك، وترك رئاسة المجلة لأحمد بهاء الدين، وتولى بعدها منصب رئيس تحرير جريدة "أخبار اليوم" مرتين، الأولى من عام 1966 إلى عام 1968، والثانية من عام من 1969 حتى 1974.

بعدها عين في منصب رئيس مجلس الإدارة إلى جانب رئيس التحرير في الفترة بين 1971 إلى 1974، ثم انتقل بعدها للعمل كاتباً بصحيفة "الأهرام"، وفي عام 1975 عُيِن رئيساً لمجلس إدارة مؤسسة "الأهرام" واستمر يشغل هذا المنصب حتى عام 1976، ومن بعد هذا المنصب عمل كاتباً متفرغاً ومستشاراً بصحيفة "الأهرام".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة ثقافة إحسان عبدالقدوس إحسان عبدالقدوس عبد القدوس إحسان عبد

إقرأ أيضاً:

لقاءات النخب بين الزعل والعتب !؟

بقلم : عمر الناصر ..

عند تلبيتي لاي دعوة توجه من قبل الرموز والشخصيات السياسية والاجتماعية لاجل المشاركة في الندوات والمهرجانات التي تقام لديهم ، ولا اكترث او اتزاحم على موقع المكان الذي اجلس فيه بقدر اهتمامي بفحوى المحاور التي تطرح خلال اللقاء ، وثقل و جودة ونوع الحضور واهمية الافكار والمتبنيات والمخرجات التي تنتج وتتمخض عن تلك الاجتماعات ، اذا ما كانت قد جاءت بشي جديد ومتميز ومختلف عن سابقاتها ، لم اتعود على رؤيته بالعادة في الكثير من اللقاءات والمحافل الكلاسيكية التي لم تعد تستهوي غالبية النخب والمفكرين “الثگال” وصناع الرأي اصحاب الخزين الاستراتيجي الفكري والعمق المعرفي ، بل احياناً اصاب بالدهشة وتنتابني نوبة من الضحك حد الثمالة قد اصفها ” بالمضحك المبكي ” التي توصلني لحالة من الذهول والاشمئزاز والغثيان والرغبة بعدم البقاء والمغادرة عند رؤية بعض من يستميت من اجل الوقوف او المسير او الاستبسال للجلوس في المقاعد الامامية ، وسط احراج يقع به منظمي الجلسة لاجل مراعاة ومداراة لمشاعر” ابو عيون گريئة ” تجنباً لعدم اصابته “بالطنگورة” والزعل ورفع الصوت عندما لا يجد مقعد مخصص له في الصف الاول بجانب الزعيم السياسي او رئيس الحزب او صاحب الدعوة ، نتيجة حدوث خطأ لوجستي غير متعمد ومغادرته المكان اثر ذلك يعد بمثابة اهانة للكريم صاحب الارض .

في وقت يفترض ان تكون اهمية وهدف التواجد بمثل هكذا فعاليات هو لاجل احداث عصف ذهني مثمر والعمل على تكثيف الحلول والتقليل من منسوب الاحباط لغرض للاسهام والمشاركة بدعم صوت الدولة، كما تقول الحكمة “من شاور الرجال شاركهم في عقولهم”، مما يجعل هنالك عملية لرفد صانع القرار بخلاصة ناضجة من الافكار النوعية والذكية ، بعد ان تسبب عدم الاكتراث بواقعنا المجتمعي واللامبالاة من قبل بعض المسؤولين باهمية الاستماع والانصات لنبض الشارع من خلال النخبة التي تعد بمثابة مجسات وقرون استشعار وجذور تروي وتغذي الثقافة العامة ومنظومة الاخلاق السياسية والاجتماعية بافكار تنموية غير مطروقة تحفز الخلايا الجذعية لجسد المؤسسات على اعادة ترميم نفسها ، كونها النيوترونات المعرفية الكافية والة القشط الفكرية التي تساهم بازالة ما تكدس من شوائب وترسبات نتيجة تراكم الدهون السياسية العنيدة و المهدرجة ، المؤمنة بمقولة ” انا وليكن من بعدي الطوفان”.

انتهى ..

خارج النص / اللقاءات الفكرية لا تحتاج للتعبئة والتحشيد الجماهيري بل بل لانتقاء النوع والجودة.

عمر الناصر

مقالات مشابهة

  • خريطة فلسطين لفحص العيون في مخيم الوحدات بالأردن
  • صريح جدا / هذه هي الرياضة التي يفضلها الأولياء الجزائريون لأبنائهم
  • هبة اليوسف تهدي طفلتها طقم كرسي جابر.. فيديو
  • الإمارات.. 9 حالات لانتهاء عقد العمل
  • سمو الأمير يعزي خادم الحرمين الشريفين
  • لقاءات النخب بين الزعل والعتب !؟
  • تعليق طريف من العقيل على تأخر البت في قرار نقاط مواجهة ⁧‫الوحدة‬⁩ و ⁧‫النصر.. فيديو
  • قلم من ذهب... كم تبلغ قيمة هدية تميم لترامب التي خطفت الأضواء؟
  • أمير قطر يغادر الرياض
  • فتحي عبد الوهاب يكشف عن كواليس "قلم" حمادة كشري لهند في "ظلم المصطبة"