تكتظ القاهرة بالأحياء القديمة –وهى ليست أحياء العشوائيات المكتظة بالسكان –وبالفقر وبالمرض والجهل –والجريمة –ولكن الأحياء القديمة مثل السيدة زينب وسيدنا الحسين –والغورية –والمغربلين –ومنطقة الدرب الأحمر –والعباسية –وباب الشعرية وغيرها من مناطق القاهرة –التى تعيش فيها الحياة للصباح –حيث الليل فيها –حياة –والنهار فيها عمل وحركة –تلك الأحياء القديمة حيث يسكنها أهالينا من المصريين الطيبين –هذه الأحياء تحتاج من الإدارة المصرية إهتمام أكثر لكى تعود لها نضارتها –وتعود لها حيوية الماضى الجميل وهذه المناطق ما زالت تحتل لدى عشاق مصر وعشاق أحياء القاهرة القديمة من العرب والمصريين –جانب كبير من الإعجاب ومن الشوق لزيارتها وممارسة الحياة فيها ولو لبعض الوقت ولعلنا نجد عند (الرفاعى) وهو أشهر مطعم للحوم والكباب والريش الضانى "والطرب" –"والكفتة" والسجق البلدى –كل هذه الأصناف تقدم فى حارة ضيقة جدًا فى ميدان السيدة زينب –خلف (سبيل) وهو (مسقى) قديم أنشيىء فى العصر المملوكى –يقف رواد هذا المطعم المفتوح بالساعات لإنتظار (طاولة) لكى يتناولوا الطعام المميز عند (الرفاعى المصرى) وهناك "أبو رامى" "وأبو أشرف" بمنطقة (المذبح) سابقًاَ –وهى المواجهة لمستشفى الأورام –التى أنشئت على أرض "السلخانة" القديمة فى منطقة (زينهم) ومنطقة "المدابغ" –ولا يمكن أن نرى صورة مثل صورة التكدس على عربة (فول وطعمية) والشهير (بالجحش) فى شارع ( ماراسينا ) بجوار قسم السيدة زينب – حيث يقف على مصطبه عليا – ( عم الجحش ) لكي يرتب طبق الفول بكل أنواع الزيوت "الحار والحلو والذرة والزيتون –وكل أنواع الدهون (السمن البلدى ) والزبدة والقشطة والسمن الهولندي وكذلك الطعمية وفيها أصناف وأنواع – إشي بالبيض وأخرى بالسمسم وأخرى بالبصل وأخرى بالطماطم – ولم ينسي أبدًا أنواع ( الدقة ) وهى المسماة 
( بويسكي ) الفول والطعمية – وهى عصير الطرشي البلدى – وكل هذه الأصناف تجد رواجًا شعبيًا وسياحيًا – لا يحدث إلا فى أحياء المحروسة القديمة – وكل حى – يشتهر بمقدم خدمة غذائية مصرية شهيرة مثل  الفول أو الكباب أو الطرب أو الريش الضاني – يلتف الناس من علية القوم مع سكان المنطقة فى شكل يدعو لتسجيله وتصويره – والحفاظ عليه – وهنا سؤال – لماذا لم تهتم الإدارة فى هذه الاحياء على شكل المحليات أو إدارة الاقتصاد الوطني والمسماة بوزارة التنمية الاقتصادية أو التنمية المحلية – بمثل هذه الظواهر الإقتصادية الصغيرة التى تجلب لمصر – شهرة ومال – وعمل – لا يضاهيها فيه أحد أو أحياء أخرى– وإذا انتقلنا إلى ما هو غير الطعام – فنجد الخيامية ( تحت الربع ) وما نقدمه من حرف جميلة – عبارة عن قطع من القماش الملون المتراص بالخياطة ليعطى أشكالًا هندسية وزخرفية لا مثيل لها – وكذلك منطقة "الغورية" وخان الخليلى – معقل صناعة الفضة والذهب والزجاج والنحاس وكل الإكسسوارات – والعطور والبخور 
و الخشب والأرابيسك – أين الدولة من كل هذا التراث الحي – النافع فى أحياء مصر القديمة –هذه الأحياء تحتاج إلى نظافة الطرق -وإلى رصف تلك الحوارى بنوع أخر غير الاسفلت ( بالبازلت ) مثل حواري روما – وباريس وأثينا – كل العواصم القديمة التى استطاعت الادارة فيها أن تقدمها بشكل حضاري لروادها – أين الادارة فى مصر يا عالم – حسبى الله ونعم الوكيل !!    
  أ.

د/حمــاد عبد الله حمـــاد

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

لقاء يجمع شرطتي أبوظبي ودبي لتبادل الخبرات

زار العقيد ركن طيار الشيخ زايد بن حمد بن حمدان آل نهيان، مدير إدارة الدوريات الخاصة ورئيس لجنة تطوير الدوريات الأمنية في شرطة أبوظبي، القيادة العامة لشرطة دبي، وكان في استقباله اللواء عبدالله علي الغيثي، مساعد القائد العام لشؤون العمليات، والعميد مصبح الغفلي مدير الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ، وعدد من مديري الإدارات الفرعية والضباط في نادي ضباط شرطة دبي بالجداف.
تم خلال اللقاء، بحث سبل التنسيق والتعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب عدد من الموضوعات ذات الصلة بتطوير الكوادر والمهارات وتبادل الخبرات والمعرفة.
واطّلع العقيد ركن طيار الشيخ زايد بن حمد، على الهيكل التنظيمي للإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ، وما تضمه من إدارات وأقسام ومهام وواجبات ومسؤوليات، بالإضافة إلى برامج تدريب العاملين في مختلف المهمات التخصصية، ومنها إدارة أمن وحماية الشخصيات، وإدارة الطوارئ ومكافحة الشغب، وإدارة أمن المتفجرات، وأنظمة العمل المتعلقة بالحماية والتأمين، وإدارة التفتيش الأمني K9. كما اطّلع على لجنة تأمين الفعاليات في دبي، وإنجازاتها ذلك بفضل التكاتف والتضامن بين أكثر من 55 جهة حكومية وشبه حكومية وخاصة في تطبيق خطة الإجراءات الأمنية والتنظيمية والخدمية. بعدها زار المعرض المقام في قاعة الروح الإيجابية في نادي ضباط شرطة دبي، اطّلع خلالها على الأجهزة والمعدات المتطورة التي تستخدمها الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ في مختلف تخصصاتها، وما تقدمها إدارة التفتيش الأمني، في توفير أعلى المعدلات الأمنية للمجتمع.

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: إفتقادنا للهوية المصرية!!
  • كبار السن في غزة.. أحياء بلا حياة
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: هل التجارب غريزة بشرية؟
  • لقاء يجمع شرطتي أبوظبي ودبي لتبادل الخبرات
  • حريق هائل يلتهم محال تجارية أسفل فندق المحروسة بكورنيش الإسكندرية
  • د.حماد عبدالله يكتب: ما لنا وما علينا !!
  • الخارجية العراقية تبحث مع واشنطن التحديات المالية وإدارة نفط كوردستان
  • حماد ينصب لجنة “الرياضة للجميع”
  • أمانة عمان تواصل توسعة شارعي الجيش ورفيفان المجالي ضمن تطوير أحياء عمان القديمة
  • حماد ينصب لجنة العلاقات الخارجية