التكنولوجيا الرخيصة تهدد القوة العسكرية الأمريكية والغربية
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
بات تسليع ساحة المعركة مثيرا للسخرية. فمن خلال معدات تكنولوجية رخيصة ومتطورة تستطيع الجيوش ذات الإمكانات المتواضعة تحدي الجيوش القوية والمجهزة. فيليب بيلكينغتون – ناشيونال إنترست
لقد تم تسليع ساحة المعركة في القرن الحادي والعشرين بشكل مثير للسخرية. فقد تم تطوير التكنولوجيا لأغراض عسكرية مثل نظام تحديد المواقع العالمي GPS والبصريات الإلكترونية المتقدمة، وتم تصميم هذه التقنيات للاستهلاك وبأسعار زهيدة.
أبرز قطعة من هذه التكنولوجيا هي الطائرة الروسية دون طيار ZALA lancet. وقد تم استخدامها على نطاق واسع لاستهداف المركبات التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، لاسيما المركبات الألماينة ليوبارد 2.
تبلغ تكلفة طائرة لانسيت دون طيار حوالي 35 ألف دولار، ويبدو أن إنتاجها سريع وسهل. أما دبابة ليوبارد 2 فتبلغ تكلفة إنتاجها 11 مليون دولار وبطيئة التصنيع.
هنا تبدأ الأمور بالعبثية؛ حيث يمكن لروسيا إنتاج 314 طائرة لانسيت دون طيار مقابل كل دبابة من طراز ليوبارد تنتجها ألمانيا. ويصبح الوضع أكثر دراماتيكية إذا سألنا السؤال التالي: هل تعادل دبابة ليوبارد في ساحة المعركة ما يقرب من 700 طائرة لانسيت دون طيار؟ الجواب غالبا "لا"!
إن عملية التسليع السريع في ساحة المعركة يوضح أن الاستراتيجية العسكرية الآن لا تعتمد على إنتاج معدات عالية الجودة والتكلفة. وهذا ينطبق على حرب أوكرانيا وعلى حرب غزة.
في بداية حرب غزة أطلقت حماس أعدادا كبيرة من صواريخ القسام على إسرائيل. وهذه الصواريخ رخيصة الثمن بشكل لا يصدق؛ حيث تبلغ تكلفة إنتاج كل صاروخ حوالي 300 – 800 دولار. أما تكلفة البطارية الواحدة لنظام القبة الحديدية فتبلغ 100 مليون دولار. كما تبلغ تكلفة صاروخ تامير الاعتراضي 50 ألف دولار للصاروخ الواحد.
وتظهر قدرة حماس على تصنيع نظام آر بي جي محلي إمكانياتها للقتال المستمر في المناطق الحضرية باستخدام المركبات المدرعة حتى بالنسبة للجيوش المجهزة بشكل جيد مثل قوات الدفاع الإسرائيلية.
ورغم أنه لا توجد تقديرات تخص تكلفة صاروخ ياسين ولكن بالنظر إلى أنه يمكن شراء صواريخ آر بي جي بحوالي 300 دولار في السوق السوداء، فمن المرجح أن تكلفة صاروخ ياسين ربما تبلغ 200 دولار نظرا لانخفاض العمالة في غزة. والمقارنة رهيبة مع تكلفة دبابة ميركافا 4M التي تبلغ 3.5 مليون دولار للدبابة الواحدة.
ويكفي أن نراقب كيف تمكن الحوثيون من فرض حصار بحري فعال في البحر الأحمر دون امتلاك قوة بحرية. وكل ذلك بفضل تسليع ساحة المعركة الحديثة. وقد أثبتت التقارير أن البحرية الأمريكية تستخدم صواريخ بقيمة 2 مليون دولار لإسقاط طائرة دون طيار للحوثيين قيمتها 200 دولار فقط.
إن كل ذلك يفرض على المجمع الصناعي العسكري الأمريكي أن يعيد النظر في نموذجه التصنيعي العالي التكلفة والجودة واستبداله بأسلحة ومعدات سلعية تكنولوجية رخيصة ومتطورة في نفس الوقت.
المصدر: ناشيونال إنترست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أسلحة ومعدات عسكرية الحوثيون العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حركة حماس طائرات حربية طائرة بدون طيار طوفان الأقصى قطاع غزة ساحة المعرکة ملیون دولار تبلغ تکلفة دون طیار
إقرأ أيضاً:
“رويترز”: الخارجية الأمريكية تبحث تقديم نصف مليار دولار لمؤسسة “غزة الإنسانية”
غزة – كشف مصدران أمريكيان مطلعان أن وزارة الخارجية الأمريكية تبحث تقديم منحة بقيمة 500 مليون دولار لصالح “مؤسسة غزة الإنسانية”.
وأوضح المصدران الذين لم يكشف عن هويتهما، أن التمويل المزمع تقديمه سيأتي من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، والتي تمر بعملية دمج داخل وزارة الخارجية.
وأفادا بأن الخطة تواجه معارضة من بعض المسؤولين الأمريكيين الذين أعربوا عن قلقهم من كفاءة المؤسسة، لا سيما في ظل وقوع حوادث إطلاق نار أودت بحياة عشرات الفلسطينيين قرب مواقع توزيع المساعدات.
وأشارا إلى أن بعض المسؤولين الأمريكيين يطالبون بإشراك منظمات غير حكومية ذات خبرة في عمليات الإغاثة ضمن خطة التمويل، وهو توجه قد يواجه رفضا من الجانب الإسرائيلي.
وتعرضت المؤسسة، التي بدأت عملياتها مؤخرا في غزة، لانتقادات من منظمات إنسانية بما فيها الأمم المتحدة، متهمة إياها بانعدام الحيادية، كما شهدت استقالة مديرها هذا الأسبوع وتوقفت عملياتها مرتين نتيجة ازدحام وفوضى في مراكز التوزيع، التي تديرها بدعم من شركات أمريكية خاصة للخدمات الأمنية واللوجستية.
وفي الوقت الذي لم تصدر وزارة الخارجية الأمريكية ولا “مؤسسة غزة الإنسانية” أي تعليق رسمي، أفادت وكالة “رويترز” بعدم تمكنها من التحقق من الجهة الحالية التي تمول عمليات المؤسسة، والتي افتتحت حتى الآن ثلاثة مراكز توزيع، اثنان منها فقط يعملان حاليا.
وذكرت الوكالة أن شركة “ماكنالي كابيتال” الاستثمارية، ومقرها شيكاغو، تمتلك مصلحة مالية في الشركة الأمريكية الربحية التي تشرف على الخدمات اللوجستية والأمنية للمؤسسة.
وبحسب أحد المصادر، فإن الاقتراح يحظى بدعم كين جاكسون، القائم بأعمال نائب مدير USAID، والذي أشرف سابقا على تفكيك برامج الوكالة في إطار سياسة إدارة ترامب التي ركزت على شعار “أمريكا أولا”.
وتفيد المصادر بأن إسرائيل دفعت بطلب الحصول على هذا التمويل لتأمين عمليات المؤسسة لمدة 180 يوما، لكنها لم تصدر تعليقا رسميا بعد.
من جهتها، اتهمت الولايات المتحدة وإسرائيل شبكة الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية في غزة بتحويل المساعدات إلى حركة الفصائل، وهو ما تنفيه الأخيرة.
وفي الفترة ما بين 1 و3 يونيو، أفادت مصادر طبية في غزة بمقتل أكثر من 80 فلسطينيا وإصابة المئات قرب مراكز توزيع المساعدات.
المصدر: رويترز