هل يؤدي تواجد قوات أمريكية بالبحر الأحمر إلى صراع أكبر في الشرق الأوسط؟
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
مع استمرار حرب الإبادة الجماعية في غزة من قبل الجيش الصهيوني، تستمر التحذيرات من توسيع نطاق الحرب في منطقة الشرق الأوسط، وفق ما ذكرت صحف دولية.
يتمثل توسيع نطاق الصراع بحدوث احتكاك مباشر بين الولايات المتحدة وإيران.
وذكرت الصحيفة أنه مع دخول الحوثيين في المعادلة وحزب الله فإن هذا الخطر أصبح أكثر خطورة.
ويقع مركز بؤرة الاشتعال الآن في البحر الأحمر، حيث تهاجم قوات الحوثي المتمركزة في اليمن والمدعومة من إيران سفن الشحن التي لها صلات حقيقية أو متصورة بإسرائيل. وعرضت الولايات المتحدة الحماية لسفن الشحن التي تسافر عبر المنطقة، وشكلت تحالفًا بحريًا متعدد الجنسيات "لدعم المبدأ الأساسي لحرية الملاحة". لكن الرئيس الأمريكي جو بايدن قال إنه يريد تجنب المواجهة العسكرية المباشرة مع الحوثيين خوفا من التصعيد.
وفي يوم الأحد، عبرت القوات البحرية الأمريكية هذا الخط للمرة الأولى، ما أسفر عن مقتل جميع أفراد طاقم ثلاثة زوارق للحوثيين كانت تهاجم سفينة حاويات.
وقال وزير الدفاع البريطاني، جرانت شابس، إن المملكة المتحدة "لن تتردد في اتخاذ مزيد من الإجراءات" إذا استمرت هجمات الحوثيين.
والآن، وبينما ترفض طهران دعوات واشنطن ولندن لإنهاء دعمها للحوثيين، أبحرت مدمرة إيرانية إلى البحر الأحمر.
وفي الوقت نفسه، تدرس المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وربما مع دولة أوروبية أخرى، إصدار تحذير بشأن تنفيذ ضربات وغارات على منشآت عسكرية في اليمن.
وقال جوليان بورجر المحلل السياسي إن "الشرق الأوسط ينزلق نحو شفا حرب إقليمية منذ 7 أكتوبر. وأظهر الأسبوع الماضي كيف أن الأمور تقترب من الحافة".
وذكر :" إذا استمر التهديد في البحر الأحمر، فمن المرجح أن تستمر حالة التصعيد وهو ما يهدد بأخطار مقبلة".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة المواجهة العسكرية المحلل السياسي القوات البحرية الصهيوني السفن الإسرائيلية الدفاع البريطاني الجيش الصهيوني
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط بعد أوهام الردع.. حين تُدار الحروب بدل أن تُمنع
لم يعد الردع في الشرق الأوسط مفهومًا يمنع الحرب، كما بشّرت به النظريات العسكرية الكلاسيكية، بل تحوّل إلى أداة لإدارة الصراع والتحكم في إيقاعه، فالإقليم الذي عاش عقودًا على وهم “الحرب الشاملة” و”السلام الدائم”، دخل مرحلة أكثر تعقيدًا وخطورة، حيث لا حرب تنتهي، ولا سلام يُستكمل، بل توتر دائم يُعاد إنتاجه بجرعات محسوبة.
في الماضي، كان الردع يقوم على معادلة واضحة: كلفة الحرب أعلى من مكاسبها، ما يدفع الأطراف إلى تجنبها، أما اليوم، فقد انهارت هذه المعادلة، لأن طبيعة الفاعلين تغيّرت، ولم تعد الصراعات حكرًا على دول ذات جيوش نظامية وحدود واضحة، بل باتت تُدار عبر محاور، وتنظيمات، وأذرع غير مباشرة، لا تخضع لمنطق الخسارة التقليدي، ولا تحاسب بالمعايير نفسها.
من هنا، انتقل الشرق الأوسط من مرحلة منع الحرب إلى مرحلة إدارتها، الضربات العسكرية المحدودة، والاغتيالات، والاشتباكات الحدودية، لم تعد مقدمات لمعركة فاصلة، بل رسائل سياسية مضبوطة السقف، تُستخدم لإعادة ضبط التوازنات، واختبار الخطوط الحمراء، وإرسال الإشارات المتبادلة بين الخصوم، دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة لا يريدها أحد، لكنها تظل ممكنة في أي لحظة.
في هذا السياق، أعادت إسرائيل صياغة مفهوم الردع لديها، متجاوزة فكرة الردع الثابت القائم على التفوق العسكري الكاسح، إلى ما يمكن تسميته بـ«الردع المتحرك». هذا النموذج يقوم على المبادرة الدائمة، والضربات الاستباقية، والاختراقات الاستخباراتية، بهدف منع الخصم من بناء قوة ردع مستقرة، لا بهدف حسم الصراع نهائيًا. الردع هنا ليس حالة استقرار، بل حالة حركة مستمرة، تُبقي الخصم في دائرة الإنهاك والقلق الدائم.
في المقابل، يعتمد المحور الآخر، وعلى رأسه إيران وحلفاؤها، على نموذج ردع غير مباشر، قائم على توزيع ساحات الاشتباك، وربط أي تصعيد بجبهات متعددة. هذا الردع لا يسعى إلى مواجهة شاملة، بل إلى رفع كلفة القرار العسكري لدى الخصم، وتحويل أي حرب محتملة إلى أزمة إقليمية واسعة يصعب التحكم في مآلاتها. إنها معادلة ردع تقوم على التعقيد لا على التفوق.
أما الدول العربية، فتجد نفسها عالقة بين نموذجين من الردع لا تملك التحكم فيهما. فلا هي قادرة على بناء ردع مستقل يحمي مصالحها، ولا هي قادرة على النأي بنفسها عن ارتدادات الصراع. وبهذا، تتحول من فاعل إقليمي إلى ساحة مفتوحة للتأثر، سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا، في معادلات تُدار خارج إرادتها.
الأخطر في هذه المرحلة ليس احتمال اندلاع حرب كبرى، بل الاعتياد على الصراع ذاته. حين تصبح الضربات العسكرية خبرًا عابرًا، والأزمات حالة يومية، يفقد المجتمع حساسيته تجاه العنف، ويتحوّل التوتر إلى وضع طبيعي، لا استثناءً. هنا لا يُهزم الإقليم عسكريًا فقط، بل يُستنزف نفسيًا وسياسيًا، ويُفرغ من أي قدرة على إنتاج مشروع استقرار حقيقي.
ما يجري اليوم ليس سلامًا، بل استقرار زائف، ولا هو حرب شاملة، بل صراع مُدار على فوهة بركان. شرق أوسط تُدار فيه الأزمات بدل أن تُحل، وتُؤجَّل فيه الانفجارات بدل أن تُمنع، في انتظار لحظة اختلال كبرى قد تعيد رسم المشهد بالكامل، بثمن قد يكون أفدح مما يتصوره الجميع.. .!!
كاتب وباحث في الجيوسياسية
اقرأ أيضاًوقفة.. الاهتمام بتطوير الرياضة عنوان تقدم الأمم
بعد الاعتذار.. الأعلى للإعلام يحفظ الشكوى المقدمة ضد خالد طلعت