الدبلوماسية الإنسانيَّة الإماراتية 2023.. طوق نجاة لأهل الغزة
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
هناك أحداث إنسانيَّة ناصعة تستحقُّ أن تُسطَّر بماء الذهب
تقوم السياسة الخارجية الإماراتية على ثوابت راسخة ومتوازنة، من خلال نشر الأمن والسلام، ووضع حدٍّ للأزمات الإنسانية الإقليمية والدولية، وتسوية المنازعات بالطرق السلمية، وهي رؤية إنسانية أصيلة، وتنبع من نهج أسس له المغفور له بإذن الله تعالى زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، ولا بدَّ من ضوء في آخر النفق يصنع الأمل، ويحقق الحلم في عالم تسوده الاضطرابات وتحكمه المصالح الضيقة.
الدور الاماراتي:
ولكن رغم قسوة المشهد وخطورته، ثمة خارطة الطريق الإنسانيَّة للاخوة الفلسطينين ومحاولة إنقاذ أرواح القاطنين والنازحين على حد سواء؛ والمحافظة على المدنيين العزل؛ والتكافؤ في وصول كل المساعدات؛ وضمان إيصالها للمستحقين، حسب ما تمليه الحاجة وظروف المرحلة.
أكَّدت دولة الإمارات العربية المتَّحدة أن الوضع الإنساني في قطاع غزة كارثي، وقد يصل إلى نقطة لا رجعة عنها، والحاجة ماسة إلى وقف إطلاق النار بالقطاع لدواعٍ إنسانية، ولا يمكن الانتظار أكثر، ولا بدَّ أن تمتثل كلُّ الأطراف لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي، وهذه المناشدة من الإمارات تهدف- بالأساس- إلى المحافظة على الشعب الفلسطيني أولًا وأخيرًا، ولا سيَّما فيما يتعلق بحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية بالشكل المطلوب..ولكن للأسف الشديد تم تفويت الفرصة الثمينة لوقف العدوان الحاصل، حيث تم استخدام حق النقض في مجلس الأمن ضد القرار الذي قدمته الإمارات لوقف إطلاق النار في غزة ، ومن الأمور الفارقة في هذا النزاع، هو أن إنهاء هذا الوضع المأساوي لا يبدو أمرًا مهمًّا للمجتمع الدولي، كما لا يعتبر أولوية قصوى، ويكفي للتدليل على ذلك تلك الانتهاكات والممارسات الحاصلة التي تنتهك القوانين والأعراف الدولية؛ ولم ينتبه المجتمع العالمي إلى أن هذا الوضع الإنساني الحالي يمثِّل تهديدًا مباشرًا للأمن والسلام الدوليين..وإن التحليل السياسي لواقع الأحداث الراهنة، يرى بأن العودة لمسار السلام العادل والدائم والشامل في فلسطين تتطلَّب العمل الجادّ من المجتمع الدولي بتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحلِّ الدولتين. المساعدات الإنسانية:
وفي خضم هذه الأزمة العالمية المحدقة، هناك أحداث إنسانيَّة ناصعة تستحقُّ أن تُسطَّر بماء الذهب، والتوقُّف أمامها لكي نبني عليها الكثير من المواقف الحضاريَّة والإنسانيَّة الخيِّرة في جوهر الإنسان العربي الإماراتي.
فقد جاءت المبادرة الخيريَّة لأجل أخواننا من المدنيين الأبرياء في غزة وتنفيذاً لأوامر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"؛ وتقرر إقامة مستشفى ميداني إماراتي متكامل فيه جميع التخصصات الطبية لتقديم الدعم الطبي اللازم إلى الأشقاء الفلسطينيين في القطاع، وذلك ضمن عملية "الفارس الشهم 3" الإنسانية التي وجه سموه بتنفيذها،
ووجه سموه بفتح باب التطوع للأطباء المسجلين في وزارة الصحة ودائرة الصحة-أبوظبي، بجانب فتح باب التطوع للمتطوعين المسجلين لدى الهلال الأحمر والمؤسسات الإنسانية والخيرية الإماراتية. على الرغم من كل العوائق أمام العمل الإغاثي والإنساني.
إضافةً إلى مبادرتها لاستضافة حوالي 1000 طفل فلسطيني من قطاع غزة برفقة ذويهم لتوفير العلاج الطبي لهم والرعاية في مستشفيات الدولة، بجانب إطلاق حملة مجتمعية إغاثية للأشقاء الفلسطينيين المتأثرين من الأحداث في القطاع تحت شعار "تراحم من أجل غزة".. وصفة الحل لخارطة الخير والعطاء والنجدة بين البشر، فهما طوق النجاة للإنسانيَّة من كلِّ الأخطار الداهمة.
وتأتي هذه الجهود الإغاثيَّة المتميزة، والخطوة الإنسانية تجسيداً لمواقف دولة الإمارات التاريخية الداعمة والمساندة للأشقاء الفلسطينيين حتى استعادة كامل حقوقهم العادلة وحق تقرير المصير في دولتهم المنشودة وعاصمتها القدس الشرقية.
وإلى تقديم الدعم الإنساني والإغاثي للشعب الفلسطيني الشقيق في المجال الصحي والغذائي وتوفير المياه النظيفة ومواد الايواء.عدا ذلك، هناك ممرات إنسانية آمنة ومستدامة لإيصال المساعدات، إلى جانب اتصالاتها الحثيثة لوقف التصعيد وتوفير الحماية الفورية للمدنيين.
كما أبحرت سفينة مساعدات إماراتية على متنها 4,016 طنا من المواد الإنسانية متجهة إلى مدينة العريش. يأتي ذلك تمهيداً لإدخالها إلى قطاع غزة، ضمن عملية "الفارس الشهم 3" الإنسانية التي أمر بتنفيذها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لدعم الشعب الفلسطيني في القطاع. وبلغ إجمالي المساعدات الإماراتية المقدمة للشعب الفلسطيني إلى ما قبل 1 ديسمبر(كانون الأول) أكثر من 2,681 طنا من المساعدات، فيما بلغ إجمالي أعداد الطائرات ضمن الجسر الجوي الإماراتي 92 طائرة.
وتحمل السفينة، التي انطلقت من ميناء الفجيرة، 3,465 طناً من المواد الغذائية، و420 طناً من المواد الإيوائية، إضافة إلى 131 طناً من المساعدات الطبية التي تم تأمينها من قبل كل من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، بالإضافة إلى هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
في الفترة الأخيرة، واصلت مؤسسات العمل الإنساني في دولة الإمارات توزيع المساعدات الغذائية والإغاثية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة استفاد منها 13 ألفاً و811 شخصا وذلك ضمن عملية "الفارس الشهم 3" في إطار الاستجابة الإنسانية لدولة الإمارات للتخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين في القطاع.
وتضمنت المساعدات، توزيع 2454 طردا غذائيا على النازحين في عدة مواقع مختلفة في القطاع إلى جانب تركيب 127 خيمة، وتوزيع 171 بطانية، طردين يحتويان على مستلزمات نسائية، وطرد آخر للأطفال، فضلا عن "605" أكياس نوم.
وتوزعت الطرود الغذائية بواقع 750 طرداً على النازحين في مواصي خان يونس،و345 طرداً بمدينة النصيرات في المحافظة الوسطى، و337 طرداً على سكان منطقة النمساوي غرب خان يونس،و280 طرداً على النازحين الشمال بمحافظة خان يونس، و180 طرداً على النازحين الجدد بالمحافظة الوسطى ، و180 طرداً في منطقة إيواء بجوار حي الزعاربة، و160 طرداً على النازحين في حي تل السلطان غرب رفح،و152 طرداً على النازحين شرق معبر رفح، و70 طرداً على النازحين بمنطقة الحشاشين.
وشملت تلك المساعدات بحسب الوزارة، "141 طائرة إغاثية عبر الجسر الإماراتي الجوي لنقل المستلزمات الإنسانية، و121 شاحنة لنقل المستلزمات الطبية والمساعدات الغذائية والإغاثية العاجلة للأشقاء الفلسطينيين، بالإضافة إلى سفينة مساعدات إماراتية تحمل 4016 طنا من الإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة".
ويجسد كل هذا التزام دولة الإمارات قيم التضامن والتآزر مع الشعب الفلسطيني الشقيق، والتي تستند إلى تاريخ طويل من العمل الإغاثي والإنساني، وكانت دولة الإمارات قد أطلقت عملية "الفارس الشهم 3" الإنسانية في الخامس من نوفمبر الماضي لتقديم الدعم الإنساني إلى الشعب الفلسطيني في غزة في تجسيد لقيم التضامن والتآزر مع الشعب الفلسطيني الشقيق والتي تستند إلى تاريخ طويل من العمل الاغاثي والإنساني
مشروع القرار الإمارتي:
فالمشهد يختصر رسالة قوميَّة بالغة الدلالة، ويرسِّخ أركان «القيم العليا لإرث زايد الخير»، من أجل غرس التعاون والسلام والخير ودعم الأوطان العربيَّة؛ لتثمر في أجيالها الحاكمة والمتعاقبة على نحو يضمن ريادتها وسعادتها على مرِّ السنين والعقود.
إن وقف إطلاق النار هو السبيل الإنساني الوحيد لإنهاء الكارثة في غزة؛ لهذا يعتبر مشروع قرار تقدَّمت به الإمارات لوقف إطلاق النار في غزَّة من أهمِّ المشاريع التي كان يمكن أن تنقذ القضية، حيث تزايدت أعداد الضحايا المدنيين، وتدهور الوضع الإنساني في غزة، مع انهيار نظام الرعاية الصحية، وتحول المستشفيات إلى ساحات للحرب.
من زاوية أخرى، تمثل هذه المبادرة الإماراتية صفعة قويَّة للإعلام المضلل والأبواق المعادية، حيث الإمارات تقوم بإشعال النور فى الدروب المظلمة، وأنها أكثر صمودًا وقوة أمام المتغيرات؛ ولذلك تحاول تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحل الدولتين، وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات مجالس الأمن ذات الصلة ومرجعيات مؤتمر مدريد، ومبادرة السلام العربية.
وستظل الإمارات تثبت للعالم يومًا بعد يوم أنها هي العمود الفقري ل لإقليم بأسره، وأنها تقود دفة المفاوضات الداعية لإحلال الأمن والسلام في ربوع المنطقة، هذا كله بفضل قيادتها الحكيمة وحكومتها الرشيدة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حصاد 2023 الشعب الفلسطینی دولة الإمارات الفارس الشهم 3 على النازحین ة الإماراتیة إطلاق النار فی القطاع آل نهیان قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
مؤسسة غزة الإنسانية تعيد فتح مركز توزيع المساعدات
غزة (الاتحاد)
أعلنت «مؤسسة غزة الإنسانية» إعادة فتح أحد مراكز توزيع المساعدات الإنسانية على الفلسطينيين في قطاع غزة، فيما نقلت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، عن ناجين من مجازر المجوّعين في غزة، أنهم أُجبروا على الزحف، وسط إطلاق نار كثيف من الجيش الإسرائيلي، للحصول على مساعدات غذائية.
وقالت «الأونروا» عبر منصة «إكس»: «أُجبر أناس جياع على الزحف على الأرض، وسط إطلاق نار كثيف، في محاولة يائسة لتأمين طعام لعائلاتهم، فقط ليجدوا أنفسهم يغامرون بحياتهم ويغادرون دون أن يحصلوا على شيء»، مضيفة: «يجب أن نعود إلى إيصال المساعدات بأمان وعلى نطاق واسع إلى جميع سكان غزة، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال الأمم المتحدة، بما في ذلك الأونروا».
وأرفقت الوكالة منشورها بشهادة من أحد الناجين الذين توجهوا إلى أحد مراكز توزيع المساعدات برفح جنوبي قطاع غزة، حيث قال: «توجهنا إلى المركز فجراً وانتظرنا الإشارة من قبل الجيش الإسرائيلي للتحرك وكان إطلاق النار لا يتوقف»، مضيفاً: «زحفنا على الأرض لأكثر من ساعة، وحين توقف إطلاق النار قفز الناس وشرعوا بالركض لكن عاد إطلاق النار وأصيب الكثيرون أثناء الركض، لم أشهد شيئاً كهذا من قبل».
وأعلنت المؤسسة، في بيان عبر صفحتها على فيسبوك، أنه سيتم إعادة فتح أحد مراكزها في رفح، جنوبي غزة، ظهر أمس الأحد. ومن ناحية أخرى، طلبت المؤسسة من السكان عدم الاقتراب من المركز قبل ساعات الافتتاح، وإلا فقد لا تتمكن من توزيع الطرود الغذائية، حسبما أعلنت المؤسسة.
والسبت الماضي، ذكرت «مؤسسة غزة الإنسانية»، أنها لم تتمكن من توزيع أي مساعدات غذائية، متهمة «حماس» بتوجيه تهديدات حالت دون مواصلة العمل، وهو ما نفته الحركة.
في غضون ذلك، أفادت مصادر طبية بمقتل 21 مواطناً فلسطينياً في غارات إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة منذ فجر أمس. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا» عن المصادر قولها: إن 8 فلسطينيين قتلوا في قصف الاحتلال على جباليا البلد شمال قطاع غزة.
وحسب الوكالة قُتل 4 وأصيب 70 آخرون بنيران جيش الاحتلال قرب مركز مساعدات غرب المدينة، مشيرة إلى مقتل شخص وإصابة آخرين برصاص الاحتلال قرب مركز توزيع مساعدات عند «محور نتساريم» وسط القطاع. وذكر الجيش أن على السكان التنقل فقط من وإلى مراكز التوزيع التابعة للمؤسسة بين السادسة صباحا والسادسة مساء بالتوقيت المحلي، مع اعتبار تلك المسارات في باقي ساعات اليوم مناطق «عسكرية مغلقة». وأقر الجيش بصحة التقارير التي تتحدث عن وقوع قتلى ومصابين لكنه لم يحدد عدد من يعتقد أنهم تأذوا أو أصيبوا بالرصاص.
وهذه هي أحدث واقعة إطلاق نار بالقرب من نقاط توزيع المساعدات في جنوب غزة منذ أن بدأت مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة عمليات توزيع المساعدات أواخر الشهر الماضي.