البلاد – الدمام

تواصل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ممثلة بفرعها في المنطقة الشرقية، تنفيذ أعمالها ضمن خطة حج هذا العام، من خلال توزيع هدية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- من المصحف الشريف، من إصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، بمختلف الأحجام وترجمات معانيه بعدة لغات عالمية، على حجاج بيت الله الحرام المغادرين إلى أوطانهم، عبر خمسة منافذ برية، شملت: جسر الملك فهد، ومنفذ الرقعي، ومنفذ سلوى، ومنفذ أم الزمول، ومنفذ البطحاء.


وعبّر ضيوف الرحمن عن بالغ شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- على هذه اللفتة الكريمة، مشيدين بما لمسوه من عناية واهتمام منذ لحظة قدومهم وحتى وداعهم، مؤكدين أن هذه الهدية القرآنية تعكس ما توليه المملكة من رعاية شاملة لضيوف الرحمن، وتعزّز قيم المحبة والاهتمام بجميع التفاصيل، التي تسهم في راحتهم وطمأنينتهم.
يُذكر أن هدية خادم الحرمين الشريفين من المصحف الشريف، تأتي في إطار تجسيد عناية القيادة الرشيدة- أيدها الله- بكتاب الله الكريم طباعةً ونشرًا، وحرصها على توديع الحجاج بأسمى الهدايا، بما يليق بمكانة المملكة وريادتها في خدمتهم، وتعزيزًا لرسالة نشر القرآن الكريم، وغرس قيمه في نفوس المسلمين.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

اليد الممدودة في خطاب جلالة الملك محمد السادس حفظه الله : مقاربة في تفكيك الخطاب

في خضم التوترات السياسية والجمود الدبلوماسي الذي يطبع العلاقات بين المغرب والجزائر، برزت عبارة « اليد الممدودة » التي وردت أكثر من مرة في خطب الملك محمد السادس كعلامة فارقة في الخطاب السياسي المغربي. هذه العبارة، التي تبدو بسيطة في ظاهرها، تختزن داخلها كثافة رمزية بالغة العمق، تجعل منها مفتاحًا لفهم ليس فقط توجهات السياسة الخارجية المغربية، بل كذلك الطريقة التي يُعاد بها تشكيل المخيال السياسي في الفضاء المغاربي. فهل اليد الممدودة مجرّد مبادرة دبلوماسية؟ أم هي علامة رمزية محمّلة بدلالات تاريخية، ثقافية، ودينية تتجاوز السياق الظرفي.
1. اليد كعلامة: من الجسد إلى البنية الرمزية

في تفكيك الدلالات الجسدية، تُعد اليد من أكثر الأعضاء دلالة، ليس فقط على مستوى الحركة والفعل، ولكن أيضًا على مستوى الإشارة والتواصل. فاليد الممدودة ليست مجرّد فعل جسدي، بل تحوّلت إلى علامة مركّبة، تستدعي في الذهن الجماعي مفاهيم مثل التسامح، المبادرة، الصلح، القوة، والشرعية.

ومن هنا، فإن استعمال هذه العبارة في خطاب ملكي رسمي، صادر عن أعلى سلطة في البلاد، يُضفي عليها طابعًا أيقونيًا، يجعلها تختزل مشروعًا سياسيًا وأخلاقيًا على حدّ سواء. نحن لسنا فقط أمام مبادرة، بل أمام موقف رمزي تتجسّد فيه الدولة كمفهوم أخلاقي قبل أن تكون جهازًا سياسيًا.

2. اليد الممدودة داخل النسق الخطابي الملكي

عند تحليل موقع « اليد الممدودة » داخل بنية الخطاب الملكي، نلاحظ أنها لا تُقدَّم كتكتيك أو مناورة، بل كدعوة أخلاقية وإنسانية متجاوزة لمفردات التفاوض. إننا أمام خطاب يتّسم بتسامٍ معنوي وروحي، يدعو إلى فتح صفحة جديدة لا على أساس موازين القوى، بل على أساس الأخوّة والتاريخ المشترك.

هذه اللغة تُحيل ضمنيًا إلى خطاب صوفي/روحي، حيث تصبح اليد الممدودة أشبه بـ »الطريق »، أو « السلوك »، في دلالة على نهج قائم على الصفاء والنقاء، لا على المصلحة الباردة فقط. ومن هذا المنظور، فإن الخطاب الملكي يحاول إعادة بناء مشترك للهوية المغاربية، من خلال رمز بسيط، لكنه بالغ القوة

وبالتالي، حين يُصدر الملك دعوته بمدّ اليد، فإن الأمر يُفهم في إطار ليس سياسيًا فحسب، بل أيضًا ديني-أخلاقي، خاصة أن المؤسسة الملكية في المغرب ترتكز على شرعية دينية (أمارة المؤمنين.

3. الجغرافيا واليد:

من الرباط إلى الجزائر، تمتد اليد الممدودة شرقاً. هذا الامتداد لا يخلو من دلالة جغرافية/رمزية:

المغرب، بوصفه بوابة الغرب الإسلامي، يمد يده نحو عمقه الشرقي المغاربي.

المسافة الجغرافية تُختزل رمزياً في « المصافحة »، التي تعبّر عن إزالة الحواجز، أي إلغاء الحواجز الحدودية والنفسية.
من هنا، فإن اليد تتحول إلى جسر سياسي، يعيد رسم خريطة البناء المغاربي، لا على أساس الترسيم الحدودي، بل على أساس الذاكرة المشتركة،

في النهاية، لا يمكن فصل اليد الممدودة عن سؤال المصير المغاربي المشترك. فهي ليست مبادرة وحيدة الجانب، بل اختبار للذاكرة، وللنضج السياسي، ولقدرة الشعوب على تجاوز الماضي دون التنكّر له. إن الخطاب الملكي، حين يُفعّل هذه الإشارة الرمزية، لا يسعى فقط إلى إذابة الجليد الدبلوماسي، بل يدعو إلى إعادة هندسة العلاقة بين الدول المغاربية على أسس جديدة: قائمة على الاحترام، والحوار.

يبقى السؤال مفتوحاً: هل سيجد هذا الرمز تجاوبه، أم ستظل اليد معلقة في الفضاء الرمزي المغاربي، تنتظر من يقابلها بما تستحق؟

مقالات مشابهة

  • اليد الممدودة في خطاب جلالة الملك محمد السادس حفظه الله : مقاربة في تفكيك الخطاب
  •  قريبا.. إطلاق خطوط نقل برية نحو تونس
  • موعد المولد النبوي الشريف 2025.. 3 أيام إجازة مدفوعة الأجر
  • شاهد بالفيديو.. شهادة للتاريخ.. لأول مرة تسجيل يكشف تفاني خادم الحرمين في العمل
  • عاجل/ شاهد بالفيديو.. شهادة للتاريخ.. لأول مرة تسجيل يكشف تفاني خادم الحرمين في العمل
  • “اغاثي الملك سلمان” يدشن مشروع توزيع 6.000 كرتون تمر في المهرة
  • فصل جديد من الربط الجوي وبحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى روسيا.. طيران ناس يحتفل بتدشين أولى رحلاته المباشرة بين الرياض وموسكو
  • بث مباشر.. خطبة الجمعة اليوم من الحرمين الشريفين
  • ترجمة خطبتي الجمعة في الحرمين الشريفين إلى 15 لغة عالمية
  • هل ثواب قراءة القرآن من الموبايل له نفس ثواب المصحف الورقي؟.. أيهما أفضل