واشنطن تخطط لنشر طائرات استطلاع مسيرة في عدد من الدول الإفريقية
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
كشفت وسائل إعلام غربية عن عزم واشنطن إنشاء قواعد للطائرات المسيرة في عدد من مطارات الدول الإفريقية.
وأشارت المصادر إلى أن أمريكا تسعى إلى استخدام مطارات عدد من الدول الإفريقية على ساحل المحيط الأطلسي لنشر طائرات استطلاع دون طيار.
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" التي نقلت هذه المزاعم عن مسؤولين أمريكيين وأفارقة، فإن "الولايات المتحدة الأمريكية تجري مفاوضات أولية للسماح لطائرات المراقبة الأمريكية غير المسلحة باستخدام المطارات في غانا وساحل العاج وبنين".
وأشارت المزاعم إلى أن واشنطن تسعى بذلك إلى وقف انتشار ما أطلقت عليهم "مسلحين إسلاميين" في المنطقة.
وكشفت المصادر أن هذه الطائرات دون طيار ستسمح للقوات الأمريكية "بمراقبة حركة المسلحين وتقديم المشورة التكتيكية للقوات المحلية أثناء العمليات القتالية".
ويمكن للولايات المتحدة الأمريكية أيضًا أن تعيد توجيه بعض مساعداتها المخصصة للنيجر إلى المناطق الساحلية في غرب أفريقيا، وفقًا لمسؤول في وزارة الخارجية.
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطة توترا على خلفية الأحداث التي شهدتها النيجر، وإغلاق السفارة الفرنسية في البلاد في خطوة نادرة بعد إعلان نيامي في 12 ديسمبر، أن جميع الجنود الفرنسيين المنتشرين لمحاربة "الجهاديين" سيغادرون البلاد بحلول الجمعة.
وأمرت السلطات العسكرية في النيجر، في 25 أغسطس، بطرد السفير الفرنسي من البلاد، ردا على تصرفات فرنسا "التي تتعارض مع مصالح النيجر"، ومنحته 48 ساعة لمغادرة البلاد.
يذكر أن جيش النيجر أعلن في يوليو العام الماضي، عزل رئيس البلاد محمد بازوم، وعلل ذلك بالمشكلات الأمنية والاقتصادية التي تعاني منها البلاد، في خطوة لاقت رفضا من جانب الدول الغربية وخاصة فرنسا، إضافة إلى رفض المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس".
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: واشنطن أمريكا طائرة بدون طيار طائرات استطلاع مسيرة ساحل المحيط الأطلسي
إقرأ أيضاً:
“ذا هيل” الأمريكية: مغادرة واشنطن للمستنقع اليمني أنقذها من كلفة سياسية وعسكرية باهظة
يمانيون../
نشرت صحيفة ذا هيل الأمريكية تحليلًا سياسيًا مطولًا اعتبرت فيه أن وقف الولايات المتحدة لحملتها العسكرية في اليمن أنقذها من “مستنقع مكلف”، كاشفة عن تفاصيل اتفاق هش بوساطة عمانية أفضى إلى وقف مؤقت لإطلاق النار بين اليمن وواشنطن.
وبحسب الصحيفة، فإن الاتفاق ينص على وقف القوات اليمنية لهجماتها البحرية ضد السفن الأمريكية مقابل تعليق الأخيرة لغاراتها الجوية وعملياتها العسكرية في البحر الأحمر ومحيطه.
ورأت الصحيفة أن هذا التفاهم جاء في سياق توازنات دقيقة، بعد أن تكبدت واشنطن خسائر معتبرة، شملت تدمير ثماني طائرات مسيّرة وطائرتين مقاتلتين من طراز F/A-18 سوبر هورنت، ناهيك عن تكاليف تشغيل السفن الحربية وحاملات الطائرات، دون تحقيق نتائج سياسية أو عسكرية حاسمة، الأمر الذي دفع الصحيفة للتساؤل عمّا إذا كانت الولايات المتحدة قد أنفقت كل هذه الموارد “عبثًا”.
ووصفت ذا هيل الحملة العسكرية، التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد القوات اليمنية، بـ”النهاية المأساوية”، معتبرة أن الصمود اليمني كشف عن ضعف نسبي في قدرة الولايات المتحدة على حسم مواجهاتها مع خصم أقل إمكانيات بكثير من الصين أو روسيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الصورة أضرت بهيبة واشنطن، خاصة في ظل تزايد الانتقادات داخل إدارة ترامب، التي لم تتمكن من تبرير التدخل عسكريًا بدعوى الدفاع عن “المصالح التجارية”.
وأبرز التقرير الانقسام العميق داخل البيت الأبيض إزاء استمرار العمليات، مشيرًا إلى أن نائب الرئيس جيه دي فانس أخفق في إقناع الرأي العام أو حتى الدوائر المقربة من الإدارة بجدوى التصعيد ضد اليمن، لاسيما في ظل غياب أهداف واضحة ومحددة، وتحول الحملة إلى استنزاف مفتوح للقدرات الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن كانت منذ البداية تبحث عن مخرج يحفظ ماء وجهها ويضمن الحد الأدنى من المكاسب السياسية، وهو ما تحقق ـ على نحو غير مباشر ـ حين عاد اليمنيون إلى قواعد الاشتباك التي كانت قائمة قبل مارس، بعد أن فرضوا واقعًا جديدًا في البحر الأحمر لم تستطع واشنطن تجاوزه. واعتبرت الصحيفة أن هذا التراجع يمثل “نصرًا سياسيًا وعسكريًا واضحًا لصالح الحوثيين”.
وفي سياق تحليلها لتداعيات الانسحاب الأمريكي، نبهت الصحيفة إلى أن الكيان الصهيوني بات في مواجهة مباشرة مع اليمن “دون غطاء أمريكي علني”، مما يستدعي، بحسب توصيات الصحيفة، أن تواصل واشنطن دعم تل أبيب سرًا عبر تقديم المعلومات الاستخباراتية والمراقبة الجوية، لا سيما عبر الطائرات المسيّرة التي لا تزال تحلق في أجواء اليمن لضمان عدم بروز تهديدات محتملة ضد القوات الأمريكية أو حلفائها في المنطقة.
واختتمت ذا هيل تحليلها بالقول إن قرار واشنطن بوقف العمليات العسكرية جنّبها الانزلاق إلى حرب استنزاف خاسرة في اليمن، لكنها حذّرت من أن غياب استراتيجية أمريكية ذكية وفعّالة لاحتواء التهديدات اليمنية قد يُفضي إلى تكرار المواجهة مستقبلًا، مشيرة إلى ضرورة اعتماد مقاربة جديدة توازن بين حماية المصالح الأمريكية وتجنّب الدخول في مواجهات مباشرة مع الفاعلين غير التقليديين في المنطقة.