بعد مضاعفة عدد أعضائها .. مجموعة "البريكس " تسعى لدور أعظم لدول جنوب العالم
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
في خطوة ذات أبعاد اقتصادية وسياسية هامة، انضمت إلى مجموعة " البريكس " خمس دول جديدة اعتبارا من الأول من يناير الجاري ، ليرتفع بذلك عدد أعضاء المجموعة إلى عشر دول ، وهو ما يعزز مكانتها ويضفي المزيد من الثقل على دورها في السياسة الدولية، باعتبارها صوت الجنوب العالمي .
وكانت المجموعة التي تضم كبرى الاقتصادات الناشئة، وأكبر التكتلات السكانية في العالم، قد تأسست عام 2006 ، وقد عقدت أول مؤتمر قمة لها عام 2009، بمشاركة أربع دول هي البرازيل وروسيا والهند والصين، تحت اسم "بريك" أولا، ثم انضمت جنوب إفريقيا إلى المنظمة خلال قمتها الثالثة عام 2011 ليصبح اسمها "بريكس".
وفي قمتها الأخيرة الخامسة عشرة في جنوب أفريقيا في أغسطس الماضي ، دعت المجموعة ست دول جديدة للانضمام لعضويتها وهي السعودية والإمارات ومصر وإيران وإثيوبيا وكان من المفترض أن تنضم الأرجنتين لهذا التجمع لكن الرئيس الارجنتيني الذي فاز في انتخابات الرئاسة قرر عدم الانضمام للمجموعة.
وتتولى روسيا رئاسة البريكس خلال العام الحالي 2024 تحت شعار "تعزيز التعددية من أجل العدالة في التنمية والأمن العالميين"، وتخطط موسكو لعقد أكثر من 200 حدث حول المسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمجموعة في أكثر من عشر مدن روسية ، وتشمل عقد قمة المجموعة في أكتوبر المقبل بمدينة قازان عاصمة تتارستان الروسية.
وقد أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن بلاده ستعمل خلال رئاستها لمجموعة بريكس، لتعزيز التعاون داخل المجموعة في ثلاثة مجالات رئيسية هي : السياسة والأمن، والاقتصاد والمالية، والاتصالات الثقافية والإنسانية"، كما تعتزم العمل لزيادة دور المجموعة في النظام النقدي والمالي الدولي وتعزيز التسويات الأكثر نشاطا بالعملات الوطنية.
وفي مؤشر يدل بوضوح على الأهمية الاقتصادية والسياسية المتزايدة بالمسار الذي ترسمه مجموعة البريكس، ويؤكد أن المجموعة باتت تحظى باهتمام الكثير من دول الجنوب العالمي، تقدمت أكثر من عشرين دولة بطلبات للانضمام لعضويتها ، ما يعني أن المجموعة مرشحة للتحول إلى تكتل سياسي واقتصادي عملاق خلال السنوات القليلة المقبلة، وأكدت الرئيسة البرازيلية السابقة والرئيسة الحالية لبنك التنمية الجديد التابع للمجموعة ، ديلما روسيف أن مجموعة البريكس الموسعة هي قوة في الجنوب العالمي لا يمكن تجاهلها أبداً.
وفي هذا السياق، أعرب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن أمله في انضمام بلاده إلى مجموعة بريكس كعضو كامل خلال قمتها المقبلة في روسيا ، ويرى الرئيس مادورو أن بريكس، هي مستقبل البشرية، مشيرا إلى الإمكانات الاقتصادية لدولها وإمكانيات بنك التنمية الجديد التابع للمجموعة ، وقال إن بلاده تراهن على البريكس كجزء من عالم جديد، يجسد التوازن والمساواة .
وفي معرض توضيحه لأسباب توسع البريكس، قال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا إن قيمة البريكس تمتد إلى ما هو أبعد من مصالح أعضائها الحاليين، مضيفا أن بريكس الموسعة ستمثل مجموعة متنوعة من الدول ذات الأنظمة السياسية المختلفة التي تشترك في الرغبة المشتركة في الحصول على نظام عالمي أكثر توازناً ويستند إلى قواعد واضحة تنطبق بالتساوي على جميع البلدان.
منذ تأسيسها قامت مجموعة البريكس بتطوير آليات مختلفة للتعاون فيما بينها ، وتركز العمل على مسائل متنوعة مثل التداول بالعملات المحلية والرقمية بدلاً من الدولار الأمريكي، وتطوير نظام دفع بديل لنظام سويفت الغربي ، كما قامت بإنشاء بنك التنمية الجديد لتمكين البلدان من الحصول على قروض خارج صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وتتطلع المجموعة لإيجاد نظام اقتصادي مواز للنظام الحالي الذي تقوده الولايات المتحدة، وإعادة تشكيل النظام العالمي من خلال تحويل القوة من "الشمال العالمي" إلى "الجنوب العالمي".
وخلافا للسياسات الغربية ، ترفض دول المجموعة من حيث المبدأ، استخدام العقوبات، ولم تفرضها على روسيا عقب اندلاع الحرب في أوكرانيا، لكنها عبرت عن دعمها للمبادرات السلمية التي تهدف إلى إنهاء الحرب والصراع بين روسيا وأوكرانيا ، كما يطالب أعضاء مجموعة البريكس بإجراء إصلاح شامل للأمم المتحدة، بما في ذلك تمثيل أكبر للدول النامية في مجلس الأمن.
وتعد دول البريكس من الأعضاء القياديين في الأمم المتحدة، ومجموعة العشرين، ومنظمة التجارة العالمية، وحركة عدم الانحياز، ومجموعة الـ 77، بالإضافة إلى العديد من المنظمات الإقليمية، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي ومجموعة التنمية للجنوب الأفريقي ، والسوق المشتركة للجنوب (ميركوسور)، ومنظمة شنغهاي للتعاون، ومنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ.
وبالأرقام، فإن الثقل الاقتصادي لدول بريكس كبير على مستوى العالم، إذ تظهر بيانات منظمة التجارة العالمية أن حجم اقتصادات بريكس حتى نهاية عام 2022، بلغ نحو 44 تريليون دولار، وأنها تسيطر على 17 بالمئة من التجارة العالمية، وتنتج دول المجموعة حوالي 44 بالمائة من النفط الخام للسوق العالمية .
وتمثل مجموعة بريكس 42 بالمائة من سكان العالم الإجمالي، بـ 3.2 مليارات نسمة، بينما يبلغ عدد سكان دول مجموعة السبع، نحو 800 مليون نسمة، أما من الناحية العسكرية فإن مجموعة البريكس تعتبر قوة لامثيل لها ، حيث تضم المجموعة ثلاث قوى نووية هي: روسيا، الصين، الهند، وأربعة من أقوى جيوش العالم، ويصل عدد جنودها لنحو 11 مليون جندي، ويزيد إنفاقها الدفاعي على 400 مليار دولار.
وفي عام 2014، أنشأت مجموعة البريكس بنك التنمية الجديد (NDB) لتقديم القروض إلى البلدان النامية ، ومع نهاية عام 2022، كان البنك قد قدم قروضاً لتلك الدول لبناء الطرق والجسور والسكك الحديدية وتطوير إمدادات المياه، لتنفيذ مشاريع بلغت قيمتها الإجمالية حوالي 32 مليار دولار أمريكي.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: البريكس
إقرأ أيضاً:
«سلمان العالمي» يفتح باب التسجيل ببرنامج «تأهيل خبراء العربية في العالم»
أعلن مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية فتح باب التسجيل في النسخة الثانية من برنامج (تأهيل خبراء العربية في العالم) بالتعاون مع جامعة الملك عبدالعزيز ممثلةً بوقف لغة القرآن الكريم، وهو برنامج مهنيّ مكثف يهدف إلى تطوير مهارات معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها وفق منهجيات أكاديمية متقدمة.
ويستمر التسجيل حتى 18 ديسمبر 2025م، ويُنفَّذ في المدة من 20 يناير 2026م، حتى 5 فبراير 2026م، ضمن برنامج تدريبي يمتد 4 أسابيع، ويجمع بين الجانبين النظري والعملي.
وأشار الأمين العام للمجمع الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي، إلى أن البرنامج يواصل حضوره بعد النجاح الذي حققته النسخة الأولى، مؤكدًا أن هذا البرنامج يُعدُّ مسارًا مهمًّا لتمكين معلمي العربية في العالم؛ إذ يجمع بين المعرفة الحديثة والخبرة التطبيقية، ويوافق احتياجات مؤسسات تعليم العربية في بيئات دولية مختلفة.
وبيّن أن النسخة الأولى من البرنامج أسهمت في تأهيل (22) معلمًا ومعلمةً من (11) دولةً، واستقبل فئة متميزة من المهتمين بتعليم العربية للناطقين بغيرها؛ وهو ما عزّز توجه المجمع في بناء قدرات تعليمية عالمية مستندة إلى أعلى المعايير المهنية.
ويقدِّم البرنامج تجربةً تدريبيةً متكاملةً تجمع بين المحاضرات النظرية، والتطبيقات العملية داخل الصفوف، والحلقات التفاعلية، والأنشطة الإثرائية التي تتناول الثقافة العربية، إضافةً إلى زيارات ميدانية لمعاهد تعليم اللغة، وحضور محاضرات أكاديمية متخصصة، وجلسات لتقييم الأداء (تقييم النظير)؛ على نحو يُكسِب المشارك فهمًا أعمقَ لطبيعة تعليم العربية للناطقين بغيرها، وكيفية تطوير ممارساته التعليمية.
ويهدف البرنامج إلى تمكين المعلمين من تصميم المواد التعليمية التفاعلية، وتعزيز قدراتهم في تعليم العربية لأغراض أكاديمية ومهنية وثقافية، ورفع كفاءتهم في إدارة الصفوف متعددة الخلفيات، وإثراء خبراتهم في دمج الجانب الثقافي ضمن الدرس اللغوي.
وستُخصَّص المقاعد التدريبية للمتقدمين الذين تنطبق عليهم شروط القبول، وهي: أن يكون المتقدم حاصلًا على شهادة جامعية في تعليم اللغة العربية، أو تخصص ذي صلة، وألا تقل خبرته عن سنتين في تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها.
الجدير بالذكر أن البرنامج يعتمد على نموذج تدريبي مهنيّ متكامل؛ بهدف تمكين المشارك من توضيح المفاهيم المتصلة بتعليم العربية، وتطبيق مهارات اللغة وعناصرها، وإدراك البعد الثقافي للغة العربية والبيئة السعودية، وصولًا إلى مخرجات تدريبية تساعد المعلم على ممارسة دوره بكفاءة في بيئات تعليمية عالمية، وينال الخريج عند إتمامه البرنامج شهادة اجتياز معتمدة من المجمع.
جامعة الملك عبدالعزيزأخبار السعوديةمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربيةقد يعجبك أيضاًNo stories found.