هل يشهد عام 2024 موت فكرة هايبرلوب الثورية؟
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
يواجه نظام النقل "هايبرلوب" الذي طرح مفهومه الملياردير إيلون ماسك قبل 12 عاما ويهدف إلى نقل الركاب برحلات تزيد سرعتها عن ألف كيلومتر في الساعة؛ عقبات تحول دون ترجمته عمليا، رغم استمرار شركات عدة في العمل عليه.
وتتكوّن وسيلة النقل الاستشرافية هذه من كبسولات مضغوطة تدور في الهواء بواسطة مغناطيس في أنبوب منخفض الضغط، وبسرعة يمكن أن تصل إلى 1200 كيلومتر في الساعة.
ويعتمد هذا المفهوم على فكرة قديمة كشف عنها إيلون ماسك عام 2012، ولم ينطلق مباشرة في المغامرة، بل شجّع شركات ناشئة على تحقيق هذا الحلم.
يقول الخبير في سياسات البنية التحتية في جامعة كورنيل ريك جيديس "لقد مر الهايبرلوب بدورة تكنولوجية مألوفة للغاية، إذ كان هناك الكثير من الإثارة (حول وسيلة النقل هذه).. ولكن تبين أن ترجمتها عمليا أكثر صعوبة مما كنا نعتقد".
وفي أحدث التطورات على هذا الصعيد حتى الآن، توقفت شركة "هايبرلوب ون" عن العمل أخيرا، بحسب وكالة بلومبرغ. وغابت هذه الشركة النشطة للغاية في العادة عن السمع، ولم تستجب إدارتها والمساهم الرئيسي فيها لطلبات وكالة فرانس برس.
وبتمويل من ريتشارد برانسون مؤسس مجموعة فيرجن، أجرت شركة هايبرلوب ون اختبارات في صحراء نيفادا على رحلات بسرعة 387 كيلومترا في الساعة. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2020، نقلت الركاب لأول مرة بسرعة وصلت إلى 172 كيلومترا في الساعة فقط.
وبشكل أكثر سرية، تعمل شركة "ترانسبود" الكندية أيضا منذ سنوات على خط ركاب وشحن خفيف بطول 300 كيلومتر بين كالغاري وإدمونتون في غرب كندا.
وتبلغ قيمة هذا المشروع نحو 18 مليار دولار أميركي، ويأمل سيباستيان جندرون المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة "ترانسبود"، في رؤيته في الخدمة "قبل عام 2035".
وتمكنت الشركة بالفعل من جمع 550 مليون دولار من الصندوق البريطاني "بروتون كابيتال غروب" لتطوير أول قسم بطول 7 كيلومترات يهدف إلى "اعتماد التكنولوجيا".
ولكن رغم عمليات حشد الأموال والاتفاقيات المبدئية ودراسات الجدوى أو تطوير النماذج الأولية، ثمة ركود ظاهر بالنسبة لمختلف الشركات التي تنفذ المشروع، ولا يزال الخبراء يبدون تشكيكا في مآل الأمور على هذا الصعيد.
صحوة صعبةوكانت "هايبرلوب تي تي" (Hyperloop Transportation Technologies) -وهي شركة أخرى في كاليفورنيا مهتمة بهذا المفهوم- تعتزم إنشاء مسار اختبار في قاعدة عسكرية سابقة قرب مدينة تولوز في جنوب غرب فرنسا بمباركة السلطات المحلية، لكنها انسحبت من المشروع بصمت. ولا يزال موقعها الإلكتروني يعرض صورا استشرافية جديدة.
وكان من المقرر افتتاح أول خط تجاري بمناسبة المعرض الدولي "إكسبو 2020" في دبي. وفي الوقت نفسه تعرضت "ترانسبود" لانتقادات بسبب تأخرها في بناء مركز في درو بوسط فرنسا.
وتقول الشركة على موقعها الإلكتروني إنه تمت الموافقة على تصريح البناء في عام 2018، وكان من المقرر في البداية إجراء أول "اختبارات السرعة العالية" في عام 2020. لكن حتى الساعة، لا تزال الأعمال في بداياتها، وتأمل الشركة أن تتمكن من إصدار إعلانات في هذا الشأن خلال يناير/كانون الثاني الجاري.
ويقول المتخصص في مسائل النقل في شركة "ويفستون" الاستشارية جوليان جولي "إن ما يحدث هو نوع من الصحوة الصعبة"، مضيفا أنه "في السنوات الأخيرة كنا نؤمن بهذه التكنولوجيا، أما اليوم فقد بات الوضع أشبه بالاستيقاظ ما بعد الثمالة".
ووفقا له، يتوقع أن تواجه الشركات "عقبات تكنولوجية" عديدة، وأيضا عقبات في القضايا الأمنية. ويقول "برأيي فإن مستقبل هايبرلوب يكمن في القطارات الفائقة السرعة" الموجودة حاليا في العالم.
وبحسب سيباستيان جندرون يواجه هايبرلوب "صعوبة أولية ترتبط بالتمويل". ويقول "على الرغم من كل ما نسمعه من الحكومات والصحافة، فإن تمويل الابتكارات الثورية لا يزال صعبا للغاية"، مضيفاً أنه "عندما لا تعرف ما إذا كان الأمر ناجحا، لا أحد يريد أن يستثمر المال".
لكن الجميع لم يستسلموا بعد، ولا تزال بلدان تظهر "علامات اهتمام" بهذه التكنولوجيا، خصوصا في الشرق الأوسط، وفقا لما يؤكده رئيس شركة "ترانسبود".
واجتمعت في عام 2023 سبع شركات معا من أجل "تطوير صناعة هايبرلوب الناشئة نحو التسويق التجاري"، ويوضح رئيس شركة "ترانسبود" أن الهدف يكمن في إيجاد "تناغم" في المعايير و"توحيد" الطلبات المقدمة إلى الاتحاد الأوروبي.
ويقول الخبير في سياسات البنية التحتية في جامعة كورنيل ريك جيديس "لا يزال لدي أمل"، لكن "أعتقد أن تطوير الهايبرلوب سيحدث ببطء شديد وبخطوات صغيرة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی الساعة لا یزال
إقرأ أيضاً:
فكرة التكريم
“التكريم” رد جميل لعطاء سبقه، وفيه وفاء وإشعار للمكرَّم بأن عطاءه لم يذهب ولن يذهب عند رب البشر قبل البشر أنفسِهم.
والتكريم عمل إنساني وأخلاقي رفيع يعمل على إدامة العطاء والبذل.
غير أنك ترى أحياناً فهماً غير دقيقٍ لفكرة “التكريم” فتدخل فيه المجاملات والمعاملة بالمثل، وجعل التكريم (سُلّماً) للوصول إلى مكاسبَ معينة منها على سبيل المثال: الوصول إلى شخصية اعتبارية.
ولكثرة عمليات التكريم، فقدتْ هذه المفردةُ قيمتَها النبيلة السامية، لذلك هي دعوة نُطلقها هُنا على أمل ورجاء أن يتم وضع ضوابط وتقنين لفكرة التكريم بحيث لا تكون مطلقة .
وأبرز ما يمكن الإشارة إليه أن يكون التكريم لمن أنجز عملاً غير عادي، وقدّم للوطن ابتكاراً مميزاً، أو عملاً بحثياً قابلاً للتطبيق والانتاج الصناعي.
وبعبارة أخرى، ينبغي لمن يُراد تكريمه، أن يكون قد أنجز عملاً أو أعمالاً تضيف للوطن وللمواطن، لا أن يقتصر مُنجزه على تحقيق مكاسب شخصية له هو دون غيره.
في حفلات التكريم ينبغي أن يكون حفلُ جائزة الملك فيصل أنموذجاً يحتذى في التنظيم ومدة الحفل والكلمات بحيث لا تتعدى بحال من الأحوال دقائق الساعة.
حقيقة نقول لمن أراد أن ينظم حفل تكريم اختصر اختصر اختصر ويفترض ألا تزيد مدة الحفل عن 45 دقيقة.
نؤكد أن 80 % من نجاح أي حفل وأي ملتقى وأي مؤتمر، يكمن في التنظيم.
إنك لتعجب من أناس يصرفون الأموال في المناسبات ثم يقتصدون جداً في الصرف على طريقة التنظيم وجلب خبراء مهرة في التنظيم وضبط الحفل خاصة في مسألة الوقت، يظنون أن كل شخص قادر على التنظيم.
ولا يمضي أسبوع دون أن تُصدم بحفل صُرف الكثير من المال على الأكل فيه والشرب، وقليل القليل يُصرَف على التنظيم الدقيق ومسائل الصوتيات والإضاءة والتصوير والإخراج، لتكون النتيجة حفلاً باهتاً لا يترك أثراً إيجابياً على الحضور.
في بعض حفلات التكريم تكون الفكرة جميلة لكن تنفيذها يكون بدائياً.
كلمات طويلة وأفكار مكررة وكلٌ شخصٍ يريد أن تكون له كلمة.
ويزيد الطين بِلَّة عدم إيلاء الصوتيات الإهتمام الذي تستحقه.
ختاماً نقول: تنظيم الحفلات لا يتم بين عشية وضحاها، ولا بأسلوب الفزعة.
التنظيم علمٌ وفن، إن لم تصرف عليه ما يستحقه، فلن يجاوز أثره بوابة الخروج.
ogaily_wass@