كتبت هيام القصيفي في" الاخبار": حجبت حرب غزة الاهتمام عن ملفَّي النازحين السوريين وعودة خلايا أصولية إلى النشاط، مع تحذيرات من احتمالات استخدامهما لإشغال الساحة الداخلية.
ومنذ أسابيع، وصلت إشارات داخلية، وسياسية خارجية، عن ضرورة التنبه لملفَّي النازحين السوريين والتنظيمات الأصولية.
تلفت التحذيرات إلى أن في إمكان الأجهزة التي لا تزال تتمتع بحد أدنى من الصدقية والانضباط، وبدعم مادي وتنسيق من أجهزة صديقة، استباق أي توترات داخلية أمنية، منبهة إلى ما يمكن استخدامه لإشغال الساحة اللبنانية من خلال حلقتين أمنيتين.


ورغم عشوائية التعامل مع قضية النازحين وموسميتها، وهي الصفة الغالبة سياسياً لدى بعض القوى التي تحمل عنوانها بحسب المناسبات، إلا أن المشكلة تقع على الأجهزة الأمنية المعنية التي سُجل تراخٍ ملحوظ لديها على مستوى المعلومات والعمل الميداني.
فحتى الآن، ملف النازحين السوريين لم يتم التعامل معه جدياً، على مستوى التنسيق بين الأجهزة الأمنية، ولا بين هذه الأجهزة - وفي مقدّمها الجيش - والقطاعات والإدارات الرسمية المسؤولة. أصبح تقاعس هذه الأجهزة يشكل ظاهرة في حد ذاتها.
أما بالنسبة إلى التنظيمات الأصولية، فقد ترافقت إعادة تحريك بعض الساحات الأصولية في المنطقة مع تحذيرات أمنية للبنان. ورغم أن قوى سياسية معارضة قد لا تجد في هذه التحذيرات إلا مناسبة لحرف الأنظار عما يجري جنوباً، إلا أن التحذيرات التي تأتي من أكثر من مصدر خارجي تعطيها بعداً مختلفاً. والمشكلة التي تتكرر هي أن عدم الثقة بأجهزة أمنية في ملاحقة خلايا نائمة والكشف عنها، لذرائع سياسية، قد يكون سبباً في التقليل من أهمية هذه المخاطر الأمنية.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

هل ما زال من يزرع الفتنة بين السوريين مجهولا؟

منذ اللحظات الأولى لانعتاق السوريين من براثن الاستبداد والقمع والتنكيل، ووسط تلك الفرحة العارمة الجامحة التي امتدت لتشمل ربوع الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، ظل ذلك الجسم "الهجين" يحاول النبش لإيجاد ثغرات يتسلل منها، ويفسد بالتالي لحظات البهجة والسرور المنطقية لشعب تجرع وعانى من ويلات القتل والدمار لسنوات طويلة.

الوحدة ولمّ الشمل والقفز عن المصالح الضيقة وبالقدر الذي أثلج صدور محبي سوريا وأهلها؛ بقدر ما أجج نيران الغضب والحقد في نفوس الكيان السرطاني المتربص، وكان عليه فتح الدفاتر العتيقة لعل بقعة كريهة كتلك التي اعتاد أن يقتات منها سوف تقوده لبث بذور الفتنة وضرب مظاهر التآخي والتآزر التي طبعت عودة السوريين لوطنهم، وسعيهم الحثيث لوأد كل ما يعكر صفوهم ويعرقل تطلعهم نحو غد مشرق؛ لكن هل انتهى شهر العسل بهذه السرعة وفتحت الجروح القديمة دون سابق إنذار؟

بذور الفتنة:
من ينظر بعين الصدمة لما عرفته منطقتا أشرفية صحنايا وجرمانا في محافظة ريف دمشق سيكون شخصا "حالما" لا بل وغارقا في الرومانسية أيضا، بالنظر إلى السجل المتشح بالوساخة لمن يتربص بسوريا وأهلها، وتكفي مراجعة تصريحات أغلب المسؤولين في حكومة الكيان الغاصب لإدراك أن ما يحاك ضد البلد يثير المخاوف ويجعل مسؤولية السوريين مضاعفة في التفكير بوعي
المؤكد أن من ينظر بعين الصدمة لما عرفته منطقتا أشرفية صحنايا وجرمانا في محافظة ريف دمشق سيكون شخصا "حالما" لا بل وغارقا في الرومانسية أيضا، بالنظر إلى السجل المتشح بالوساخة لمن يتربص بسوريا وأهلها، وتكفي مراجعة تصريحات أغلب المسؤولين في حكومة الكيان الغاصب لإدراك أن ما يحاك ضد البلد يثير المخاوف ويجعل مسؤولية السوريين مضاعفة في التفكير بوعي منقطع النظير؛ لأن اللعب على وتر الفتنة سيكون الشغل الشاغل للعدو الذي لم يعد يخفي مطامعه، ولا يقتصر ذلك على مجرد خرائط مرسومة على البدل العسكرية بل أضحى حديثا ملموسا وروتينيا في وسائل إعلامه.

خطاب مهادن:

والسؤال المطروح هنا: هل ما زال مجديا التحلي بخطاب "مؤدب" و"مسالم" أمام شرذمة المجرمين هؤلاء؟ في فترة من الفترات قد نتفهم "تحفظ" القيادة السورية الجديدة في تبني أسلوب صارم ونجد لها بعض "الأعذار والمبررات" لا سيما في ظل سعيها لإرساء استراتيجيتها، وأيضا في ظل التربص الغربي المبالغ فيه بها ونظرات الشك والريبة التي تقابل بها؛ لكن اليوم اختلفت الموازين، والكيان الصهيوني لا يتوانى في توجيه ضربات عسكرية بوتيرة مستفزة وشبه يومية، ولعل استهداف محيط القصر الجمهوري أكبر دليل على أن المخططات خرجت للعلن وأن القادم سيكون أكثر تعقيدا، وأن لغة "التودد" التي يستخدمها بعض المسؤولين لم ولن تأتي أكلها، وستورط القيادة السورية أكثر فأكثر مع عدو لا يردعه سوى لغة القوة والوقوف ندا للند.

تسميم الوسوم:

لعل من أهم الأسلحة الفتاكة التي يستخدمها الكيان الصهيوني في الآونة الأخيرة هو النشاط المشبوه على مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال ما يطلق عليه "تسميم الوسوم" واللعب على زرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، من خلال انشاء كم هائل من الحسابات الوهمية بأسماء محلية وإطلاق العنان لتغريدات موجهة معدة بعناية فائقة "لاصطياد" الهدف المتمثل في الغالب في طائفة معينة، وإظهار مدى الشرخ والهوة الواسعة بين أطياف ومكونات البلد، لا أحد يعفي بعض الفئات المتهورة من المسؤولية لأن الوعي مطلوب وبشدة في هذه الظرفية الحرجة والحساسة التي سيتجاوزها السوريين برجاحة عقلهم وأخلاقهم التي يشهد بها العالم، وهي الضمان الرئيس الذي نراهن عليهما يفتح الباب لانخراط شرائح أوسع وبالتالي ضمان توسع شرارة النيران لتمتد لفئات أكبر، وهنا يأتي "الملاك الأبيض" الذي يحمي الأقليات كي يجد موطأ قدم أو "حجة دامغة"؛ للعبث بأمن وأمان البلاد والسعي لتنفيذ مخطط التفتيت والتقسيم الذي يراود خياله منذ عقود.

من هذا المنطلق صار على السوريين اليقظة التامة في وجه كل المساعي الخبيثة التي يروّج لها هؤلاء لزعزعة الاستقرار، والنيل من وحدتهم التي أبهرت العالم بعد سقوط النظام.

نظرية المؤامرة:

قبل أن نختم لا بد من التوضيح أننا لسنا من هواة ولا أنصار نظرية المؤامرة التي قد يتهمنا البعض بها؛ لكن الوقائع والمعطيات هي من تقول بأن الخطر القادم من الكيان الصهيوني هو التحدي الرئيس لمستقبل البلاد وأهلها. طبعا لا أحد يعفي بعض الفئات المتهورة من المسؤولية لأن الوعي مطلوب وبشدة في هذه الظرفية الحرجة والحساسة التي سيتجاوزها السوريين برجاحة عقلهم وأخلاقهم التي يشهد بها العالم، وهي الضمان الرئيس الذي نراهن عليه كمحبين لهذا البلد الغالي والشعب الأصيل الرائع. ومن هذا المنطلق نختم بمقولة جاءت على لسان شخصية "الحارث بن عباد" في مسلسل "الزير سالم" الذي كتب نصه المبدع ممدوح عدوان وأخرجه العبقري حاتم علي، حيث قال: "إنك لن تجدع بحرب بني قومك إلا أنفك، ولن تقطع إلا كفك".

مقالات مشابهة

  • استشهاد 15 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على مدرسة تؤوي النازحين
  • ضبط 370 قضية مخدرات خلال حملات أمنية
  • القضارف تودع فوجاً من النازحين إلى مناطقهم بولايتي الجزيرة والخرطوم
  • الشؤون الاجتماعية تبحث مع شؤون النازحين واللاجئين في البوسنة تعزيز ‏التعاون في المجالات الإنسانية ‏
  • “أمنية” و”جوبترول” تجددان شراكتهما الاستراتيجية في خدمات الاتصال والحلول الأمنية الرقمية
  • ثمّن الجهود المبذولة في خدمة المواطنين والمقيمين.. أمير منطقة الجوف يستقبل مديري الأجهزة الأمنية والإدارات الخدمية بمحافظة صوير
  • أمير منطقة الجوف يستقبل مديري الأجهزة الأمنية بمحافظة صوير
  • الإمارات تواصل حفر الآبار لتأمين احتياجات النازحين في غزة
  • انخفاض طلبات لجوء السوريين لدى الاتحاد الأوروبي لأدنى مستوى
  • هل ما زال من يزرع الفتنة بين السوريين مجهولا؟