مليون طفل تحت نيران قصف الاحتلال.. أحلام أطفال غزة البريئة: "بدنا نتعلم" (تقرير)
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
ورقة وقلم كتاب، هذه أسلحتهم التي يختبئون خلفها في مدارسهم، التي أصبحت جُملة ضمن استهداف طيران الكيان الصهيوني الغادر، مقاتلات السماء عجزت عن العقل فقتلت أبرياء لا يطمعون سوى بعيش آمن تحت ظل شجرة الزيتون، حتى هذا الحُلم بات مستحيلًا أمام خِسَّة عدو وصمت من أغلب قادة المجتمع الدولي. فعلى مرأى ومسمع من العالم صار شباب المستقبل أكفانًا وجثامين وأشلاء، يزفُّهم ذَوُوهُم إلى الموت، حيث مسواهُم الأخير، إن كان أهلوهم على قيد الحياة.
مليون طفل تحت نيران قصف الاحتلال.. أحلام أطفال غزة البريئة: "بدنا نتعلم".. في قلب الصراع الذي يعصف بـ قطاع غزة، داخل الشقيقة فلسطين، تتسابق أصوات الأطفال بين صدى القصف وشجن الأحلام المحطمة. يمثل مليون طفل في هذا القطاع الصغير، تحت نيران القصف المتواصل من قبل قوات الاحتلال، شاهدًا حيًا على مأساة لا تعرف البراءة.
في هذا التقرير، ننظر إلى حياة هؤلاء الأطفال وكيف يسعى الصغار إلى الابتعاد عن صخب الحروب ليحققوا حقهم الأساس في التعليم والطموح نحو مستقبل أفضل.
أحلام أطفال غزة البريئة: "بدنا نتعلم"مليون طفل تحت نيران قصف الاحتلال.. أحلام أطفال غزة البريئة: "بدنا نتعلم".. "بدنا نتعلم"، هو شعار يردده الأطفال الصغار في غزة وكأنهم يرسمون به خارطة طموحهم، وسط الأنقاض والخسائر. هذا التقرير يأخذنا في رحلة إلى قلوب وأرواح هؤلاء الأطفال أطفال غزة، حيث تتسلل الأمل والإصرار إلى أركانهم، رغم الظروف الصعبة والتحديات الكبيرة.
خلال الهدنة التي كانت في نوفمبر من العام المنصرم 2023، قال أطفال غزة: "حرمونا من التعليم.. بيستهدفوا المدارس.. بدنا نتعلم"، والتي كانت إثر معاناة من حرمانهم بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
فكانت تلك الهدنة التي ارتسمت بوساطة مصرية قطرية أمريكية لإطلاق سراح أسرى في قطاع غزة مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، الفرصة الأخيرة التي عبَّر خلالها أطفال غزة عن طموحهم غير المكتمل.
المدارس مراكز للإيواءمليون طفل تحت نيران قصف الاحتلال.. أحلام أطفال غزة البريئة: "بدنا نتعلم".. وبالتالي فقد تعطلت جميع المدارس في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، وحُرم نحو 608 آلاف طالب وطالبة من حقهم في التعليم المدرسي، كما استُخدم 70 مبنى مدرسيًا حكوميًا و145 مبنى مدرسيًا تابعًا لوكالة الغوث "الأونروا"، مراكز لإيواء النازحين في قطاع غزة.
كتب ملطخة بالدمكتب ملطخة بالدم.. تعكس هذه الكتب وحكاياتها الوجع العميق الذي تتسبب فيه الحروب، فالصفحات البيضاء التي يجسدها الورق تتحول إلى مساحات تشكل فيها أقلام الكتّاب والكتّابات شاهدًا على المعاناة والفقدان. إنها صفحات ليست فقط مغطاة بالحبر، بل بالدماء التي تذكر بأن الأزمات لا تمر على الأفراد دون ترك آثارها المؤلمة.
تحاكي هذه الكتب الواقع الصعب الذي يعيشه الأطفال والشبان والشيوخ في غزة، حيث يعانون من خسائر فادحة ويشهدون على فظاعة الحروب. يقوم الكتّاب بتسليط الضوء على التأثيرات النفسية والاجتماعية للقصف والدمار، محاولين إيصال رسالة عن الصمود والتصدي للمحن بوجوه ملؤها الأمل، حتى وسط أحداث لا تُنسى تنقلب صفحاتها إلى شهادات يُكتب بدمائها تاريخ المأساة والصمود.
على الرغم من المأساة الكبيرة والخسائر الجسيمة، يظل الكتاب في غزة يلوحون بصفحاتهم الملطخة بالدماء بمساحة للمقاومة والتعبير عن الروح الإنسانية المتمسكة بالأمل والتحدي. إن هذه الكتب تسعى إلى إيصال صوت الضحايا، لتصبح شاهدًا ينقل تفاصيل مريرة من واقع لا يمكن إنكاره، ويجسد رغبة الكتّاب في بناء مستقبل يخلو من الحروب والدمار.
بين مدارس بلا أطفال وأطفال بلا مدارسفي ظل النزاعات المستمرة والأزمات الإنسانية، يتسبب القصف والتهجير في واقع مرير يتسارع به تراجع حقوق الأطفال، خاصة في مناطق النزاع مثل غزة. يظهر هذا الواقع بوضوح في المدارس التي تصبح خالية من الضحايا الأبرياء، حيث تتحول الحقوق الأساسية للطفولة إلى ذكرى مؤلمة.
مصير الأطفال الذين يعيشون في مناطق تعاني من النزاعات يشهد على غيابهم عن مقاعد الدراسة، حيث تصبح المدارس محل تهجير وتدمير بدلًا من ملاذ للتعلم والتنمية. تتحول الألعاب والكتب إلى أمنيات بعيدة، والساحات المدرسية إلى مواقع للمأساة، حينما يتعرض أحلام هؤلاء الأطفال للتشويه تحت ضغط القصف والصراعات المستمرة.
في هذا الواقع المأساوي، يظل التحدي الرئيسي هو إيجاد سُبل لضمان حقوق الأطفال في الوصول إلى التعليم، وخلق بيئة آمنة تساعدهم على النمو والتطور. إن إحياء مدارس بلا أطفال يتطلب جهودًا دولية وشاملة لتوفير الدعم والحماية لهؤلاء الأطفال الضحايا، حيث يعتبر التعليم حقًا أساسيًا يجب الحفاظ عليه حتى في أصعب الظروف.
نشرت الصحيفة الأميركية "وول ستريت جورنال" تقريرًا مفصلًا حول تداول الدمار الذي تركه العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، مؤكدة على أن هذه الحرب، بعد 85 يومًا من القصف المتواصل، خلفت أثرًا يعادل أكثر الحملات التدميرية تداولًا في التاريخ الحديث.
وقد أبرزت الصحيفة أن إسرائيل قامت بإلقاء نحو 29 ألف قنبلة، محدثة دمارًا يقدر بنحو 70% من المساكن في القطاع. وأوضحت الصحيفة أن القصف لحق أضرارًا بالكنائس البيزنطية والمساجد ذات الطابع التاريخي، بالإضافة إلى تدمير مصانع ومراكز تجارية وفنادق فاخرة ومسارح ومدارس.
الهلال الأحمر الفلسطيني: 1.8 مليون فلسطيني نزحوا إلى جنوب غزة أحد مشايخ سيناء: مصر قدمت 75% من مساعدات غزة عبر معبر رفح تعطل الدراسةالدراسة متوقفة تماما في مدارس الأونروا – وغيرها – بسبب الحرب، وتخشى المنظمة من مشكلة سوف تواجهها بعد انتهاء الحرب، وهي فقدان التلاميذ لعام دراسي إضافي فضلا عن عامين فُقدا بسبب وباء كوفيد.
قالت المتحدثة باسم الأونروا، تمارا الرفاعي المتحدثة باسم الأونروا في تصريحات إعلامية لدينا "دعوة حازمة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لتجنب المزيد من الثمن الباهظ لهذه الحرب".
وأضافت: "أي حديث عن هدنة إنسانية أو ممرات إغاثة إنسانية لا يرقى لمستوى الكارثة التي يشهدها القطاع. يجب أن تتوقف هذه الحرب".
"عاش غريبا ودفن خارج غزة".. موكب مهيب لـ صالح العاروري لمثواه الأخير في بيروت (تفاصيل) مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة: الوضع في البحر الأحمر هو إسقاط مباشر للتطورات في غزةوتتعرض المدارس إلى قصف مستمر كان آخر استهداف المقاتلات الإسرائيلية مباني سكنية بأبراج عين جالوت ومخيم النصيرات ومدرسة تابعة لأونروا بمخيم المغازي، مخلفةً إصابات كثيرة.
وهنا تنهار أحلام الطفولة، فلم يحلُم الطفل الغزَّاوي بليل هانئ أو حالة طبيعية، فقط يريد أن يغمض عينيه لكي لا تريان قصفًا أو رصاصة تكتب مصيره؛ لترسله نحو المثوى الأخير، أو أن يبقى مُشردًا بين شبح الموت تحت الرُكام أو منبوذًا في العراء.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: قطاع غزة أطفال غزة وول ستريت جورنال مدارس الأونروا غزة تحت القصف أطفال غزة تحت القصف نيران قصف الاحتلال مدارس الأونروا عدد مدارس غزة فی قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
أطفال الصيف بين مطرقة الحاجة وسندان الإهمال
بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي ..
مع بداية كل صيف، تتكرر المشاهد ذاتها في شوارع المدن والأسواق العراقية أطفال يبيعون المناديل، ينظفون الزجاج، أو يعملون في الورش والطرقات تحت شمس لاهبة قد تتجاوز حرارتها الخمسين درجة مئوية. ليست هذه مجرد صور عابرة، بل هي دلائل صارخة على أزمة متجذرة عنوانها “عمالة الأطفال”، التي تتفاقم مع انتهاء العام الدراسي ودخول العطلة الصيفية.
في العراق، لا تقتصر عمالة الأطفال على كونها مخالفة للقانون أو انتهاكاً لحقوق الطفولة، بل تحولت إلى ظاهرة اجتماعية مقلقة، تتداخل فيها عوامل الفقر، ضعف الوعي، غياب الرقابة، وتراجع الخدمات الاجتماعية. ومع تزايد معدلات الفقر والبطالة بين الأسر العراقية، تُدفع أعداد متزايدة من الأطفال إلى سوق العمل في سن مبكرة، لا لشيء إلا للمساهمة في إعالة أسرهم، ولو على حساب صحتهم ومستقبلهم.
يواجه هؤلاء الأطفال، الذين يفترض أن يكونوا في الملاعب أو بين صفحات الكتب، مخاطر جسدية ونفسية جمة. فالتعرض للشمس الحارقة، والأعمال الشاقة، والمعاملة القاسية، كلها عوامل تؤدي إلى إنهاكهم جسدياً وتعريضهم لحوادث خطيرة. كما أنهم معرضون للاستغلال من قبل أرباب العمل أو حتى المتحرشين، دون أي حماية قانونية أو اجتماعية فعلية.
هنا يبرز دور الأسرة أولاً، كخط الدفاع الأول في حماية الطفل. فعلى الأهل أن يدركوا أن إرسال الطفل للعمل ليس حلاً للفقر، بل مدخلاً لدائرة أوسع من الحرمان والجهل. التعليم، رغم ظروفه الصعبة، يبقى طوق النجاة الوحيد لهؤلاء الأطفال نحو مستقبل أفضل. كما أن على الأسر المطالبة بحقوقها في دعم اجتماعي حقيقي يوفر لها الحد الأدنى من الكرامة، دون الحاجة إلى التضحية بأطفالها.
أما الحكومة، فعليها أن تتوقف عن التغاضي، وأن تتعامل مع هذه الظاهرة بوصفها قضية أمن اجتماعي وإنساني. المطلوب ليس فقط قوانين تُحظر عمالة الأطفال – فهذه موجودة أصلاً – بل تطبيق صارم لها، ومتابعة ميدانية، وتوفير بدائل حقيقية من خلال برامج صيفية تعليمية وترفيهية تحمي الأطفال وتشغل أوقات فراغهم بشكل مفيد. كذلك يجب دعم العائلات الفقيرة بمساعدات مالية مشروطة بعدم تشغيل أطفالها، كما تفعل بعض الدول في برامج الحماية الاجتماعية .
إن صيف الأطفال يجب أن يكون موسماً للراحة، للعب، للنمو، وليس ساحة عمل ومعاناة. ولعل الوقت قد حان لوقفة وطنية شاملة، تشارك فيها الدولة، الأسرة، ومنظمات المجتمع المدني، لإعادة رسم خارطة الطفولة في العراق، وإنقاذ جيل بأكمله من الضياع في الشوارع.
ختاما كل طفل يُجبر على العمل اليوم، هو مستقبل مهدور غداً.
انوار داود الخفاجي