#سواليف

كشف الأسير المحرر #سلطان_العجلوني عن جوانب مثيرة من حياة #الشيخ_الشهيد #صالح_العاروري وصفاته الشخصية وسماته القيادية الفذة – رحمه الله – خلال فترة زمنية قضاها بجواره في #السجن وخارجه، مؤكدًا أنه لم يكن رقمًا صعبًا فقط؛ بل كان معادلةً صعبة، ولم تنته هذه المعادلة باغتياله، بل المعادلة تتفاعل اليوم، وستكون مسرعًا لنضوج هذه المعادلة وهذا ما سنراه قريبًا بإذن الله تحديدًا في الضفة الغربية.

وقال العجلوني في لقاءٍ متلفز على “فضائية اليرموك” الأردنية، إنّ العزاء لأنفسنا والتهنئة للشهيد وذويه هذا الدرب الذي كان يسير فيه ويعلم نهايته وهو الذي طلب #الشهادة طيلة هذه السنوات وطيلة مسيرته.

وتابع بالقول: كثيرًا ما كنّا نتحدث مع الشهيد – رحمه الله – بضرورة أن يأخذ احتياطاته وكان يبتسم ويقول لنا: مشروع شهيد مثلي مثل أبناء شعبي، والحذر لا يرد القدر.

مقالات ذات صلة سارة نتنياهو تتهم عائلات الأسرى بدعم السنوار 2024/01/05

وأضاف أنّ الفقدان نحن من فقد الشهيد، وهو كسب الدنيا والآخرة بإذن الله، #فلسطين والأمة فقدته، وشخص مثل الشيخ صالح رحمه الله – ليس قائدًا في فصيل – تفكيره الإستراتيجي يتطلع دائمًا لهموم الأمّة.

العاروري الشامل الإستراتيجي

وروى العجلوني قصة تكشف شمولية شخصية العاروري وإستراتيجيته، قائلا: أذكر في عام 2011 عندما حصلت المجاعة في الصومال، وقمنا في الأردن بإطلاق حملة لإغاثة الصومال، اتصل بي وأرسل مبلغًا من المال، فقلت: أليست هذه الأموال مخصصة للمجاهدين في فلسطين، قال: وما الفرق بين أهل فلسطين وأهل الصومال، نحن أمّةٌ واحدة.

وشدد على أنّ “هذا الإنسان الشامل الإستراتيجي يعرف العدوّ تمامًا بأنّه وصل إليه في الوقت الضائع”.

وقال العجلوني: العدوّ يعرف جيدًا ما هو الغرس الذي غرسه الشيخ صالح العاروري، ويعرف أنّ ثمار هذا الغرس أثمر بعضٌ منها، والبعض الآخر على وشك النضوج في الضفة الغربية.

ولفت إلى أنّ “الشيخ صالح بتفكيره الإستراتيجي، شبّك بين الساحات، في جميع أماكن التواجد الفلسطيني، وأعادهم لخندق المقاومة كلٌ بطريقته، ليس فقط على المستوى الفلسطيني، توجه لكل الأحرار من الأمّة وخارجها، وجعلهم جزءًا من هذه المعركة”.

واستدرك بالقول: المشكلة عندما نتحدث عن الشهداء، أنّ الذي لا نستطيع قوله أكثر بكثير ممّا يمكن البوح به.

ماذا فقدت فلسطين باغتيال العاروري؟

وشدد الأسير المحرر على أنّ الفقدان للشيخ العاروري كبيرٌ جدًا، ولكن الأفكار لا تتوقف بموت حامليها، وإن ماتت فهذا دليل الفشل، ولكن هذا لا يصح في معادلة العاروري الذي ترك آلافًا من التلاميذ النجباء الذين سيتفوق بعضهم على أستاذه بإذن الله.

وتابع بالقول: هذا ما حصل بعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين واستشهاد كل القادة العظماء، هل توقف مد المقاومة أم ازداد؟

وقال العجلوني: هؤلاء الشهداء، عندما يرتقون، فإنّ دمهم يكون عاملاً مسرعًا لنجاح المعادلة التي وضعوها، وهؤلاء لا تحيا أفكارهم إن لم يرووها بدمائهم، وهذا ما حصل مع الشيخ العاروري.

صالح العاروري الإنسان

وروى العجلوني جانبًا إنسانيًا من شخصية العاروري فيقول: هذا الرجل العظيم كان “أمّا” لإخوانه، ولم يكن أبًا، وأنا عشت معه في غرفة واحدة، هو في الطابق العلوي للسرير، وأنا في الطابق السفلي، وهذه الصلابة التي تراها مقابل الاحتلال، كانت حنانًا متدفقًا على إخوانه، لا أستطيع أن أصف شخصيته بكلمات، إلا أن أقول كان (أمّا لإخوانه بحنيته وليس أبًا)، داخل المعتقل وخارجه.

ويلفت بالقول: بقي تواصله مع عدد كبير من إخوانه رغم كل انشغالاته، يتصل بنا، ويتواصل معنا، وكنا حتى وقتٍ قريبٍ نرتب لرحلة عائلية مشتركة، رغم كل انشغالاته.

موقف مطبوع في الذاكرة

وقال العجلوني: إنّ مسيرته كلها موقفٌ متواصل، والمتابعة والرعاية والاهتمام، بأدق تفاصيل إخوانه، دراستهم صحتهم، ولا أذكر أنّني مررت بوعكة صحية ولم يتحدث معي ولا أذكر أنّه مرت عليّ لحظة حزن أو فرح أو نجاح أو فقدان ولم يبادر بالاتصال بي، أين هو وأين أنا؟ لكنّه كان يتابع أخوانه بأدق تفاصيلهم وهذا ما ميزه، هذا الإنسان العظيم بتفاصيله العامّة والخاصة.

واستدرك بالقول: لذلك كان من الصعب على #الاحتلال الوصول إليه، لأنّ الذين معه يحبونه ولا ينقادون إليه كمسؤول، يحبونه محبة الأب والأخ الكبير قبل أن يكون القائد، وحدثني أحد الإخوة أنّه التقاه في سوبرماركت في أحد البلدان، فيخرج بنفسه رغم كل التحذيرات الأمنية، فهذا التواضع وهذه البساطة هي التي جعلت منه بهذه العظمة، إنسان بالفعل سبق زمنه، وبالفعل رؤيته الإستراتيجية أثمرت وستثمر أكثر بعد استشهاده.

وأضاف العجلوني: أذكر أنّ أكثر ما كان يميزه في الحوارات التي حضرتها في اجتماعات كانت تحصل أحيانًا، لمناقشات عامة، كان يقول: نحن حركة مقاومة ويجب أن نتعامل ونتصرف كحركة مقاومة، ولا نغرق في البيروقراطيات التي غرق بها غيرنا، فكان – رحمه الله – دائم التعلم من الآخرين.

ولفت إلى أنّ الثقافة الواسعة وسعة الاطلاع التي تجدها عنده، لا تجدها عند كثيرٍ من الخبراء، وليس عند السياسيين المنشغلين بالسياسة، في كافة مجالات الحياة، ولذلك استطاع أن يحدث نقلات نوعية في العمل السياسي المقاوم والعسكري، لأنّه لا تخلقه هذه الدوائر الضيقة والحالات البيروقراطية فكان يفكر خارج الصندوق ويتجاوز بعض الأطر ويثبت أنه ذو رؤية وذو بصيرة ثاقبة ورجل حصيف.

هل ستتأثر #ذالمقاومة؟

وحول الإجابة على هذا السؤال، قال العجلوني: من الأمور التي عايشها ووضعها داخل السجون الشيخ صالح ومروان عيسى وغيرهم، وتعرفها كل قيادات المقاومة الموجودة الآن، وهم يدرسونها حتى الآن، لمجرد إضراب عن الطعام كان هناك تسلسل قيادي ولجان ظل، فإذا عزلت إدارة السجن القيادة الصف الأول، فهناك صف ثاني وثالث ورابع إلى آخر أسير في المعتقل حتى لا يحدث فراغ.

وأضاف، “تخيل إضراب عن الطعام داخل سجن من أسرى مسلوبي الحريّة ومضيق عليهم داخل سجن فما بالك بالمقاومة في الخارج بكل هذه القدرات وهذه التجارب وهذه الخبرات”.

ويختم حديثه بالقول: لا يوجد مكان لا تُسدّ الثغرة فيه، لا تقلقوا على المقاومة، بل نقلق على انفسنا نحن، أين دورنا منها، وهل نبقى فقط متفرجين؟ نحن جزء من هذه المقاومة وكل حر في هذا العالم أيا كانت جنسيته ودينه وثقافته هو جزء من هذه الحرب مقابل الظلم، فلماذا لا نكون جنودًا فيها، نقاتل بالكلمة نقاتل بالعلم نقاتل بالمال.


المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف سلطان العجلوني الشيخ الشهيد صالح العاروري السجن الشهادة فلسطين الاحتلال الشیخ صالح رحمه الله هذا ما

إقرأ أيضاً:

الاعتصام بالله .. معركة الوعي التي تحدد معسكرك، مع الله أم مع أعدائه

في عالم تتقاذفه موجات الفتن الفكرية والدينية والسياسية، يبرز مفهوم الاعتصام بالله كقضية قرآنية مركزية تُعيد الإنسان إلى أصله الإيماني، وتحدد له بمن يجب أن يتعلق، ومن يجب أن يبتعد عنه. فـالقرآن الكريم لم يطرح الاعتصام كخيار إضافي، بل كمنهج نجاة ،  ﴿وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾.

توجيه إلهي صريح يُلزم الإنسان أن يعرف بمن يعتصم، حتى لا يجد نفسه من حيث لا يشعر معتصماً بأهل الباطل أو خاضعاً لهيمنة أهل الكفر. فالاعتصام بالله ليس مجرد شعور، بل موقف وخطّ وانتماء.

يمانيون / تقرير / طارق الحمامي

الاعتصام بالله يوقظ في نفس المؤمن حالة من الوجل الإيماني، خشية التقصير، وخشية الانزلاق إلى موالاة أعداء الله،  هذا الخوف البنّاء هو ما يرفع الإنسان إلى مستوى التعلق الحقيقي بالله، ويجعله يرى أن أي بديل أو ملجأ غير الله لا يعدو أن يكون سراباً، فالله سبحانه وتعالى  لم يجعل في علاقتنا به بديلاً عنه، والقرآن الكريم جعله الله سبحانه وتعالى كتاب توجيه وحركة، يعيد ارتباط الأمة بالله تعالى، وأن يمنع حصول أي انفصال بين الإنسان وبين الله، غير أن مساراً طويلاً من الانحراف في التاريخ الإسلامي أدّى إلى فصل القرآن عن الله، حتى أصبح كثير من الناس يتعاملون معه كمتنٍ روحي منفصل عن الواقع، وفي هذا يقول الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه : (( الله سبحانه وتعالى لم يجعل شيئاً بديلاً عنه في علاقتنا به، وحتى القرآن الكريم ليس بديلاً عن الله إطلاقاً, بل هو من أكثر ما فيه، وأكثر مقاصده، وأكثر ما يدور حوله هو أن يشدك نحو الله ، الله ليس كأي رئيس دولة، أو رئيس مجلس نواب يعمل كتاب قانون فنحن نتداول هذا الكتاب ولا نبحث عمن صدر منه، ولا يهمنا أمره، ما هذا الذي يحصل بالنسبة لدساتير الدنيا؟ دستور يصدر، أنت تراه وهو ليس فيه ما يشدك نحو من صاغه، وأنت في نفس الوقت ليس في ذهنك شيء بالنسبة لمن صاغه, ربما قد مات، ربما قد نفي، ربما في أي حالة، ربما حتى لو ظلم هو لا يهمك أمره. لكن القرآن الكريم هو كل ما فيه يشدك نحو الله، فتعيش حالة العلاقة القوية بالله، الشعور بالحب لله، بالتقديس لله، بالتعظيم لله، بالالتجاء إليه في كل أمورك، في مقام الهداية تحتاج إليه هو، حتى في مجال أن تعرف كتابه.{إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً}، ألم يتحدث القرآن عن التنوير، والنور, والفرقان، التي يجعلها تأتي منه؟ ليس هناك شيء بديلاً عن الله إطلاقاً)) .

 

فصل القرآن والرسول صلوات الله عليه وآله عن الله .. مسألة خطيرة صنعت ضلالاً واسعاً

أهل الظلال في تقديمهم الفهم المغلوط للقرآن الكريم، ساهموا في صناعة حالة من الانفصال بين القرآن والرسول صلوات الله عليه وآله وسلم، وذلك حين جعلوا السنّة في بعض مراحلها منفصلة عن مرجعيتها الإلهية.
ومع مرور الزمن، وصلت الأمة إلى حالة أكثر خطورة، انخفضت قداسة النبي صلوات الله عليه وآله وسلم في الوعي العملي،

بينما ارتفع تقديس الرواة والمحدّثين تحت مسمى علماء السنة، حتى غدا قولهم عند بعض الناس فوق النص ومرجعيته.

هذا المنحى أحدث تشويهاً في العلاقة بين المسلم ومصادر الهداية، وأن إعادة الأمور إلى نصابها تبدأ بإرجاع مركزية التوجيه إلى القرآن والرسول باعتبارهما متصلين بالله لا منفصلين عنه،

يقول الشهيد القائد رضوان الله عليه : (( الذين يقولون: قد معنا كتاب الله وسنة رسوله, نفس الشيء بالنسبة لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) هو هاديا إلى الله، أليس كذلك؟ هاديا إلى الله، فُصل الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) في ذهنية الأمة عن القرآن، وهو رجل قرآني بكل ما تعنيه الكلمة، فُصل عن القرآن، ثم قسموه هو فأخذوا جانباً من حياته، جانباً مما صدر عنه وسموه سنة، فأصبحت المسألة في الأخير: الله هناك، رسوله هناك! هناك بدائل نزلت: قرآن، وكتب حديث. ولاحظنا كيف أصبح الخطأ رهيباً جداً جداً في أوساطنا؛ لأننا فصلنا كتاب الله عن الله، وفصلنا رسول الله …  ))

 

طريق الأنبياء ..  طريق شاقة نحو الجنة

القرآن يؤكد أن طريق النجاة المؤدي إلى الجنة ليست سهلة ولا قصيرة، فهي طريق الأنبياء الذين حملوا الرسالة، وجاهدوا، وقدّموا النموذج العملي، والمواقف العملية ، مهما كانت هذه المواقف شاقة ، مهما كانت خطورتها ،  ولا سبيل للوصول إلى الجنة إلا أن يقيس الإنسان نفسه بميزان الأنبياء، وأن يجعل من رسول الله صلوات الله عليه وآله، معياراً لحركته وسلوكه وخياراته.

فالاعتصام بالله ليس مجرد خطاب نظري، هو منهج سلوك يبدأ من الداخل، ويترجم بالمواقف، والولاء لله تعالى ولرسوله والمؤمنين من أولياءه .

 

تحذير من واقع خطير .. كلام مع الله ومواقف مع أعداء الله

من أخطر الظواهر الدينية المعاصرة  تلك التي يظهر فيها الإنسان متديناً بلسانه أو قلمه، بينما مواقفه تميل إلى أعداء الله، هذه الازدواجية تشكل تهديداً لسلامة الإيمان، لأن القرآن يؤكد أن الموقف هو معيار الصدق، فالحديث عن الله لا يصنع إيماناً، ما لم يرافقه انتماء عملي إلى مواقف عملية تتجسد في الواقع جهاداً وتضحية، والكلمة ليست مجرد صوت، بل هي جهاد، غير أن خطورة الكلمة تتضاعف عندما تصبح خارج إطار الهداية، أو عندما تتحول إلى أداة تبعد الناس عن الله بدل أن تقرّبهم منه، أن تكون دعوة إلى الله تدفع الناس نحو الجهاد في سبيل الله بمعناه الشامل، الفكري، والعملي، والأخلاقي. فالكلمة المنفصلة عن هذا الإطار قد تُحدث ضجيجاً لا قيمة له.

 

التقوى .. البوصلة التي تمنع الانحراف وتردّ الإنسان إلى الله

التقوى في القرآن الكريم ليست مجرد حالة شعورية، بل منظومة وعي وسلوك،  وهي  قائمة على ثلاثة أسس،  المراقبة الدائمة لله، والحذر من التقصير، والخوف من العقوبة الإلهية.

فالإنسان الذي يغفل عن التقوى يعرض نفسه لغضب الله وسخطه، لأن التقوى هي جوهر الاعتصام بالله، وهي التي تحمي المؤمن من الانجرار إلى ولاءات منحرفة أو مواقف مضللة، يقول الشهيد القائد رضوان الله عليه : (( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران:102) القضية مهمة جداً يجب أن تخافوا من الله من أن يحصل من جانبكم تقصير فيها، أن يحصل من جانبكم أي إهمال، أي تقصير، أي تفريط, القضية مهمة جداً جداً، هو يقول لنا هكذا، يذكرنا بأن نتقيه فالقضية لديه مهمة، وبالغة الخطورة، وبقدر ما تكون هامة لديه، وبالغة الخطورة أي أنه سيكون عقابه شديداً جداً على من فرط وقصر فيها، فيجب أن نتقيه أبلغ درجات التقوى {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} أقصى ما يمكن فالقضية خطيرة جداً، وهامة جداً لديه، ولن يسمح لمن يقصر، لن يسمح لمن يفرط، لن يسمح لمن يهمل))

 

كيف سقطت الدول العربية والإسلامية في الضعف حين اعتصمت بأعدائها

تاريخ الأمة وواقعها المعاصر يقدم شواهد واضحة على أن التخلي عن الاعتصام بالله يقود بلا استثناء إلى الذلّ والضعف والتبعية.
فكثير من الدول العربية والإسلامية اختارت أن تجعل مصدر أمنها وسياساتها قائماً على الاعتماد على قوى الهيمنة المعروفة بمعاداتها للإسلام، واستبدال مرجعية القرآن بمرجعية الأجنبي، واختارت هذه الدول الاحتماء بغيرها عبر قواعد عسكرية، واتفاقيات أمنية، وتحالفات تُمنَح فيها السيادة للعدو المستعمر، والنتيجة ، فقدان الاستقلالية ،والعجز عن حماية نفسها، وهذه نتيجة طبيعية لأن الاعتصام بغير الله لا يجلب إلا الضعف.

 

ختاماً 

يقدم مفهوم الاعتصام بالله من خلال الرؤية القرآنية، مشروعاً لإعادة تشكيل الوعي الديني والوجودي للمسلم،  إنه ليس مجرد توجيه روحي، بل بوصلة حياة تحدد المعسكر الذي ينتمي إليه الإنسان، وتمنع اختلاط الولاء، وتعيد القرآن والرسول إلى مقام القيادة والتوجيه.

إن أخطر ما يواجه الأمة ليس فقدان المعرفة، بل فقدان المعيار، ومعيار النجاة  هو الاعتصام بالله وحده، والسير في طريق الأنبياء، والالتزام بالتقوى، والحذر من كل انحراف يلبس ثوب الدين بينما جذوره ممتدة نحو أعداء الله.

مقالات مشابهة

  • مشروعية زيارة الأماكن التي تحتوي على التماثيل
  • أهمية الحفاظ على الآثار التي يعود بعضها إلى العصر الإسلامي
  • الاعتصام بالله .. معركة الوعي التي تحدد معسكرك، مع الله أم مع أعدائه
  • "تجربة شخصية".. قراءة تشكيلية في الطبيعة والبيئة الريفية والبحرية لكفر الشيخ
  • أمن كفر الشيخ يكشف ملابسات فيديو مشاجرة البرلس
  • فيديو يوثق لحظة ودية بين العرموطي ووالدة ديما طهبوب في مجلس النواب
  • أجندة قصور الثقافة هذا الأسبوع.. انطلاق الملتقى الأول للطفل .. قوافل المسرح المتنقل بسيوة.. ومعرض تجربة شخصية بكفر الشيخ
  • قصة الفتاة التي بكت وهي تعانق البابا لاوون في بيروت
  • جواهر القاسمي تشهد تكريم 680 فائزاً بـ«جائزة الشيخ سلطان لطاقات الشباب»
  • برنامج دولة التلاوة يكرم الشيخ طه الفشني في حضور نجله.. فيديو