هل الصلاة على النبي جهرًا في جماعة بدعة يوم الجمعة.. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
جعل الله واسع الفضل للصلاة على النبي في عموم الأوقات وخصص يوم الجمعة بعظيم الفائدة، ولذا هناك من يصلي على النبي يومها في جلسات ذكر جماعية بصوت مرتفع مما يثير الجدل في مدي مشروعيتها والقول بأنها بدعة.
في هذا السياق أجابت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي في فتوى رقم 2875، ردًا على سؤال مضمونه عن مدى صحة مجالس الذكر الجماعي والصلاة على النبي ﷺ، فقالت أن مجالس الذكر الجماعية من العبادات المشروعة سواء داخل المسجد أو خارجه، وجعلها بدعة لا يتعدى كونه بدعه في حد ذاته، لأنه تضييق لما وسعة الشرع الشريف، ومخالف لما أنزل الله في الكتاب والسنة وهدى السلف الصالح.
حكم إقامة حلقات الذكر الجماعي بصوت مرتفع
تابعت الإفتاء أن الأمر الشرعي بذِكر الله تعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد ورد مطلقًا في كتاب الله، والأمر المطلق يقتضي عموم الأزمنة والأمكنة والأشخاص والأحوال، إذا فالأمر على الإتساع ولا يصح تقييده دون دليل.
أدلة الكتاب في الأمر بالذكر والصلاة على النبي ﷺ على الإطلاق
قوله تعالى في سورة الأحزاب: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا.وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا"وقوله تعالى في سورة الكهف: “وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ"وقوله تعالى في سورة الأحزاب: "إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"
أكدت الإفتاء أن العلماء أجمعوا على أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرضٌ على كل مؤمنٍ؛ لقوله عز وجل في سورة الأحزاب: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"، كما قال الأمام الباجي في شرح الموطأ الإمام مالك "وهذا الأمر لنا بالصلاة عليه لا يختص بمكانٍ ولا زمانٍ، هذا الذي ذهب إليه مالِكٌ.
أدلة السنة في الأمر بالذكر والصلاة على النبي ﷺ على الإطلاق
قال النبي ﷺ "يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً». قال العلامة ابن الجزري في "مفتاح الحصن الحصين".
أشارت الإفتاء إلى أن هذا دليل على جواز الجهر بذكر الله، وقد قال الحافظ السيوطي في (الحاوي للفتاوي) “والذِّكر في المَلَأِ لا يكون إلَّا عن جهر" وأنه قد تبين مِن هذه الأدلة مشروعيةُ الجهر بالذكر، وأنها ثابتةٌ بالكتاب والسنة وعمل الأمة سلفًا وخلفًا.
دلائل ما جاء في السنة بالجهر بالذكر على وجه الخصوص
ذكرت الإفتاء في فتواها عدة دلائل على تخصيص الجهر بذكر الله، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في التكبير في العيدين،وعن ابن عمر رضي الله عنهما: "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يخرج يوم الفطر والأضحى رافعًا صوته بالتهليل والتكبير حتى يأتي المصلَّى".
تابعت قائله، وماجاء في "صحيح البخاري" أن عمر رضي الله عنه كان يُكَبِّرُ في قُبَّتِهِ بمِنًى، فيسمعه أهل المسجد فيُكَبِّرُون، ويُكَبِّر أهل الأسواق حتى تَرْتَجَّ مِنًى تكبيرًا، مشيرًا إلى أن هذا ذكر صريح في الجهر بذكر الله التكبير بل وفي جماعة، لإن تجاج مِنًى لا يتأتى إلَّا بذلك.
جاء في صحيح البخاري وأن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهم كانا يَخرجان إلى السوق في أيام العشر يُكَبِّران، ويُكَبِّر الناس بتكبيرهما، كما قال ابنُ مسعودٍ رضي الله عنه: "يا زيد بن وهبٍ لا تَدَعْ إذا كان يوم الجمعة أن تصلي على النبي ألف مَرَّةٍ؛ تقول: اللهم صلِّ على النبي الأُمِّيِّ"
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: يوم الجمعة الإفتاء الصلاة على النبي دار الإفتاء المصرية النبی صلى الله علیه وآله وسلم والصلاة على النبی یوم الجمعة رضی الله النبی ﷺ فی سورة
إقرأ أيضاً:
ما يستحب للمضحى فعله بالذبيحة قبل الأضحية؟.. الأفتاء توضح
ما يستحب للمضحى فعله بالذبيحة قبل الأضحية؟ سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية.
وقالت عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك: إنه يستحب للمضحى فعل عدة أمور قبل الأضحية وهي:
1- أن يربط المضحي الأُضْحِيَّةَ في مكان ظاهر قبل يوم النحر بأيام إن تيسر له ذلك، وعلى ألا يضر غيره، لما فيه من الاستعداد للقربة وإظهار الرغبة فيها.
2- أن يعلق شيئًا في عنق الأضحية ليُعلَم أنها أُضْحِيَّة، ويغطيها بشئ صيانة لها؛ وذلك قياسًا على الهدي.
3- أن يسوقها إلى مكان النحر برفق وهدوء.
4- أن يعرض الماء على الذبيحة قبل النحر.
5- ويستحب أن يدعو فيقول: بسم الله، الله أكبر، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، اللهم منك وإليك، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا من المسلمين.
6- ينتظر حتى تسكن جميع أعضاء الذبيحة تمامًا قبل سلخها.
7- أن يأكل منها ويطعم ويدخر.
عيوب الأضحية
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنهيُشترط لصحة الأضحية أنْ تكون سالمة من العيوب، فلا تجزئ من الأضاحي، أولًا:العوراء البيِّنُ عَوَرُها، أي التي انخسفت عينُها، أمَّا التي عَوَرُها ليس ببيّن فتُجزئ.
وأضاف الأزهر في فتوى له ثانيًا من عيوب الأضحية : الأضحية المريضة البَيِّن مرضها، والمرض البَيِّن هو الذي يؤثر على اللحم بحيث لا يُؤكل كالجرباء، فإنها لا تُجزئ، ويُلحَق بالمريضة الشَّاة التي صُدم رأسُها بشيء، أو تردَّت من عُلو، فأغمي عليها.
وتابع من عيوب الأضحية:الأضحيةالعرجاءُ البيِّنُ ظلعُها، فإن كان العرج يسيرًا، فمعفو عنه، وضابط ذلك أنها إنْ أطاقت المشي مع مثيلتها الصَّحيحة، وتابعت الأكل والرعي والشُّرب؛ فهي غير بيِّنة العرج، وتُجزئ.
وواصل من عيوب الأضحية: الأضحيةالكسيرة، أو العجفاء التي لا تُنْقِي، وهي الهزيلة التي لا مخَّ في عظمها المجوَّف لشدة ضعفها ونحافتها، فهذه لا تُجزئ، وهذا يعرفه أهل الخبرة، وعلامة ذلك: عدم رغبة الشاة في الأكل.
واستدل على ما ذُكِر بقول سيدنا رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم-: «أَرْبَعٌ لَا يَجُزْنَ: الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا، وَالْكَسِيرَةُ الَّتِي لَا تُنْقِي». (أخرجه أبو داود والنَّسائيُّ).
ونبه على أن مَن اشترى أضحية ثمَّ انكسرت أو تعيَّبت فإنه يُضحِّي بها، ولا حرج عليه في ذلك ما دام غير مُفرِّط.
فضل الاضحية
فضل الأضحية عظيم عند الله، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عمَلًا أحَبَّ إلى اللهِ - عزَّ وجلَّ - مِنْ هراقةِ دَمٍ، وإنَّهُ ليَأْتِي يَوْمَ القِيامَةِ بِقُرُونِها وأظْلافِها وأشْعارِها، وإنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِن اللهِ - عزَّ وجلَّ - بِمَكانٍ قَبْلَ أنْ يَقَعَ على الأرْضِ، فَطِيبُوا بِها نَفْسًا»؛ الترمذي وابن ماجه.
فيغفر الله عند أول قطرة من دمها كل ذنب، عفَنْ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: قُلْتُ : أَوْ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذِهِ الْأَضَاحِيُّ؟ قَالَ: "سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ، قَالُوا: مَا لَنَا مِنْهَا؟ قَالَ: بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَسَنَةٌ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَالصُّوفُ؟ قَالَ: بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنَ الصُّوفِ حَسَنَةٌ».