إيران تعلن اعتقال عدد من المشتبه بهم في تفجيري كرمان وسط دعوات للانتقام
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
قال وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي إن الأجهزة الأمنية لبلاده قد اعتقلت عددا من المشتبه بهم في تفجيرين أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" مسؤوليته عنهما، في وقت بكى المشيعون على نعوش ضحايا انفجاري كرمان.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الحكومي مشيعون يرددون هتافات: "الانتقام الانتقام" خلال الجنازات التي أقيمت بمدينة كرمان والتي كانت مسرحا لتفجيري الأربعاء الماضي، اللذين كانا الأكثر دموية في إيران منذ الثورة الإسلامية في 1979.
وقُتل نحو 100 شخص في المدينة خلال مراسم إحياء ذكرى قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي قتلته طائرة مسيرة أمريكية بالعراق في 2020.
وجاءت التفجيرات وسط تصاعد التوترات الإقليمية واقتراب الحرب الإسرائيلية على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة من دخول شهرها الرابع.
في السياق، أعلن وحيدي في تصريح للتلفزيون الرسمي عن اعتقال عدد من المشتبه بهم. وقال دون الدخول في تفاصيل: "عثرت أجهزة الاستخبارات على أدلة مهمة للغاية على العناصر المتورطة في التفجيرات الإرهابية في كرمان، وتم اعتقال عدد ممن كان لهم دور في هذا الحادث".
وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" أعلن الخميس بأن اثنين من عناصره فجرا أحزمة ناسفة وسط الحشد الذي تجمع عند المقبرة في المدينة الواقعة بجنوب شرق البلاد.
وقال قائد الحرس الثوري حسين سلامي خلال مراسم تشييع الجثامين: "سنجدكم أينما كنتم"، في إشارة إلى التنظيم الجهادي المتطرف.
من جانبه، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في خطاب نقله التلفزيون: "أعداؤنا يرون قوة إيران والعالم كله يعرف قوتها وقدراتها. وستقرر قواتنا المكان والزمان المناسبين للرد".
وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" في 2022 مسؤوليته عن هجوم دموي في ضريح شيعي بإيران أسفر عن مقتل 15 شخصا، كما أعلن في 2017 مسؤوليته عن تفجيرين استهدفا مقر البرلمان وضريح آية الله روح الله الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية.
فرانس24/ رويترز
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج إيران انفجار هجوم إرهاب الشيعة قاسم سليماني الحرس الثوري الإيراني تنظيم الدولة الإسلامية تفجير الحرس الثوري الإيراني إيران الحرب بين حماس وإسرائيل قاسم سليماني الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا
إقرأ أيضاً:
ندوة تناقش خطاب التطرف لدى تنظيم «الإخوان»
أبوظبي: ميثا الانسي
نظمت جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، بمقرها في أبوظبي ندوة بعنوان «تنظيم الإخوان المسلمين: خطاب التطرف والتضليل»، ضمن ندواتها الفكرية الموجهة للمجتمع بهدف تعزيز الرؤى التي تتبناها دولة الإمارات، للحد من الأفكار الهدامة التي تتبناها التيارات المتطرفة، وتعزيز قيم التعايش والتسامح ونبذ الغلو والتطرف.
سلطت الندوة التي شارك فيها نخبة من أساتذة الجامعة، الضوء على خطاب الإخوان المسلمين، وكشفت توظيفهم للدين في خدمة مشاريع سياسية تتجاوز حدود الدولة الوطنية، وكشفت الرسائل المضللة التي ينتهجها تنظيم الإخوان المسلمين.
وأوضحت أثر التنظيم في تهديد بنية الدولة الوطنية وتقويض مفاهيم المواطنة، كما هدفت الندوة إلى تفكيك الأسس الفكرية التي يقوم عليها مشروع الإخوان من خلال تحليل مفاهيمه الدينية والسياسية، وتبيان مخاطر المشروع الإخواني على وحدة المجتمعات واستقرارها، إلى جانب دعم خطاب الاعتدال الديني والمؤسسات الدينية الرسمية في مواجهة الفكر المتطرف، وكشفت الندوة الممارسات الخطيرة التي يعتمد عليها تنظيم الإخوان في المجتمعات المسلمة.
وتناولت الندوة عدداً من الأوراق قدمها نخبة من أساتذة الجامعة، حيث جاءت الورقة الأولى بعنوان «الإخوان المسلمون وتحريف المفاهيم الدينية» قدمها الدكتور خليفة مبارك الظاهري مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، أكد فيها أن دولة الإمارات تواصل جهودها في تعزيز قيم التسامح والمواطنة وفي مجابهة جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، من خلال تفكيك بنيتها التنظيمية وضرب الأسس الفكرية للحفاظ على قيم السلام والوئام، وتعزز وعي المجتمع بما يقيه من الجهل والأفكار المغلوطة والشعارات الزائفة.
وقال إن الإسلام ليس نظرية سياسية ولا مشروع حاكمية ولا منظومة حزبية، فالإسلام دين محبة ورحمة وأخلاق جاء لتكريم الإنسان ونشر قيم السلام والوفاء والمحبة، وأضاف «نشأ تنظيم الإخوان الإرهابي متأثراً بالحركات العنيفة، مقتبسًا من النازية والسرية، فأسّس كتائب ومنظمات سرية، ونظَّر لفرض التغيير بالقوة تحت شعار تغيير المنكر.
وأشار الظاهري إلى أن الإخوان شبكة أيديولوجية ممتدة تتلون وتتشكل، تتخفى حينًا وتظهر حينًا آخر، لكنها تحتفظ بثوابت التخريب والانقضاض على الدولة مستغلة أزمات الشعوب، ومروّجة لخطاب الضحية، تارة باسم المظلومية، وتارة باسم الربيع.
وأضاف الظاهري أن جماعة الإخوان المسلمين قد ناصبت الدولة الوطنية العربية العداء منذ نشأتها، ورأت فيها عائقًا أمام مشروعها السلطوي، وحجر عثرة في طريق استيلائها على الحكم، ولم تعترف بأسس هذه الدولة ولا بمبادئها الحداثية، بل حاربتها، وعدّتها نقيضًا لتدينها المؤدلج، الذي اختصر الإسلام في رؤيتها الحزبية.
وأكد أنه لا ينبغي أن ننخدع بأي تبدل في خطابها، أو ما يُظهر من مرونة ظاهرية توحي بأنها تصالحت مع الدولة الوطنية أو قبلت بأسسها الحديثة، فذلك ليس إلا مظهرًا من مظاهر الخداع السياسي، والمخاتلة الأيديولوجية، غايته كسب التعاطف، واختراق المجتمعات، وتهيئة الطريق للوصول إلى السلطة.
وعرض الأستاذ الدكتور رضوان السيد عميد كلية الدراسات العليا في الجامعة ورقة بعنوان الدولة الوطنية ومواجهة التآمر الإخواني، لافتاً إلى أن جماعة جماعة الإخوان سعت منذ نشأتها إلى استخدام العنف بشتى أنواعه لبناء دولة الأمة على أنقاض الدولة الوطنية التي كانت ولا تزال خصمهم الرئيسي.
وقال إن الإخوان المسلمين تنظيم سياسي في جوهره يستغل المشاكل والتحديات الاقتصادية والاجتماعية في الدول، للوصول إلى السلطة وهدم الوطن تحت شعار تطبيق الشريعة وتحسين الأوضاع.
وأكد د.رضوان أن استخدام الدين ضد الدولة فيه ضرر على الدين والدولة معًا، وعلى الدين قبل الدولة.
إلى ذلك قدم الدكتور عدنان إبراهيم مستشار مدير الجامعة ورقة «الإخوان المسلمون والتهديد الفكري»، أوضح فيها أن تنظيم الإخوان يرى الدولة بمنظور عقائدي عابر للحدود لا يعترف بالوطن وحدوده الجغرافية، وهذا خلط خطير يقوم عليه الفكر المتطرف الذي يهدف لزعزعة الأوطان وقيم المواطنة. وقال «يجب على العلماء دعم حكوماتهم ودولهم في تعزيز الأمن والاستقرار والبناء والنماء وليس العكس، وعليهم مسؤولية فضح أسس الفكر المتطرف وتفكيكه وتحصين المجتمع ضده».
وتابع عدنان: تحرّك الجماعات الإرهابية المتطرفة دوافعُه الهيمنة والهوس بالسلطة، لا المشاريع الإصلاحية، وتنتهج في ذلك المراوغات الفكرية المضللة للتعبئة الحزبية.
وأشار إلى أن الفكر الإخواني المتطرف يفرض طاعةً عمياء تُفضي إلى سلب الحقوق، وإقصاء الآخر، ومصادرة الضمائر، وانتهاك حرمات الأوطان وتطبيق مبادئ الفكر الفاشي الإقصائي.
وفي ورقته بعنوان «مشروع الإخوان المسلمين التخريبي في المجتمعات المسلمة» قال الدكتور خالد الإدريسي عضو الهيئة التدريسية بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، «ترتكز الدوغمائية السياسية الدينية للجماعات المتطرفة على العنف ومخالفة ضوابط التدبير الأخلاقي، والارتزاق الحربي الديني ومواجهة الدولة ومبدأ علانية العمل وسرية التنظيم»، وأضاف «تم إهمال التحليل الجيو-سياسي والجيو -ثقافي في دراسة الجماعات المتطرفة لفهم ومواجهة التهديدات التي تسببها هذه الجماعات».