رأي اليوم:
2025-12-12@20:25:12 GMT

ديما ياسين: حلم بحجم وطن

تاريخ النشر: 16th, July 2023 GMT

ديما ياسين: حلم بحجم وطن

ديما ياسين احلامنا معلقة بين السماء والأرض، تطير بنا إلى محطات العمر المشتت بين أرض الوطن وارض الغربة وارض الاحلام. تطير بنا تائهة في السماء كالسفن التي لا مرسى لها. تحملنا منذ سنين من وطن إلى وطن، ومن مطار إلى مطار محملة في كل مرة أحلام اجيال جديدة لكل منهم حكاية وطن ضائع. نطير إلى بلدنا كالزوار الذي غادرناه باكرا في اول محطة من محطات حياتنا.

عدت إلى الوطن الذي وعدته بالرجوع ولو بعد سنين. واليوم احقق الوعد، عدت من حيث تركته، إلى البيت الذي تعلمت فيه معنى الحلم، طرقت بابه لاستأذن الدخول من جدرانه المهجورة، لا يسمع فيه سوى صوت الجرس وصدى ضحكات اهله، إلى الحي الذي عرفت فيه معنى الصداقة والى القرية التي عرفت فيها معنى  البساطة. نعم، حققت وعدي وعدت إلى الوطن الذي أقسمت بأن ادفن فيه. لم أجد شيئا”، لم أجد تلك الوجوه الفرحة التي كانت دائما” مرسومة حتى في أكثر الأيام ألما”. الوجوه اليوم باكية، ملامح إنسان محاه الحزن على وطن استسلم للموت بعد ان صارع المرض لسنوات طويلة. لم اجد البساطة التي كنت احلم بها كل يوم بل قصور معمرة تتنافس للوصول إلى قمم القرية العالية. ركضت تحت شتاء مدينتي كما كنت أفعل دائما، لم أشعر بلذة الشتاء ولا بقطرة الماء التي كنت اراقبها تنزل انا وابي لانها كانت تنزل على أرض محروقة، على وطن قاحل من المشاعر، لا أرى سوى المارة وفي عيونهم دموع مجمدة، محبوسة داخل أجسام تآكلها الحزن. مررت على مدرستي القديمة فوجدتها خالية من العلم، لا يقطع سكونها سوى صوت صدى استاذي يعلمنا القراءة والاملاء، وخيال الناظر يلوح بعصاه مهددا” كلما رآنا نضحك تحت الطاولة، لا يوجد سوى الكتب التي رميناها على الأرض فرحين بانتهاء العام الدراسي معلنين بدء فصل الصيف. أحسست بغصة و ندم على الأيام التي كبرت فيها ولمت نفسي وكأنني انا المسؤولة عن أقدارنا. لا شيئ بقى على حاله سوى الصورة التي طبعتها في رأسي وخزنتها في ذاكرتي لأنني بقيت على الوعد بأن أعود وأبدأ من حيث تركت كل شيئ. لم يبقى شيئ سوى شجرة اللوز التي اعتدت أن اجلس عندها انا وأبي. لم تكبر كما فعلت أنا، وكأن السنين لم تمر عليها ولم تغيرها كما فعلت بي. قاومت غزو الأيام والحياة المتقلبة وظلت مشبثة في الأرض تحرس ذكرياتنا وتغرس اصالتها في التربة التي تحضن أبي تحرسه لنا لأنها الوفية لأسرارنا وحكاياتنا وصديقة دربنا. شكوت لها أحوالي وسألتها عن وطني، وعن رائحة الارض والمطر، أين اختفى كل شيئ، لم تجاوبني، بل أهدتني حبة اللوز التي كنت دائما” أسرقها منها لعلمها بمحبتي لتلك العادة التي ما زلت أعشقها إلى اليوم. فجأة أحسست بأن أرض الوطن غربة وأرض الغربة وطن. وبأن وطني هو الحلم الذي تركته منذ سنين مخزن في ذاكرتي لم يتأثر بشيب شعري ولا بخطوط وجهي، فهو حلم تلك الفتاة الصغيرة العاشقة لحياة البساطة وحب الناس والوطن حتى ولم يعد هناك وطن فهو عزتي وملجأي ومدفني يوم مماتي.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

اختلى بالطفل ومارس عادته البغضاء.. حيثيات حبس المتهم بالاعتداء على الطفل ياسين

أصدرت محكمة جنايات استئناف دمنهور بمحافظة البحيرة، برئاسة المستشار أشرف عياد، حيثيات حكمها بالسجن 10 سنوات على المتهم بـ الاعتداء على الطفل ياسين بالبحيرة، وذلك بعد نظر استئناف الحكم على المتهم.


وحيث لم يرتضى المتهم ذلك الحكم، فطعن عليه بالاستئناف الراهن، وحيث تداول نظر الاستئناف أمام هذه المحكمة على النحو المبين بمحاضرها، والتي مثل بها المتهم بشخصه واعتصم بالإنكار بحضور الدفاع الحاضر معه والذي تمسك بسماع أقوال الطبيب الشرعى، وسماع أقوال كبير الأطباء الشرعين.

ونفاذا لذلك استمعت المحكمة لأقوال الدكتور ياسر محمد خيرى على بركات طبيب بمصلحة الطب الشرعى، والذى تمسك بما جاء بتقريره المودع بملف الدعوى، كما استمعت المحكمة للدكتور أيمن أحمد حسان إبراهيم رئيس قطاع الطب الشرعي وكبير الأطباء الشرعين بمصلحة الطب الشرعى، والدفاع الحاضر مع المتهم تمسك بما أبديا من دفاع ودفوع أمام محكمة أول درجة وشارحا للدعوى وشرح ظروف الدعوى وملابستها، وقدم حوافظ مستندات طالعتهم المحكمة ومذكرة بدفاعه طلب فيها صليا إلغاء الحكم المستانف والقضاء مجددا ببراءة المتهم من الاتهام المنسوب إليه تأسيسا على:.

- عدم كفاية أقوال الشهود الإثبات الواردة أقوالهم بتحقيقات النيابة العامة والمشار إليهم بأسباب حكم محكمة أول درجة و قصورها عن بلوغ حد الكفاية لإسناد الاتهام للمتهم الماثل.

-عدم كفاية النتيجة التي انتهى إليها تقرير الطب الشرعي وقصورها عن بلوغ حد الكفاية لإسناد الاتهام للمتهم.

- خلو الأوراق من أي دليل يقيني على حدوث الواقعة وعلى إسناد الواقعه للمتهم.

-واحتياطيا : إحالة المتهم للطب الشرعى للكشف عليه والوقوف على تاريخه المرضى والفصل فيها إذا كان قادرا على إتيان الأفعال التي حددها المجنى عليه في مثل ظروفه الصحية من عدمه وطلب القضاء ببراءة المتهم مما أسند له من اتهام.

وحيث أنه وعن موضوع الاستئناف بشأن الدفع بإحالة المتهم للطب الشرعي للكشف عليه والوقوف على تاريخه المرضى والفصل فيها،  إذا كان قادرا على إتيان الأفعال التي حددها المجنى عليه في مثل ظروفه الصحية من عدمه، فإن هذا الدفع قد جاء على غير سند صحيح من الواقع والقانون.

وكشفت المحكمة أن حالة الانتصاب ما هي الا تصلب يحدث في العضو الذكرى، وذلك عندما تملئ الأنسجة الشبيهة بالإسفنج داخل القضيب بالدم .

حيث في أغلب الأحيان تؤدى عمليه الانتصاب إلى تضخم القضيب والابتعاد عن الجسم، وأنه لا توجد علاقة مباشرة بين سن المتهم وعدم الانتصاب، فالأمران يختلفان في سياقات مختلفة الأولى يتعلق بالمسؤولية الجنائية،  بينمت يتعلق الثاني بالصحة الجنسية للرجال ، ولا توجد علاقة بين سن معين أو وقت معين يظهر فيه ضعف الانتصاب .

وبالنسبه للرجال هناك مشكلة في تحديد فترة سن اليأس في حين أنه لدى النساء يعرف ببداء فترة سن اليأس مع توقف الدورة الشهرية، ولكن عند الرجال ليس هناك أي حدث معين أو إصابة بالأمراض تشير إلى بداء فترة سن اليأس والقدرة الجنسية عند الرجال.

ولما كان القانون لم يشترط لثبوت جريمة هتك العرض دليل بعينه بل للمحكمة تكوين عقيدتها بالإدانة من كل ما تطمئن إليه عناصر الدعوى، فأن هذا الدفاع في غير محله، إذ هو في حقيقته لا يعدو أن يكون جدلاً موضوعياً في تقدير الأدلة واستخلاص ما تؤدى إليه مما تستقل به هذه المحكمة،  لما كان ذلك وكانت المحكمة قد اطمأنّت لأقوال شهود الأثبات واستخلصت منها أن المتهم انزوى بالطفل المجنى عليه داخل إحدى دورات مياه المدرسة، بعيدا عن الأعين وهتك عرضه عمدا بالقوة، وذلك بأنه امسك به وقيد حركته وضربه وكم فمه، وحسر عنه سرواله.

كاشفا عن عوراته، وصولا إلى تحقيق رغبته الجنسية الدنيئة وأتى بالفواحش المنكرة والقبائح الأخلاقية المحرمة، مكررا فعلته تلك اكثر من مره مستغلا في ذلك حداثه سن الطفل، وأنه من العاملين والأمناء على المدرسة التي يعمل بها ومن ثم يكون معنى الدفاع في هذا الصدد غير سديد متعيناً رفضه .

وحيث أنه بشأن عدم رد الحكم المستأنف علي ما أبداه أمام محكمة أول درجة من دفوع ردا كافياً، فإن ذلك غير سديد فالمحكمة و بمطالعتها لتلك الدفوع، و ذلك الرد بأن لها انه قد جاء بأسباب كافية لحمله إلى ما انتهى إليه من قضاء سائغا .. الأمر الذي يكون معه ذلك الحكم المستأنف سائغا موافقا لصحيح القانون بعد أن سايرت هذه المحكمة محكمة أول درجة في اطمئنانها إلى أدلة الثبوت في الدعوى، وتكوين عقيدتها من خلالها في موضوعها - في الوقت الذي جاء فيه أسباب هذا الاستئناف وعلي نحو ما سلف.

وهي التي خالفت ذلك الصحيح والحال كذلك القضاء في موضوع الاستئناف برفضه وتأييد الحكم المستأنف في لأسبابه ولما سلف من أسباب - شأن إدانة للمتهم مما أسند إليه من اتهام - إلا أن هذه المحكمة ترى من ظروف الدعوى وملابساتها النزول بالعقوبة المقضى بها على القدر المبين بمنطوق هذا الحكم - عملا بمفهوم الماده 417 فقرة (3) من قانون الإجراءات الجنائية المعدل .

وحيث إنه عن المصاريف الجنائية فالمحكمة تلزم المتهم - المستأنف - بها عملاً بنص المادة 314 من قانون الاجراءات الجنائية.

فلهذه الأسباب

بعد الإطاع على المواد سالفة الذكر.

حكمت المحكمة:.
بقبول الاستئناف شكلا وفى الموضوع بتعديل الحكم المستانف وبجعلة معاقبة المتهم  صبري كامل جاب الله،  بالسجن المشدد لمدة عشر سنوات والتأييد فيما عدا ذلك وألزمته بالمصاريف الجنائية.




مقالات مشابهة

  • المحكمة في قضية الطفل ياسين: إنكار المتهم لا ينال من ثبوت الجريمة
  • اختلى بالطفل ومارس عادته البغضاء.. حيثيات حبس المعتدى على الطفل ياسين
  • اختلى بالطفل ومارس عادته البغضاء.. حيثيات حبس المتهم بالاعتداء على الطفل ياسين
  • الحسين إربد ينهي عقد مدربه البرتغالي ماتشادو ويكلف بشار بني ياسين بقيادة الفريق
  • آسر ياسين.. طبيب بيطري
  • قبل انطلاقه.. محمود ياسين جونيور يكشف تفاصيل مشاركته في «وننسى اللي كان»
  • انضمام ياسين رضوان لاعب سيركل بروج البلجيكي لمعسكر منتخب 2009
  • ياسين رضوان لاعب سيركل بروج البلجيكي ينضم لمعسكر منتخب مصر 2009
  • ياسين براهيمي للجزيرة نت: إصابتي كانت مروعة
  • محمد فودة: توجيهات الرئيس السيسي تؤسس لتعليم وطني حقيقي.. ومحمد عبد اللطيف وزير بحجم التحدي