الوطن:
2025-07-29@23:27:31 GMT

الأنبا باخوم يكتب: ميلاد للأخوَّة والسلام

تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT

الأنبا باخوم يكتب: ميلاد للأخوَّة والسلام

نحتفل هذا العام بعيد الميلاد وسط أخبار موت ودمار، حروب وانقسامات، تدهور اقتصادى، ومخاطر جوع لشعوب. أحداث كلها تعبر عن أن إنسان اليوم أصبح عدواً لأخيه الإنسان، مصدر خطر، منه يجب أن نحتمى، ويجب أن نتصدى له. عدنا من جديد لنقطة الصفر؛ أخ يقتل أخاه، شعب يقتل شعباً، وأمة تقوم على أمة.

تصدّعت جدران الأخوَّة، وتشققت أسوار شفقة الإنسان ورحمته تجاه أخيه.

حسب إحصائيات الأمم المتحدة يدور بالعالم اليوم ما لا يقل عن ٨٠ صراعاً دموياً بين شعب وآخر وقبيلة وأخرى وتيارات مختلفة حتى فى نفس الوطن. نستطيع القول إنه قد حلت العداوة مكان الأخوَّة.

الأخوَّة، التى هى فى الواقع بعداً أساسياً للإنسان، وبدونها يصبح من المستحيل بناء مجتمع عادل وسلام صلب ودائم. بدونها نبنى عالماً تميّزه «اللا مبالاة» التى تجعلنا «نعتاد» ببطء على ألم الآخر وتعلقنا على أنفسنا ومصالحنا. بدون الأخوَّة لا يبقى لنا إلا الصراع. الأخوَّة أو الصراع.

بحسب كل الكتب المقدسة، نرى فى رواية الخلق أن البشر جميعاً أتوا من والدَين مشترَكين، آدم وحواء، اللذين خلقهما الله واللذين وَلدا «قائيين وهابيل».. نقرأ فى قصة هذه «العائلة الأولى» بداية المجتمع وتطور العلاقات بين الأشخاص والشعوب. كان «هابيل» راعى غنم، و«قائيين» يحرث الأرض، لكن هويتهما الأساسية هى أن يكونا أخوين. لكن بقتل «قائيين» لأخيه «هابيل» يرفض دعوة الأخوَّة هذه. ومن ذلك اليوم وحتى الآن وللأبد كل البشرية مدعوة لهذه الأخوَّة. ولكنها تبقى كوعاء خزفى رقيق مهددة دائماً بالإمكانيّة المأساوية لخيانتها.

ويبقى التساؤل مطروحاً: إلى متى؟ هل سيتمكن إنسان اليوم من تلبية دعوة الأخوَّة التى طبعها فينا الله؟ هل سيستطيع الإنسان أن يعود لمخطط الله الأزلى: كلنا إخوة؟ الجواب عن هذا السؤال هو شخصى، وأيضاً مجتمعى. هى إجابة يجب أن يعطيها كل شخص فى واقع حياته، ويعطيها كل مجتمع فى واقع صدماته وصراعاته وتطلعاته. إجابة تتطلب منا عملاً وجهداً وتضحية. مسيرة نبدأها مهما كانت اختلافاتنا وتوجهاتنا، طريق رسمه الخالق فى قلوبنا وعلى عقلنا فهمه وإرادتنا اتباعه. فلا سلام بدون أخوَّة ولا أخوَّة بدون رغبة فيها وقناعة بها. إنها الوسيلة الوحيدة لنحتفظ اليوم بإنسانيتنا.

ويأتى الميلاد إمكانية جديدة لهذه الأخوَّة. فرصة جديدة، بل دعوة إلهية. طفل يجمعنا، ويدعونا أن نعود ونلتف حوله كإخوة. ولادة طفل هى معجزة خلق أبدية، بها يبدأ الله تدخله من جديد فى البشرية، بدون تدخل رجل. طفل منه وليس من قدرة وقوة رجل. به يعود ويؤسس بشرية جديدة. بشرية أساسها الأخوَّة وهدفها السلام. طفل المغارة يواصل المشروع الأولى للإنسان أن يصبح أخاً، أخاً لكل إنسان. مشروع الأخوَّة يقرره الطفل ويتبناه، يرغبه ويحققه، ومعه كلنا إخوة.

بهذه الأخوَّة نبدأ مسيرة سلام. تتحلى بواجب التضامن، بواجب العدالة الاجتماعية، بواجب الحفاظ على البيت المشترك: عالمنا. بالأخوَّة نتغلب على الفقر، ونجد معاً سبلاً اقتصادية جديدة لخدمة الإنسان كل إنسان. بالأخوَّة نطفئ نار الحروب ونهدم جدران الفساد وحصون الجريمة. بالأخوَّة ننجو من حتمية الاقتصار على الواقعية الضرورية للسياسة والاقتصاد ونفتحها على بعد تسامى الإنسان ودعوته ورسالته. فيصبح الاقتصاد وسيلة ليحقق الإنسان ذاته وليس ليحقق فقط مصالح. وتصبح السياسة وسيلة ليحيا الإنسان كإنسان وليس كسيد.

يا طفل المغارة.. تعالَ ووحِّدنا

يا طفل المغارة.. تعالَ وازرع فينا هذه الرغبة: أخوَّة لنكون إخوة

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الكاتدرائية المواطنة البابا تواضروس

إقرأ أيضاً:

وزارة العدل تكشف جريمة جديدة للجيش السعودي بحق مواطنين يمنيين في جيزان

يمانيون |
أدانت وزارة العدل وحقوق الإنسان، بأشد العبارات، الجريمة الوحشية التي ارتكبها جنود من الجيش السعودي بحق أربعة مواطنين يمنيين من أبناء مديرية الظاهر بمحافظة صعدة، وذلك بعد اعتقالهم في منطقة جيزان وتعذيبهم بطرق وصفت بالهمجية واللا إنسانية.

وأكدت الوزارة، في بيان رسمي صدر اليوم الاثنين، أن المواطنين الأربعة تعرضوا لأبشع صنوف التعذيب، شملت الحرق المباشر والجلد المبرح، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية التي تجرّم التعذيب وتحرّم المعاملة المهينة.

وأشار البيان إلى أن الضحيتين يحيى مهدي شويان الصالحي ومحمد لابص عقبي تعرضا للتعذيب بالحرق، فيما تعرض كل من فارس محمد حسن عقبي ومحمد جابر علي عقبي للجلد المبرح، على أيدي جنود سعوديين دون مبرر قانوني أو أخلاقي.

واعتبرت وزارة العدل وحقوق الإنسان أن هذه الجريمة ليست حادثًا معزولًا، بل تأتي ضمن سلسلة من الانتهاكات المنظمة التي تمارسها السلطات السعودية ضد المغتربين اليمنيين وعمالهم على أراضيها، مشيرة إلى أن هذا الإجرام يتغذى على صمت دولي مريب وتواطؤ واضح من قبل منظمات تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان.

وأكدت الوزارة أن هذه الممارسات الوحشية تُشكّل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفقاً للقانون الدولي، محملة النظام السعودي المسؤولية الجنائية والقانونية والإنسانية الكاملة إزاء هذه الجريمة وجميع الجرائم السابقة بحق اليمنيين في الداخل السعودي.

ودعت الوزارة مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وكافة الهيئات والمنظمات الدولية والمحلية العاملة في المجال الحقوقي، إلى الإدانة الفورية لهذه الجريمة، والتحرك العاجل لفتح تحقيق دولي شفاف ومستقل، يكشف حجم الجرائم والانتهاكات المستمرة بحق اليمنيين داخل الأراضي السعودية.

وشدد البيان على أن الشعب اليمني يحتفظ بحقه الكامل في الدفاع عن كرامته وسيادة أبنائه بكل الوسائل المشروعة، وأن السكوت على مثل هذه الجرائم هو مشاركة فيها.

كما دعت وزارة العدل جميع الحقوقيين والنشطاء والإعلاميين إلى فضح هذه الممارسات، وتسليط الضوء على ما يتعرض له اليمنيون من إذلال وتعذيب وقتل داخل السعودية، مشيرة إلى أن ما يحدث يُمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي، ويعكس وجه النظام السعودي الذي تجاوز كل الحدود الأخلاقية والقانونية.

وأكدت وزارة العدل وحقوق الإنسان أنها بصدد اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة لملاحقة مرتكبي هذه الجرائم، والعمل على توثيق الانتهاكات ورفعها إلى المحاكم الدولية المختصة، لضمان عدم إفلات المجرمين من العقاب، وكشف جرائم النظام السعودي أمام الرأي العام الدولي.

مقالات مشابهة

  • القضاء يكتب السطر الأخير في فوضى خور عبد الله.. ما هو قانوني وما هو مزايدة
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (يوم في حياة كاتب)
  • الأنبا باخوم يلتقي الدفعات الخمس من تكوين شباب الميديا الكاثوليكي CYM
  • بلال قنديل يكتب: الاختيار
  • د. نزار قبيلات يكتب: فلسفة القيم
  • وزارة العدل تكشف جريمة جديدة للجيش السعودي بحق مواطنين يمنيين في جيزان
  • الأنبا باخوم يشارك في المسيرة الفرنسيسكانية الثانية والثلاثين
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (نحن…)
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (نشرة مشاعر)
  • أعاني من الكسل في العبادة فما علاج ذلك؟.. الإفتاء تجيب