خبراء .. زيارات بلينكن حماية لإسرائيل ولا ضمانات للفلسطينيين
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
فلسطين – يقول خبراء فلسطينيون، إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للشرق الأوسط تهدف إلى حماية إسرائيل، وعدم توسيع الحرب على الجبهات الأخرى.
وأوضح الخبراء، أن بلينكن لن يقدم للفلسطينيين والجانب العربي سوى وعود وكلام معسول دون ضمانات.
واستهل بلينكن الجولة في الشرق الأوسط بتركيا ثم الأردن وقطر وحاليا الإمارات، وينتظر أن يزور السعودية ومصر والضفة الغربية المحتلة.
ووصل بلينكن إسرائيل مساء الاثنين في زيارة تستغرق يومين، يجتمع خلالها بمجلس الحرب الثلاثاء، قبل أن يتوجه إلى رام الله بالضفة الغربية، غدا الأربعاء.
وتأتي هذه التحركات السياسية بينما يشن الجيش الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الأحد 22 ألفا و835 شهيدا، و58 ألفا و416 جريحا، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
** ملفات سياسية
مدير مركز يبوس للدراسات سليمان بشارات، قال إن “بلينكن يحمل في زيارته ملفات سياسية أكثر من أي زيارة سابقة للمنطقة، وهذا واضح من خط الزيارة التي بدأت بتركيا، وتشمل عدة دول قبل الوصول إلى إسرائيل والضفة الغربية”.
وأشار إلى أن بلينكن “يحمل طرحا على ما يبدو بشأن مستقبل الحرب على قطاع غزة، وبعدها الزماني، ومحاولة تخفيف الصراع وعدم توسع الحرب على الجبهات الأخرى”.
وأضاف أن بلينكن “يحمل ملفا سياسيا بشأن إدارة قطاع غزة ومستقبل إدارته، وهو ما دفع بالرئيس الفلسطيني محمود عباس للقاء نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة قبيل لقاء بلينكن الأربعاء، للتشاور والتوافق على الخطوط العريضة في أي طرح”.
بشارات قال: “نتحدث عن زيارة في مجملها الكامل تحمل ملفات سياسية بشأن الرؤية لحكم غزة، ومن المبكر الحديث عن وقف الحرب”.
واعتبر أن “الرؤية الأمريكية تسعى لتخفيض عمليات القتل في قطاع غزة، والذهاب إلى المرحلة الثالثة، والتي تتمثل بعمليات مركزة، وربما هذا هو التناغم الإسرائيلي الأمريكي في خفض عدد ضحايا الحرب مع إطالة عمرها”.
ولفت إلى أن “الدخول في المرحلة الثالثة يعني مزيدا من الاستهدافات وعمليات الاغتيال، يوازيها مسار سياسي بدأت تتبلور مخرجاته”.
وعلى الصعيد الفلسطيني، يقول بشارات إن بلينكن “سيدعم الموقف الفلسطيني الرسمي، وسيطلب من إسرائيل تسليم أموال المقاصة المحتجزة منذ 3 أشهر، وهذا الأمر يأتي لتعزيز ودعم السلطة الفلسطينية”.
وأضاف أن “لقاء عباس السيسي الاثنين، يأتي لتنسيق المواقف لطرح دور السلطة الجامع بين إدارة الضفة وغزة، وإعادة توحيد الأراضي تحت مظلة السلطة”.
وأوضح أنه “قد تقدم القيادة الفلسطينية طرحا لفتح حوار فلسطيني داخلي، لإعادة بناء المنظومة السياسية الفلسطينية، وربما يطلب من بلينكن الضغط على إسرائيل لخفض التصعيد في الضفة الغربية، حيث تصعد إسرائيل بشكل كبير، الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا على مستقبل السلطة”.
** حماية إسرائيل
الخبير أحمد عوض، يرى أن “زيارة بلينكن للمنطقة تأتي لحماية إسرائيل ومحاولة لإخراجها من ورطتها وأزمتها الداخلية والخارجية”.
وأضاف للأناضول أن “الزيارة أيضا تأتي لضبط شكل الحرب، وجعلها حربا منسية لا يلتفت أحد إليها، وبدأنا نسمع عن دخول الحرب مرحلتها الثالثة، أي حرب طويلة الأمد”.
وأشار إلى أن الزيارة تأتي “لمنع التهديد الإقليمي بتوسيع الحرب، وهذا يعطي إسرائيل مساحة لكي تقتل المزيد من الفلسطينيين، كما تأتي الزيارة لمحاولة إخراج مزيد من المعتقلين الإسرائيليين، في محاولة لتبييض صورة إسرائيل وإدارة بايدن أمام مجتمعها الأمريكي”.
وأضاف أن “واشنطن لن تقدم كثيرا للفلسطينيين، بل ستقدم لهم وعودا وتصريحات لا قيمة لها، في المقابل على القيادة الفلسطينية أن تطلب ضمانات لأي وعود من إدارة بايدن، وأن تقول ذلك بالصوت العالي”.
ولفت عوض إلى “إمكانية توسع الحرب على عدة جبهات”، مضيفا أن “التوتر سيد الموقف على الجبهة مع حزب الله، والحوثيين، كون بلينكن يأتي دون أن يقدم أي شيء للعرب، بل يأتي فقط من أجل دعم وحماية إسرائيل”.
** الانتخابات
بدوره، يرى أستاذ الإعلام في جامعة النجاح الوطنية فريد أبو ضهير، أن الزيارة “تهدف لتحسين صورة إدارة بايدن أمام ناخبيها قبيل الانتخابات الرئاسية (المقررة هذا العام)”.
وأضاف للأناضول أن “المؤشرات تشير إلى تراجع شعبية إدارة بايدن، لذلك فهي تسعى للعمل لتقليل أعداد الضحايا في الحرب على غزة، الأمر الذي قد يعد نجاحا للإدارة يحسن من صورتها”.
وأوضح أن “هذا ما يسمى بالمرحلة الثالثة من الحرب، والتي قد تدفع إلى إدخال مزيد من المساعدات إلى غزة، ما قد يرمم شيئا من صورة الإدارة الأمريكية”.
والاثنين، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، إن القوات الإسرائيلية ستتحوّل مما سماه “مرحلة المناورة المكثفة في الحرب” إلى “أنواع مختلفة من العمليات الخاصة”، دون تحديد موعد البدء بذلك، أو تفاصيل عن هذه العمليات، محذرا من أن “الفصل التالي من الحرب سيستمر مدة أطول”.
وفيما لم تعلن إسرائيل رسميا الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب، تقول تقارير إسرائيلية إن الأمر “سيكون على جدول أعمال لقاءات وزير الخارجية الأمريكي، الثلاثاء، مع مسؤولين إسرائيليين في تل أبيب”، في زيارة هي الرابعة لبلينكن منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: إدارة بایدن الحرب على
إقرأ أيضاً:
ترامب يبدأ غدا زيارة للمنطقة تشمل السعودية وقطر والإمارات
يتوجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب غدا الاثنين إلى المنطقة في زيارة تشمل السعودية وقطر والإمارات، ويأمل خلالها في أن يبرم على الأقل صفقات تجارية كبرى، في ظل الصعوبات التي تواجه تحقيق تسويات للنزاعات الإقليمية.
وأكد البيت الأبيض أن ترامب يتطلع لـ"عودة تاريخية" إلى المنطقة، في أبرز زيارة خارجية يجريها منذ عودته إلى البيت الأبيض مطلع العام الحالي، وستطغى عليها الحرب في غزة والمباحثات النووية مع إيران.
ويؤشر قرار ترامب مجددا تخطي الحلفاء الغربيين التقليديين واختيار دول الخليج كمحطة خارجية أولى له (باستثناء زيارته للفاتيكان للمشاركة في تشييع البابا فرانشيسكو)، إلى الدور الجيوسياسي المتزايد الذي تحظى به هذه البلدان الثلاثة، إضافة إلى مصالحه التجارية الخاصة في المنطقة.
وسيلتقي ترامب في الرياض قادة الدول الست لمجلس التعاون الخليجي، إلا أن جدول الزيارة الإقليمية لا يشمل إسرائيل، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط.
وتحث عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة ترامب على استغلال زيارته للمنطقة للضغط على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لإبرام صفقة تبادل، في حين يحتل الملف النووي الإيراني مرتبة متقدمة أيضا في جدول الأعمال.
إعلانوقال الخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى إن الملف الإيراني يعد أبرز الملفات التي تثير مخاوف إسرائيل في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمنطقة قد تسرع في التوصل إلى إطار عام أو مبادئ لاتفاق ترويجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل في ظل اشتداد الحرب في قطاع غزة.
وأضاف مصطفى في مقابلة مع الجزيرة نت أن فرض وقف لإطلاق النار على إسرائيل سينظر إليه داخليا على أنه نهاية للحكومة الإسرائيلية الحالية، الأمر الذي من شأنه أن يحدث تغييرات كبيرة على الساحة السياسية الإسرائيلية، لا سيما فيما يتعلق بمكانة الحكومة وأدائها.
وبعد هدنة لمدة شهرين في أعقاب حرب مدمرة شنتها إسرائيل على غزة استمرت أكثر من 15 شهرا استأنفت تل أبيب عدوانها في 18 مارس/آذار الماضي بعدما أطبقت في مطلع الشهر ذاته الحصار على القطاع ومنعت دخول المساعدات الإنسانية إليه.
وتسعى إسرائيل من خلال ذلك إلى الضغط على حماس للإفراج عن الأسرى الذين لا يزالون لديها، في حين تضع نزع سلاح الحركة ضمن شروطها للتفاوض، وهو ما تعتبره الحركة "خطا أحمر".
وأوضح الباحث أن أحد الأهداف الرئيسة لزيارة ترامب يتمثل في البحث عن مسارات لاستقرار المنطقة، والسعي لفتح آفاق سياسية لحل الملفات العالقة والمتوترة في البيئة الإقليمية، في إطار أجندات يسعى من خلالها لإنهاء التوترات.
وأشار مصطفى إلى أن هذه الزيارة تكتسب أهمية كبيرة، خصوصا في ظل ما تحمله من أجندات تدعو إلى التهدئة، مستشهدا بخطوات سابقة لترامب تمثلت في التوصل إلى اتفاق مع جماعة الحوثي في اليمن، وبدء مباحثات مع إيران، ووقف التصعيد بين باكستان والهند، وهي تحركات انعكست على مواقفه بشأن الحرب في غزة.
وبحسب مصطفى، فإن ترامب طرح تصورا سياسيا لإنهاء الحرب في قطاع غزة، يتضمن ملامح لما يعرف بـ"اليوم التالي لغزة"، متوقعا أن يتوافق هذا التصور إلى حد كبير مع تعديلات أُدخلت على المقترح العربي الذي نوقش في قمة القاهرة الأخيرة.
إعلانوختم الباحث بالقول إن الزيارة تحمل آفاقا فعلية لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وهو ما يجعل إسرائيل في حالة من القلق الشديد إزاء مواقف ترامب وتحركاته المرتبطة بهذا الملف الحساس.
وكان البيت الأبيض أعلن مؤخرا أن ترامب سيزور السعودية وقطر والإمارات من 13 إلى 16 مايو/أيار الحالي.