تحمل رفاتا وحمضا ونوويا لرؤساء أمريكيين.. مركبة بيريغرين التي فشلت بالهبوط
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
نشر موقع "لايف سيانس" تقريرا للصحفي بن تيرنر قال فيه إن أول مركبة فضائية أمريكية تحاول الهبوط السلس على سطح القمر منذ أكثر من 50 عاما، تعرضت إلى خسارة فادحة في الوقود الدافع، ما أدى إلى فشل مهمتها.
وانطلقت المركبة الفضائية بيريغرين، المملوكة لشركة "Astrobotic Technology" الأمريكية الخاصة، من كيب كانافيرال بولاية فلوريدا، على متن صاروخ فولكان في الساعة 2:18 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم الاثنين الماضي.
واجهت مهمة الوصول للقمر صعوبات فنية منعت المركبة الفضائية بيريغرين من توجيه ألواحها الشمسية نحو الشمس، بعد ست ساعات فقط من الرحلة.
ومع تضاؤل طاقة بطارية المركبة، وجد المهندسون حلا مكنهم من إمالة المركبة وشحن الألواح.
لكن الأخبار السيئة جاءت في التحديث الرابع من الفريق، حيث حدث تسرب في المركبة الفضائية، ما أدى إلى فقدان وقود الصاروخ اللازم للهبوط على سطح القمر.
وقال ممثلو أستروبوتيك في بيان، "لسوء الحظ، يبدو أن الفشل في نظام الدفع يتسبب في خسارة فادحة للوقود.
ويعمل الفريق على محاولة تثبيت هذه الخسارة، ولكن بالنظر إلى الوضع، فقد أعطينا الأولوية للحصول على أكبر قدر من العلوم والبيانات التي يمكننا جمعها".
لقد أحبط هذا الخطأ أول جهد أمريكي منذ عام 1972 - وأول رحلة تجارية على الإطلاق إلى القمر، تحاول الهبوط الآمن على سطح القمر.
ويعني ذلك أن حمولتها التي تحتوي على رفات العديد من أعضاء فريق "Star Trek" والحمض النووي لرؤساء الولايات المتحدة السابقين ستُفقد في الفضاء.
وكانت المركبة الفضائية التي يبلغ وزنها 1.3 طن (1.2 طن متري) بحاجة إلى إعادة توجيه محركها لإطلاق نفاثات متقطعة متحكم بها أثناء هبوطها على القمر. وكان من المقرر أن تتخذ بيريغرين مسارا دائريا إلى مكان الهبوط النهائي، حيث يفترض بداية أن تقوم بمحاولة الهبوط في 23 شباط/ فبراير.
ومن المقرر أن تقوم مركبة الهبوط بنشر خمس حمولات تابعة لناسا (كلفت الوكالة 108 مليون دولار لتجهيزها) و15 تجربة أخرى على القمر.
وذكر التقرير، أنه تم تصميم الأدوات "التي تشمل أجهزة لقياس مستويات الإشعاع والجليد السطحي والمجالات المغناطيسية" لجمع البيانات حول موارد القمر والمخاطر المحتملة على السكن البشري.
ومن المثير للجدل أن المركبة الفضائية تحمل رفاتا بشرية، بما في ذلك رفات كاتب الخيال العلمي آرثر سي كلارك ومؤلف ستار تريك المبدع جين رودينبيري وزوجة وابن رودينبيري ونيشيل نيكولز وجيمس دوهان وديفورست كيلي، الذين لعبوا أدوار نيوتا أوهورا ومونتغمري سكوت والدكتور ليونارد ماكوي، على التوالي، في مسلسل الخيال العلمي الكلاسيكي.
وتم تخزين عينات من الحمض النووي لرؤساء الولايات المتحدة جورج واشنطن، ودوايت أيزنهاور، وجون إف كينيدي، ورونالد ريغان، إلى جانب الرفات.
ولكن مع بقاء 40 ساعة فقط من الوقود الدافع في المركبة الفضائية، فإن الهدف المحدث لشركة أستروبوتيك هو جعل مركبة الهبوط قريبة من القمر قدر الإمكان.
وقال ممثلو أستروبوتيك: "في هذا الوقت، الهدف هو جعل بيريغرين أقرب إلى المسافة القمرية قدر الإمكان قبل أن تفقد القدرة على الحفاظ على موقعها الموجه للشمس وتفقد طاقتها لاحقا".
وتعد شركة أستروبوتيك، الشركة الأولى من بين ثلاث شركات أمريكية ترسل مركبة هبوط إلى القمر هذا العام، إلى جانب شركتي Intuitive Machines وFirefly Aerospace، حيث دخلت في شراكة جديدة بين القطاعين العام والخاص مع وكالة ناسا، والتي سترسل خمس بعثات أخرى إلى القمر في عام 2024.
وترى الشراكة أن وكالة ناسا تعمل بمثابة "الزبون"، حيث تأخذ مقعدا خلفيا للشركات فيما يتعلق بتصميم المركبات الفضائية وتخطيط المهام - وهو ترتيب تقول وكالة ناسا إنه سيخفض التكاليف، ويعزز سرعة التطوير، ويشجع الابتكار. وعلى هذا النحو، ذكرت ناسا أنها تستطيع تحمل بعض الإخفاقات، ومع ذلك فإن خسارة المهمة لا تزال كبيرة.
وقال توماس زوربوشن، المدير المساعد لمديرية المهام العلمية التابعة لناسا، في مؤتمر صحفي عام 2019: "سنعمل على تحفيز سرعة الإنجاز بالتمويل". وقال زوربوشن في مقابلة عام 2022: "نريد أن نبدأ في التسديد نحو المرمى
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
إنترسبت: إسرائيل تستخدم الجوع سلاحا وآلية توزيع المساعدات فشلت
أكد موقع إنترسبت الأميركي، أن إسرائيل دأبت على استخدام المساعدات كسلاح منذ فترة طويلة في حربها على غزة، وتكثف ذلك بعد فوز حركة حماس في انتخابات 2006، واستمر هذا النهج خلال اجتياح إسرائيل الأخير للقطاع بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتابع الصحفي جونا فالديز في تقريره، أن خطر المجاعة ينتشر في أنحاء القطاع المحاصر حيث يعاني واحد من كل خمسة فلسطينيين من خطر الموت جوعا، وأضاف أن أكثر من 9 آلاف طفل عولجوا من سوء التغذية هذا العام فقط، بينما أعلن عن وفاة 29 طفلا ومسنّا بسبب الجوع.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مبعوثة أممية: لن نشارك بآلية مساعدات لغزة تنتهك المبادئ الإنسانيةlist 2 of 2لقمة تحت النار.. كيف تتعمد إسرائيل استهداف تكايا الطعام في غزة؟end of listوتابع الكاتب، إنه وخلال الأسبوع الأول من عملية "مركبات جدعون"، هُجّر أكثر من 180 ألف فلسطيني وفقا لأرقام الأمم المتحدة، كما قتل المئات في غارات إسرائيلية متواصلة.
لحظة هروب عناصر المساعدات الأمريكية بعد إطلاق الاحتلال النار غرب رفح جنوب قطاع غزة pic.twitter.com/5AOiUI0TKx
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) May 27, 2025
هندسة الجوعونقل الكاتب عن رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده قوله، إن القيود الإسرائيلية على المساعدات تذكر بدراسة عسكرية إسرائيلية أجريت عام 2008، تحدد فيها الحد الأدنى من السعرات الحرارية اللازمة للفلسطينيين. وعلق عبده على ذلك: "نحن نتحدث عن إدارة الجوع، أو هندسة الجوع، وهذا يخدم -في النهاية- الأجندة الإسرائيلية".
إعلانوأكد فالديز، أن آلية المساعدة بإشراف "مؤسسة غزة الإنسانية" تتجاوز الأمم المتحدة التي يعمل لديها الآلاف في قطاع غزة. وكانت الهيئة الأممية مسؤولة بدرجة كبيرة عن إيصال الإمدادات طوال الحرب، وانتقدت منظمات إغاثة دولية خطة المساعدات الجديدة، معلنة رفضها أن تكون طرفا في تهجير الفلسطينيين.
و"مؤسسة غزة الإنسانية" هي شركة أميركية يقع مقرها الرئيسي في جنيف بسويسرا وتأسست في فبراير/شباط 2025 قائلة إنها تهدف إلى "تخفيف الجوع في قطاع غزة"، وذلك عبر إيصال المساعدات للغزيين مع "ضمان عدم وقوعها بأيدي حركة حماس". وبدأت تنشط أواخر مايو/أيار من العام نفسه.
ويوضح الكاتب فالديز، أن الشركة الأميركية واصلت حتى بداية الأسبوع تقديم المساعدات، وتولت الحراسة شركات أمنية أميركية مثل "سيف ريتش سولوشنز"، و"يو جي سولوشنز". وبحسب نيويورك تايمز، يقود الشركة الأولى ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) يدعى فيليب رايلي، وقام بتدريب الكونترا اليمينية في نيكاراغوا في الثمانينات، وشارك في مهام بأفغانستان عام 2001.
استقالةوصرح عبد الوهاب حماد -مدير مكتب غزة في جمعية جهود الإنسانية الفلسطينية- لإنترسبت، أن الفلسطينيين يثقون فقط في المنظمات المدعومة من الأمم المتحدة، وقال: "لا يمكنك استبدال نظام إنساني بنقطة تفتيش وتتوقع السلام، لأن ما يحدث هو عمل خيري تحت سيطرة عسكرية، والناس جاؤوا إلى هناك فقط بدافع اليأس".
ومع بداية هذا الأسبوع، أعلن المدير التنفيذي لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعومة أميركيا، استقالته فجأة وفورا.
وفي بيان صادر عن المؤسسة، الأحد، أوضح المدير التنفيذي جيك وود، أنه اضطر للاستقالة والمغادرة بعدما تيقن أن المنظمة لا تستطيع إنجاز مهمتها مع التزامها بـ"المبادئ الإنسانية"، وأشار إلى أن تنفيذ خطة الدعم يبدو مستحيلا دون الإخلال بالمبادئ الإنسانية الأساسية من حياد وعدم تحيز واستقلالية، وهي مبادئ قال، إنه لن يتنازل عنها.
إعلانوفقدت الشركة الأميركية، المدعومة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، في قطاع غزة سيطرتها على مركز المساعدات الذي افتتحته في رفح جنوبي القطاع، الثلاثاء، وأطلقت قوات الاحتلال النار بعدما تجمعت حشود من الفلسطينيين في الموقع، حيث ارتقى عدد من الشهداء، وأصيب آخرون بجروح.
وفي تصريح للجزيرة نت، قال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل ثوابتة، إن فلسطينيين أصيبوا بعد تدخل قوات الاحتلال الإسرائيلي وإطلاقها النار في الموقع.
وأكد أن مشروع الاحتلال لتوزيع المساعدات على ما يسمى بالمناطق العازلة قد فشل فشلا ذريعا وفقا للتقارير الميدانية، مبرزا أن "آلاف الجوعى الذين حاصرهم الاحتلال وقطع عنهم الغذاء والدواء منذ نحو 90 يوما" اندفعوا إلى تلك المناطق "في مشهد مأساوي ومؤلم انتهى باقتحام مراكز التوزيع والاستيلاء على الطعام تحت وطأة الجوع القاتل، وتدخل قوات الاحتلال بإطلاق النار وإصابة عدد من المواطنين".