لاتزال المأساة التي تعيشها أسرة المراسل الشهير وائل الدحدوح، بعد سقوط عائلته واحدًا تلو الآخر في قائمة شهداء غزة، في ظل الحرب الشنعاء التي يشنها الاحتلال الصهيوني على مدار أكثر من 3 أشهر، تلقي بظلالها على العالم.

استهداف الصحفي حمزة الدحدوح، النجل الأكبر لوائل الدحدوح بعد أسابيع قليلة من استشهاد زوجته واثنين من أبناءه وحفيده، فضلًا عن عدد كبير من عائلته، كان له تأثير كبير خلال الساعات الماضية.

نجلة وائل الدحدوح تنشر فيديو مؤثر لشقيقها قبل استشهاده

ورغم صمود وائل الدحدوح واستمراره في عمله رغم فقدان أبناءه وزوجته من أجل نقل حقيقة ما يحدث في غزة، أثارت نجلته خلود تعاطف الملايين، بعد استشهاد أشقائها في الحرب.

«شهيد يحمل شهيد»، فيديو مؤثر نشرته خلود الدحدوح عبر خاصية ستوري على حسابها الرسمي على موقع الصور الشهير «إنستجرام»، خلال الساعات الماضية، لشقيقها حمزة وهو يحمل ابن شقيقه الذي استشهد أيضا وهو عمره شهور.

ماذا قالت نجلة وائل الدحدوح في وداع شقيقها حمزة؟

«يشهد الله إنك كنت أحن وأحسن أخ بالدنيا كلها»، هكذا علقت خلود الدحدوح على المقطع المصور لشقيقها قبل استشهاده، مضيفة: «الله يرحمك يا حبيبي ويجعل قبرك روضة من رياض الجنة».

وتعد قصة وائل الدحدوح واستهداف أسرته، ومحاولة استهدافه التي كشف عنها مؤخرا، من أجل منعه من نقل حقيقة الحرب الشنعاء في غزة من جانب الاحتلال الإسرائيلي، واحدة من أكثر القصص المأساوية التي يعيشها قطاع غزة منذ يوم 7 أكتوبر الماضي، الذي شهد اندلاع الحرب، عقب تنفيذ الفصائل الفلسطينية لعملية «طوفان الأقصى».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الدحدوح وائل الدحدوح حمزة الدحدوح غزة حرب غزة وائل الدحدوح

إقرأ أيضاً:

كريم وزيري يكتب: أرباح الحروب التي لا نراها في نشرات الأخبار

في كل حرب، تتجه الأنظار نحو الجبهات، نحو الدبابات التي تزمجر، والطائرات التي تمطر، والجنود الذين يسقطون على أطراف الخرائط، لكن قليلون من ينظرون خلف الكواليس، حيث تجلس الأطراف الرابحة في صمت، تتابع المشهد من شاشات تحليل البيانات أو مكاتب صفقات السلاح، تحتسي قهوتها بهدوء بينما تُعد الأرواح على الأرض مجرد أرقام في تقارير الأداء، ومنذ الحرب العالمية الأولى وحتى أحدث صراع في أوكرانيا أو غزة، ظل السؤال نفسه يُطرح بين من يجرؤون على كسر السرديات الرسمية وهو من يربح حقًا من هذه الحروب؟

هناك من يعتقد أن تاجر السلاح هو الرابح الأكبر، وهو رأي له وجاهته، فصناعة السلاح هي من أكثر الصناعات التي لا تخسر أبدًا، الحرب بالنسبة لها ليست دمارًا بل موسم رواج، كل دبابة تُستهلك تُستبدل بأخرى، وكل صاروخ يُطلق يُعوض بعقد توريد جديد، وشركات كبرى مثل لوكهيد مارتن، ريثيون، تُضاعف أرباحها كلما احتدمت الجبهات، والحروب تُستخدم كإعلانات حية لمنتجاتهم، ويكفي أن تنجح طائرة واحدة في تنفيذ مهمة دقيقة حتى تصبح نجمة معارض السلاح التالية، والدول لا تشتري فقط القدرة على القتل، بل تشتري وهم التفوق، هالة الردع، وشعورًا زائفًا بالأمان.

لكن الصورة تغيرت، فخلف الكاميرات، هناك لاعب جديد دخل الساحة، لا يرتدي زيًا عسكريًا ولا يظهر في نشرات الأخبار، إنه من يملك المعلومة، من يستطيع أن يوجه الرأي العام، أن يصنع العدو، أن يعيد تعريف النصر والهزيمة حسب مزاج مصالحه، من يملك المعلومة يملك القوة الناعمة والصلبة في آنٍ واحد، شركات مثل غوغل وميتا وأمازون لم تُصنف حتى الآن ضمن "شركات الدفاع"، لكنها تملك بيانات عن الشعوب أكثر من حكوماتها، وتستطيع حرف المسارات السياسية عبر خوارزمية، أو إخماد ثورة بتقليل ظهورها في "الترند".

لم تعد المعركة فقط على الأرض، بل على الشاشات، في كل ما يُقال ويُعاد ويُضخ، في كل إشعار يصل لهاتفك ويستهدف وعيك قبل أن يستهدف جسدك، باتت المعلومة أقوى من القنبلة، لأنها تهيئ لها الطريق، وتُشيطن طرفًا، وتبرر الحرب، وتمنح الضوء الأخضر النفسي قبل العسكري، ومن يتحكم في الصورة، يتحكم في المعركة، ومن يتحكم في التحليل، يتحكم في المصير.

صانع السلاح يربح عندما تشتعل الحرب، لكن صانع المعلومة يربح حتى في الهدنة، بل أحيانًا يُشعل الحرب لتخدم روايته، والمشكلة أن كثيرًا من الصراعات التي نشهدها الآن لم تُخلق من نزاع حقيقي على الأرض، بل من تضخيم إعلامي أو سردية مصطنعة، أصبح بالإمكان تصنيع "عدو"، ثم بث الخوف منه، ثم تسويقه كمبرر لحرب لاحقة، وكل ذلك دون أن يخرج مطلق المعلومة من مكتبه.

منذ سنوات بدأت شركات السلاح تستثمر في شركات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، والعلاقة بين الاثنين لم تعد منفصلة، وهناك من يصنع السلاح، وهناك من يصنع القصة التي تُبرر استخدامه، وهناك من يجهز الطائرة، وهناك من يجهز عقل المواطن ليتقبل القصف.

المعلومة أصبحت سلاحًا موازيًا، بل سابقًا على القذيفة. فالقصف يبدأ من رأسك، من فكرة يتم زرعها، حتى تصدّق أنها "حرب عادلة" أو "دفاع عن النفس".

السؤال الآن من يربح أكثر؟ من يبيع الموت في شكل معدني أم من يبيعه في شكل رواية؟ من يملك المصنع أم من يملك التأثير؟ من يتحكم في الجيوش أم من يتحكم في العقول؟ الواقع أن كليهما رابح، لكن الفارق أن تاجر السلاح يربح مرئيًا، في حين أن تاجر المعلومة يربح في الخفاء، دون أن يُسأل أو يُحاسب، بل الأسوأ قد تراه بطلًا، أو خبيرًا محايدًا، وهو في الحقيقة من يدير المعركة بطرف إصبع.

الربح في الحروب لم يعد فقط ماليًا، إنه أيضًا في التأثير، في إعادة رسم الخرائط، في التحكم في السرديات الكبرى، والأدهى من ذلك أن الشعوب نفسها باتت هي السلعة، بياناتهم، عواطفهم، مخاوفهم، سلوكهم على الإنترنت، كل ذلك أصبح يُباع ويُشترى ويُستخدم كوقود في حروب غير تقليدية، حروب لا يُطلق فيها رصاص بل تُحقن فيها العقول بما يكفي لتدمير ذاتها.

صانع السلاح يربح حين تسقط الجثث، لكن صانع المعلومة يربح حين تنهار الثقة، حين تصبح الحقيقة مشوشة، والواقع ضبابيًا، والعقل هشًا، قد لا تراه، لكنه موجود في كل إشاعة، في كل فيديو مفبرك، في كل خطاب تعبوي يُبث، في كل "ترند" يُدير الوعي الجمعي دون أن ينتبه أحد.

الحروب القادمة لن تكون فقط على الأرض، بل في الفضاء الإلكتروني، في غرف الاجتماعات المغلقة، في مراكز تحليل السلوك البشري، وساحة المعركة لن تكون فقط الجبهة، بل أيضًا شاشة هاتفك، عقل ابنك، وتصوّرك لما يجري من حولك.

قد لا تشتري سلاحًا، لكنك تستهلك المعلومة، وقد لا تقتل أحدًا، لكنك قد تقتل الحقيقة دون أن تدري.

 

 

مقالات مشابهة

  • ما رسائل ومآلات تصعيد روسيا حربها على أوكرانيا؟
  • كشف ملابسات فيديو يظهر شخص يحمل سلاح أبيض يتعدى على مواطن داخل سيارة أجرة
  • الملك في عيد الاستقلال: الأردن قوي بهمتكم التي لا تلين( فيديو)
  • لقاء مؤثر بين شقيقة كريستيانو رونالدو ومعجب برازيلي صغير يشعل مواقع التواصل .. فيديو
  • كريم وزيري يكتب: أرباح الحروب التي لا نراها في نشرات الأخبار
  • ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة إلى 53.901 شهيد و122.593 مصابًا
  • 21 شهيدًا منذ الفجر .. ومؤسسة هند رجب تحرك تحقيقًا في بيرو ضد جندي إسرائيلي
  • فيديو قبل العودة إلى وطنه.. مشهد مؤثر لطفل سوري يودع مدرسته بتركيا
  • اقتصاد الظل في السودان: تحالفات الخفاء التي تموّل الحرب وتقمع ثورة التحول المدني
  • كفيف يكشف عن أمنيته في فيديو مؤثر