البوابة نيوز:
2025-05-11@03:50:57 GMT

مفتي الجمهورية: المال المكتسب من الاحتكار حرام

تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT

قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم إن الفتوى مستقرة على مر العصور وانطلاقًا من مبادئ الشريعة- على دفع وذم وتحريم كل ما يضر الناس كاحتكار الأقوات وغيره، والضرر المذموم هو قليل الضرر وكثيره، وفي كل الأمور؛ إلا ما دلَّ الشرع على إباحته لمصلحة شرعية.

وأضاف علام  أن من المقرر شرعًا أنَّه: "لا ضرر ولا ضرار"؛ فهذه قاعدة فقهية من القواعد الكبرى التي يدور عليها غالب أحكام الفقه،

 

 وأصل هذه القاعدة ما ثبت عن رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ»، فضلًا عن أن الشريعة حرَّمت الضرر على الإنسان، وجرَّمَتْ إيصال الضرر إليه بشتى الوسائل، وإذا وقع فينبغي رفعه وإزالته انطلاقًا من أحكام الشريعة السمحة التي تقضي بأن الضرر يزال.

وأشار فضيلته إلى إنه لا خلاف بين الفقهاء في أن الاحتكار حرامٌ في الأقوات؛ حيث إن الشرع الشريف قد نهى عن الاحتكار وحرَّمه، ودَلَّت النصوص الشرعية على أَنَّ الاحتكار من أعظم المعاصي، فقد اشتملت الأخبار على لعن المحتكر وتَوعُّدِه بالعذاب   الشديد؛ وكذلك تم وصفه بالخاطئ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ» وغيره من الأدلة.

وأضاف فضيلة المفتي أن المحتكر منعدم الضمير وآثم إذا قصد حجب السلع عن أيدي الناس إضرارًا بهم حتى يصعب الحصول عليها وترتفع قيمتها؛ وبهذا يحصل المحتكرون على الأرباح الباهظة دون منافسة تجارية عادلة، وهو من أشدِّ أبواب التضييق والضرر، والسلع التي يجري فيها الاحتكار هي كل ما يقع على الناس الضرر بحبسها، ولا مانع من اتِّخاذ الدولة لإجراءات تمنع الاحتكار. فضلًا عن أن المال المكتسب من الاحتكار بلا شك هو مال مكتسب من حرام وجريمة؛ لأن الاحتكار جريمة وأكل لأموال الناس بالباطل. وينبغي أن يعلم هذا المحتكر أنه قبل توبته عليه رد أموال الناس التي أخذها منهم بطرق غير مشروعة.

وشدد فضيلة مفتي الجمهورية على أن معايير الكسب الحلال تغيب عن عمل بعض التجار الجشعين. فمَنْ يَسْتَغل ظروف الناس ويبيع بأسعار مُبالغ فيها فقد ارتكب مُحرَّمًا؛ للضرر الناجم عن استغلاله احتياج الناس إلى مثل هذه السلع، فهو يضر الناس ويضيِّق عليهم، وهذا يؤدي إلى إيذائهم ماديًّا ومعنويًّا، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإضرار.

وناشد فضيلته التجار بضرورة الكسب الحلال وتحري الصدق والأمانة وتفعيل وترسيخ قيمة المراقبة مؤكدًا على أهمية الكسب الحلال وأهميته في تربية الأولاد تربية فيها بركة، مستشهدًا في ذلك ببركة مال والد الإمام البخاري، فقد ساعده هذا المال الحلال الطيب الذي ورثه من والده على نشر علمه في الآفاق بل عبر الأزمان والدهور.

وردًّا على سؤال عن حكم احتكار العملة الأجنبية لبيعها بسعر أعلى، وهل يدخل في الاحتكار المحرم؛ قال مفتي الجمهورية: «نعم، يدخل ذلك في الاحتكار المحرم شرعًا، وهو أيضًا مُجَرَّمٌ قانونًا، ومرتكبُ هذا الفعل مرتكبٌ لإثمٍ كبير؛ لأنه يضيق على عامة الناس من خلال ارتفاع أسعار السلع والخدمات ومتطلبات الحياة بسبب شحِّ العملة، فيلحق الضرر باقتصاد البلاد، ويؤثر سَلْبًا في الاستقرار ومسيرة البناء والتنمية، ويوقع المحتاجين في المشقة والحرج».

وشدد فضيلته على أنه لا يجوز التعامل في النقد الأجنبي إلا عن طريق البنوك وشركات الصرافة المعتمدة المرخص لها في هذا النوع من التعامل، والمال المكتسب مما يعرف بـ«تجارة السوق السوداء» كسبٌ غير طيِّبٍ.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: البنوك وشركات الصرافة الأمانة العامة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية مفتی الجمهوریة

إقرأ أيضاً:

المنتجات الحلال الروسية تدخل السوق المغربية قريبا

أعلنت لجنة معايير الحلال في تتارستان عن خططها للحصول على اعتمادات رسمية من دول إسلامية متعددة، بهدف توسيع صادراتها من المنتجات الحلال في عام 2025. وقد تقدمت اللجنة بطلبات اعتماد لدى عدد من الدول بما في ذلك المغرب، الجزائر، إيران، إندونيسيا، كازاخستان، ومصر، وذلك للحصول على الاعتراف الرسمي بشهاداتها، ما سيسهم في فتح أسواق جديدة أمام المنتجات الحلال التتارية.

وفي مؤتمر صحفي عقده في وكالة الأنباء الرسمية لتتارستان (Tatar-Inform)، أكد رئيس اللجنة، عباس شليابوشنيكوف، أن هذه الخطوة تأتي في إطار تعزيز التعاون مع دول منظمة التعاون الإسلامي، وتوحيد معايير الاعتماد وتسهيل الاعتراف المتبادل بشهادات الحلال على المستوى الدولي.

وأشار شليابوشنيكوف إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى رفع قيمة صادرات تتارستان من المنتجات الحلال إلى 15 مليون دولار بنهاية عام 2025، مقارنة بـ14 مليون دولار في 2024. وأضاف أن هناك حوالي 250 شركة تعمل في قطاع المنتجات الحلال في الجمهورية، منها 20 شركة متخصصة في التصدير.

وتجدر الإشارة إلى أن لجنة معايير الحلال في تتارستان قد نالت اعترافًا دوليًا من العديد من الهيئات المختصة، من بينها وزارة التنمية الإسلامية في ماليزيا، ومركز الخليج للاعتماد، بالإضافة إلى معهد المواصفات والمقاييس للدول الإسلامية (SMIIC) التابع لمنظمة التعاون الإسلامي.

وفي هذا السياق، يُتوقع أن يشكل منتدى “روسيا – العالم الإسلامي: منتدى قازان” المرتقب، منصة محورية لتعزيز الشراكات الدولية، خاصة مع الشركات والمؤسسات العاملة في أسواق الدول الإسلامية. ويسعى المنتدى إلى الترويج لشهادات الحلال المعتمدة في تتارستان وتبادل الخبرات بشأن تحسين جودة المنتجات وفقًا لأعلى المعايير العالمية.

مقالات مشابهة

  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • الفرق بين الحمد والشكر.. تعرف عليه
  • حزب التجمع: الاقتصاد يعانى بسبب غياب الرقابة وانتشار الاحتكار
  • مفتي الجمهورية يهنئ بروقيست بانتخابه بابا جديدًا للفاتيكان
  • مفتي الجمهورية يهنئ موراتينوس لتعيينه مبعوثًا أمميًّا لمكافحة كراهية الإسلام
  • إسرائيل تمطر جنوب لبنان بـ "الدولار الأصفر" وتحذر "أموال حزب الله حرام".. فما القصة؟
  • مفتي الجمهورية يهنِّئ موراتينوس لتعيينه مبعوثًا خاصًّا للأمم المتحدة لمكافحة كراهية الإسلام
  • المنتجات الحلال الروسية تدخل السوق المغربية قريبا
  • خالد الجندي: نركز على المال والمظاهر.. والغنى الحقيقي هو الاستغناء
  • من الأحق بحضانة الطفل المكفول بعد الطلاق؟.. مفتي الجمهورية يجيب