قالت سلوى بكر الروائية والناقدة إنه لا يوجد تصور واضح للدولة حول التنمية الثقافية حتى يترجم إلى سلوك عملي وفعلي، كما أن التساؤل عن الجدوى الثقافية غائب بشكل دائم، مشددة على أن التفكير في مستقبل العمل الثقافي يستلزم تقييم ما تم في السابق.

 

وأشارت "بكر" خلال مشاركته في جلسة نقاشية بعنوان "أولويات العمل الثقافي في المستقبل"، والتي أقيمت في مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بالقرية الذكية التابع للمكتبة، بحضور نخبة من المثقفين والأدباء والإعلاميين وأساتذة الجامعات؛  إلى ضرورة ربط الثقافة بالتعليم، لأنه إذا كان التعليم في حالة تراجع فلن نصل إلى تقدم في المجال الثقافي.

 

أولويات العمل الثقافي في المستقبل

 

وعقدت الجلسة الأولى من الجلسة النقاشية تحت عنوان "أولويات العمل الثقافي في المستقبل"، وأدارها الدكتور صابر عرب؛ وزير الثقافة الأسبق، بحضور الدكتور عبد المنعم سعيد؛ عضو مجلس الشيوخ، وسلوى بكر؛ الروائية والناقدة، وأحمد الجمال؛ الكاتب الصحفي، والدكتور حامد عيد؛ أستاذ الكيمياء بجامعة القاهرة، ويوسف القعيد؛ الأديب والروائي، والدكتور حسين حمودة؛ أستاذ الأدب العربي الحديث بجامعة القاهرة.

 

كان الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية قد افتتح جلسة نقاشية بعنوان "أولويات العمل الثقافي في المستقبل" وفي بداية كلمته؛ تحدث الدكتور أحمد زايد، عن المركز الذي يقوم بتوثيق كل التراث الثقافي والطبيعي والمادي لجميع أنحاء مصر، والذي شهد افتتاح قاعة فرسان السماء؛ وهي عبارة عن متحف يضم إسهامات العرب في الفلك وقياس الوقت والنجوم من القرن التاسع حتى القرن الخامس عشر.

 

وأضاف "زايد" إن الجلسة تأتي في إطار المناقشات التي تجري حول مستقبل مصر في المرحلة المقبلة عقب الانتخابات الرئاسية، خاصة في المجال الثقافي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الثقافية التنمية الثقافية سلوى بكر أولويات العمل الثقافي المستقبل

إقرأ أيضاً:

زوجة الشامسي لـعربي21: وجهنا رسالة إلى الشرع.. وأبنائي في قلق دائم

قالت رغدة كيوان، زوجة الناشط الإماراتي المعتقل في سوريا جاسم الشامسي، إن أسرتها ما تزال تعيش حالة كاملة من الغموض والقلق بعد اختفائه القسري في دمشق منذ السادس من تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي.

وذكرت كيوان في تصريحات لـ"عربي21" أن اتصالًا هاتفيًا قصيرًا جرى في 27 من الشهر الماضي مع زوجها، ولم يتبعه أي تواصل.

وتابعت "كان الاتصال مقتضبًا جدًا، وطمأننا فيه بشكل عام، لكن لم يُسمح لنا بعد ذلك بأي زيارة، ولم يتكرر أي اتصال آخر حتى تاريخ اليوم"، مشيرة إلى أنه جرى إبلاغهم بشكل غير رسمي، بأنه سيتم السماح لهم بزيارة جاسم، إلا أن هذا الوعد لم يُنفّذ حتى الآن.

وشدّدت كيوان على أن الأمر الصعب الذي تواجهه الأسرة هو عدم علمهم بالإجراءات القانونية المتبعة في ملف زوجها، مضيفة "لا نعرف أين وصل ملفه أو ما هي الخطوات القادمة".

وتابعت أنه "رغم أهمية الاتصال الوحيد الذي جرى، لا سيما لطمأنة أبنائي، إلا أنه لم يغير واقع الغموض الذي نعيشه، ولا يرقى إلى الحد الأدنى من حقنا في المعرفة".

رسالة إلى الشرع
كشفت رغدة كيوان أنها بعثت برسالة إلى رئيس الجمهورية أحمد الشرع قبل يوم من "ذكرى التحرير" (8 ديسمبر)، وأضافت "نحن على يقين بأن هذا الكابوس الذي خيّم على أسرتنا منذ أكثر من شهر يمكن أن ينجلي إذا وصل ملف جاسم إلى فخامة الرئيس واطلع عليه بشكل مباشر".

وأضافت: "ندرك أن الدولة تمر بمرحلة إعادة بناء وتطوير للمؤسسات والإجراءات، وخشينا أن تكون قضية جاسم قد تأثرت بتعقيدات هذه المرحلة الانتقالية، أو بقيت عالقة ضمن مسارات إدارية دون أن تحظى بالمتابعة اللازمة".

وتابعت: "من هذا المنطلق، رأينا أن إيصال صوتنا إلى أعلى مستوى في الدولة خطوة طبيعية نأمل أن تسهم في توضيح وضعه، وإنهاء حالة الغموض التي نعيشها منذ أسابيع".

ولم تتلقى أسرة الشامسي ردا من رئاسة الجمهورية على الرسالة التي بعثتها.

أوضاع صعبة للأسرة والأبناء
وفيما يتعلق بأوضاع الأسرة، قالت كيوان إن الوضع صعب من جميع النواحي، وخصوصًا على الأبناء. وتابعت: "يعيشون حالة مستمرة من القلق والخوف، ويواجهون صعوبة كبيرة في التركيز على دراستهم، إلى جانب الأسئلة اليومية التي لا نملك لها إجابات".

وأضافت أن "غياب الأب بحد ذاته أمر قاسٍ على الأبناء، فكيف إذا ترافق هذا الغياب مع الغموض الكامل حول مصيره، وهل سيعود أم سنراه مجددًا".

وتابعت أن أصغر أبنائها يبلغان من العمر 10 و8 سنوات، وأن "أي شخص لديه أطفال في هذا العمر يمكنه أن يتخيل حجم الألم الذي يعيشونه اليوم، خاصة أن علاقتهم بوالدهم كانت قوية جدًا، وهم الآن لا يعلمون أين هو ولا ماذا يجري له".

ولفتت كيوان إلى أن أبنائها لم يحصلوا على الإقامة في سوريا، منوهة إلى أن إجراءات الإقامة لم تنته بعد.

"فرحة منقوصة"
وقالت كيوان إنها وأطفالها عاشوا مشاعر متضاربة في "ذكرى التحرير" الأسبوع الماضي، مضيفة "فرحنا لتحرير سوريا، لكن حزننا على غياب جاسم كان أكبر".

وأضافت: "لم أستطع الخروج أو المشاركة في الاحتفالات، وكان ذلك اليوم حزينًا على الأسرة بأكملها".

وكان جاسم الشامسي احتفى في حسابه عبر "إكس" بسقوط نظام بشار الأسد قبل عام، ودخل سوريا قادما من تركيا رفقة زوجته بعد سقوط النظام بأسابيع.



اختفاء بعد تبدد الهواجس
المفارقة الحزينة بحسبب كيوان، أن الاختفاء القسري لزوجها جاء عقب تبدد مخاوف لازمته طيلة السنوات الماضية من احتمالية تسليمه إلى الإمارات.

وقالت "كان جاسم يدرك طبيعة القضايا السياسية هناك (تركيا) وما قد يواجهه في حال تسليمه، لكن هذا الشعور تبدد تمامًا بعد وصولنا إلى سوريا، إذ كان يشعر بالأمان، ولم يكن يتوقع أبدًا أن يتعرض للاعتقال أو الاختفاء هنا".

وتابعت أن "جاسم كان حريصًا دائمًا على البحث عن مكان يعيش فيه بهدوء وأمان، وأن يحافظ على حياة طبيعية مع أسرته، بعيدًا عن أي ملاحقات أو مخاوف، ولهذا فإن ما نمر به اليوم كان صادمًا لنا جميعًا، لأنه لم يكن واردًا في حساباتنا ولا في مخاوفه السابقة".

لا ضغوطات
ونفت رغدة كيوان وجود أي ضغوطات رسمية على أسرتها للتعتيم الإعلامي على قضية زوجها، وعلقت "على العكس، فإن التعامل على مستوى الأفراد والموظفين في الجهات التي راجعناها كان جيدًا ومحترمًا".

وتابعت: "ما نواجهه هو غياب المعلومة فقط. نشعر أحيانًا أن هناك إجراءات قائمة لا يستطيع الموظفون تجاوزها، وربما تعود إلى ممارسات أو إجراءات قديمة لم يتم تحديثها بعد".

وأوضحت: "وعندما تحدثنا إعلاميًا، لم يكن الهدف التصعيد، بل إيصال رسالتنا إلى المسؤولين بشكل مباشر، على أمل أن تصل القضية إلى المستوى الذي يمكن أن تُعالج فيه".

يشار إلى أن جاسم الشامسي، مساعد وكيل وزارة المالية الإماراتية سابقا، كان واحدا من 133 شخصية أكاديمية وقضائية وحقوقية إماراتية وقعت في 2011 على عريضة تطالب بإصلاحات ديمقراطية. لكن السلطات قابلت تلك العريضة بحملة اعتقالات وملاحقات للموقعين عليها، ما دفع الشامسي للخروج من البلاد.

وفي كانون الثاني/يناير 2013، أدرج اسم الشامسي ضمن قائمة الإمارات 94، وهي أكبر محاكمة سياسية شهدتها البلاد، حيث اتهم المتهمون بتأسيس تنظيم سري لقلب نظام الحكم.  وفي تموز/يوليو من العام ذاته أصدرت المحكمة أحكاما بالسجن بين 7 و15 عاما على 61 شخصا، إضافة إلى ثمانية آخرين غيابيا، كان الشامسي بينهم، إذ صدر بحقه حكما بالسجن الغيابي 15 سنة.

وفي كانون الأول/ديسمبر 2023، وجهت الإمارات تهما جديدة لـ84 من سجناء الرأي بموجب قوانين الإرهاب، في خطوة وصفت بأنها امتداد لنهج انتقامي تجاه المعارضين. وضمت القائمة، جل الأسماء التي حوكمت في قضية "التنظيم السري"، ومن بينهم جاسم الشامسي الموجود خارج البلاد، حيث صدره بحقه حكما غيابيا بالسجن المؤبد.

مقالات مشابهة

  • زوجة الشامسي لـعربي21: وجهنا رسالة إلى الشرع.. وأبنائي في قلق دائم
  • القومي للمرأة يشارك في الندوة العلمية الثقافية بـ صالون الجراح الثقافي
  • التموين تضبط موازين غير قانونية بمخابز بلدية في الوادي الجديد
  • أبيض أنيق .. منى زكي تتألق بفستان في أحدث ظهور
  • الدكتور أحمد زايد: الإسكندرية "جسر للتواصل" منذ تأسيسها.. والمكتبة امتداد لرسالتها العالمية
  • إيكيتيكي: الفوز واجب عند ارتداء قميص ليفربول
  • الفجيرة تستضيف الملتقى الفلسفي لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية وبيت الفلسفة
  • «دبي للثقافة» تُطلق النسخة الخامسة من «ليالي حتّا الثقافية»
  • إطلاق البرنامج التلفزيوني (ملوك وصقور) على شاشة القناة الثقافية
  • وزير الثقافة يستقبل الأديبة الكبيرة سلوى بكر ويُهديها درع الوزارة احتفاءً بفوزها بجائزة “البريكس الأدبية”