المغاربة يحتفلون بالسنة الأمازيغية.. عناية ملكية و فخر بالهوية الوطنية
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
زنقة 20 | الرباط
يحتفل المغاربة، يوم 14 يناير الجاري، برأس السنة الأمازيغية وهم في عطلة رسمية مؤدى عنها، على غرار فاتح محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية.
ويعتبر هذا الاحتفال الأول من نوعه بعد أن جرى إقرار هذا اليوم كعطلة وطنية رسمية بأمر من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي أصدر توجيهاته السامية إلى رئيس الحكومة قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل هذا القرار الملكي السامي.
ويأتي هذا القرار، كما أكد بلاغ الديوان الملكي في مطلع ماي الماضي “تجسيدا للعناية الكريمة، التي ما فتئ يوليها جلالته، حفظه الله، للأمازيغية باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية المغربية الأصيلة الغنية بتعدد روافدها، ورصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء. كما يندرج في إطار التكريس الدستوري للأمازيغية كلغة رسمية للبلاد إلى جانب اللغة العربية”.
ويشكل هذا الاحتفال تجليا بارزا للجهود المبذولة لترسيخ الاهتمام المتزايد بالثقافة والتراث الأمازيغيين، وتجسيدا للعناية السامية التي يوليها جلالة الملك لهذا المكون الأساسي للهوية المغربية. كما يعتبر أحد تجليات الحرص الملكي السامي على تثبيت الثقافة الأمازيغية في العديد من المجالات.
وتروم هذه المبادرة الخلاقة صيانة التنوع الثقافي الوطني، وتعزيز ما تحقق من مكتسبات متعلقة بالأمازيغية منذ الخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بأجدير سنة 2001.
وبناء على هذا القرار التاريخي، صادقت الحكومة على مشروعي مرسومين، يتعلق الأول بالمرسوم رقم 2.23.1000 بتغيير وتتميم المرسوم رقم 2.04.426 بتاريخ 16 من ذي القعدة 1425 (29 ديسمبر 2004) بتحديد لائحة أيام الأعياد المؤداة عنها الأجور في المقاولات الصناعية والتجارية والمهن الحرة والاستغلالات الفلاحية والغابوية.
ويتعلق الثاني بمشروع المرسوم رقم 2.23.688 بتغيير وتتميم المرسوم رقم 2.77.169 بتاريخ 9 ربيع الأول 1397 (28 فبراير 1977) بتحديد لائحة أيام الأعياد المسموح فيها بالعطلة في الإدارات العمومية والمؤسسات العمومية والمصالح ذات الامتياز.
وبموجب هذه المصادقة تم اعتماد 14 يناير (رأس السنة الأمازيغية)، عيدا رسميا مؤداة عنه الأجور، وذلك في إطار العمل على تنفيذ التعليمات الملكية السامية بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية في المغرب مؤدى عنها.
ويعد الاحتفال برأس السنة الأمازيغية باعتباره عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها على غرار فاتح محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية، مصدر اعتزاز بالنسبة لجميع المواطنين الفخورين بالهوية المغربية الغنية بتعدد روافدها.
ويكتسي الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، الذي يندرج ضمن مداخل التنمية الشاملة، رمزية دالة على تجذر وتنوع النسيج الثقافي للمغاربة، ويؤشر على الرغبة في المضي قدما على طريق التفعيل الحقيقي للطابع الرسمي للأمازيغية.
كما يتعلق الأمر بإجابة عملية على تطلعات المجتمع المغربي في سياق النهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين، وإدماج الأمازيغية في التعليم والادارة.
وقد أعطى إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية دفعة قوية لمسار أجرأة التدابير المتخذة لتعزيز الفعل الأمازيغي الوطني، لاسيما على المستويات الثقافية، وهي خطوة تأتي في سياق رفع التحديات التي طرحت على مستوى دعم الثقافة الأمازيغية في المغرب، وتعزيز مكانتها في جميع المجالات، من خلال التطبيق الأمثل لنص الدستور.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: السنة الأمازیغیة
إقرأ أيضاً:
روبوت قهوة بين سيارات ملكية.. مفاجأة تنتظر زوار متحف في عمّان
عمّان – بين أروقة متحف السيارات الملكي التي تتلألأ فيها سيارات كلاسيكية تستحضر ذاكرة الأردن التاريخية، ينبثق مشهد عصري يفاجئ الزائر، وكأنه قادم من زمن متطور مستقبلي، حيث يمتزج الماضي الذي ترويه المحركات الكلاسيكية الصامتة بالمستقبل الذي يقدمه روبوت حديث يصنع فنجان قهوة بلا أي لمسة بشرية، في تلاقٍ فريد بين عبق الماضي وروح الابتكار.
عبر جناح وآخر داخل متحف السيارات الملكي في العاصمة الأردنية عمّان، يمتد ذراع معدني أنيق يخط مسارا جديدا للحضارة بين أجنحة المتحف، حيث يباشر روبوت صيني الصنع إعداد القهوة بخفة ودقة، كأنه يجسر الهوة بين تراث راسخ وطموح تكنولوجي يتقدم بثبات.
هذه التجربة غير المألوفة تمنح الزائر رحلة مزدوجة، يستدعي خلالها روح الماضي، ليصافح ملامح المستقبل في اللحظة نفسها.
يتجاوز المتحف الملكي كونه مجرد معرض للسيارات الكلاسيكية فحسب، بل هو جزء من بيئة تاريخية غنية، تضم مركبات ترتبط بمحطات مفصلية من تاريخ الأردن، من سيارات الملك المؤسس عبد الله الأول إلى مركبات كلاسيكية نادرة، ووسط هذا الإرث، يبدو الروبوت علامة فارقة تضيف بُعدا جديدا للرواية، ليؤكد أن المستقبل يمكن أن يكون جزءا طبيعيا من الهوية السياحية لعمّان.
ليُمثل المتحف الكلاسيكي إحدى أبرز الوجهات الثقافية والسياحية في الأردن، إذ يجمع بين التراث والتاريخ، ولا يقتصر دوره على كونه مجرد معرض للسيارات، بل يُشكّل منصة تعليمية تبرز الروابط بين التكنولوجيا والهوية الوطنية.
أما المقهى الحديث، فعمل الروبوت فيه يتجاوز تقديم خدمة مبتكرة، ليصل إلى بعد علمي واضح، إذ يشير القائمون على المقهى إلى أن الروبوت يشكّل نموذجا تجريبيا يمهد الطريق أمام استخداماته المستقبلية في المؤسسات السياحية والخدمية داخل المملكة.
إعلانومع ذلك، لم يقلل القائمون على المقهى جاذبيته بين الزوار، إذ يؤكدون أن المشروع لقي تفاعلا كبيرا وأصبح إضافة سياحية تعزز تجربة زوار المتحف، وتمنح المتحف الملكي نقطة جذب جديدة تشجّع الزائرين على التوقف والتصوير والتساؤل عن هذه التجربة الفريدة.
تجربة فريدةلعب الزوار والسياح دورا أساسيا في نجاح فكرة المقهى الآلي، إذ تحولت ردود أفعالهم وتعليقاتهم إلى وسيلة دعائية طبيعية للمشروع الناشئ، ومن بين هؤلاء يحيى البوريني -مهندس كمبيوتر في إحدى الدول الخليجية- الذي صرّح قائلا: "بينما كنت أتجول بين السيارات الكلاسيكية، شعرت وكأنني أعيش في حقبة تاريخية قديمة، وفجأة وجدت أمامي روبوتا يصنع لي القهوة دون أي تدخل بشري، وهو شعور غريب يمزج بين الماضي والمستقبل في مكان واحد".
ليضيف في حديثه للجزيرة نت: "أشعر بالفخر لأن لدينا شيئا كهذا في الأردن، وهو ما يُظهر أننا نتقدم ونمتلك أحدث التقنيات، واصفا التجربة بأنها "مشجعة"، مشيرا إلى أن عملية الطلب والدفع تتم عبر شاشة إلكترونية سهلة الاستخدام.
وبعيدا عن الجانب الانطباعي، يعتمد الروبوت على سلسلة خطوات دقيقة، تبدأ بالتقاط الكوب ووضعه على الميزان للتأكد من الوزن، قبل الانتقال إلى ماكينة المشروبات التي تعبئ الطلب، ثم العودة للميزان للتحقق النهائي، لتزيد هذه التفاصيل التقنية من جاذبية التجربة، وتحوّل طلب القهوة إلى لحظات مشاهدة وترقّب، خاصة للأطفال والسياح الذين يوثقون المشهد عبر هواتفهم.
من جانبه، أوضح عبد الإله السرور من قسم التسويق في متحف السيارات الملكي في حديثه للجزيرة نت، أن المتحف لا يروي فقط قصة وتاريخ الأردن منذ نشأته، بل يعكس أيضا اهتمام المملكة بالمزج بين القديم والحديث، فبين سيارات تعود لبداية القرن العشرين، يبرز اليوم أحدث التطورات التكنولوجية من خلال الروبوت الذي يقدم القهوة للزائرين".
لا يمثل متحف السيارات الملكي تاريخ الأردن فحسب، بل يحتضن تجربة فريدة تجمع بين الماضي والحاضر، إذ يمسك الروبوت بخيط مختلف من الحكاية، ليؤكد أن التكنولوجيا قادرة على إثراء تجربة الزائر وابتكار أسلوب جديد لتقديم التراث الأردني.
بهذه التجربة، لا يقدم المتحف مجرد خدمة قهوة آلية، بل يطرح نموذجا متكاملا ينسجم مع رؤية مستقبلية لتطوير السياحة وتوظيف التكنولوجيا في فضاءات ثقافية وتاريخية، وفي مكان يلتقي فيه إرث السيارات الملكية مع ذراع روبوت حديث، تبدو عمّان كمدينة تعرف كيف تطل على مستقبلها دون أن تترك ذاكرتها خلفها.