نهضة متجددة مستدامة ومنجزات شاملة تحظى بتقديرات وثقة المؤسسات الاستثمارية الدولية
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
مسيرة سلطنة عمان ونهضتها المتجددة تمضى بعزم وثبات مواصلة طريق البناء والتنمية المستدامة
تنمية متوازنة للمحافظات العمانية تتتسق مع رؤية عمان 2040 بمحورها فى الاقتصاد والتنمية
السياسة الخارجية العمانية.. مبادئ ثابتة مبنية على احترام حسن الجوار ودعم إقامة الاستقرار والسلام
احتفلت سلطنة عمان بذكرى تولى السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان مقاليد الحكم الذى يوافق الحادى عشر من يناير من كل عام وقد حل يوم أمس الأول الخميس هذا العام.
وتأتى الذكرى الرابعة لتولى السلطان هيثم بن طارق مع تحقيق السلطنة نمواً اقتصادياً استثمارياً جسد أبرز ملامح السنوات القليلة الماضية ما حقق انتعاشاً اقتصادياً رفع تصنيف السلطنة الاقتصادى إلى مستوى متقدم بعد ترجمة خطة التوازن المالى إلى واقع وطنى قلص الدين العام لسلطنة عمان، وحقق انتعاشاً سريعاً حافظ على ثقة المؤسسات الاستثمارية الدولية، وحقق ارتياحاً وطنياً للانتقال إلى مرحلة أخرى أكثر شمولية للاقتصاد والمواطن، ومعالجة بعض الجوانب الأخرى مثل تنويع مصادر الدخل بشكل أوسع، والاستمرار فى تقليص الدين العام، واستمرار خطة التنمية العاشرة (2021-2025) بالشكل المأمول، والتكيف المرن مع رؤية «عمان 2040» بمشاركة مختلف مؤسسات الدولة.
وتمضى مسيرة سلطنة عمان ونهضتها المتجددة بقيادة السلطان هيثم بن طارق، بعزم وثبات مواصلةً طريق البناء والتنمية المستدامة، ويبرز ذلك فيما تحقق من نتائج طيبة وإنجازات ماثلة للعيان على مختلف الصعد أبرزها الاجتماعية والاقتصادية.
وقد أكد السلطان هيثم فى كلمته خلال افتتاح دور الانعقاد السنوى الأول للدورة الثامنة لمجلس عمان على «أن ما تحقق خلال الأعوام الأربعة الماضية من إنجازات متواصلة فى مسار التنمية الشاملة كان لأبناء عمان الدور الأساسى فيه، إلى جانب جهود مختلف مؤسسات الدولة، التى عملت لتنفيذ الخطط، التى رسمنا مساراتها، وفق رؤية تهدف فى المقام الأول، إلى النهوض بالقطاعات الاجتماعية، والحفاظ على ما تحقق من مكتسبات».
الاقتصاد العمانى يحقق معدلات نمو كبيرة
وشهد الاقتصاد العمانى منذ تولى السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم وحتى الآن، نمواً ملحوظاً فى شتى المجالات الاقتصادية وتحقيق فوائض مالية فى الميزانية العامة للدولة؛ ما أسهم فى توجيه الإيرادات المالية الإضافية إلى تعزيز الإنفاق الاجتماعى وتحفيز النمو الاقتصادى وإدارة المحفظة الإقراضية وخفض الدين العام وتنمية المحافظات.
وأسهمت الإجراءات والسياسات المالية التى اتخذتها الحكومة كضبط الإنفاق العام وتحسين الإيرادات غير النفطية فى تحسن إيجابى للأداء المالى للدولة خلال السنوات الثلاث الأولى من خطة التنمية الخمسية العاشرة (2021- 2025) ورفع التصنيف الائتمانى والنظرة المستقبلية لسلطنة عمان من قبل الوكالات الدولية للتصنيف الائتمانى واستقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.
تحقيق فوائض مالية
وأشارت النتائج الأولية للأداء المالى لسلطنة عمان لعام 2023 إلى تحقيق فائض مالى بنحو (931) مليون ريال عمانى مقارنة بالعجز المقدر فى الميزانية العامة للدولة بنحو مليار و(300) مليون ريال عمانى، كما ارتفعت الإيرادات العامة للدولة فى عام 2023 إلى 12 ملياراً و213 مليون ريال عمانى أى بزيادة بلغت نحو مليارين و(163) مليون ريال عمانى مقارنة بما هو معتمد فى ميزانية العام ذاته، فيما سجل الإنفاق العام 11 ملياراً و282 مليون ريال عمانى.
وسجل الناتج المحلى الإجمالى بالأسعار الثابتة حتى الربع الثالث من عام 2023 نمواً بنسبة 2 فى المائة ليبلغ ما قيمته 26 ملياراً و433 مليون ريال عمانى، ويعزى ذلك إلى ارتفاع القيمة المضافة للأنشطة غير النفطية بالأسعار الثابتة بنسبة 2,7% لتبلغ قيمتها نحو 18 ملياراً و190 مليون ريال عمانى، كما ارتفعت القيمة المضافة للأنشطة النفطية بنسبة 0,5% مسجلة نحو 9 مليارات و68 مليون ريال عمانى.
وبلغ الميزان التجارى لسلطنة عمان بنهاية أكتوبر 2023 نحو 6 مليارات و370 مليون ريال عمانى، فيما ارتفعت السيولة المحلية فى سلطنة عمان بنهاية أكتوبر 2023 بنسبة 10% لتصل إلى أكثر من 22 مليار ريال عمانى.
تقديرات عالمية وفق مؤسسات التصنيف الإئتمانية
وتقدمت سلطنة عمان 10 مراتب بحسب تقرير مؤشر الابتكار العالمى لعام 2023 الذى أصدرته المنظمة العالمية للملكية الفكرية، لتحصد المرتبة الـ69 عالمياً من بين 132 دولة التى قيمت وفق 7 ركائز، حيث حققت سلطنة عمان أعلى أداء لها فى ركيزتى الرأسمال البشرى والبحوث وركيزة البنية الأساسية.
وحلت سلطنة عمان فى المرتبة الخامسة على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفى المرتبة الـ50 دولياً فى مؤشر جاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعى، متقدمة مرتبتين عن تصنيفها السابق فى العام الماضى؛ وفقاً لتقرير مؤسسة «أكسفورد إنسايتس» لعام 2023.
ويشمل التقرير 193 دولة ويتضمن 39 مؤشراً فى 3 محاور رئيسة، هى: الحكومة، وقطاع التكنولوجيا، والبيانات والبنية الأساسية؛ وقد تقدمت سلطنة عمان فى جميع تلك المحاور بنسب متفاوتة وكانت الزيادة الأكبر فى محور قطاع التقنية بزيادة بلغت 2,96 نقطة؛ وتحديداً فى مؤشر القدرة على الابتكار بأكثر من 6 نقاط.
التأكيد على أهمية الضمان الاجتماعى وإطلاق برنامج «إسكان»
وفى الجانب الاجتماعى، ومع صدور المرسوم السلطانى رقم 52 / 2023 بإصدار قانون الحماية الاجتماعية سيتم البدء بتقديم منافع الحماية الاجتماعية خلال الشهر الجارى ويستفيد منها مليون و467 ألف مواطن، منهم 167 ألف مواطن ضمن فئة منفعة كبار السن، فيما يبلغ عدد المستفيدين من منفعة الطفولة مليوناً و300 ألف طفل، كما يوفر برنامج الحماية الاجتماعية أيضاً دعماً مالياً شهرياً للأشخاص ذوى الإعاقة فى سلطنة عمان ممن تتطلب حالاتهم الرعاية والدعم بقيمة 130 ريالاً عمانياً شهرياً للتغلب على تحديات الإعاقة، سواء كانت أسباب الإعاقة منذ الولادة أونتيجة لعارض وبذلك تكون سلطنة عمان قد وصلت إلى مرحلة متقدمة فى تطوير منظومة الحماية الاجتماعية ويتضمن فى طياته منافع مالية تستفيد منها مختلف فئات المجتمع ويشكل نقلة نوعية على مستوى التشريعات ويعالج العديد من الثغرات فى برامج التقاعد ومنظومة الضمان الاجتماعى.
وخلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء وفى ضوء بدء العمل بأحكام منظومة الحماية الاجتماعية مطلع العام الجديد 2024م أكد السلطان هيثم بن طارق، أهمية متابعة أدائها وكل برامجها، وتقييمها بشكل مستمر لاستيعاب المتغيرات والمستجدات الاجتماعية والاقتصادية، وذلك من خلال تلمـس احتياجات المواطنين، خاصة الفئات المعتمدة على تلك المنظومة.
وعملت حكومة سلطنة عمان باهتمام لتسهيل الحصول على السكن الملائم للمواطنين وذلك من خلال عدد من المبادرات أبرزها إطلاق برنامج «إسكان» عبر توفير محفظة إقراضية بقيمة 1,9 مليار ريال عمانى على مدى السنوات الخمس القادمة؛ بهدف الإسراع فى توفير التمويلات لمقدمى الطلبات المدرجين فى قائمة الانتظار بالبنك ووزارة الإسكان والتخطيط العمرانى ويسعى فى مرحلته الأولى إلى تمويل أكثر من 60 ألف أسرة خلال السنوات الخمس القادمة.
تنمية متوازنة للمحافظات تتسق مع رؤية عمان 2040
وحققت سلطنة عمان فى ظل النهضة العمانية المتجددة تحولات ملموسة أرست جذورها نحو تنمية متوازنة للمحافظات فجاءت متسقة مع رؤية عمان 2040 بمحورها الاقتصاد والتنمية لتؤسس لمرحلة طموحة من التحولات الهيكلية نحو الإدارة المحلية اللامركزية بوضع رؤية متكاملة لتحقيق التنمية المتوازنة بين المناطق والمحافظات المختلفة، والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية بحسب المزايا النسبية لكل محافظة لتسهم فى تحقيق تنمية متوازنة وشاملة ومستدامة.
وظهر التركيز على تنمية المحافظات جلياً فى الخطة الخمسية العاشرة التى مثلت بداية انطلاق الرؤية المستقبلية، وفى خطابات السلطان هيثم خلال لقائه بشيوخ وأعيان المحافظات، وإصدار القانون الخاص بنظام المحافظات، وزيادة المخصصات المالية بشكل مستمر، وتنفيذ المشروعات التنموية دعماً للمحافظات.
المجالس البلدية والنهوض بأهدافها التنموية وخططها الرامية لتعزيز اللامركزية
إن المتتبع لحركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى سلطنة عمان يرى بوضوح ما تقوم به الحكومة من خطط وبرامج استراتيجية تهدف إلى تحقيق مستهدفات رؤية عمان 2040 خاصةً فى شأن المجالس البلدية والنهوض بأهدافها التنموية وخططها الرامية لتعزيز اللامركزية، فقد أولت سلطنة عمان اهتماماً بالغاً بهذه المجالس نظراً لأدوارها المحورية فى تنمية المحافظات وتنفيذ الأولويات الاجتماعية والاقتصادية وإنشاء مدن مستدامة، فأصدرت التشريعات والنظم المنظمة لعمل هذه المجالس.
وتضطلع هذه المجالس بالعديد من المهام ذات الأبعاد التنموية والخدمية والاقتصادية والاجتماعية، مثل اقتراح وسائل استثمار موارد المحافظة واحتياجاتها من المرافق العامة، والمشروعات الإنمائية، وإبداء المقترحات حول أداء فروع الوحدات الحكومية الخدمية فى المحافظة واقتراح المشروعات المتعلقة بتطوير مدن المحافظة والوجهات السياحية فيها، والموافقة على إقامة المهرجانات الثقافية والترفيهية والسياحية، ودراسة القضايا الاجتماعية.
السياسة الخارجية العمانية... مبادئ ثابتة مبنية على مبادئ حسن الجوار
وحافظت سلطنة عمان فى نهضتها المتجددة بقيادة السلطان هيثم بن طارق على المبادئ والأدوات التى قامت عليها السياسة الخارجية العمانية حتى غدت الدبلوماسية السياسية العمانية نموذجاً يحتذى به من خلال ثوابتها المبنية على مبادئ حسن الجوار، والحياد وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية للآخرين، والتأكيد على إرساء نظام عادل لتبادل المنافع والمصالح، وعلى إقامة أسس الاستقرار والسلام والإسهام فيها بإيجابية وتعزيز التعاون الدولى فى مختلف المجالات.
إن سعى سلطنة عمان الدؤوب لاستشراف المستقبل فى شتى المجالات مستندةً على رؤية عمان 2040 تدعمها برامج وأولويات مسرعة يؤكد على ثبات خطواتها نحو مستقبل مشرق قادر على تحقيق تطلعات الوطن والمواطنين بما يعود عليهم بالخير والنماء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ى الذكرى الرابعة مقاليد الحكم التنمية المستدامة د والتنمية ر والسلام سلطنة عمان السلطان هیثم بن طارق الحمایة الاجتماعیة سلطنة عمان فى رؤیة عمان 2040 لسلطنة عمان مع رؤیة
إقرأ أيضاً:
الداخلية تشهد تنفيذ 68 مشروعًا تنمويًا بـ 44.7 مليون ريال
العُمانية: تتقدم محافظة الداخلية بوتيرة متسارعة نحو آفاق جديدة من التنمية الشاملة، مستلهمة من الرؤية الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- الذي أرسى دعائم «رؤية عُمان 2040» التي وضعت الإنسان في صميم أولوياتها كقيمة أساسية ومحور رئيسي في عملية التنمية والتنويع الاقتصادي.
وتعمل المحافظة على استثمار ميزاتها النسبية التي تتمتع بها كافة ولاياتها، من خلال تمسكها بأصالتها وتراثها الضارب في القدم ومواكبتها الحداثة عن طريق تنمية اقتصادها المحلي بطرق مبتكرة، حرصًا منها على تحسين حياة المواطنين وتوفير بيئة حاضنة للإبداع والنمو.
وأكد سعادة الشيخ هلال بن سعيد الحجري محافظ الداخلية أن المحافظة تشهد حاليًا تنفيذ 68 مشروعًا تنمويًا بتكلفة إجمالية تتجاوز 44.7 مليون ريال عُماني، لتعزيز التنمية المستدامة في المحافظ، كما يجري حاليًا إسناد 10 مشروعات إنمائية جديدة بتكلفة تصل إلى 5.2 مليون ريال عُماني، في إطار استراتيجيتها التنموية الهادفة إلى تطوير بنيتها الأساسية وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.
وأشار سعادته إلى أن محافظة الداخلية قد استلمت 40 مشروعًا خلال الفترة الماضية بقيمة إجمالية بلغت 16.3 مليون ريال عُماني، مما يسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع المحلي.
وأوضح سعادته أن المنهجية المعتمدة لتحديد أولويات المشروعات والمبادرات تعتمد على عدة عوامل، منها جاهزية المشروعات للتنفيذ، وعوامل نجاحها، والأثر الاقتصادي والاجتماعي المتوقع منها. كما يتم أخذ القيمة المحلية المضافة بعين الاعتبار، مما يضمن تحقيق فوائد مستدامة تعود بالنفع على محافظة الداخلية وسكانها.
وقال سعادته: إن إجمالي الصرف من المبلغ المعتمد لبرنامج تنمية المحافظات خلال الفترة من 2022 إلى 2025 قد بلغ 12.68 مليون ريال عُماني، مما يشكل نسبة 70 بالمائة من إجمالي الميزانية المخصصة لهذا البرنامج، مؤكدًا سعادته أن محافظة الداخلية مستمرة في تنفيذ المشروعات المتعلقة بالبرنامج حسب الموازنة المعتمدة.
وأوضح سعادة الشيخ محافظ الداخلية أن هذه الأرقام تعكس حرص المحافظة على تعزيز المشروعات التنموية وتحقيق الأهداف الاستراتيجية المحددة في إطار برنامج تنمية المحافظات، حيث يسهم هذا التمويل في تنفيذ مجموعة من المبادرات التي تستهدف تحسين البنية الاقتصادية وتطوير الخدمات العامة، مما يعود بالنفع المباشر على المجتمع المحلي، لافتًا سعادته إلى أن هذه الجهود تعكس حرص المحافظة على استخدام الموارد المالية بكفاءة وشفافية، لضمان تحقيق أقصى استفادة من الميزانية المعتمدة وتلبية احتياجات المواطنين في مختلف القطاعات.
وأكد سعادته أن المحافظة تتمتع بميزة نسبية بارزة في الاقتصاد المعرفي، مستمدة من إرثها الحضاري العريق ومكانتها التاريخية كمركز للعلم والثقافة والمعرفة في سلطنة عُمان، كما تتميز ببنية أساسية داعمة من شبكة طرق حديثة تربط المحافظة بمختلف محافظات سلطنة عُمان، وانتشار المراكز الثقافية، والمتاحف والمكتبات العامة، ورأس المال البشري حيث تتميز المحافظة بالكفاءات العلمية، وارتفاع نسبة التعليم العالي بين السكان، ووجود مبادرات شبابية فاعلة في الابتكار وريادة الأعمال، موضحًا أن استثمار هذه المقومات يعد ركيزة أساسية لتعزيز التنافسية الاقتصادية والمعرفية للمحافظة على المستويين الوطني والإقليمي.
وأشار سعادة الشيخ الحجري إلى أن مؤشر المحتوى المحلي ونسبة الإسناد للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة قد حققا تقدمًا ملحوظًا، حيث وصل إجمالي الإسناد لهذه المؤسسات إلى 1.2 مليون ريال عُماني في عام 2023، التي تمثل نسبة 9 بالمائة من إجمالي الإسناد، وارتفعت بنسبة ملاحظة خلال الفترة من ديسمبر 2024 إلى فبراير 2025، لتصل إلى 51 بالمائة، مما يعكس إسنادًا يتجاوز 8 ملايين ريال عُماني، وبنسبة زيادة تقدر بنحو 4 بالمائة مقارنة بالفترة السابقة.
كما ارتفع إجمالي الوزن النسبي لإنجاز مؤشر المحتوى المحلي في الربع الأول من عام 2025 إلى 20.5 بالمائة مقارنةً بالمطلوب الذي كان 13 بالمائة، مما يشير إلى تحسن ملحوظ بنسبة 7.5 بالمائة.
وأكد سعادته أن محافظة الداخلية تولي اهتمامًا كبيرًا بريادة الأعمال والابتكار، حيث تضم 4 مراكز متخصصة في هذا المجال، مشيرًا إلى أن عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في المحافظة قد تجاوز 14200 مؤسسة، مما يعكس الرغبة القوية لدى المجتمع المحلي في تعزيز النشاط الاقتصادي وتنمية المهارات.
وأضاف سعادته: إن محافظة الداخلية تسعى جاهدة لتشجيع الشباب على الانخراط في ريادة الأعمال والابتكار من خلال إطلاق جائزة خاصة تهدف إلى تحفيز الأفكار الإبداعية والمبادرات الجديدة، التي تمثل خطوة مهمة نحو دعم الطاقات الشبابية وتمكينهم من تحويل أفكارهم إلى واقع ملموس، مما يسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المحافظة.
وفيما يتعلق بمشاريع الطرق بمحافظة الداخلية، أشار سعادته إلى أن المحافظة تقوم حاليًا بتنفيذ مشاريع الطرق الداخلية بإجمالي أطوال تصل إلى 203 كيلومترات، بتكلفة تتجاوز 16.2 مليون ريال عُماني. كما شهدت المحافظة خلال الفترة من 2022 إلى 2024 تنفيذ 245.5 كيلومتر من الطرق بتكلفة إجمالية بلغت 19.6 مليون ريال عُماني.
وأضاف سعادته: إن مشاريع رصف المخططات السكنية والصناعية في المحافظة تُعد خطوة استراتيجية نحو تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
حيث تسهم هذه المشروعات في المخططات الصناعية في تحقيق «رؤية عُمان 2040» من خلال دعم القطاعات الإنتاجية وتعزيز التنويع الاقتصادي، حيث بلغت أطوال مشروعات رصف الطرق في المخططات الصناعية بالمحافظة نحو 33 كيلومترًا.
وقال سعادة الشيخ محافظ الداخلية: إن إجمالي عدد المشروعات الاستثمارية في المحافظة ارتفع بشكل ملحوظ من 8 مشروعات في عام 2022 إلى 53 مشروعًا في عام 2025، وبنسبة زيادة بلغت 562.5 بالمائة، مبيّنًا أن أهداف الاستثمار في المحافظة تتمثل في تنمية ولايات المحافظة وتطوير البنية الأساسية، وزيادة فرص العمل، وتعزيز القيمة المحلية المضافة، والمحتوى المحلي، بالإضافة إلى تحقيق التنوع والتكامل في الخدمات وتعزيز الحركة الاقتصادية والسياحية في المحافظة.
وأكد سعادة الشيخ محافظ الداخلية أن المحافظة تواصل جهودها لتعزيز مكانة الاقتصاد المعرفي من خلال تحويل المواقع الأثرية إلى منتجات سياحية واقتصادية وإحياء الحارات القديمة، مشيرًا إلى أن قرية مسفاة العبريين بولاية الحمراء، التي تم تصنيفها من بين أجمل القرى السياحية العالمية خلال اجتماع الجمعية العمومية لمنظمة السياحة العالمية في مدريد عام 2021، تعمل المحافظة على تطويرها حيث بلغت نسبة الإنجاز في المشروع 40 بالمائة، وشهدت القرية نموًا في عدد زوارها، بلغ خلال عام 2024 حوالي 115 ألف زائر.
وأضاف سعادته: إن محافظة الداخلية، بالتعاون مع الجهات المعنية، تعمل على مشروع إعادة إحياء حارة العقر الأثرية، من خلال ترميم وتطوير الحارة التي تحتوي على متاحف خاصة للمعروضات التاريخية، ونزل تراثية، وبيوت ضيافة، ومتاجر محلية، بالإضافة إلى معارض للسيارات الكلاسيكية ومهرجانات ثقافية وفعاليات رياضية، مما يسهم في تقديم مجموعة متنوعة من الخدمات للزوار.
ولفت سعادته إلى أن المحافظة تتمتع بسلاسل جبلية رائعة، مما يجعلها وجهة مثالية لممارسة مجموعة متنوعة من أنشطة المغامرة مثل التسلق والطيران الشراعي واستكشاف الكهوف، مشيرًا إلى أن استراتيجية المحافظة تسعى إلى توفير تجارب سياحية غنية لعشاق رياضة المشي الجبلي وسباقات الدراجات الهوائية، وذلك بفضل ما تقدمه طبيعة جبل الحجر الشرقي والغربي من مناظر طبيعية خلابة وتضاريس متنوعة.
وقال سعادته إن هذه الأنشطة تعد جزءًا من رؤية المحافظة لتعزيز سياحة المغامرة، حيث تسعى لجذب المزيد من الزوار والمغامرين من جميع أنحاء العالم، من خلال تطوير البنية الأساسية المناسبة وتوفير خدمات الدعم اللازمة، وتهدف المحافظة إلى إنشاء بيئة آمنة وممتعة للممارسين وعشاق هذه الرياضات. كما تسهم هذه الجهود في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال زيادة عدد الزوار، مما يفتح أمام المجتمع المحلي فرص عمل جديدة ويعزز من الاستثمارات في القطاع السياحي.
وأشار سعادة الشيخ محافظ الداخلية إلى أن المحافظة تعمل ضمن استراتيجيتها التنموية الشاملة على تعزيز السياحة من خلال تنظيم المهرجانات والفعاليات الثقافية والرياضية والاجتماعية، حيث نظمت المحافظة العديد من هذه الفعاليات على مدار العام، مثل مهرجان «شتاء الداخلية»، و«صيف الجبل الأخضر»، و«موسم الورد»، وفعالية «سوكا»، ومهرجان «سمائل».
وبيّن سعادة الشيخ أن المهرجانات أسهمت في تعزيز المحتوى المحلي، من خلال زيادة عدد الزوار ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، حيث استقبل «ربيع الجبل» (موسم الورد 2025) أكثر من 80 ألف زائر، بنسبة زيادة 50% مقارنةً بالعام الماضي، كما استفاد من فعاليات الموسم نحو 30 رائد عمل.
وبيّن سعادة الشيخ هلال الحجري أن المحافظة تتميز أيضًا بالسياحة الزراعية بفضل موقعها الجغرافي الفريد وما تمتلكه من مقومات طبيعية وبيئية غنية، فقد انفردت المحافظة بزراعة مجموعة متنوعة من المحاصيل الزراعية، مثل الرمان والزيتون والورد في الجبل الأخضر، بالإضافة إلى البوت والمشمش في جبل شمس. كما تزرع فيها الولاية محاصيل أخرى مثل الشعير والقمح والبر وقصب السكر، فضلًا عن المحاصيل الموسمية مثل الثوم والبصل في ولايات المحافظة.
وقال سعادته: إن هذا التنوع الزراعي يسهم في تعزيز الأمن الغذائي للمحافظة، حيث يوفر مصادر غذائية متنوعة ومستدامة للمجتمع المحلي.
كما تعكس هذه الأنشطة الزراعية حرص المحافظة على دعم القطاع الزراعي وتطويره، مما يسهم في تحسين مستوى معيشة المزارعين ويعزز من فرص العمل في هذا القطاع.
علاوة على ذلك، فإن السياحة الزراعية تشكل بُعدًا إضافيًا لجذب الزوار، حيث يمكنهم تجربة الحياة الريفية وزيارة المزارع، مما يعزز من وعيهم بأهمية الزراعة المستدامة والمنتجات المحلية.