لجريدة عمان:
2024-09-22@14:48:27 GMT

عن الحضارة الغربية ومن يمثلها

تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT

إذا كانت الدول الغربية هي المعادل الموضوعي لمصطلح «الغرب» بكل أبعاد المصطلح الثقافية والحضارية والتاريخية فإن الحضارة الغربية قد سقطت سقوطا مدويا نتيجة تورطها في الكثير من الحروب الإجرامية التي نشرت البؤس والشقاء في الكثير من قارات العالم بما في ذلك الدول العربية التي عانت الأمرين من الغرب الاستعماري عبر القرون الماضية وإلى يومنا هذا حيث تشهد غزة الفلسطينية إبادة جماعية بدعم سياسي وعسكري من «الدول» الغربية التي تقدم نفسها باعتبارها صانعة الحضارة «الغربية».

وكشفت أفعال وأقوال الكثير من هذه «الدول» عبر الزمن بعدها عن أي مفهوم أو قيمة من القيم الحضارية إن لم تكن ذات قيمة اقتصادية لها بشكل مباشر جدا.. أما الإنسان خارج نطاق تلك الدائرة فلا قيمة له.

أما إذا كان الأفراد هم المعادل الموضوعي للأبعاد الثقافية والحضارية في مصطلح «الغرب» فإن عليهم الوقوف ضد دعم دولهم، و/أو تورطها في جرائم عنصرية ضد الإنسانية قبل أن يسقطوا فيما تسقط فيه دولهم من مأزق أخلاقي وحضاري.

لقد كشفت الكثير من الدول الغربية عن تواطؤ كبير مع الجرائم التي يرتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وهي أحد أبشع الجرائم التي يمكن تصورها، فيما تمتنع هذه الدول عن أبسط فعل يمكن توقعه من دول تدعي التقدم والثراء الحضاري وهو رفض حرب الإبادة والدعوة إلى وقف الحرب.

لكن هذه الدول التي ألفت الحرب عبر تاريخها الطويل مستعدة لفتح جبهات قتال في عدة جهات من أجل الدفاع عن جرائم الإبادة التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة. فهي مستعدة لشن هجمات دموية في اليمن أو الاستنفار للدفاع عن إسرائيل في محكمة العدل الدولية معتبرة أن إسرائيل لم ترتكب أي فعل يمكن توصيفه على أنه جريمة إبادة! والغرب بهذا التوجه يناقض نفسه بشكل مضحك جدا، فهو الذي وضع توصيف جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية وكذلك جرائم التطهير العرقي، وكل هذه الجرائم ترتكبها إسرائيل في فلسطين منذ أكثر من 75 سنة، وقبل قيام ما عرف بدولة «إسرائيل» عندما كانت الجماعات اليهودية ترتكب مجازر مروعة بحق الشعب الفلسطيني.

ولا أعرف كيف يمكن لدولة شهدت أرضها الكثير من جرائم الإبادة قبيل وخلال الحرب العالمية الثانية تجند نفسها للوقوف في صف إسرائيل بينما تعي تماما أنها ترتكب جرائم تطهير عرقي. فجرائم إسرائيل في قطاع غزة ترتكب بقصد واضح ومعلن لتدمير الفلسطينيين في غزة، وقتل أطفالهم ونسائهم بهدف قطع نسلهم بشكل كامل أو جزئي. كما أن سلوك المؤسسات الإسرائيلية وكذلك المسؤولين القائمين عليها لا يخفي هذا التوجه والرغبة في القضاء على الفلسطينيين في القطاع. ورغم أن العالم أجمع يتحدث عن الإبادة التي تحدث في قطاع غزة إلا أن إسرائيل بوصفها «دولة» احتلال لم تستطع منع/ وقف الإبادة الجماعية، كما فشلت في مقاضاة التحريض المباشر والعلني على الإبادة الذي صدر من قيادات سياسية وعسكرية وأمنية. لقد ارتكبت إسرائيل كل الأفعال دون استثناء التي توصفها القوانين الدولية بأنها جرائم حرب بما في ذلك إخضاع الفلسطينيين لظروف معيشية هدفها تدميرهم ماديا ومعنويا حينما يقتل أطفالهم أمامهم وهم مدنيون، وحينما يستهدف الأطفال بشكل مباشر، وحينما يقطع عنهم الماء والكهرباء والمواد الغذائية ويهجرون من بيوتهم ويلحق بهم الأذى الروحي والجسدي.. ويحدث ذلك أمام مرأى ومسمع العالم وتنقل وسائل الإعلام كل ما يحدث على الهواء مباشرة.

كان الغرب في السابق يشعر ببعض الحرج عندما تكون جرائمه أو الجرائم التي يتستر عليها واضحة وعلنية ولكنه الآن تخلى حتى عن مجرد الحرج، بل راح يدعم تلك الجرائم ويدافع عنها وعن مرتكبيها، بل ويحاول تبريرها أو إعادة توصيفها بشكل فج.

على النخب الغربية التي لا نشك في أدوارها الحضارية ومساهمتها في صناعة حاضر البشرية ومستقبلها أن تقول كلمتها بشكل واضح لا لبس فيه هل هي مع هذه الحرب التي ترتكب فيها إسرائيل وبعض الدول الغربية جرائم بشعة ومخزية للإنسانية وستبقى وصمة عار في جبين الإنسانية التي تعجز حتى الآن عن وقفها أو الوقوف الجاد ضدها؟.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی قطاع غزة إسرائیل فی الکثیر من

إقرأ أيضاً:

روسيا تضيف 47 دولة على قائمة الدول التي تفرض قيما هدامة غير تقليدية

روسيا – أعلنت الحكومة الروسية، امس الجمعة، عن قائمة الدول التي تفرض سلطاتها مواقف هدامة تتعارض مع القيم الروحية والأخلاقية الروسية التقليدية.

ونشرت الحكومة موافقتها على القائمة بقرار صادر عن مجلس وزراء روسيا الاتحادية مرفق بأسماء الدول على الموقع الإلكتروني للمعلومات الرسمية والقانونية الروسي.

وتضم القائمة 47 دولة، وتشمل على وجه الخصوص، بريطانيا والولايات المتحدة وأوكرانيا وأستراليا والنمسا وألبانيا وأندورا وبلجيكا وألمانيا واليونان وإسبانيا وإيطاليا وكندا وقبرص وبولندا وفرنسا وسويسرا واليابان ودول أخرى من قائمة الدول غير الصديقة.

وفي وقت سابق، كلف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزارة الخارجية بتحديد قائمة الدول التي تنتهج سياسة فرض القيم النيوليبرالية التي تتعارض مع القيم الروسية التقليدية.

وأكد بوتين في الجلسة العامة للمنتدى الدولي العاشر للثقافات المتحدة الذي تم عقده في مدينة سان بطرسبورغ: “نحن لا نحارب ضد أي قيم أخرى، بل ندعم قيمنا الخاصة بنا، وبالمناسبة، هذا هو الفرق في النهج بيننا وبين خصومنا”.

وشدد الرئيس الروسي على أن قيم الإنسانية والحوار والاحترام المتبادل والثقة المتبادلة تتقاسمها الأغلبية في العالم، ولكن للأسف، تتعرض لضغوط مستمرة وخطر التآكل.

مشيرا إلى أن “ذلك يجري بسبب التسييس غير المسبوق للمجال الثقافي، وتحويله إلى سلاح للمكائد الجيوسياسية، وبسبب المحاولات المستمرة لتهميش وتقليل أهمية منظومات القيم الوطنية”.

وفي أغسطس الماضي، أصدر الرئيس بوتين مرسوما يمنح الأجانب ممن يشاطرون روسيا قيمها الأخلاقية والروحية التقليدية الإقامة على أراضي روسيا، ويعفيهم من فحوص اللغة الروسية.

وفي أواخر أغسطس، أعلن المكتب الصحفي لوزارة الداخلية الروسية أن أكثر من 400 مواطن من الدول غير الصديقة لروسيا حصلوا على اللجوء المؤقت في روسيا بناء على المرسوم الرئاسي.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • عميروف: أوكرانيا تطلع الدول الغربية على العمليات العسكرية الهجومية والدفاعية
  • مصر تبلغ أمريكا بموقف حاسم بشأن اليمن والوحدة والمرجعيات.. وتحدد الدول التي ستكون ضمن الترتيبات القادمة في البحر الأحمر
  • روسيا تضيف 47 دولة على قائمة الدول التي تفرض قيما هدامة غير تقليدية
  • جمال بيومي: سياسة أمريكا مساندة إسرائيل بشكل أعمى ومهما ارتكبت من جرائم
  • مصطفى بكري: حزب الله اللبناني سيرد على إسرائيل بشكل قوي (فيديو)
  • تظاهرات يمنية حاشدة تضامنا مع فلسطين وللمطالبة بوقف العدوان على غزة
  • تعز.. وقفة احتجاجية في ساحة الحرية تضامنًا مع فلسطين وتنديدًا بجرائم الإحتلال
  • ما الدول التي عارضت قرارا أمميا يطالب “إسرائيل” بإنهاء الاحتلال؟
  • ما الدول التي عارضت قرارا أمميا يطالب إسرائيل بإنهاء الاحتلال؟
  • ترامب يقع في فخ معاداة السامية.. ويّنذر إسرائيل بـ"الإبادة"