الجزيرة:
2025-07-31@16:53:30 GMT

توماس فريدمان: ترامب يحكم أميركا بحدسه الخادع

تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT

توماس فريدمان: ترامب يحكم أميركا بحدسه الخادع

في مقاله الأسبوعي بصحيفة نيويورك تايمز، قال الكاتب المعروف توماس فريدمان إن محللي مؤشرات الأسهم في بورصة وول ستريت في نيويورك بدؤوا بالاستهزاء من سلوك الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقالوا إن أفضل طريقة للتنبؤ بما سيقدم عليه، ومن ثم جني الأموال من تصرفاته، هي ممارسة "تجارة تاكو"، وهو مصطلح يعني أن "ترامب دائما ما يتراجع عن تهديداته"، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتعريفات الجمركية "المتهورة".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2يسرائيل هيوم: هؤلاء الناشطون في أسطول غزة الجديد مناهضون لإسرائيلlist 2 of 2هل بريطانيا متواطئة بالجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟end of list

وأضاف أن هذه السخرية من التقلب في المواقف التي تثير جنون ترامب ليست دقيقة فحسب، بل تستحق أن تُستخدم على نطاق أوسع.

وأورد الكاتب أمثلة للدلالة على تلك التقلبات، وقال إن ترامب تارة ما يُنحِّي أوكرانيا جانبا، وفي اليوم التالي يبتزها للحصول على معادنها النادرة، ثم ما تلبث أوكرانيا أن تعود بعدها إلى بيت الطاعة. وفي أحد الأيام يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صديقا له، وفي اليوم التالي يكون "مجنونا" برأيه.

ويمضي فريدمان بسرد الأمثلة للتأكيد أن تصرفات الرئيس الأميركي "تثير السخرية"، فيقول إن ترامب يعلن في يوم من الأيام أن كندا ستصبح الولاية الأميركية رقم 51، وفي اليوم التالي يستهدفها بالرسوم الجمركية.

وفي يوم يتفاخر بأنه لا يوظِّف سوى "أفضل" الأشخاص، وبعدها مباشرة يطرد أكثر من 100 خبير في مجلس الأمن القومي الأميركي بعد أسابيع فقط من تعيين العديد منهم.

إعلان

ويعتقد الكاتب أن الرئيس يمارس سلطته فقط بدافع من حدسه "غير المنضبط"، ومن دون دراسة وافية أو تنسيق كبير بين أجهزة الدولة، أو بمعزل عنها، زاعما أن ترامب "لا يحترم هياكل السلطة التنفيذية عند اتخاذ القرارات، ويجعل رفيقه في ممارسة لعبة الغولف (ستيفن ويتكوف) يتصرف كوزير للخارجية، في حين أن وزير الخارجية (الأصلي) ماركو روبيو يؤدي دور سفيره في بنما".

ويسترسل في انتقاداته اللاذعة، وهو الكاتب المعروف بميوله الليبرالية، فيقول إن ترامب يطمس كل الخطوط الفاصلة بين واجباته القانونية ومصالحه الشخصية.

فريدمان: أميركا لم تعد تحكمها إدارة تقليدية، بل تديرها منظمة ترامب التي يملكها الرئيس نفسه

وفي اعتقاد فريدمان أن ذلك يعني أن أميركا لم تعد تحكمها إدارة تقليدية، بل تديرها منظمة ترامب التي يملكها الرئيس نفسه.

وعقد مقارنة بين ولايتي ترامب الرئاسيتين الأولى والثانية. وقال إن الرئيس أحاط نفسه في الولاية الأولى ببعض الأشخاص من ذوي الثقل الذين كانوا بمنزلة أحزمة أمان تقيه من السقوط في المشكلات، أما في الثانية فقد أحاط نفسه فقط بالمتملقين الذين يُضخِّمون أفعاله.

وعزا السبب الذي يجعل ترامب يتصرف بهذا الشكل إلى أن الديمقراطيين اليوم في غاية الضعف، والجمهوريون جبناء أكثر من اللازم، وشركات المحاماة الكبرى مفلسة أخلاقيا، والمسؤولون في الحكومة عاجزون عن فعل أي شيء.

وانتقد فريدمان قرارات ترامب بفرض الرسوم الجمركية، وقال إنها وجهت ضربة لصناعة السيارات الأميركية برمتها حتى إن شركات مثل فورد وجنرال موتورز وستيلانتس أعلنت أنها لا تستطيع تقديم توقعات لأرباحها لبقية عام 2025، مشيرة إلى الغموض الذي يكتنف تطبيق الرسوم الجمركية والاضطرابات المحتملة في سلاسل التوريد.

وأكد أن رد فعل الصين كان متوقعا بعد أن فرض ترامب رسوما جمركية بنسبة 145% على جميع صادراتها إلى الولايات المتحدة، فكان أن أوقفت فجأة تصدير المعادن النادرة التي تدخل في صناعة السيارات والطائرات المسيرة والروبوتات والصواريخ التي تنتجها أميركا.

إعلان

وقال فريدمان إن "هوس" ترامب بتدمير صناعة السيارات الكهربائية الأميركية، التي كان الرئيس السابق جو بايدن يحاول بناءها، يقوض جهود الولايات المتحدة لمنافسة الصين في مجال البطاريات الكهربائية.

ووفق تعبيره، فإن البطاريات هي النفط الجديد؛ فهي ستعمل على تشغيل النظام البيئي الصناعي الجديد للسيارات الذاتية القيادة والروبوتات والطائرات المسيرة والتكنولوجيا النظيفة، التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.

وفي هذا الصدد، يؤيد فريدمان ما ذهب إليه الكاتب الاقتصادي نواه سميث من أن تبعات ذلك ستكون إضعاف قدرة أميركا على إنتاج طائرات مسيرة رخيصة الثمن تعمل بالبطاريات، وهي التي استخدمتها أوكرانيا قبل أيام لتدمير جزء من الأسطول الجوي الروسي، والتي يمكن أن تستخدمها الصين بالطريقة نفسها ضد حاملات الطائرات الأميركية.

وانتقل الكاتب بعد ذلك إلى الحديث عن إستراتيجية ترامب التعليمية، فقال إن واشنطن لا يمكنها أن تضع حاجزا تجاريا ذا مغزى أمام الصين ما لم تكن لديها أيضا خطة تعليمية تعزز الصناعة المتقدمة.

وأشار في هذا الصدد إلى أن الجامعات الصينية تركز بشكل كبير على تدريس العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لدرجة أنها تُخرِّج كل عام حوالي 3.5 ملايين طالب في هذه التخصصات، وهو أقل بقليل من عدد خريجي برامج الزمالة والبكالوريوس والماجستير والدكتوراه في جميع المساقات في الولايات المتحدة.

واختتم الكاتب مقاله بأن الولايات المتحدة، لكي تنافس في اقتصاد المستقبل الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، عليها أن تسدّ النقص الحاد في أعداد المهندسين، مضيفا أنه لن يتأتى لها ذلك إلا بقبول عشرات الآلاف من طلاب الهندسة والمهندسين من الصين والهند على وجه الخصوص.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات الحج ترجمات الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

لولا يتعهّد بالدفاع عن "سيادة البرازيل" بمواجهة رسوم أميركا

تعهّد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الأربعاء بالدفاع عن "سيادة" بلاده"، وذلك بعد إعلان الولايات المتحدة فرضها رسوما جمركية إضافية على وارداتها من المنتجات البرازيلية وعقوبات على قاض بالمحكمة العليا في الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية.

وقال لولا خلال مراسم رسمية في برازيليا إن هذا اليوم هو "يوم مقدس للسيادة"، متعهدا "الدفاع عن سيادة الشعب البرازيلي في مواجهة الإجراءات التي أعلن عنها رئيس الولايات المتحدة" دونالد ترامب.

من جانبه، ندّد وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا عقب اجتماعه في واشنطن بنظيره الأميركي ماركو روبيو بـ"تدخّل غير مقبول في السيادة الوطنية".

وصرّح فييرا للصحافيين قائلا: "لقد أبلغته أن القضاء في البرازيل مستقل، كما هي الحال هنا، وأنه لن يرضخ لضغوط خارجية"، محذّرا من أن "الحكومة البرازيلية تحتفظ بحق الرد على الإجراءات التي تتّخذها الولايات المتحدة".

ووقّع ترامب الأربعاء أمرا تنفيذيا فرض بموجبه على واردات بلاده من المنتجات البرازيلية رسوما جمركية إضافية بنسبة 50 في المئة، مبرّرا قراره هذا بـ"التهديد غير العادي والاستثنائي الذي تشكله البرازيل على الأمن القومي والاقتصاد والسياسة الخارجية للولايات المتحدة".

والأربعاء أيضا أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات جديدة على ألكسندر دي مورايس، القاضي في المحكمة العليا البرازيلية المسؤول عن محاكمة الرئيس السابق جايير بولسونارو، حليف ترامب، بتهمة تدبير محاولة انقلاب.

وتتّهم واشنطن هذا القاضي بالقيام بـ"اعتقالات تعسفية" وعدم احترام "حرية التعبير" واستغلال منصبه "لاستهداف معارضين سياسيين، بمن فيهم الرئيس السابق بولسونارو، وصحافيين، ومنصات تواصل اجتماعي أميركية، وشركات أميركية ودولية أخرى".

وتواجه المحكمة العليا البرازيلية انتقادات شديدة بسبب المحاكمة الجارية لبولسونارو وموقفها الحازم ضد التضليل الإعلامي على منصات التواصل الاجتماعي.

وردّت المحكمة في وقت متأخر من الأربعاء على الإجراء الأميركي، مؤكدة أن "الفصل في الجرائم التي قوّضت بشكل خطر الديمقراطية البرازيلية هو مسؤولية حصرية للنظام القضائي" البرازيلي.

وأضافت المحكمة في بيان مقتضب أنها "لن تحيد عن دورها في احترام دستور البلاد وقوانينها التي تضمن لجميع المعنيّين الحق بإجراءات قانونية واجبة ومحاكمة عادلة".

مقالات مشابهة

  • واشنطن بوست: التراجع عن دعم الديمقراطية يقوّض مكانة أميركا
  • أميركا تُحدد سقفا زمنيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • أميركا تعلن اتفاقات تجارية مع كوريا الجنوبية وباكستان وكمبوديا وتايلند
  • لولا يتعهّد بالدفاع عن "سيادة البرازيل" بمواجهة رسوم أميركا
  • توماس فريدمان يشرح.. هكذا خدع نتنياهو ترامب في غزة
  • فريدمان: نتنياهو خدع ترامب في غزة ولن يحقق النصر الكامل
  • هل تستجيب الصين لمطالب أميركا بوقف استيراد النفط الروسي والإيراني؟
  • ميدفيديف: تهديدات ترمب تدفع نحو حرب بين أميركا وروسيا
  • الرابحون والخاسرون من الاتفاق التجاري بين أميركا والاتحاد الأوروبي
  • تمهيدًا للقاء محتمل بين ترامب وشي..أميركا والصين تستأنفان محادثاتهما التجارية في ستوكهولم